الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

متي تضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف

انت في الصفحة 42 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

 


ما أوتيت من قوه وهى تدفعه بأحدها يديها مانعه يده من الوصول إلى جسده او تفصحه قبل وصول عربه الاسعاف لنقله وانقاذه عادت يدها تحاوط رأسه الملقاه فوق صدرها بړعب ويدها الاخرى ضاغطه فوق جرحه بسترتها التى خلعتها بكف مرتجف فى محاوله بائسه منها لوقف ڼزيف دمائه متمته لنفسها وله 
هتبقى كويس .. لازم تبقى كويس .. مش هسمحلك تسبنى .. كفايه بعدت زمان مش هسمحلك تانى !!..

فى تلك اللحظات وصلت سياره الاسعاف وقفز من داخلها طبيب مختص من مشفاه الخاص أرسلته المشفى على الفور بمجرد معرفتهم بما اصاب اكبر مساهميها دفعت حياة الطبيب بيدها فى بادئ الامر لمنعه من لمسه ولم تسمح له بالاقتراب الا عندما اخبرها انه الطبيب المعالج جلس الطبيب فوق ركبه واحده قبالتها مادا يده فوق عنقه مستشعرا بأنامله النبض قبل اعطاء الامر لمرافقيه بحمله برفق حيث عربه الاسعاف 
رفعه المسعفين بحذر شديد فوق الحمالة الطبيه ومنها إلى داخل العربه ركضت حياة خلفهم دافعه بيدها كل من تقابله حتى وصلت إلى العربه وقفزت بداخلها حاول احد رجال الاسعاف منعها ولكنها صړخت به پحده قائله 
جوزى وانا مش هسيبه !! ..
اومأ له الطبيب بتركها فهو يعلم جيدا مكانتها منذ حاډثه تسممها والتى قلبت المشفى رأسا على عقب وقتها بسبب خوف فريد الشديد عليها .
توقفت عربه الاسعاف امام مدخل المشفى فى وقت قياسى وكان الجميع يقف على قدما وساق منتظرا وصوله فى اى لحظه وعلى رأسهم رئيس الأطباء الذى ركض خارجا يستقبل رب عمله ويطمئن على حالته الصحيه هاتفا فى الجميع بالإسراع به إلى غرفه العمليات مباشرة ركضت خلفه حياة حيث مدخل العمليات وهناك اوقفها رئيس الأطباء طالبا منها بهدوء الانتظار فى الخارج وبعد لحظات قليله وصل خلفهم غريب رسلان بمجموعه حراسته وحراسه ابنه المصاپ مطوقين الطابق والممرات ومانعين اى شخص غريب من التحرك بداخله إلا بعد التأكد من هويته .
اما عن حياة فقد اصابتها حاله من الهستيريا الشديده والتى جعلتها تصرخ فى كل من يقابلها رافضه الاستماع إلى اى شخصا كان حتى عندما خرج الطبيب الجراح بعد فتره لا بأس بها مطالبا بأحضار اكياس من الډماء اصرت هى على التبرع له مؤكده ان فصيله ډمها وعليه يستطيع اخذ ما يشاء منها فهى لن تسمح لاى احد اخر بأعطاء ډم لزوجها طالما هى على قيد الحياة .
وبعد ما يقارب الساعه كانت جدته السيدة سعاد قد وصلت إلى المشفى بعدما أخبرتها عفاف بهذا الخبر المشؤم ركضت مسرعه نحو غريب بعدما ترك لها الحراس المجال للوصول تسأله بلهفه بصوت باك 
طمنى على ابن بنتى ابوس ايديك ..
اجابها غريب بأنكسار ان الړصاصه على مسافه قريبه جدا من القلب ولكن الطبيب أكد له ان حالته حتى الان مستقره رغم فقده الكثير من الډم
تحركت حياة من مقعدها بعد انتهائها من التبرع پالدم رافضه كل توسلات الممرضه والطبيب بالاستلقاء قليلا او تناول اى مشروب لتعويضها عن كميه الډم التى فقدتها فهى ابدا لن تجلس فى تلك الغرفه البائسة المعزوله لا
تعلم عنه شئ وتتركه هو بمفرده
داخل غرفه العمليات البارده دون الاطمئنان عليه فحتى ان لم تكن بجانبه يكفيها ان تظل امام الغرفه حتى خروجه
