مظلومه
ومش هنتاخر اوك
سيفماشى مستنيكى
خرجت نيرمين من مكتبه بخفة ورشاقة لتتناول فطورها بينما كان يتتبعها سيف بنظراته الحزينة
هو نفسه لم يكن يعلم لماذا كل هذا الحزن يبدو انه يعطى الموضوع اكبر من حجمه وقلقه الزائد على نيرمين هو ما يجعله
يشعر بهذا الاحساس
بعد عدة دقائق جاءته نيرمين وهو يمسك بمافتيح السيارة ويتأهب للخروج اليها فلما بادرته بالمجئ سألهافطرتى
نيرمين وهى تبتسمايوة فطرت
سيفبجدولا بتاخدينى على قد عقلى
نيرمينلا والله فطرت حاجة كده على الماشى
على فكرة انا مش متعودة افطر بس فطرت علشان متزعلش
ابتسم لها وهو يقترب منها قائلاطب يلا علشان منتاخرش
نيرمينهو انت مش هتسبقنى على الشركة
سيف بتعجب شديدسلامتك
اسبقك ازى يعنى
نيرمينعلى اساس انى هركب تاكسى
دقق فى عينيها محاولا ضبط النفستاكسى ايه اللى انتى عايزة تركبييه
نيرمين وقد ارتبكت من نظرتهعلشان مينفعش توصلنى بعربيتك كل يوم الناس هتقول ايه لما يشوفونى كل يوم راكبة معاك
وخصوصا انى السكرتيرة بتاعتك شكلها مش لطيف
سيفيهمك شكلك قدامهم لما اوصلك كل يوم ومش همك انك تركبى تاكسى رايح جاى يوميا لوحدك
نيرمين وهى تحاول تجنب مضايقتهانت اتضايقت ولا ايه
انا مقصدش حاجة غير انى بحاول احافظ على سمعتك وسمعتى
اخرج سيف نفسا شديدا دليل على انه يحاول ان يتحكم فى اعصابهشوفى يا نيرمين ممكن تشيلى الناس من حساباتك خالص
كده كده الناس هتتكلم سواء ركبتى ولا مركبتيش واكيد الناس عارفة ظروفك من صورك اللى مالية الجرايد وعارفين انك قاعدة عندى لو هتمشى بالمبدأ اللى بتفكرى بيه ده يبقى كمان شوية هتقوليلى هسكن فى شقة تانية
فياريت متبصيش الناس قالت ايه او هتقول ايه
انزعجت نيرمين من كلامه وظلت واقفة تنظر امامها وهى تفكر فى ماقاله
سيفواقفة ليهيلا علشان منتاخرش
ذهبت نيرمين معه الى السيارة وقد فارقت الابتسامة وجهها نظر اليها سيف ثم نظر الى السائق وهو يفتح الباب لنيرمين فجلست فى الكرسى الخلفى
و جلس سيف بجانب السائق فى الكرسى الامامى
كانت تنظر من نافذة السيارة وهى مستمتعة نوعا ما بما تراه من اشجار على جانبى الطريق وكانت نسمات الهواء تلاطف وجهها فتغمض عينيها احيانا من شدة الهواء الذى يداعب عينيها
وفى لحظة تراءى لنيرمين لحظة خروجها من الغابة فظهر على وجهها الانزعاج وهى تنظر الى تلك الغابة وهذا المكان بالذات ولكن السيارة تخطت ذلك المكان لسرعتها فظل نظرها معلقا بالنظر اليه ومالت على النافذة وهى ملتفتة للخلف تدقق فى تلك الناحية
لاحظ سيف ذلك من مرآة السيارة الامامية الټفت اليها قائلافى حاجة يا نيرمين
نظرت اليه وما زالت اثار الانزعاج على وجهها
سيفانت شوفتى حاجة
نيرمينوهى تحاول ان تتجاهل ما راتهلا مافيش
شعر سيف انها رات شيئا ما ولكنها لم تفصح له عن ذلك
وصلت السيارة الى الشركة
وكان الموظفون يقفون عندما يرون سيف تحية له
نظرت نيرمين اليه وقالتايه ده انا حاسة انهم بېخافو منك اوى
انت بتعاملهم ازاى
سيف مبتسمابعاملهم عادى هكون بعاملهم ازاى بس اللى بيغلط بيشوف وش تانى منى
نيرمين وقد بدأ الخۏف يتسلل اليهاافهم من كده انى لو غلطت هتورينى الوش التانى
سيفانتى وشطارتك بقى
