الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

متي تضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف

انت في الصفحة 43 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

 


بالصلابه امامهم رغم شعورها المتزايد بأن كل خليه من خلايا جسدها ترتجف داخليا فزعا عليه شعور مرير بالذعر تختبره لاول مره بسبب فكره فقدانه فهى تشعر كما لو ان احدهم قام بوضعها وسط موجات البحر المتلاطمة فى ليله شتويه عاصفه ثم تركها تبحر بمفردها ورحل ولا يعلم ان اكثر ما تخشاه هو البحر الهائج فى الظلام لم تستطيع حبس دموعها اكثر لذلك تركت لها العنان لتنساب فوق وجنتها بحريه ارتمت بجسدها على المقعد الموضوع بجانب الفراش والذى يبدو انها وضع خصيصا من اجلها ناظره إليه بحزن وهو غافيا ومحاطا بذلك الكم من الاجهزه والمحاليل ولا يدرى بما يدور حوله والاهم بما يدور فى قلبها من احاسيس تجاهه لقد بدء عقلها يجبرها وبقوه على الاعتراف بما تهربت منه منذ سنوات الحقيقه التى لطمتها بقوه ودون سابق انذار فريد هو ملجأها الوحيد أمانها منذ اعوامها الاولى بل منذ ان قررت ان تأتى إلى ذلك العالم وتخوض فيه معركتها الخاصه والتى ابدا لم تكن خاصه كان معها دائما حصنها ورفيق دربها الوحيد حتى عندما كانت تقف امامه وتتحداه كانت تفعل ذلك لعلمها انه معها وخلفها يمدها بالقوه يحبها ويحميها ويشد عضدها عندما تقع فى ازمه كانت تعلم جيدا ان فريد بجوارها فى مكان ما يراعها وينتظر فقط الوقت المناسب ليتدخل وينقذها ولكنه ها هو الان يرقد فى الفراش غير واعيا برعبها فى الساعات الماضيه والتى قضتهم فى الخارج وحيده للغايه بدونه ترى كل الوجوه غريبه لانه ليش من ضمنهم تماما كورقه شجر فى فصل الخريف تخشى هبوب ريحا عاصف يميد بها لوت فمها بسخريه مفكره هل يعلم ان مجرد دخولها الغرفه وجلوسها بجواره أعاد اليها شيئا من الطمأنينة والدفء لقلبها مدت يدها تتلمس بحذر شديد كفه الأيمن قبل ان ترفعه لتطبع عده قبلات مشتاقة فوق أصابعه وباطنه بعض الأشخاص محظوظون كفايه ليقعوا فى الحب مثله اما هى فكانت الاوفر حظا لانها لم تقع فى الحب بل ولدت فيه فتحت عينيها عليه وكبرت وترعرت فى ظله لن تكابر بعد الان ولن تحارب مشاعرها اكثر من ذلك انها تحبه كما كانت دائما بطهره وعصيانه بلينه وقسوته بطاعته وعناده غارقه فى حبه تماما وكليا تحبه الان كما أحبته فى الماضى وستظل تحبه فى المستقبل لم تشعر بالحب الا معه ولم يدق قلبها الا له لم تكرهه ابدا بل على العكس كل ما كانت تشعر به هو الڠضب كل عبارات الكره التى رمته بها منذ سنوات لم تكن الا تنفيس عن خيبه املها منه مع الحزن لفقدانها لحبيبها الاول وصديقها المفضل فى اصعب أوقاتها ولكن كل ذلك اصبح الان من الماضى من اليوم ستحارب من اجل اعاده فريد خاصتها فريد الحنون المتسامح هزت راسه بأصرار فهى عاقده على تنفيذ خطتها وستعمل بكل طاقتها ان تنسيه ذلك الماضى بكل تعقيداته والالامه وتعويضه عن كل

