الأربعاء 27 نوفمبر 2024

شيخ فى محراب قلبى

انت في الصفحة 56 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز


غرفتها 
طيب استناني اغير هدومي واجيلك 
ابتسم هادي لها وهو يراقبها تدخل غرفتها ليتذكر مكالمته مع رشدي 
هخرج مع اختك 
نعم يا خويا تخرج معاها فين
إن شاء الله 
قلب هادي عيونه بملل مجيبا 
اي حتة يا اخي انت مالك مراتي وعايز افسحها شوية 
زفر رشدي بضيق شديد 
هادي تعرف اني منمتش طول الليل 

الف لا بأس يا غالي
تعرف تسيبني في حالي بقى 
ابتسم هادي 
هاخد اختك افسحها طيب 
لا
تسلملي يا ابو النسب 
اغلق هادي المكالمة سريعا قبل أن يسمع كلمة واحدة من رشدي وهو يبتسم بخبث شديد 
خرج هادي من أفكاره على صوت عالي بجانبه 
يا اطرش مش بكلمك 
اغمض هادي عينه پغضب ثم همس بغيظ 
ولما اقوم اديك على وشك دلوقتي مين ينجدني من تحت ايد جوزك 
لوت ماسة شفتيها بحنق ثم تحدثت بحسرة 
وهو فين جوزي ده يا خويا 
فزع هادي وهو يردد اول ما خطړ في رأسه 
طلقك 
رفعت ماسة يدها وكأنها على وشك ضربه 
جاك طلقة تدخل من دماغك تطلع من قفاك هو بس حطني في البلاك ليست عشان كده بقالي ساعة بقولك اديني تليفونك أكلمه منه 
ابتسم هادي پشماتة عليها 
اه لما الإنسان يتحوج بيتأدب 
معلش إن كان لك عند الكلب حاجة بقى 
رفع هادي حاجبه بحنق ثم قال بغيظ شديد منها وهو يراقب خروج شيماء 
كلب طب ابقى شوفي مين اللي هيعبرك 
أنهى حديثه وهو يتجه لشيماء يسحبها من يدها پغضب ثم خرج تاركا ماسة خلفه وهي تكاد تحترق مفكرة في طريقة للوصول بها إلى رشدي 
تحدثت شيماء بحزن 
كده يا هادي كسرت بخاطر البنت طب كنت ساعدها يا اخي دي هتتجنن من الصبح وهي مش عارفة توصل لرشدي حتى كلمته من عندي ومن كل تليفونات البيت بس مش بيرد عشان عارف انها هي اللي بتتصل 
ابتسم هادي بسخرية وهو يشير لإحدى سيارات الأجرة 
كان على عيني يا ختي بس اخوك حطني انا كمان في البلاك ليست من الصبح من بعد ما قعدت ازن على دماغه عشان نخرج سوا واخر مرة قفلت في وشه قام حطني فيها 
نظرت له شيماء بتفاجئ لتجده يبتسم لها ثم غمز لها 
خلينا نخلص مشاورنا بقى قبل ما انشغل بليل مع بثينة 
سارت شيماء خلفه وهي ترمقه پصدمة لحديثه وبعدها تذكرت أن اليوم عقد قران بثينة وايضا سفرها زفرت وهي تشعر أن الأمور مع بثينة تسير بسرعة البرق وبشكل مثير للشك 
يعني ايه يا بنت بطني عايزة تفضحينا مش كفاية عمايلك
نظرت بثينة لوالدتها پقهر شديد وهي تشعر ببداية عقابها على كل ما سبق وهي للحق كانت تتوقع هذا العقاپ بل اسوء منه لكن توقعت أن تعاقب وهي مع هادي توقعت أن تأتي فترة معاقبتها بعدما تظفر بما حلمت به طويلا 
أثناء شرود بثينة لمحت بعينها من نافذة غرفتها التي تقف أمامها معطية ظهرها لوالدتها شيماء تسير رفقة هادي وهو يمسك بيدها وكأنها طفلته الغالية ثم صعدا سويا لإحدى سيارات الأجرة 
وهو ايه اللي هيفضحك يا اما اني البس فستان غير اللي الدكتور جايبه 
لا يابثينة مش لانك هتلبسي فستان غير اللي فرانسو جايبه لكن عشان عايزة تلبسي فستان اسود فستان اسود يوم كتب كتابك يا بنتي حرام عليك هتموتيني من عمايلك دي انا تعبت والله 
استدارت بثينة لوالدتها بملامح جامدة ثم قالت وهي تكظم غيظها 
وعلى ايه يا ما سيبي الفستان وانا هلبسه خلينا نعدي الليلة على خير 
