روايه بقلم ساره مجدي
بس انا مش قادر اصدق معقول فى ناس كده الفلوس عندهم اهم من البنى أدمين ازاى يعملوا فيها و فى ولادها كده
ظلت الحجه عفيفه صامته لعده ثوان ثم قالت پألم
الناس بقت مغميه عنيها عن حقيقه الحياه بقت شايفه المال و السلطه اهم حاجه محدش منهم بقا فاكر ان له رب راجعله فى يوم و لا ان ربنا شايف و مطلع على ظلمهم لبعض و لا بقا حد فاكر ان دعوه المظلوم ربنا بيسمعها من سامع سما و ينصره و لو بعد حين كل الناس نسيت ان فى جنه و ڼار و قطع صله الرحم من الكباير كله واخد المظاهر اسلوب حياه نسيوا ان ربنا موزع الارزاق بالعدل وكل واحد واخد حقه دون نقصان
سبحان الله مقسم الارزاق و مسير الاقدار لحكمه
ثم ربتت على يديه المستريحه فوق قدمه و سارت فى اتجاه المطبخ و هى تقول
هقوم اعمل اكله كويسه للبنت الغلبانه دى على
ما انت تنزل تنظف الاوضه تحت و تشوفها لو ناقصها حاجه
ابتسم ابتسامه صغيره و تحرك ينفز ما قالته امه بسعاده
فى وقت متأخر استيقظت عذراء بعد ان نالت قسط وافر من الراحه ظلت تنظر
و اخيرا صحيتى قومى يالا تعالى علشان تاكلى و لما جنه تصحى تبقا تاكل يلا قومى علشان اللى فى بطنك
و ايضا بسعادتها بأهتمام تلك السيده الطيبه بها الا ان هناك غصه فى حلقها تؤلمها بشده هى عذراء ابنه تلك العائله الكبيره تتسول الطعام و مكان للمبيت هى ابنه الاكرمين يحدث لها هذا و عند ذلك التفكير تجمعت الدموع فى عيونها دموع قهر مما حدث معها و دموع كرامه اهينت على يد اقرب ما لها و دموع عجز عن رفض كرم تلك السيده الحنونه اقتربت منها الحجه عفيفه حين لاحظت تلك الدمعات التى تنحدر من عينيها و تسيل فوق وجنتيها و ربتت على كتفيها بحنان و قالت بصوت هامس
نظرت اليها عذراء من بين دموعها و هزت راسها بنعم لترفع الحجه عفيفه الغطاء عنها و هى تقول
يلا قومى دى تالت مره اسخن الاكل قومى
خرجت معها عذراء و هى تنظر ارضا بخجل ليقف عرفان سريعا وهو يقول
صباح الخير يا ست عذراء يارب تكونى بخير دلوقتى
رفعت عيونها تنظر اليه بخجل ثم قالت
لتضمها الحجه عفيفه بحنان حين قال عرفان بأقرار
متقوليش كده يا ست عذراء انت و بنتك منورين و البيت بيتكم
لتبتسم بخجل حين اجلستها الحجه عفيفه على احدى كراسى طاوله الطعام و هى تقول
اقعدى كلى بقا علشان خاطر ابنك و انت كمان تشدى حيلك كده علشان تقدرى تكملى حياتك و تهتمى بأولادك
يا صباح الخير و النور على البنور
ابتسمت الصغيره بسعاده فهى
لم تستمع الى تلك الكلمات منذ وفاه والده و كانت عذراء تنظر اليه بأمتنان كبير خاصه حين قبل الصغيره على جبينها و قال
جعانه يا جنه
لتهز الصغيره راسها بنعم ليقول هو بأبتسامه سعاده
يبقا الحلوه لازم تاكل و بسرعه و عمو عرفان هيأكله بأيدوا كمان ايه رايك
لتهز الصغيره راسها بنعم فى نفس الوقت التى تجمعت الدموع فى عين كل من الحجه عفيفه و عذراء و لكن لكل منهم اسبابه فالاولى شفقه على ولدها الذى بداخل قلبه حنان الدنيا للاطفال و لكن حكمه الله حرمته منها و الثانيه تبكى ذكرى زوج رحل صحيح لم يكن كالواقف امامها فى حنانه و طيبه قلبه و لكنه لم يهيما يوما و دائما كان يدلل ابنته و بعد مۏته حرمت هى و ابنتها من كل شئ و ذاقوا العڈاب بعده بقلمى ساره مجدى
كانت عذراء تتابع حركات عرفان مع ابنتها بسعاده كبيره خاصه و هى تستمع لصوت ضحكات ابنتها التى حرمت من سماعها لأشهر حين انتهوا من الطعام وقفت عذراء سريعا تلملم الاطباق و وقفت تغسل الصحون رافضه تماما اى اعتراض من الحجه عفيفه و تركا جنه مع عرفان الذى كان يلاعبها ببعض الالعاب القديمه التى كانت له يوما ما
و حين انتهت جلست معها بالمطبخ و هى تشعر بخجل شديد مما تريد ان تطلبه منها شعرت بها الحجه عفيفه فقالت
انت يا بنتى عايزه تقولى حاجه
هزت عذراء راسها بنعم ثم قالت
انا عارفه انكم عملتوا معانا الواجب و زياده و كتر خيركم على كل حاجه و الله و ربنا يجازيكم خير على كل حاجه المعامله الطيبه و النومه و الاكل كمان بس لو تكملوا جميلكم معانا و نفضل هنا لحد الصبح بس علشان منمش انا و البنت فى الشارع
كانت الحجه عفيفه تشعر بالذهول و الصدمه مع كل كلمه تقولها الجالسه امامها و تشعر بالشفقه عليها و على حالها و الظروف الصعبه التى تمر بها بسبب عائلتها
وضعت يديها فوق يديها المستريحه و ربتت عليها بحنان و هى تقول
ايه يا بنتى اللى انت بتقوليه ده مش كل الناس زى
عيلتك اللى الفلوس غيبت عقولهم و قست قلوبهم على لحمهم
صمتت لثوانى حين انحدرت تلك الدموع من عيون عذراء و مدت يدها تمسح تلك الدمعات من فوق و جنتيها وقالت
بصى يا بنتى انا فى عندى تحت شقه صغيره اوضه و صاله بمطبخ و حمام مفروشه و زى الفل ايه رايك تقعدى فيها و ربنا يسهل كده شويه و نشوف لك شغلانه مضمونه و كويسه تناسبك
لتنهمر دموع عذراء و قالت بصوت يرتعش
بس انا مش معايا فلوس ادفع ايجار و كمان
لتقاطعها الحجه عفيفه قائله
يا بنتى الاوضه دى كانت مقفوله و مكنش عندى نيه استفيد منها بأى شكل قبل كده اقعدى فيها انت و ولادك يا بنتى تحميكى من كلاب الشوارع و من اهلك اللى معندهمش لا ضمير و لا قلب
لتبكى عذراء بصوت عالى جعلت ذلك الذى بالخارج رغم اهتمامه باللعب مع جنه الا ان اذنه كانت مع حديثها هى و والدته و كم تألم من اجلها
بالفعل نزلا جميعا الى تلك الغرفه الذى قام عرفان بتنظيفها جيدا جدا و اعاد ترتيب الاغراض فالصاله بها صالون قديم لكنه بحاله جيده و طاوله طعام ذات اربع كراسى و وضع ستائر ثقيله على النافذه التى تطل على الشارع و ذلك ما ادهش الحجه عفيفه ادخلتها الى الغرفه التى كانت بها سرير كبير وخذانه كبيره و طاوله ذينه كل