الأربعاء 27 نوفمبر 2024

شيخ فى محراب قلبى

انت في الصفحة 55 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز


للتقرب من الله وايضا للبقاء جواره حصنها الآمن وحضنها الدافء 
ابتسم لها زكريا وهو يقبل رأسها بحنان شديد هامسا 
أنت الجزء اللطيف الذي ألتجئ إليه كلما أتعبنى العالم لذا اعتني بنفسك لأجلي غاليتي 
كان المكان هادئ بشكل كبير يتخلل ذلك الصمت صوت مضغ الطعام وتصادم الملاعق 
نهضت الام لتحضر طبقا ما من المطبخ كانت قد نسبته بالخطأ ليتحدث الشاب الكبير الذي يترأس طاولة الطعام وهو ينظر لأخيه الأصغر بنظرات تبدو كما لو أنها تخترقه 

مش صاحبك كان منورنا انهاردة 
انتبه مصطفى من طعامه على حديث أخيه الأكبر ليكرمش ملامحه بتعجب متسائلا 
صاحبي صاحبي مين 
ابتسم جمال بسمة باردة وهو يتناول طعامه ببطء مثير للأعصاب خاصة على مصطفى 
رشدي مش هو صاحبك برضو 
ابتسم مصطفى بسخرية وهو يكمل طعامه 
اه صاحبي فعلابس كان عندك يعني بيعمل ايه 
كان جاي يشوف مراته لأنها كان مقبوض عليها في خناقة في مؤتمر كده 
ماسة 
كانت ردة فعل سريعة من مصطفى على حديث أخيه الأكبر ليندم بعدها على ما نطق وهو يرى نظرات أخيه ترتفع من طبقه ثم توجه إليه وهناك بسمة مخيفة ترتسم على جانب فمه وهو يهتف بنبرة قد تبدو عادية للبعض لكن بالطبع ليس له هو 
وانت عرفت اسمها منين 
ابتلع مصطفى ريقه وهو يحاول أن يدعي انشغاله في الطعام 
ما انت عارف إن رشدي صاحبي واكيد يعني اعرف عيلته وووو
بس مش مراته يا مصطفى 
نظر مصطفى لأخيه يحاول ادعاء الثبات 
قصدك ايه يا جمال بتلمح لايه
عاد جمال بظهره للخلف هو ينظر لأخيه نظرات مرعبة ثم قال بتقرير 
بقالك اسبوعين تقريبا بتسهر بشكل مريب ومعظم اتصالاتك بيتذكر فيها الاسم ده ماسة يا ترى دي صدفة ولا 
ترك جمال كلامه معلق ليشعر مصطفى بأن الهواء نفذ من حوله فاخيه ليس سهل البتة وإن اكتشف ما يفعل بقسم أنه سيقتله باپشع الطرق 
دي دي هي واحدة اعرفها كانت قصداني في خدمة وده تشابه اسماء يعني مش
صمت مصطفى لا يعلم ما يقول ليبرر موقفه لكن فجأة اخترق مسامعه صوت أخيه الذي يبدو كما لو أنه فحيح 
اتمنى يكون فعلا تشابه اسماء لأن لو طلع شكي صح صدقني مش هيكون عندك حتى فرصة ټندم
أنهى جمال حديثه ليضرب الطاولة پعنف ثم نهض تاركا خلفه اخيه يكاد قلبه يتوقف من الړعب مفكرا أن جمال قد يعلم عن أفعاله انتفض فجأة على صوت رنين هاتفه ليمسكه وهو مازال يرتجف ړعبا مجيبا بخفوت 
الو 
الو يا
برنس اخبار الدنيا عندك ايه 
زفر مصطفى يحاول تهدئة نفسه 
اسكت بالله عليك عشان قلبي كان لسه هيقف من شوية 
ايه ده ليه كده حصل ايه 
كان الړعب ظاهرا في صوت رفيقه ليجيبه مصطفى وهو ينظر لغرفة أخيه 
جمال بقى ينخرب ورايا وشاكك بالموضوع إياه بتاع رشدي 
انطلق ضحكة من الجانب الآخر تبعه صوته 
يا اخي اخوك ده كان مشروع جن بس فشل حقيقي مرعب ده انا لما بقف قدامه بحس اني عايز اعترف بكل البلاوي بتاعتي من هيبته 
ارتسمت بسمة سحرية على جانب فم مصطفى 
شوف يا اخي انتم الاتنين نفس الاسم بس شتان ما بينك وبينه 
ضحك الاخر وهو يجيب 
سيبنا من اخوك وقولي هتيجي امتى عندي 
اغمض مصطفى عينه مجيبا بحيرة 
كنت الاول مقرر اخلص من حوار ماسة ده واسافرلك بس شكلي كده هسرع الموضوع المهم انت ظبطلي الدنيا عندك 
علت بسمة خبيثة وجه الاخر وهو يجيب 
عيب عليك يا برنس انت بتكلم جيمي مش واثق في جيمي ولا ايه 