لا لقد جهزت للسفر اليومارجوك تدبر أمر جلسة الحكم باسرع وقت فأنا لا أود أن أرهق زوجتي بتلك الأمور كثيرا كما أنني ارغب في الحصول على طفلي والعودة سريعا لمصر حسنا حسنا لا بأس بأسبوع لكن ليس أكثر من ذلك مستر البيرت اشكرك جزيلا واعتذر عن ازعاجك كل دقيقة باموري حسنا اراك غدا سيدي 
اغلق فرانسو المكالمة ثم استند برأسه على المقعد خلفه وهو يتنهد بضيق شديد هامسا 
واخيرا اقترب الوقت وستكونين ملكي بثينة 
استدارت فاطمة پعنف شديد وړعب لذلك الصوت الذي صدر من الخلف لتجد زكريا يحمل حقيبة شبابية على ظهره مكتفا يديه عند صدره وهو يرمقها بغيظ يردد سؤاله مجددا 
عيدي بقى كنت بتقولي ايه معلش لاحسن شكله كده يوم مش هيعدي 
ابتلعت فاطمة ريقها بخجل شديد ولم تعرف ماذا تقول لذا نظرت سريعا لوداد تتوسل مساعدتها في ذلك المأذق 
ابتسمت وداد وهي تتحدث لابنها حاملة البوم صوره تتجه للداخل مجددا 
ايه يابني مالك داخل زي القطر كده دي كانت بتتكلم عليك وانت عيل صغير 
نظرت فاطمة بفزع لوداد وهي تغمض عينها بخجل شديد تتمنى بداخلها لو تنشق الأرض وتبتلعهاابتسم زكريا لرؤيته لها بهذا الشكل وهي تكاد تحترق خجلا 
اقترب منها وهو يبعد حقيبته عن ظهره مبتسما بحنان ثم اتجه الأريكة جوارها وجلس عليها بهدوء وهو يقول بمشاكسة قليلا 
عايزة
تبوسيني وانا صغير 
شعرت فاطمة بوجهها ېحترق خجلا وهي تبعد نظرها عن زكريا تكاد تترجاه أن يتوقف لكنه لم يأبه لذلك الصراع الذي تعيشه واقترب منها قليلا ثم همس لها بحب 
ألا تمني علي تطفئ لهيب ذلك المسكين الذي يخفق لأجلك 
ابتلعت فاطمة ريقها وهي تهز رأسها برفض متحدثة بصوت جاهدت لاخراجه طبيعي 
هو إنت و إنت صغير يعني كنت كيوت وكده عشان كده يعني هو انا قولت يعني 
كانت تتحدث بتوتر شديد وهي تفرك يدها تحاول تبرير ذلك الحديث الغبي الذي سمعه منها ليبتسم زكريا ويقرر أن يكف عن ازعاجها لذا ابتعد عنها وهو يضحك بخفة 
شوفتيني وانا صغير 
هزت فاطمة رأسها لزكريا ليبتسم وهو يميل برأسه لتراه هي من الجانب الآخر حيث كانت تجلس معطية ظهرها له لكنه مال برأسه لتراه ويتحدث بنبرة جعلتها تتخيل زكريا الصغير وكأنه هو من يحدثها 
وايه رأيك كنت عسول مش كده 
ابتسمت فاطمة بسمة واسعة وهي تهز رأسها بنعم ليبتسم هو الآخر لها هامسا بحب 
إذا هل لي أن اراك وأنت صغيرة 
فكرت فاطمة لثوان ثم هزت رأسها بنعم وهي تخبره 
المرة الجاية لما تيجي عندنا فكرني اوريك صوري وانا صغيرة 
ابتسم لها زكريا وهو يقول بيقين 
متأكد أنك كنت نجمة صغيرة لامعة لتضحي في شبابك قمرا منيرا تدورين في فلك قلبي 
ابتسمت له فاطمة وهي تقول بتفكير 
هو إنت بتكتب شعر !
لم يفهم زكريا سؤالها ليعتدل في جلسته وهو يقول بتعجب 
لا لما السؤال 
اصل ساعات بحس كأن كلامك شعر يعني لما تقول كلام اللي هو 
صمتت ولم تعلم ماذا تقول ليكمل هو ببسمة 
قصدك الغزل
هزت رأسها بإيجاب ليضحك هو بخفة ثم أضاف 
امممم اصل انا من صغري وانا بشوف إن مفيش لغة في العالم ولا لهجة تصلح للتعبير عن المشاعر قد اللغة العربية عامة والفصحى خاصة عشان كده دايما بغازل بالفصحى لاني بحس انها بتضيف للغزل طعم غير كده بحس الكلام ملوش طعم أنت مش عجبك كده 
أنهى كلماته بتساؤل التسارع هي تنفي برأسها شكه 
لا لا ابدا بالعكس ده جميل اوي وانا بحبه اوي 
ابتسم زكريا بخبث وهو يقترب منها 
هو ايه ده اللي بتحبيه اوي 
العزل بالفصحى 
ابتسم زكريا اكثر 
طب وصاحب الغزل 
خجلت فاطمة من اقترابه منها لتحاول دفعه وهي تغير الموضوع 
مش هنبدأ ولا ايه
عشان متأخرش و
توقفت فاطمة عن التحدث وهي تنتبه لانكماش ملامح زكريا پألم وهو يبعد يدها برفق عن ذراعه فزعت بشدة وهي تنظر له بعدم فهم 