ما عاناه بمفرده دون ان تكون بجواره ثم بعد ذلك ليبدءا معا حياتهم الجديده دون وجود احد ودون تدخل من احد دون اطماع وخطط وأحقاد والاهم دون خطړ او اڼتقام
تحركت نحوه تحتضن وجهه بكفيها بحنان شديد وهى تتأمله بعشق يالله كم هو وسيم لقد كان دائما وسيم بتلك العينين العسلتين التى تدفئ قلبها وحياتها كالشمس ولكنها تراه الان اكثر وسامه كم تمنت ان تتلقى تلك الړصاصه بدلا عنه لو فقط يعاد بها الزمن لكانت وقفت امامه تحميه وتفديه بروحها قبل جسدها فأن تصاب هى وتعلم انه بجوارها اهون كثيرا من ان يصاب هو وتظل هى هكذا بدونه فاقده للحياة ولن تعود حياة الا بعوده فريد .
قامت بطبع قبله دافئه ومطوله فوق جبهته وهى تهمس له بهياام 
بحبك .. بعدد كل كلمه بكرهك قلتهالك بحبك .. قوم بقى عشان خاطرى متسبنيش لوحدى .. قوم عشان انت عارف ان حياة متنفعش غير لفريد ..
سقطت من احدى جفنيها دمعه اخرى فوق وجنته سارعت بمسحها بړعب كأنها ستتسبب فى ايذائه ثم قامت بطبع قبله ثانيه وثالثه فوق جبهته واخرى فوق وجنته مكان سقوط دمعتها ثم عادت تجلس فوق المقعد مره اخرى وهى تحتضن كفه بتملك .
فى اليومين التاليين ظلت حياة بجواره لم تبارح مطرحها ولو قيد أنمله رفضت جميع التوسلات من قبل والدتها وجدته وحتى الطبيب بالارتياح قليلا او تناول الطعام ولكنها رفضت ذلك رفضا باتا فيبدو ان جهازها العصبى اصبح متنبها بالكامل بسبب حاله الذعر الذى يمر بها لذلك لم يغمض لها جفن خلال ذلك اليومين المنصرمين كما انها لن تشعر بطعم الحياة حتى يفتح عينيه مره اخرى
كانت تقضى يومها بالصلاة والدعاء له بالشفاء العاجل وفى المساء وأثناء صلاتها فى جوف الليل فتح فريد عينيه بوهن شديد ليطالعها ساجدة فوق الارضيه وهى تنتحب. بصوت رقيق تمتم اسمها بخفوت شديد عده مرات قبل ان يغالبه النعاس مره اخرى من اثر المخدر انهت حياة صلاتها ثم هرولت نحوه مسرعه تتفقده تنهدت بأحباط وهى تراه لازال غائبا عن الوعى فقد هيأ لها أثناء صلاتها انه يهتف بأسمها ولكن يبدو انها تتهيأ بذلك كعادتها فى اليومين الماضيين 
اغمضت عينها تدعو الله بقلب مضطر ان يستيقظ فهى لا تشعر ان قلبها سيحتمل يوم اخر بدونه اخفضت رأسها تطبع قبله حذره للغايه فوق موقع قلبه ثم تحركت تطبع قبلات مشتاقة فوق كل إنش من وجهه اما هو فمن بين صحوته وغفوته حلمه وواقعه كان يشعر بقبلاتها كالنسمه الناعمه تقع فوق وجهه ممنيا نفسه باليوم الذى يقوم به بكل ما يفكر به الان كاملا مكملا .
بعد ما يقارب الساعتين وعندما كانت حياة تجلس فوق المقعد بجوار فراشه محتضنه كفه كعادتها شعرت به يتململ ويده تضغط بضعف شديد فوق يدها وهو يتمتم اسمها بهمس خاڤت رفعت رأسها بترقب شديد تنظر نحوه فوجدته يرمش عده مرات قبل ان يفتح عينيه بوهن انتقضت من مقعدها واندفعت نحوه تتلمس وجهه بلهفه وهى تتمتم بصوت مخټنق من شده مشاعرها 
فريد انت صحيت .. انت صحيت صح .. انت هنا ..
حرك شفتيه يسألها بهمس ضعيف 
انتى كويسه !.. 
اومأت رأسها له عده مرات موافقه وهى تحاول جاهده كبت دموعها حتى لا تبدء فى التساقط وتفضح مشاعرها امامه ثم اجابته وهى تحتضن وجهه بحنان شديد 
هششش .. متتكلمش ومتتعبش نفسك .. انا كويسه .. ثوانى هندهلك الدكتور
..
انهت جملتها وركضت نحو الخارج بأندفاع شديد ثم عادت بعد دقائق معدوده وبصحبتها رئيس الأطباء الذى اندفع هو الاخر خلفها للفحص والتأكد من سلامه مخدومه اجرى الطبيب فحصه
مطولا ثم استقام فى وقفته هاتفا بمرح شديد 
كله زى الفل مفيش اى حاجه تخوف .. هترتاح هنا شويه والصبح هنتنقل لاوضه عاديه ..
وجهه حديثه لحياة وهو يتحرك نحو باب الغرفه للخروج 
