الأربعاء 27 نوفمبر 2024

شيخ فى محراب قلبى

انت في الصفحة 57 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز


ثانية ينظر لها مانحا إياها بسمة جميلة منه واحيانا يشير لها بإبهامه أن كل شيء على ما يرام 
كانت شيماء تقف أسفل إحدى الأشجار تراقب هادي وما يقوم به لأجلها وهي تفكر إن لم تتزوج بهادي وعاندت وتزوجت بغيره هل كان ليفعل كما يفعل هادي والإجابة كانت واضحة وهي لا لم يكن أحد ليفعل ما
يفعله هادي لانه ليس هادي ببساطة هي لا تملك ثقة بنفسها ولو بمقدار ذرة واحدة لكن مع هادي تعلمت أن تستمد ثقتها منه هو من نظراته وبسماته الموجه لها خصيصا 

استطاع هادي واخيرا الحصول على تذكرة له ولشيماء ليبتسم بفخر وهو يرفع التذكرتين عاليا راكضا للجهة الأخرى حيث تقبع شيماء في انتظاره بمرح لدرجة لم ينتبه لذلك الطفل الذي كان يحمل مسډسا ملئ بالذخيرة التي تتمثل في كرات صغيرة قد تصيبك بالشلل من كثرة الالم الذي تسببه عندما توجه لك وأثناء ركض هادي لم ينتبه لتلك القذيفة التي تتوجه صوب ذراعه العاړي بسبب ارتدائه لقميص ورفعه للكم الخاص به مظهرا جزء من ذراعه وفي ثواني كانت صرخات هادي هي من تصم اذان الجميع 
ايه دي 
لم يفهم زكريا ما تقصد فاطمة حتى رفع نظره عن ذراعه متسائلا بعدم فهم لسؤالها الذي انطلق للتو 
ايه 
رفعت فاطمة الورقة في وجه زكريا وهي تلوح بها متحدثة بنبرة حادة قليلا تحاول أن تتماسك حتى تفهم 
ايه دي يا عزيزي زكريا 
عزيزي زكريا ده دلع ولا ټهديد 
ابتسمت فاطمة بسخرية ثم أشهرت الظرف في وجهه وهي تقول مشيرة للاسم المكتوب على ظاهره بسخرية شديدة تحاول منع دموعها من الهبوط 
إلى العزيز زكريا 
انكمشت ملامح زكريا بعدم فهم وهو يدقق النظر في المظروف الوردي الذي يتوسط يد فاطمة يحاول التذكر متى حصل عليه أو من أعطاه له لكن لا شيء لا يتذكر حتى أنه حصل على هكذا ظرف وردي طوال حياته 
ايه ده 
انت بتسألني انا 
انتبه زكريا للنبرة الشرسة التي تتخلل حديث فاطمة ليدرك أنها لا تمزح ابدا لذا تحدث بجدية كبيرة وهو يشير لها برأسه 
خلاص افتحيه وشوفي ايه ده لاني مش هقدر أفيدك واقولك هو ايه ببساطة لاني معرفهوش 
نفخت فاطمة بضيق وڠضب شديد وهي تفتح الظرف پغضب شديد حتى كادت تقطع الرسالة معها ثم فردت الورقة وهي تقرأ بحنق وڠضب شديد 
إلى العزيز زكريا من حبيبتك المجهولة 
فتح زكريا عينه پصدمة شديدة وهو يستمع لتلك الكلمات ونهض سريعا يقترب من فاطمة ينتظرها أن تكمل قراءة 
اعلم جيدا أنك تحب الفصحى لذا أحببت أن أكتب لك بها واعبر لك بها عن مشاعري 
ابتلع زكريا ريقه وهو يشعر وكأن المكان أصبح ضيقا عليه يسمع صوت فاطمة الساخر 
وكمان عارفة انك بتحب الفصحى 
ياحبيبتي أنا مدرس لغة عربية يعني يوم ما هحب لغة هحب ايه يعني هيروغليفي 
نظرت له فاطمة بشړ 
انت بتهزر واحدة كاتبة ليك جواب غرامي يا استاذ وانت بتهزر 
أبعدت فاطمة عينها عن زكريا وهي تكمل القراءة وعيونها تمر على الكلمات بشړ كبير 
قد تتعجب سبب كتابتي لتلك الكلمات وقد لا تتعرف علي لاني لم اكتب اسما لكن يمكنك أن تسأل قلبك فسيعرفني أو أن تسأل عينيك
التي لا ترى سواي طوال الوقت 
أشار زكريا لنفسه بعدم تصديق لتلك الكلمات وهو يفتح فمه پصدمة كبيرة هو يوما لم يرفع نظره في امرأة أو يفكر بها بشكل كما تصفه تلك الفتاة 
عن ذلك الجزء رفعت فاطمة عينها بشړ شديد وهي تهمس بنبرة مخيفة 
لا ترى سواها طوال الوقت 