تحركت بجسد متعب حتى بدايه الممر وقد بدءت علامات الشحوب تظهر جليه فوق ملامحها ركضت الجده سعاد فى اتجاهها بمجرد رؤيتها قادمه وتسير ببطء فى اتجاههم وكفها بملابسها مغطاه بالډماء شهقت بړعب وهى تتقدم منها تلتقط كفها وتساعدها على السير فى بدء الامر قاومتها حياة رافضه المساعده منها او من اى احد فمن يحتاج للمساعده حقا ملقى بالداخل حتى الان لم تسمع منه خبر يهدء ارتجافه قلبها الذى على وشك الخروج من مكانه من شده ذعره ولكن ذلك الدوار الذى داهمها جعلها تتكأ على كفها مرغمه حتى وصلت إلى احد الكراسى الموضوعه امام الغرفه الجراحيه تجلس عليه بجسد مرتجف وقلب لم يتوقف ثانيه عن الدعاء والرجاء
مدت كفها الملطخ بالډماء تنظر بړعب إلى اثار دمائه الجافه فوقها وقد بدءت تشعر بالاختناق يعيق حركه تنفسها مالت بجزعها إلى الامام فى محاوله بائسه منها لايصال الهواء إلى رئتيها فحتى ذلك الفعل البسيط يؤلمها إلى اقصى درجه ممكنه فكرت بۏجع وهى تجاهد لسحب نفسها هل يمكن للمرء ان يشعر بكل ذلك الكم من الالم دون ان يكون مصاپ بمرض عضوى !! ان يشعر بأنسحاب روحه ثم عودتها فى كل نفس يسحبه !.. رفعت كفها المتكور تضغط بقوه فوق صدرها حيث موضع الالم عله يهدء قليلا فهى تشعر كما لو ان شخص ما قام بشقه نصفين بمنشار حاد دون رحمه
اما عن قلبها فوجعه نقرة اخرى فتلك الړصاصه لم تخترق صدره فقط بل تشعر انها تجاوزته واستقرت بداخل قلبها هى .
لاحظت الجده سعاد والتى تحركت تجلس بجوارها ارتجافه جسدها وتنهبت انها لا ترتدى سوى بلوزه بيضاء خفيفه تلطخت أكمامها بالډماء فى ذلك الجو البارد لذلك تحركت مسرعه تطلب من احد الحراس امر السائق بالذهاب للمنزل واحضار ملابس ثقيله من اجلها بعد الاتصال بعفاف تطلب منها ترتيب عده أشياء وإرسالها مع السائق الخاص به والذى كان يرابط فى الاسفل منتظر اشاره منهم ثم عادت تجلس بجوارها مره اخرى وهى تنظر نحوها بأشفاق شديد فالاعياء يبدو جليا على ملامحها رغم ادعائها المستمر بغير ذلك
بعد مرور ساعه ثقيله تكاد تجزم انها كالدهر تقدم احد الحراس وبيده حقيبه وضعها امامهم ثم انصرف بهدوء اقتربت الجده سعاد تحاوط كتفيها بكلتا ذراعيها وهى تغمغم لها بحنان 
حياة يابنتى قومى معايا اغسلى وشك وايديك والبسى حاجه بدل هدومك الخفيفه اللى كلها ډم دى ..
حركت حياة رأسها تنظر نحوها ثم حركت رأسها نافيه بأصرار زفرت الجده بأحباط ثم اردفت قائله بأقناع 
يابنتى الهدوم دى خفيفه عليكى والجو برد كده هيجيلك برد !!..
طلت حياة تنظر نحوها دون تعقيب فأستطردت السيده سعاد قائله بخبث 
طيب تمام .. بس انتى عارفه ان لو جالك برد هيمنعوكى تشوفيه عشان العدوى ..
انتبهت حياة لحديثها بكامل حواسها فشعرت الجده انها أتمت مهمه إقناعها على اكمل وجهه وبالفعل تحركت حياة بخطوات بطيئه نحو المرحاض الواقع بأخر الرواق وبجوارها تسير الجده سعاد لمساعدتها 
دلفت للداخل وقامت بغسل يدها وذراعها بأليه شديده ثم نزعت تلك البلوزه المغطاة بدمائه وارتدت بدلا عنها كنزه صوفيه ثقيله ثم قامت بغسل وجهها ومسح شعرها ثم عادت يدها مره اخرى تحتضن بلوزتها والتى كانت مغطاه بدمائه ثم رفعتها نحو فمها تقبلها بحب مسحت السيده
سعاد فوق شعرها بحنان وهى تغمغم بدهشه قائله 
للدرجه دى بتحبيه يا حياة !!..
حركت حياة راسها تنظر فى اتجاهها قبل ان ترتمى داخل أحضانها وټنفجر فى البكاء وقد عرفت الدموع اخيرا الطريق لمقلتيها ظلت تشهق پقهر حتى جفت دموعها ولم يعد بمقدارها ذرف المزيد فابتعدت عن الجده وقامت بغسل وجهها مره اخرى ثم تحركت نحو الخارج عل وعسى تسمع خبر ما يريح قلبها ولو قليلا
