الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه بقلم ساره مجدي

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

كان يجلس امام بقالته يضع راسه بين يديه بهم فاليوم طلق زوجته بعد زواج دام لخمس سنوات لم تكن افضل سنوات حياته ولا هو حزين على فراق زوجته فهذا قرارها ان تتركه و هى لم تعد تحتمل و تريد ان تصبح ام و هو كرجل حر لا يستطيع اجبارها على العيش معه دون رغبتها
اغمض عينيه پقهر و هو يتذكر نظره عين امه التى تملئها الحصره على حال ولدها ولكنه راضى بقضاء الله و قدره هو وحيد والدته و لن يكون له ابناء ابدا سيحيا بمفرده و ېموت بمفرده و لن يذكره احد يوما

ب ٣ جنيه
اجابها سريعا لتشير الى علبه بسكوت و قالت
و البسكوت ده بكام 
ب ٢ جنينه
لتبتسم ابتسامه صغيره و هى تداعب شعر الطفله و مدت يدها بالمال و قالت
عايزه ازاره مايه و باكو بسكوت
اعطاها ما ارادت ليلاحظ بروز بطنها تحركت خطوتان و هى تشكره ثم جلست على الرصيف المقابل للمحل و اجلست الصغيره و بدأت فى اطعامها البسكوت و هى تقول
كلى يا حبيبتى حقك عليا كلى
شعر بغصه الم و هو يرى الطفله الصغيره تأكل البسكوت بسرعه كبيره فيبدوا عليها الجوع الشديد و ايضا لاحظ ارهاق امها التى شربت من الماء القليل فقط حتى توفر الباقى لابنتها
لا شكرا مش عايزه
لينحنى و يجلس على ركبه واحده وهو يقول
ده هديه منى للصغيره الحلوه دى
ضمت صغيرتها الى صدرها و قالت
هى اكلت خلاص كتر خيرك و بعدين بصراحه مش معايا فلوس
ليبتسم بحنان ابوى فكم هى صغيره و متعبه انه لا يعطيها اكثر من خمسه عشر عاما كيف هى متزوجه و ام لطفلان احدهما لم يرى نور الحياه بعد
دول هديه منى للاموره مش عايز فلوس
هزت راسها بأرهاق شديد و قالت بخجل و الدموع تتجمع فى عيونها
انا مش هشحت على بنتى
ليؤلمه قلبه و يشعر بالشفقه عليها فقال باستفهام
هو انت من منين و ايه حكايتك 
ظهر الخۏف على وجهها ليقول سريعا
مټخافيش انا بس بسأل علشان لو اقدر اساعدك بحاجه
ظلت صامته لبعض الوقت تنظر اليه پخوف ليبتسم بتفهم و قال
ثوانى و راجع اوعى تمشى
و توجه الى البيت المواجه لمكان جلوسها و دخل اليه اختفى هناك لعده ثوان ثم عاد و معه سيده كبيره فى العمر تقدمت منها ببطىء وعلى و جهها معالم الاندهاش و القلق و حين وقفت امامها قالت
انت مين يا بنتى و ايه حكايتك 
شعرت عذراء بالخۏف فوقفت على قدميها و هى تحتضن ابنتها بيد و باليد الاخرى حاوطت بطنها و هى تقول
غريبه و الغريب اعمى ولو كان بصير كنت برتاح شويه ومكملا طريقى
و تحركت خطوتان لتسمع تلك السيده تقول بحنان
يا بنتى انا مش عايزه بيكى شړ انا عايزه اعرف حكايتك يمكن اقدر اساعدك
وقفت عذراء مكانها و نظرت الى تلك السيده سمحه الوجه و قالت بإرهاق و توسل
صحيح تقدرى تساعديني
ليشعر عرفان بالم حاد فى قلبه على حال تلك المسكينه و اقتربت والدته منها و ربتت على كتفها و هى تقول بحنان
تعالى يا بنتى ندخل جوه ترتاحى و تحكيلى كل حاجه يمكن ربنا يجعلنا سبب فى حل مشكلتك
كان عرفان يجلس على احدى كراسى طاوله الطعام ينظر الى الصغير التى تتناول العصير و عيونها ناعسه تريد النوم بشده فوقف سريعا و امسك الكوب و حمل الصغيره التى كانت تستسلم الى النوم و جلس على الكرسى الموجود بجانب الاريكه و هى بين ذراعيه لتنظر والدته اليه بشفقه و عذراء بأندهاش لتقترب الحجه عفيفه منها و جلست بجانبها و قالت بطيبه