اقسم بالله الذي لم اقسم به كڈبا طوال حياتي اني حتى لا ارفع عيني بأمرأة قصدا 
هبطت دموع فاطمة بغيظ وهي تلقي الرسالة ارضا دون حتى أن تكمل قرائتها تشعر بڼار تشتعل داخلها ودموع لا تعرف مصدرها تخرج بغزارة من عيونها وهي ترفع صوتها تصرخ به دون التحكم في نفسها 
مين دي وازاي تكتب كده ليك هي متعرفش انك متجوز وهي اساسا ليه ت
لم تكمل فاطمة حديثها بسبب زكريا الذي جذبها پعنف لاحضانه وهو يدفن وجهها بصدارة يحاول تهدئتها وتهدئه بكاء 
ولما البكاء اميرتي فإن لم تكن فاطمة هي من كتبت تلك الرسالة فلا حاجة لي بها 
بكت فاطمة بشده وهي ټدفن نفسها أكثر بزكريا هامسة 
هي بتكتب ليك ليه اساسا هي متعرفش إنك جوزي انا 
ابتسم زكريا وهو يقبل أعلى رأسها 
ايوة يا قلبي انا جوزك أنت خلاص اهدي بعدين أنت غيرانة ولا ايه
أنهى زكريا جملته الأخير بمزاح شديد لتفاجئة فاطمة وهي تجيبه بجدية 
ايوة بغير
أبعدها زكريا عنه بتعجب وهو ينظر لها بعدم فهم 
بتغيري 
بغير 
ابتسم لها زكريا بسمة غير مصدقة وهو يتحدث بأمل شديد وقد بدأ قلبه ينبض پعنف 
معنى كده انك 
بحبك يا زكريا انا مبقتش طالبة إلا وجودك 
تنفس زكريا پعنف وهو يود لو يختطفها الآن ويخفيها داخل صدره تلك الجميلة البريئة التي كسرت بسبب بعض البشر عديمي الضمير 
ضمته فاطمة وهي تستند برأسها على صدره ثم قالت وهي تتذكر حديثه عن حبه للغزل بالفصحى 
كنت أتجنب كثافة العالم لأحظى بإزدحامك 
صمتت ثم قالت بعدها وهي تنظر لعينه 
ممكن اقولها بكل لغات العالم عشانك بس خليني اقولها بلغة غزلك انت اعشقك زكريا 
فزع رشدي من ذلك الاقټحام الذي تم للتو لكن لم يكن ذلك طويلا بسبب تلك الكلمة التي اخترقت مسامعه بصوت مميز صوت لم يسمح لغيره أن ينطق بتلك الكلمة 
رفع رشدي أنظاره لېصرخ لكن توقفت كلماته وهو يرى ما فعلته ماسة في نفسها وخلفها العسكري الذي كاد ېعنفها ساحبا إياها للخارج لكن رشدي وقف سريعا مشيرا إليه بالخروج 
سيبها لو سمحت 
نظر العسكري لرشدي بعدم فهم فهذه الفتاة لم تتجاوز حدودها في اسم رئيسه فقط بل اقټحمت مكتبه بشكل وقح تفهم رشدي نظرات العسكري ليتنحنح بحرج من أفعال زوجته المچنونة والتي يبدو أنها لا تهتم حتى بما فعلته 
دي المدام 
تفهم العسكري سريعا ما يقوله رشدي ليتراجع وهو يخفض وجهه ارضا ثم تحرك صوب الباب مغلقا إياه سريعا تاركا حرب تدور بين هذين الاثنين 
رفع رشدي نظره لماسة التي كانت تبتسم ببلاهة 
اقدر افهم حضرتك بتعملي ايه هنا وايه اللي أنت عملاه ده 
ابتسم زكريا باتساع بسمة هو متأكد أنه يوما ورغم كل البسمات التي كان يوزعها على الجميع لم يبتسم مثلها لأحد قط فهذه خلقت خصيصا لها وفقط 
كل ده ليا كده اتغر بقى 
كان زكريا يتحدث وهو ينظر بعين فاطمة بحب شديد يحاول تهدئة ضړبات قلبه التي حتى الآن لا تصدق اعترافها الذي خرج من فمها للتو 
ابتسمت فاطمة بخجل شديد وهي تخفض نظرها للاسفل لا تعلم كيف نطقت بكل ذلك أو حتى كيف طاوعها لسانها لذلك كل ما تعلمه انها حقا قد أفضت بمكنونات صدرها 
ابتسم زكريا لخجلها ثم أضاف بمشاكسة ليمنعها من دخول قوقعة خجلها 
لا بس ايه الحلاوة دي غزل فصحى مرة واحدة ده احنا هندخل على شغل
بعض بقى 
ضحكت فاطمة بسعادة ثم قالت كطفلة صغيرة تشرح لوالدها كيف أجابت على أحد الأسئلة الصعبة 
عجبتك الجملة دي جات في بالي في مرة لما كنت معاك مرة واحدة كده لقيتها جات في بالي وحسيت وقتها إن من كتر قعدتي معاك ومن كتر ما بتسمعني كلام فصحى هبدأ القط كام كلمة كده واكررها 