والشغل شغل معنديش مجاملات
ثم نظر اليها قائلالازم تبقى فاهمة ده من دلوقت
احست نيرمين انه يخيفها من العمل معه حتى تتراجع عن قرارها ولكنها قررت ان تواجه الامر بصبر
وستحاول ان تكون متقنة فى عملها حتى تمتص شعوره بعدم الرضا عن تعيينها
وركب الاسانسير معها وضغط على زر التشغيل
لاحظ انها تشعر ببعض الدوار
سيفمالك شكلك مش مظبوط
نيرمينحاسة انى دايخة شوية
ابتسم سيف قائلاانتى عندك فوبيا الاماكن المغلقة ولا ايه
نيرمينلا طبعا
دى دوخة عادية
دخل سيف مكتبه الفخم وجلس على الكرسى وقال لنيرميناقعدى واقفة ليه
جلست نيرمين وهى تنظر حولها فلم تكن تتوقع ان مكتبه بهذه الفخامة انه مكتب ضخم بحجم شقة
سيفمالك مستغربة المكان ولا ايه
نيرمين لا ابدا
رفع سيف الهاتف وكلم عمر وطلب منه الحضور وان تاتى معه مدام آمال
احست نيرمين بعدم الراحة عندما سمعته يتحدث مع عمر
دق عمر الباب وسمح له سيف بالدخول
تفاجأ عمر بوجود نيرمين فقالايه ده ايه المفاجأة الحلوة دى
ازيك يا انسة نيرمين
نيرمين وهى لا تشعر بارتياحالحمد لله
سيف يحاول شد انتباه عمر فقال لمدام آمال الانسة نيرمين اول يوم ليها هنا النهاردة واكيد هى متعرفش طبيعة الشغل
ياريت تاخديها تعرفيها هى هتعمل ايه بالظبط
وفهميها ايه اللى مطلوب منها
كان عمر يعلم ان سيف
لا يريده ان يحتك بنيرمين او ان يكلمها فتظاهر عمر بتجاهله لوجودها واكتفى بمجرد الترحيب بها فقط
وذلك طبقا للخطة التى رسمها حتى يكتسب ثقة نيرمين اولا
وليطمئن سيف من ناحيته ثانيا
سيف لنيرمين تقدرى تروحى معاها دلوقتى علشان تعرفك هتعملى ايه
خرجت نيرمين مع مدام آمال لتعرفها بما ستقوم به من اعمال
اما عمر فظل واقفا ينتظر من سيف ان يأذن له
تعجب سيف من هدوئه غير المعتاد
سيفمالك ياعمر واقف ليه
عمرانت مقولتليش امشى افتكرتك لسة عايزنى فى حاجة
ابتسم سيف قائلاايه الرسيان والهدوء ده
انا مش واخد على كده
عمريعنى كده مش عاجب وكده مش عاجب اعمل ايه بقى
سيفههههههههههه بهزر معاك
طب ياريتك تفضل كده
عمرالمهم دلوقتى فيه حاجة تانى عايزنى اعملها
امسك سيف بعدة ملفات وطلب منه ان يراجعها قائلا
اه ياريت تاخد الملفات دى تراجعها علشان انا عايزها ضرورى بكره
عمرايه ده هراجع دول كلهم النهاردة
سيفمعلش انا عارف انهم كتير بس ضرورى تخلصهم علشان الشغل اللى متعطل ده
عمر وهو يبتسمخلاص علشان خاطر عيونك هخلصهم النهاردة
سيفهههههههههه مش بقولك انا مش واخد على كده
اخذ عمر الملفات وهو يبتسم لسيف قائلا تؤمر بحاجة تانى
سيفلا متشكر اوى كفاية عليك كده
استاذن عمر وخرج وسيف مازال غير مصدق لما رآه
هل هذا هو عمر لقد توقع سيف ان بمجرد خروج نيرمين مع مدام آمال سيحاول عمر ان يخرج وراءها الا انه لم يفعل
كما انه جاء مبكرا على غير العادة واخذ الملفات ليراجعها دون ان يتململ من مراجعتها مثلما كان يفعل فى السابق
شعر سيف بالحيرة تجاه الامر هل عمر قد تغير بالفعل
ام ان ذلك وراءه شئ آخر
خرج عمر من مكتب سيف مارا بمكتب نيرمين ومدام آمال واقفة معها تشرح لها طبيعة عملها ولكن عمر مر بهما دون ان ينظر اليهما وبيده الملفات وتوجه الى مكتبه مباشرة
تعجبت نيرمين هى الاخرى من تصرفه الرزين الذى لم تتعود عليه منه