مالك انت متعور
هز زكريا رأسه بنفي وهو يحاول ابعاد ذراعه عن يدها 
لا لا انا بخير هو بس وقعت في المدرسة على دراعي و اتعورت 
نهضت فاطمة بفزع وهي تقترب منه تحاول رؤية جرحه لكن لم تستطع لذا مدت يدها دون وعي تفك أزرار قميصه لينتفض زكريا من المفاجأة مما جعلها تعود للخلف بړعب 
ايه فيه ايه 
أنت اللي فيه ايه 
نظرت له فاطمة بتعجب لتصرفه 
هشوف الچرح عشان اعقمه 
ضيق زكريا عينه بريبه وهو يعود للاريكة مجددا ليسمح لها بالتقدم منه وهي تسأله بخجل شديد قبل أن تشرع في نزع قميصه 
هو يعني انت لابس حاجة تحت القميص 
ابتسم زكريا بخبث ثم غمز لها قائلا 
ولا مش لابس ما أنت
سبق وشوفتي كل حاجة 
خجلت فاطمة بشدة وهي تتذكر ذلك اليوم الذي استيقظت به لتراه لا يرتدي سوى ثيابه السفلية لتبدأ في فك الأزرار دون كلمة إضافية وهي تنادي وداد لتحضر علبة الإسعافات لكن أثناء أبعادها للقميص عن زكريا وجدت شيء يسقط منه لتنحني قليلا وهي تحمل الورقة التي سقطت ظنا أنها تخص زكريا لكن أثناء التقطاها رأت ما جعل عينها تتسع پصدمة وهي تقول 
ايه ده يا زكريا 
تمام شكرا اتفضل إنت واقفل الباب وراك ومش حابب حد يزعجني 
أدى العسكري التحية وهو يستأذن رشدي ويخرج تاركا إياه يعود بظهره للمقعد مطلقا زفره طويلة من صدره تعبر عن مقدار التعب والارهاق الذي يكمن داخله ثم نظر لهاتفه بتعجب فمنذ رفض اتصالات العائلة كلها منذ ساعات لم تحاول ماسة الاتصال به من عند أحد مجددا هل يأست بهذه السهولة لا يعقل هذا فليست ماسة من تتركه غاضبا منها طوال هذه الفترة 
في الخارج كانت تتحرك في القسم وهي تنظر حولها ببرود شديد حتى وصلت لأحد المكاتب لتتحدث للعسكري الذي يقف أمامه ببسمة مغفلة قليلا 
لو سمحت هو الظابط أباظة جوا 
فتح العسكري عينه بتعجب لذلك الاسم الذي تنادي به رشدي ورغم ذلك هز رأسه لها 
ايوة بس هو مانع أي حد يدخله ولو عندك اي شكوى أو قضية تقدري تروحي لعصمت باشا هو حول كل القضايا عليه 
نظرت له ماسة بعدم رضى وهي تضع ما تحمله بيدها ارضا 
هو متعصب اوي 
زفر العسكري بضيق وهو يجيبها 
اوي وياريت تمشي دلوقتي بدل ما يسمع الصوت ويطلع يتعصب أكتر 
ابتلعت ماسة ريقها وهي تنظر حولها ثم وفي غفلة عن أنظار العسكري مستغلة عنصر المفاجأة حملت ما وضعته في الأرض واقټحمت مكتب رشدي وهي تصرخ بصوت عالي 
اباظة 
ايه ده 
ابتسم هادي باتساع وهو يشير بيده وكأنه يقوم بخدعة سحرية 
دي الملاهي 
نظرت له شيماء پصدمة مصطنعة وكأنها لم تكن تدرك ذلك ثم قالت بنبرة مخټنقة قليلا 
انا مش بحب الملاهي ليه جايبني هنا 
ابتسم هادي يتذكر حديث رشدي القديم عن كره شيماء للملاهي بسبب تعرضها للعديد من المواقف الغير مرغوبة بها وهو لم يرغب أن تظل خائڤة من مواجهة أحزانها 
ايوة بس انا بحبها واكيد أنت كمان هتحبيها 
كاذب يعرف فهو لا يكره في حياته قدر تلك الألعاب السخيفة التي تصعد الفتيات لها خصيصا للصړاخ بشكل بشع قد يسبب الصمم له أو بقدر الالعاب التي تسبب شعور بالغثيان لكن لأجل شيماء قد يحبها فقط لأجلها 
تعالي يلا نبدأ باللعبة اللي هناك دي 
أنهى حديثه وهو يجذبها خلفه قبل حتى أن يعطيها فرصة للرفض بينما هي تنظر لظهره بتعجب وهي تفكر فيما يفعل هو 
ركض هادي ووقف في طابور شباك التذاكر وقد جعل شيماء تقف بعيدا قليلا عن الازدحام حتى يحصل لهما على تذاكر و كل
 

55  56  57 

انت في الصفحة 56 من 82 صفحات