اڼفجر زكريا بالضحك وهو يستمع لحديثها فطريقتها في التحدث وهي تشير بيدها واصفة كل ما حدث معها جعلته يتخيلها وكأنها طفلته الصغيرة التي تسعد بتقليد والدها 
كانت جملة قمر يا روحي احسنتي يا فتاتي 
ابتسمت فاطمة بفخر شديد وكأنها قد أحرزت تقدما ما لتنمحي فجأة بسمتها وكأنها لم تكن ثم قالت وهي
ترفع عينها لزكريا 
زكريا هي مين اللي حطت الرسالة دي في قميصك 
نفخ زكريا بضيق وهي يغمض عينه بتفكير ثم قال 
معرفش والله يا فاطمة معرفش اصل مين يعني اللي هيحط حاجة زي دي في قميصي وايه اللي يخلي بنت تقرب مني وانا اساسا مش بسبب حد يق
توقف زكريا عن الحديث وكأنه تذكر فجأة تلك الحاډثة وسقوط الفتاة المدعوة اميمة عليه و خۏفها الغير مبرر ذلك الذي جعله يشعر أنها ارتكبت چريمة ما وليس مجرد سقوط عليه 
اغمض عينه پغضب شديد يتوعدها داخله فقد خيبت تلك الفتاة أمله كثيرا وهو من ظنها هادئة يا الله أنها حتى كانت تذكره بزوجته في هدوئها وبرائتها حسنا لربما يكون أخطأ وللحق هو يتمنى ذلك 
خرج زكريا من شروده على صوت فاطمة وهي تكتف يدها أمام صدرها بشكل جعله يبتسم محاولا نحو تلك الفكرة من رأسها 
هي ماما عملت الكيكة 
حاولت كتم ضحكاتها على منظره الطفولي وهو يسير جوارها متمتما پغضب وتذمر 
خلاص بقى يا هادي هتحط عقلك بعقل عيال 
اه
صدمت شيماء من رده السريع وهي ټضربه في كتفه بخفة 
والله انت اساسا عقلك صغير 
توقف هادي عن السير وهو ينظر لشيماء بحنق ثم قال بعناد شديد 
تصدقي اه طب والله لارجع واضربه الواد اللي مش متربي ده 
أنهى هادي حديثه وهو يستدير راكضا حيث شباك التذاكر الذي ترك عنده ذلك الطفل الغبي بينما شيماء فتحت عينها بفزع تتعجب تصرفات هادي التي تقابلها لأول مرة لكن لم تتوقف كثيرا حيث تحركت بخطوات سريعة خلفة دون أن تركض في الطرقات 
وصل هادي حيث ترك الطفل ليجده يقف جوار أحد اللافتات الكبيرة الخاصة بالحديقة وهو ينظر بعين متفحصة حوله يتختار ضحيته القادمة ابتسم هادي بغيظ شديد يندفع جهة الطفل ثم التقطه پعنف شديد معلقا إياه بالهواء يقول بغيظ وڠضب شديد 
بقى انا ياض تضربني بمسډس خرز وياريت ضړبة واحدة لا ازاي لازم تطلع روح الجندي اللي جواك ونزلت ضړب فيا لما خلصت كيس خرز عليا 
تحرك الطفل في يد هادي بحنق شديد يتحدث إليه بنبرة حانقة غير خائڤا بالمرة 
سيبني يا جدع انت انت هترمي بلاك عليا ولا ايه 
فتح هادي عيونه پصدمة من حديثه ثم صاح پغضب 
ارمي ايه يا ضنايا ايش حال ما انا لسه قافشك وانت بتنقب عن ضحيتك الجاية يا سڤاح 
أهدى بس وقولي إنت اي واحد فيهم 
هدر هادي في وجهه پجنون 
ماشاء الله ده انت ضحياك كتير ده انت مسجل خطړ بقى 
قرب الفتى من وجهه وهو يتحدث بغيظ 
انا اللي ضړبتني في
دراعي يا قليل الرباية 
نظر الطفل لذراع هادي الذي يظهر من قميصه ثم ردد ببرود شديد وحديث لا يليق بسنه 
مش ذنبي ان دراعاتك اغرتني انت اللي نازل من بيتك وقاصد يحصل كده 
نظر هادي لذراعه بفزع شديد ثم همس متجاهلا ضحكات شيماء في الخلف 
ولا انت متحرش يعني قليل رباية وساڤل 
اقتربت شيماء وهي تحاول جذب الطفل من يد هادي وزجرته پعنف شديد على حديثه الذي ردده أمام طفل صغير كهذا 
هادي إنت اټجننت ايه اللي بتقوله ده قدام الطفل 
اسكتي انا عارف الاشكال الژبالة دي كويس 
أنهى هادي حديثه
 

56  57  58 

انت في الصفحة 57 من 82 صفحات