خرجت من المرحاض فى نفس الوقت الذى اندفع به باب غرفه العمليات خارجا منه كبير الأطباء وخلفه جسد فريد ممدد فوق السرير المدولب الترولى دون حراك ركضت حياة بمجرد رؤيته غير عابئه بذلك الدوار القوى الذى اجتاحها حتى وصلت إليه هالها رؤيته على هذا الوضع فلم تشعر بجسدها الا وهو يسقط مغشيا عليه بجواره
افاقت حياة على صوت والدتها القلق بجوارها والتى وصلت هى الاخرى للمشفى بمجرد علمها لما حدث لابنتها وابن رفيقه عمرها مسحت آمنه على شعر وجبهة حياة فى محاوله منها لافاقتها فهى فاقده للوعى منذ ما يقارب النصف ساعه تقريبا فتحت حياة عينيها ببطء وإرهاق شديد تنظر حولها بأستغراب وهى تشعر بوخز قوى داخل كفها جالت عينيها بنظره شامله على محتويات الغرفه لترى والدتها جاثيه تنظر إليها بقلق وذلك المحلول المعلق والمتصل بكفها انتقضت تجذب تلك الابره الطبيه من داخل كفها بمجرد تذكرها لما حدث راكضه نحو الخارج للاطمئنان عليه غير عابئه لتوسلات والدتها والممرضه وذلك الډم الذى اخذ يقطر من وريد كفها فكل ما كان يشغل تفكيرها فى تلك اللحظه هو معرفه اخر تطورات حالته وصلت إلى الطبيب الذى كان يتحدث بجديه تامه مع السيد غريب تسأله بلهفه واضحه 
دكتور طمنى !..
اجابها الطبيب بأشفاق وهو يرى حاله الذعر التى لاتزال متملكه منها 
مټخافيش يا مدام حياة .. فريد بيه زى الفل .. اينعم الړصاصه كانت قريبه جدا من القلب بس الحمدلله قدرنا نخرجها وهو دلوقتى تحت الملاحظه فى العنايه المركزه .. بعد ٤ ساعه لو فضلت الحاله مستقره هيفوق و هيتنقل على غرفه عاديه فورا ..
قاطعته حياة قائله برجاء 
لو سمحت انا عايزه اشوفه ..
اجابها الطبيب حاسما 
للاسف يا مدام مش هينفع .. انا لسه كنت بكلم غريب بيه وبقوله .. صعب جدا حد يشوفه وهو فى العنايه المركزه .. بس ممكن حضرتك تشوفيه من ورا الازاز عادى ..
هل يمزح معها الان !! بعد كل ذلك الړعب الذى عايشته تراه من خلف الزجاج !! رفعت حياة كلتا ذراعيها تقبض بكفيها على تلابيب الطبيب قائله بټهديد ونبره حاده 
انت عارف لو مخلتنيش ادخله .. صدقنى اول حاجه هخليه يعملها اول ما يفوق انه يطردك بره المستشفى ده ..
اردفت قائله پشراسه ادهشت الجميع 
يا تخلينى معاه لحد ما يفوق يا انا هنقله دلوقتى لمستشفى تانى وبرضه هفضل معاه ..
صدم الطبيب من رد فعلها وحديثها الغير متوقع لذلك رفع نظره نحو السيد غريب ليتملس العون منه فوجده يومأ له برأسه ان يدعها ترافقه هز الطبيب رأسه بأستسلام وهو يغمغم لها وقد رأى قطرات الډم التى لازالت تخرج من كفها 
تمام يا هانم .. بس اتفضلى حضرتك الاول حطى بلاستر عشان الوريد ده يكتم والبسى اللبس المعقم الاول قبل ما تدخليله .. ومش هاكد على حضرتك بلاش كلام التعامل يكون بحذر شديد ..
هزت رأسها له موافقه وهى تتحرك بلهفه مع احدى الممرضات التى ظهرت جوارها من العدم
لتوقف ڼزيف كفها وتساعدها على الدخول إليه .
بداخل غرفه العنايه المركزه خطت حياة بخطوات بطيئه مثقله ناظره إليه بړعب وهى تراه ممد على الفراش بضعف تحيط بكتفه وقفصه الصدرى حتى معدته ضماده بيضاء كبيره تخفى ذلك الچرح الذى أوشك على اختراق قلبه وأبعاده عنها للأبد بدءت تشعر بوخز الدموع يعود لمقلتيها مره اخرى وبقوه اغمضتها قليلا محاوله السيطره عليها ولكن يبدو انه لا سبيل لذلك الان لا تدرى لماذا ولكن منذ اصابته وهى تتظاهر
 

 

41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 44 صفحات