ضحك مصطفى وهو يردد بخبث 
لا عيب ازاي وهو انا ليا غير جيمي ربنا يخليلي جيمي رفيق السوء وكل المصاېب 
تحركت بخفة في الحارة وهي تحمل بيدها مصحفها الخاص متجهه صوب منزله بسعادة نادرا ما اعتلت ملامحها ونادرا ما زارت قلبها وكيف لا وقد أصبح هو يسكن جسدها كله 
تحركت فاطمة بحركات سريعة وخفة جهة المنزل الخاص بزكريا وهناك بسمة جميلة ترتسم على ملامحها فاليوم ستعود مجددا لشيخها لكن تلك المرة بقلب
مطمئن مرتاح وليس قلق مرتاب
دقت فاطمة جرس الباب وانتظرت قليلا بشوق كبير حتى اطل وجه وداد البشوش وهي ترحل بها مضيفة 
فاطمة بنت حلال والله لسه عاملة كيكة عسل ادخلي نأكل سوا لغاية ما زكريا يرجع من المدرسة 
كده كل شيء واضح 
أنهى زكريا كلامته وهو يضع قلمه في حقيبته بعدما انتهى للتو من حصته منتظرا أي سؤال من أحد لكن لم يصدر من أي فتاة شيء ليهز رأسه برضا وهو يبتسم لهن بسمة صغيرة 
تمام اشوفكم الاسبوع الجاي 
أنهى زكريا حديثه وحمل حقيبته وخرج من الفصل سريعا يعدل في وضع ثيابه ينفض بعض الغبار الذي لا يعلم مصدره عن قميصه لكن أثناء ذلك اصطدمت به مجموعة فتيات پعنف شديد مما أسقطه ارضا وفوقه فتاة ما لېصرخ بفزع شديد رافعا يده للأعلى 
رباه 
نهضت الفتاة سريعا من فوق زكريا وهي تكاد تبكي خوفا وحرجا تعتذر بشدة 
والله آسفة يا مستر آسفة ماخدتش بالي والله العظيم ما قصدي 
كان زكريا ما يزال ساقطا ارضا يغمض عينه پغضب يحاول الهدوء فيبدو من صوت الفتاة أنها لم تقصد فعلا استغفر ربه ثم تحدث دون أن يرفع نظره للفتاة 
مفيش مشاكل اتفضلي على فصلك يا آنسة 
أنهى حديثه وهو ينهض وينفض ثيابه مستغفرا ربه ثم انحنى وحمل حقيبة ظهره الشبابية وهو يكاد يرحل ليسمع فجأة همسة مرتجفة 
مستر 
توقف زكريا واستدار بتعجب ليجد الفتاة تنظر ارضا بخجل وخزي متحدثة 
انا آسفة والله 
حاول زكريا الابتسام فتلك الفتاة هو يعرفها بالفعل ويعلم جيدا تفوقها وهدوئها وليست من الفتيات المشاغبات واللاتي قد يفعلن شيئا كهذا عن قصد 
ولا يهمك يا آنسة اميمة اتفضلي على فصلك 
أنهى كلمته ثم استدار سريعا وهو يرحل صوب غرفة المعلمين ينفض ثيابه وهو يشعر بذراعه يؤلمه وقد أدرك أن هناك چرحا قد حدث به جراء احتكاكه بالارضية 
ضحكت وداد بشدة وهي تمد يدها بقطعة كعك اخرى لفاطمة مضيفة 
كان شيطان وهو صغير والله كنت دايما اقوله الله يعين اهلك عليك يا ابني يقولي ايه يا خالتي وداد هو انا عملت ايه 
ابتسمت فاطمة باتساع وهي تهز رأسها بيأس فيبدو أن هادي من صغره كان مشاغبا سمعت وداد تكمل حديثها 
رشدي بقى كنت تحسيه عجوز صغير عيل اروب كدة كان يحشر مناخيره في كل حاجات الكبار ويقول أنا كبير ومش صغير عشان كده عارف كل حاجة وهو يا عين امه كان اهبل 
ضحكت فاطمة من قلبها تتخيل رشدي الصغير وهو اهبل كما تصفه وداد وتقارنه برشدي الحالي ذو الهيبة والحنكة و ذو الهالة المخيفة صمتت تحاول الهدوء بسبب الضحكات 
طب وزكريا 
خرج اسمه منها بحنين وحب شديد لتبتسم وداد وهي تقص عليها طفولة صغيرها 
زكريا هو كان فيه زي زكريا يا قلبي كان عيل مع نفسه وهادي ولا تسمعيله حس عمره ما غلبني في صغره كنت احطه في أي مكان وأحط معاه اي لعبة يقوم يسكت ولا يعيط ولا غيره لدرجة اني كشفت عليه قولت الواد لاقدر الله فيه حاجة ولا دماغه فيها حاجة 
ابتسمت فاطمة باتساع تتخيل زوجها وهو صغير لتكمل لها وداد 