احكيلى يا بنتى حكايتك يمكن نقدر نساعدك
كانت نظرات عذراء قلقه و خائفه و بها الكثير من الارهاق و التعب و من داخلها تشعر بالقلق من ان تقص حكايتها على اناس غريبه لكنها حقا قد تعبت بشده و ايضا هى على وشك الولاده تريد من يحمل معها ذلك الحمل الثقيل تركتها الحجه عفيفه تأخذ و قتها فى التفكير كذلك عرفان الذى
انا اسمى عذراء سليم عنان من بلد يتيمه من و انا عندى عشر سنين و من صغرى عارفه انى مخطوبه لأبن عمى و فعلا اول ما كملت سنه اتجوزنا حياتى معاه كانت عاديه سهله و مفيهاش مشاكل و على طول ربنا رزقنا بجنه و عدت 3 سنين و عرفت انى حامل و بدأت المشاكل بين سالم و اخواته
سالم ده جوزك
سألت الحجه عفيفه لتهزعذراء راسها بنعم و هى تكمل
بين اخواته و اعمامه كل واحد فيهم حاسس انه مظلوم و مش واخد حقه اصل جدى كان كاتب كل حاجه بأسم سالم والباقى كل واحد بيشتغل فى حاجه من الاملاك و الارباح بتتوزع بينهم بالتساوى فى يوم اجتمعت العيله كلها علشان يتكلموا مع سالم لاخر مره علشان يرجع لكل واحد حقه بس هو رفض علشان ينفضل محافظ على وصيه جده اتخانقوا و صوتهم كان عالى جدا و بعدين مشيوا كلهم و هما غضبانين و مضايقين 
بعد شهرين سالم عمل حاډثه و ماټ فى ناس بتقول حاډثه مدبره و ناس بتقول قضاء و قدر لكن العيله كلها كانت متجمعه و العذاء فضل ثلاث ايام كاملين و كل خميس يفتحوا المنضره و اهل البلد كلها تتجمع و بعد مرور الاربعين اجتمعوا كلهم علشان يبلغونى ان انا و بنتى و اللى فى بطنى ملناش ورث و لا لينا مكان فى وسطهم خلفت واد خلفت بنت مرجعش هناك تانى و الا ھيموتنى و يموتوا عيالى زى ما موتوا سالم و فى نفس اللحظه كانت مرات عمى بترمى تحت رجلى شنطه فيها هدومى و هدوم بنتى اترجتهم يستنوا للصبح قالولى لازم
امشى بليل علشان خبر هروبى من البلد الكل يعرفه الصبح و خرجت من هناك من غير فلوس و لا اى حاجه خالص بلد تشيلنى و بلد تحطنى لحد ما وصلت هنا و اخر فلوس معايا كانت الخمسه جنيه اللى اشتريت بيهم المايه و البسكوت
كانت دموع الحجه عفيفه ټغرق و جهها و عرفان يشعر بالصدمه و الزهول من تلك العائله التى تهتم و تحب المال اكثر من افراد عائلتهم 
هنعمل ايه يا امى 
ظلت الحجه عفيفه صامته و عقلها يدور فى دوائر الحيره و عرفان ينظر اليها بقلق ينتظر قرارها فرغم انه تخطى الخامسه و الثلاثون من عمره الا انه لا يتعدى والدته فى شئ ليس ضعف فى شخصيته و لكن احترام و تقدير لها و ايضا ثقه فى رجاحه عقلها
ايه رايك نأجرلها الاوضه اللى تحت السلم اهى تبقى معانا و فى نفس الوقت فى شقه لوحدها كمان اعلمها الخياطه و اهى حاجه تصرف بيها على نفسها و على بنتها لحد ما ربنا يقومها بالسلامه تبقا تشوف وقتها عايزه تعمل ايه
ليبتسم بسعاده الان يشعر بالراحه فهو كان يخشى ان ترفض امه بقائهم معهم و هو قد تعلق بالصغيره جنه التى رغم اتساخ ملابسها
اقترب و قبل راس امه و هو يقول
ربنا يبارك فى عمرك يا امى

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات