مظلومه
قلبها
فابتسم لها وهو يقترب اكثر قائلاايه ده دا انت طلعتى خوافة اوى
مالك سرحانة فى ايه
نظرت اليه وهى تحاول ان تخبئ علامات الحزن قائلةابدا مافيش حاجة
سيفهتخبى عليا
سكتت نيرمين لحظات ثم قالتممكن اسالك سؤال
سيفاتفضلى
نيرمينانت ليه محاولتش تعرف تفاصيل حياتى رغم انك عارف انى خلاص خفيت
سيف لانى مستنيكى انتى اللى تيجى تحكيلى من غير ما اضغط عليكى
نيرمين
وانا قررت انى اقولك على كل حاجة فى حياتى اللى فاتت
لان مينفعش استنى اكتر من كده
قال سيف بوجه ملئ بالحنانوانا هكون سعيد لو قولتيلى على كل حاجة
ومهما كان اللى هتقوليه انا واثق انه مش هيضايقنى فى حاجة
نيرمينيعنى مش قلقان من اللى هحكيه
سيفلا مش قلقان لانى واثق فيكى جدا
هزت نيرمين راسها وهى تبتسم ثم قالتبعد ما نخرج من هنا هحكيلك على كل حاجة
عمر يتجه الى سيارته بعد خروجه من الشركه ويلحق به صديقه حازم
ركب عمر السيارة وربط حزام الامان ويبدو على وجهه الحزن بعض الشئ
حازم يفتح الباب ويركب بجانبه وهو يلاحظ تغير عمر
تحرك عمر بالسيارة وهو لا يتكلم
حازم ينظر اليه وهو يقولمالك ياعمر شكلك متضايق من حاجة
عمر وهو ينظر امامهمافيش
حازملا اكيد زعلان من حاجة
سيف ضايقك فى حاجة
نظر اليه عمر كانه يريد ان يخرج ما بداخله ولكنه متردد
حازمفى ايه يا عمر
عمرمش عارف ليه حاسس انى متضايق من نفسى اوى
حازممش فاهم مضايق من نفسك ليه
عمرالنهاردة وانا بكلم سيف حسيت انى ندل اوى وانانى ومبفكرش غير فى نفسى وبس
بس برده قاوحت وفضلت امثل على سيف بكلامى
لكن اللى وجعنى اكتر لما اتكلمت مع نيرمين
حازمايه ده انت اتكلمت معاها
عمرايوة اتكلمت معاها
لما كلمتها حسيت قد ايه انها انسانة كويسة ومتستاهلش ابدا اللى انا كنت هعمله فيها
حاسس قد ايه هى نضيفة اوى
وهو ده اللى واجعنى يعنى لو كانت زى البنات اللى انا عارفهم مكنتش حسيت بتأنيب الضمير
حازم ينظر اليه بتعجب
عمرانت بتبصلى كده ليه
حازمبصراحة مش مصدق
عمرمتفكرش يا حازم انى حيوان
صحيح انا بتاع ستات وبغلط كتير
بس ده مش معناه انى مش بنى ادم
حازمانت حبيتها ياعمر
كلامك ده دليل على كده
اوقف عمر السيارة وهو ما زال ينظر امامه
ثم الټفت الى حازم قائلا فى حيرةمش عارف
حازملا يا عمر انت عارف
ليه بتقاوح انا حاسس بيك وقولتهالك قبل كده
انت حبيتها ولانها فضلت سيف عليك رغبتك فى الاڼتقام عمت عنيك عن كل حاجة
قاطعه عمر بانفعالايوة حبيتها
ثم دلك عينيه بشدة وهدأ من صوته وهو يقول فى الاول كنت واخد الموضوع تحدى
واحدة نفسى فيها وبتتقل عليا
لكن بعد كده حسيت ان مش هو ده بس اللى جوايا
قال بحزن شديدليه اختارته هو
حازملو فعلا بتحبها متحرمهاش من الانسان اللى بتحبه
سيبهم يا عمر ما تخربش حياتهم
عمر وهو يحاول ان يكتم عبراته التى حپسها فى عينيه نظر الى حازم وقالمش قادر
مش قادر يا حازم حاسس انى تعبان اوى
حازماللى بيحب بيضحى
لازم تضحى يا عمر
تنهد عمر بحزن وهو يشغل موتور السيارة ولم يرد على حازم
حازمعمر انا عارف ان اللى انت بتمر بيه صعب بس اللى انت هتعمله ده مش هييجى من وراه غير انك هتخسر سيف وهتخسرها
عمرانا هسيبها يا حازم مش هأذيها
لانها متستاهلش واحد زيى يمكن لو حسيت انها سهلة على سيف كنت اصريت انى اكمل اللى بدأته
لكن هى حافظت على نفسها منه ومنى
حازمافهم من كده انك خلاص شيلتها من دماغك
عمر بحزنشيلتها من دماغى لكن هتفضل فى قلبى
كان حازم لا يزال غير مصدق لما يسمعه من عمر لقد كان آخر شئ يتوقعه ان يسمع من عمر انه يحب امرأة مهما كانت
كانت حياته كلها خالية من هذا المعنى
كان يتنقل من امرأة لاخرى دون ان يشعر تجاه اى منهن بمشاعر الحب الحقيقى ولم يرى فى عينيها اثر هذا الحب الا الآن
نزل حازم من سيارة عمر بعد ما انتهى من توصيله
واستكمل عمر طريقه وهو يفكر ومازالت علامات الحزن مرسومة على وجهه
وصل الى البيت وفتح الباب ودخل ليجلس على الركنة وهو يضع المفاتيح امامه على الطاولة ورفع راسه لاعلى وهو يتنهد بشده
ثم قام ليخلع ملابسه وياخذ حماما دافئا ليكون جاهزا لاستقبال سلمى التى ستأتى بعد قليل
بعد ان تحركت السيارة بسيف ونيرمين
نظر سيف اليها قائلاايه رايك نقعد
فى مكان هادى علشان تعرفى تحكيلى بهدوء
نيرميناللى تشوفه
وصل سيف الى مطعم فاخر
جدا ونزل من سيارته واتجه ناحية نيرمين وهو يقول ايه رايك فى المكان ده
نيرمين وهى تنظر وعلى وجهها علامات الاعجاب الشديدواااااااااااااااااااو تحفة
عندما رآه الجارسون قال لهسيف بيه!!!!!
اهلا وسهلا اتفضل
اوصلهم الجارسون الى الطاولة التى تعود ان يجلس عليها سيف دائما
جلسا الاثنان واتاهم الجارسون بقائمة الطعام ليختاروا ما يريدون
سيفهاا تحبى تاكلى ايه
نظرت نيرمين فى القائمة ثم وضعتها جانبا وهى تقول فى نفسها ايه الاكلات الغريبة دى
ولا اكلة فيهم اعرفها
سيفهاااا اخترتى ايه
نيرمينانا عن نفسى مش جعانة
سيفلا مينفعش لازم تاكلى اومال هتسبينى آكل لوحدى
نيرمينخلاص اختارلى اللى انت هتختاره لنفسك
ابتسم سيف واعطى القائمة للجرسون بعد ان حدد ما سياكله
ابتسم سيف وهو يقولهاا مبسوطة
نيرمين بابتسامة بسيطةالحمد لله
فى هذا الوقت كان عمر قد اخذ حمامه وجفف شعره ووقف امام المرآه ليمشط شعره مرتديا برنصا ازرق
وبعد ما انتهى من ذلك استقبل اتصالا من سلمى
عمرالو
سلمى وهى تقود السيارةايوة يا عمر انت فين دلوقت
عمر وهو يشعر بعدم الرضا عن مجيئهافى البيت
سلمىطب انا جيالك دلوقت ربع ساعة واكون عندك
باى
بعدما انهى المكالمة رمى الهاتف على السرير وهو ينفخ
ثم قام ليرتدى ملابسه قبل ان تأتى
بعد قليل رنت سلمى الجرس وذهب اليها عمر ليفتح
فوجدها سلمى
دخلت سلمى فور ان فتح عمر الباب وهى تنظر محتويات الشقة
سلمى شقتك جميلة اوى
عمر وهو يبتسمهو انتى يعنى او مرة تشوفيها!!
سلمىلا مش اول مرة بس حاسة ان فيها تغيير
عمرآه ما هو انا جدت العفش
هاا تشربى ايه
سلمىلالا مش عايزة اشرب حاجة خلينا فى المهم احسن علشان منطولش
عمرخير
سلمىطلع عندك حق فى كل اللى قلته يا عمر
انا خلاص هتجنن ومش عارفة اعمل ايه
عمرطب ممكن تهدى وتفهمينى لانى مش فاهم حاجة
سلمىطلع سيف بيحبها ياعمر
تنهد عمر بشدة ويظهر على وجهه عدم الرضا باستكمال حديث سلمى
عمرانتى مكنتيش مصدقانى فى الاول
اتاكدتى ازاى
سلمىاتاكدت لما شوفته رايحلها اوضتها فى نص الليل وهو بيتلفت وراه خاېف حد يشوفه
هنا انتبه عمر وظهرت عليه الصدمة وبدأ يسمع بانتباه عاقدا حاجبيه
عمرانتى بتقولى ايه
انتى متأكدة شوفتيه بنفسك
سلمىزى ما انا شايفاك دلوقت
الاستاذ دخل اوضتها وقفل عليهم الباب واقعد يتاسفلها ويقولها بحبك وقرب منها
عمر مقاطعاكفاية
سلمى باندهاش هو ايه اللى كفاية
عمرمش عايز اسمع حاجة تانى
سلمىمش فاهماك انت متاثر او كده ليه
عمر لانى مش مصدق اللى انتى بتقوليه
سلمىوالله العظيم اللى قولتهولك ده حصل وشوفت كل حاجة بعينى شوفتها وهو واخدها بين ايديه ومقربها من حضنه
كان عمر يستمع لكلام سلمى وهو فى غاية الصدمة ولا يكاد يصدق ما تقوله كل هذا وسلمى تستكمل كلامها وهى لاتعلم مدى تاثير هذا الكلام على عمر
سلمىيا عالم حصل بينهم ايه تانى واحنا مش موجودين
اذا كان بيعمل كده واحنا معاهم اومال لما القصر كان فاضى عليهم كانوا بيعملوا ايه البت دى مش سهلة ابدا وعرفت تلعبها
الفصل الخامس عشر
ظل عمر صامتا وعلى وجهه علامات الضيق نظرت اليه سلمى متعجبة وقالتمالك ياعمر ساكت ليه
عمرهاابتقولى حاجة
سلمىلاااااااااااااااااا انت مش معايا خالص
عمر معلش يا سلمى اصلى جاى تعبان من الشغل فمش مركز اوى
سلمىطب مقولتليش هنعمل ايه
نظر عمر اليها قائلاانتى شايفة ايه
سلمىانا مش عارفة افكر خالص
عمرطب ممكن تسيبيلى الموضوع ده
عايز افكر بهدوء وعلى رواقة
وهبقى اتصل بيكى اعرفك انا هعمل ايه
سلمىافهم من كده انك هتساعدنى
نظر عمر الى الجرنال المطوى على الطاولة التى امامه وهو يهز راسه بالايجاب
قامت سلمى وهى تمسك بحقيبتها وقالت خلاص هستنى تلفونك بس متغيبش عليا يا عمر اوك
عمر وما زال الضيق على وجههاوك
خرجت سلمى من عنده واغلق الباب خلفها ووجهه يشع ڠضبا
سيف ونيرمين يجلسون على الطاولة المليئة بالطعام
سيفمالك مبتكليش ليه
نيرمينما انا باكل اهو
سيفانتى مكسوفة ولا ايه
نيرمينلا مش مكسوفة ولا حاجة بس انا خلاص شبعت
سيفمعقولة انتى يعتبر مأكلتيش حاجة
نيرمينمعلش مش هقدر اكمل لانى بجد شبعت