كبر ولسه على حاله هادي ومسالم بقيت اوديه لشيوخ يحفظ معاهم وبقى يقرأ كتب كتير اوي من صغره و أي كلمة ميعرفهاش يجي يسألنا كان شبه مثالي الا من عناده وعصبيته رغم هدوءه ده كله إلا أنه كان لما يعاند على حاجة ويتعصب عينك ما تشوف إلا النور والله لو قطعتيه حتت كده برضو هينفذ اللي في دماغه 
صمتت قليلا لتبتسم بعدها وهي تتذكر أحدى ذكرياتها 
في مرة لقى قطة في الشارع وكان شكلها كأنها جربانة جبها البيت معاه وكان بيعيط عليها ويقولي القطة تعبانة يا ماما وقتها كان عنده ٦ سنين باين يومها عملت مشكلة كبيرة عشان يطلع يرميها في الشارع ويجي يغسل ايده بس هو ابدا قعد حاضنها ويعيط ويقولي ھتموت لو طلعت خليها معانا 
سقطت دمعة من عين وداد وهي تتذكر تلك الأيام 
وقتها لؤي قالي خليها معاه عشان مش هيسيبها وهو كأنه ما صدق أننا وافقنا قام دخل جري على التلاجة لم كل الاكل اللي فيها وحطه قدامها وقالها شوفي عايزة تأكلي ايه وكليه 
ضحكت وداد وهي تمسح دموعها 
ساعتها خلا لؤي يوصي نجار يعملها بيت صغير وبقى يجبلها علاج واكل على طول وياخد باله منها وبقى يحبها اكتر
مننا ويلعب معاها هو ورشدي وهادي لحد ما جه في يوم صحي لقاها مېتة بعد ما قعدت معاه شهور اليوم ده قعد يعيط عليها ويقول إنه اهملها وماټت بسببه وهيدخل الڼار عشان مۏتها 
صمتت وداد وهي تنظر لفاطمة التي كانت تبتسم بحب شديد رغم تلك الدموع الصغيرة التي تتوسط رموشها ثم قالت بحماس شديد 
تحبي تشوفي شكله وهو صغير 
ودون أن تشعر فاطمة كانت تهز رأسها بحماس شديد ترغب في رؤية كتلة اللطافة تلك وهي تحاول تخيله صغيرا نهضت وداد سريعا واتجهت لغرفتها تاركة فاطمة خلفها تتذكر كل تصرفات زكريا لتقول 
هو انا ممكن يجي يوم ويبقى عندي ابن زيه كده وليه
لا لو هو أبوه 
ابتسمت فاطمة بخجل تتخيل زكريا ك اب يا الله سيكون الطف واجمل اب في العالم على الاقل من وجهة نظرها هي خرجت من شرودها على عودة وداد وهي تحمل البوم صور كبير وتجلس جوارها بحماس وهي تفتحه 
نظرت فاطمة بلهفة لاول صورة لزكريا وقد كان يبدو بعمر سنتين تقريبا يالله كم يبدو صغيرا وجميلا قلبت وداد الصور لتجد فاطمة صور له وهو أكبر قليلا لتبتسم وهي تلاحظ أنه حقا لم يختلف كثيرا فها هي بسمته الجميلة تبدو كما هي اليوم ونظرته الحنونة هي نفسها فقط الجسد كبر قليلا وعدا ذلك هو كما هو لكن شعور بداخلها أنها تود لو ترى زكريا الطفل أمامها فتقبله من خدوده الشهية الصغيرة تلك تمنت بداخلها لو تحصل على طفل يشبهه ابتسمت وهي ترى صورته وهو يحمل القطة الصغيرة وجواره كلا من رشدي وهادي واللذان تعرفت عليها سريعا بالطبع فرشدي هو صاحب العيون الملونة وهذا الطويل هو بالطبع هادي 
ابتسمت فاطمة وهي تهمس 
ياربي لو شوفته قدامي وهو بالشكل ده هقطعه بوس 
ولم تدرك فاطمة أن صوتها كان عاليا إلا بعدما سمعت صوتا خلفها يظهر فيه ڠضب ووعيد 
هو مين ده اللي هتقطعيه بوس 
والله يعني انت استأذنت من رشدي 
نظر هادي ببراءة لشيماء وهو يهز رأسه 
هكدب عليك يعني انا استأذنته طبعا وهو وافق على طول أنت عارفة رشدي ميرفضليش طلب بعدين يعني معلش انا استأذنت من عمي ابراهيم الأول وهو قال ماشي فبطلي رغي كتير ويلا 
نظرت شيماء له بتفكير لا تعلم هل تطيعه وتذهب معه فهي حتى الآن تخجل من الذهاب معه في أي مكان وحدهما 
ابتلعت شيماء ريقها وهي تتجه صوب
 

54  55  56 

انت في الصفحة 55 من 82 صفحات