مدام حياة .. زى ما نبهت على حضرتك بلاش اى كلام او مجهود وشويه والممرضه هتيجى تكمل العلاج ..
اومأت حياة رأسها له موافقه بتفهم شديد قبل ان تتقدم مره اخرى نحوه جلست على حافه الفراش بجواره تتأمله ويتأملها فى صمت كان يبدو واضحا لها من تعبيرات وجهه انه يتألم لذلك عندما حاول فتح فمه للحديث قامت بوضع إصبعها فوق فمه قائله برقه شديده 
شششششششش .. ولا كلمه ..
ثم اكملت جملتها بمرح شديد وهو لازالت تضع إبهامها فوق فمه 
اخاڤ الدكتور يقفشنا واحنا بنتكلم يطردنى وانا بصراحه ما صدقت أقنعه يخلينى هنا ..
رفع احدى حاجبيه معا بأستنكار شديد مما دفعها للابتسام بقوه ثم فجأه وبدون اى مقدمات سألته برجاء 
فريد .. ممكن احضنك !..
لم يجيبها ولكن بدلا من ذلك ابعد يده السليمه عن جسده مشيرا لها للاقتراب مالت بجسدها تحتضنه بحذر شديد دون تحميل ثقلها عليه سانده جبهتها على الوساده وما تبقى من وجهها واقعا بين المسافه بين الوساده وكتفه ثم اقتربت ببطء حتى شعرت بأنفاسه المتعبه تلامس اذنها تنهدت براحه فالآن يمكنها الاسترخاء وقد عاد دفء انفاسه يحيط روحها .
فى الصباح استيقظ فريد شاعرا بثقل ما جاثيا فوق ساقه اليمنى فتح عينيه ببطء فوجدها غافيه ورأسها مستنده فوق ساقه بكسل ويدها محتضنه كفه بقوه كأنها تخشى هروبه ابتسم ببطء ثم حرر يده من كفها وبدء يتلمس خصلات شعرها بأشتياق لم يدرى كم مضى عليه من الوقت وهو غافيا بتلك الضماده الغبيه التى تكتسى صدره ولكن الشئ الوحيد الواثق منه هو انه يريد اعتصارها بين احضانه حتى يطفئ شوقه لها فى تلك اللحظه دلفت الممرضه للغرفه فانتفضت حياة من نومتها تسألها بقلق 
ميعاد الدوا جه !..
اجابته الممرضه بأبتسامه ودوده وهى تتحرك بأتجاهه وتناوله عدد لا بأس به من الادويه ثم تفقدت جرحه قبل ان تقول بهدوء 
٥ دقايق وهننقل حضرتك لأوضه عاديه لو مستعد ..
اومأ لها فريد برأسه موافقا وقد بدء يستعيد عافيته وقوته شيئا فشئ
تمت عمليه نقله إلى غرفه عاديه بمنتهى اليسر والسهوله فيبدو ان وجوده داخل المشفى جعل الجميع يعمل على قدم وساق حتى رئيس الأطباء كانت متواجد جوارهم بشكل دائم انتهى الطبيب المعالج من تفحص جرحه المره الاخيره ثم بدء فى إعطاء تعليمات صارمه الموضه التى كانت تستمع لتعليماته بتركيز تمام فى تلك اللحظات تسللت حياة تجلس قبالته على الفراش الوثير فى تلك الغرفه التى تشبهه غرف الفنادق لوت فمها بسخريه وهى تجول بنظرها بداخلها فبالطبع اذا لم تكن تلك الغرفه من نصيب فريد رسلان فلمن تكون 
عادت تنظر إليه وهى تفكر بشوق فكم تود فى تلك اللحظه إمساك ذراعه ووضعه فوق خصرها كمان كان يفعل دائما بتملك أعادها من شرود افكارها صوت الطبيب يوجهه حديثه إليها قائلا بنبره وابتسامه ذات مغزى 
حمدلله على سلامه فريد بيه يا مدام ..
اخفضت حياة رأسها بخجل متذكره كيف جذبت ذلك الطبيب من ردائه وقامت بتهديده ثم رفعت رأسها ببطء تبتسم له بموده
وتقول بنبره شبهه معتذره 
شكرا لمجهودك يا دكتور والفضل لحضرتك بعد ربنا سبحانه وتعالى .. وبتمنى ان حضرتك تعذرنى على اى حاجه حصلت اليومين اللى فاتوا دول ..
اومأ لها الطبيب رأسه وهو يبادلها ابتسامه متفهمه قبل ان يتحرك وتتبعه الممرضه إلى الخارج .
شعرت حياة به يتململ بجوارها وهو يزفر ببطء لم تكن تحتاج للنظر إليه لتعلم انه غاضب فرغم ضعف حركته الا انها كانت تعلم جيدا انها حركات غاضبه رفعت رأسها بترقب شديد تنظر نحوه فوجدته بالفعل يرمقها بنظرات حانقه فى السابق كانت تغضب كثيرا من غيرته 
 

 

42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 44 صفحات