هنا اشار سيف الى الجارسون وساله عن الثمن فوضع المال على الطاولة وقال لنيرمينهاا تحبى نتمشى شوية
نيرميناه يستحسن برده
خرجا الاثنان من المطعم تاركين السيارة مركونة على جانب الطريق كما هى واخذا يمشيان
فى ظل هذا الجو البارد بعض الشئ
سيفهاا مش هتحكيلى بقى
نيرمين عايز تعرف ايه عنى وانا اقولك
سيفكل حاجة عنك من يوم ما اتولدتى لغاية النهاردة
ضحكت نيرمي ن وقالت كل ده
ماشى انا هقولك حكايتى باختصار شديد
انا اتولدت من هنا وماما ماټت من هنا كانت ولادتها فيا صعبة اوى علشان كده اټوفت بعد ما اتولدت على طول
يعنى اول ما فتحت عينى على الدنيا لقيت نفسى يتيمة الام وبابا هو اللى اتولى رعايتى وبابا كان دايما يقولى اننا مقطوعين من شجرة مالناش قرايب
متتصورش بابا كان حنين عليا قد ايه
اول ما ماما اټوفت بابا سافر برا قعد فى الكويت فترة واشتغل هناك وعمل قرشين حلوين وبعدين حصلت مشكلة بينه وبين صاحب الشغل وقرر يسب الكويت ويسافر على تركيا
اقمنا هناك معظم فترات عمرى اول ماروحنا هناك كان عمرى 7 سنين وكان بابا معاه قرشين حلوين من الشغل اللى كان بيشتغله فى الكويت وعمل مشروع صغير اوى بس كان كويس والحمد لله حالته المادية بقت احسن
كان سيف يسمع باهتمام ومتأثر بما تقوله نيرمين
استكملت نيرمين
طبعا انا كنت بحس هناك بالغربة رغم انى يعتبر اتعودت عليها جدا وبقى ليا اصحاب هناك
سيف مقاطعاولاد
ابتسمت نيرمينلا بنات طبعا
ابتسم سيف وسكت ليستمع
كنت بحس بالغربة لانى ماليش قرايب هناك خالص ويا دوب اللى اعرفهم زمايلى فى المدرسة
والجيران كانوا كويسين بس كل واحد كان فى حاله
كبرت ودخلت الجامعة وبابا كان بيحاول على قد ما يقدر ميخلنيش محتاجة اى حاجة وفضل انه ما يتجوزش علشان ميجيبليش مرات اب
كان مفرغ حياته كلها ليا
كانت نيرمين تتحدث عن والدها وعيناها تلمعان واحمرت وجنتاها وشفتيها تأهبا للبكاء
ثم اكملت بابا كان حنين اوى
كان سيف متأثر بحالتها وظل صامتا لم يقاطعها
نيرمينفى واحد اقنع بابا انه يدخل معاه فى مشروع كبير اوى وهيكون مكسبه خيالى وللاسف بابا اقتنع بكلامه وباع
كل حاجة يملكها علشان يقدر يوفر فلوس المشروع
فى الاخر طلع الراجل ده نصاب كبير وڼصب على ناس كتير قبله وهرب طبعا بالفلوس
بابا لما عرف مستحملش ده كان شقى عمره كله مفضلش معاه ولا مليم ودخل المستشفى وهو فى حالة صعبة اوى
كنت قاعدة جنبه وآخر حاجة قالهالى سامحينى يا بنتى انا كان نفسى اموت وانا مطمن عليكى كان نفسى اسيبلك ورث تتسندى عليه
قلتله اهم حاجة انك تقوم بالسلامة الفلوس بتروح وتيجى لكن انت اهم عندى من الفلوس
قالى