فلم يضايقها بنظراته كما كان يفعل ولم يحاول مغازلتها ولم ينظر اليها نظرات جريئة كما كان فى السابق
فى حقيقة الامر كانت سعيدة بتغيره هذا وتمنت ان يدوم ولكنها لم تتأكد بعد ان كان هذا سيدوم ام ان الفرصة لم تكن متاحة لديه لوجود سيف ومدام آمال
بعد ان تعرفت نيرمين على طبيعة عملها من مدام آمال جلست على مكتبها وبدأت بالفعل مزاولة نشاطها
صحيح ان العمل كان شاقا فالسكرتارية لم تكن بالنسبة اليها عملا شاقا كهذا كانت تتوقع انها تستقبل العملاء وترد على الهاتف وتنظم المواعيد الا ان الامر اتضح انه اشق من ذلك
وبالرغم من هذا كانت سعيدة لانها تشعر انها تقوم بانجاز الكثير من الاعمال وشعرت باهميتها ومدى اتقانها فى العمل
مرت ساعات العمل بمشقة وتعب وكان اليوم الاول بالنسبة اليها بالرغم من اجهادها الا انها استمتعت كثيرا
وفى الدقائق الاخيرة كانت نيرمين منهمكة فى اداء عملها فرن الهاتف
سيففاضلك كتير
نيرمينفاضلى حاجات بسيطة
سيفطب حاولى تخلصى بسرعة علشان احنا كده اتاخرنا هاا
نيرميندقايق وهخلص ان شاء الله
سيفاوك باى
واصلت نيرمين عملها بانهماك شديد وفوجئت بخروج سيف من مكتبه ووقف امامها وهو يبتسمايه ده انتى لسة مخلصتيش
نيرمينخلاص قربت دقيقة واحدة
سيفلا كفاية كده وسيبى الباقى لبكرة
نيرمين لا الشغل شغل
مافيش مجاملات هنا
ولا ايه
ضحك سيف من تلك الجملة لانها تلمح له على ما قاله لها اثناء دخولهما الشركة
ثم قالانا بأمرك انك تسيبى باقى الشغل لبكره يلا بقى علشان منتاخرش عن كده
هو شغلك هييجى على دماغى ولا ايه
ابتسمت نيرمينطب ثانية واحدة بس مفاضلش غير ورقة واحدة بس
سيف ولا نص ثانية يلا بقى
وضعت نيرمين الاوراق مكانها فى درج المكتب واغلقت عليها بالمفتاح
ثم اخذت اغراضها وانصرفت مع سيف لتركب معه السيارة
كان يراقب ركوبهما السيارة من بعيد عمر
كان فاتحا باب سيارته متأهبا للركوب وهو ينتظر حازم صديقه ليوصله فى طريقه
وظل ينظر اليهما الى ان جاء حازم
حازمايه يا عمر بتبص على ايه
عمرهااانت جيت
حازممن بدرى
انت كنت سرحان فى ايه
عمرمافيش اركب ياللا
تحركت سيارة سيف فى طريقها للقصر
وعندما مرت بنفس المكان التى راته فى الصباح شعرت باحساس غريب وتذكرت لحظة خروجها من الغابة من تلك الناحية
اخذت تتنفس بسرعة شديدة
لاحظ سيف ذلك للمرة الثانية فالټفت اليها مالك يا نيرمين
نيرمين انا حاسة ان المكان اللى عدى ده انا مشيت فيه قبل ما اوصل القصر يوم الحاډثة
سيف للسائقوقف العربية
ثم الټفت لنيرمين فين المكان ده
قامت نيرمين بفتح الباب ونزلت من السيارة ونزل سيف ايضا واتجه اليها قائلافين المكان اللى انتى شوفتيه
اشارت نيرمين اليه وهى تسير ناحيته ثم وقفت امام الناحية اليمنى المليئة بالاشجار وهى تتنفس بسرعة ملحوظة كانها ترى ما يخيفها
اقترب منها سيف ليهدئها ثم قالاهدى يا نيرمين
وقوليلى افتكرتى ايه
نظرت اليه والخۏف فى عينيها ثم قالتهو ده المكان اللى عملت فيه الحاډثة
الفصل الثالث عشر
نيرمين واقفة بمواجهة الغابة تنظر اليها وآثار الخۏف على وجههاوسيف ينظر اليها محاولا تهدئتها فقال
نيرمين بصيلى
قوليلى حاسة بايه
وجهت نيرمين نظرها اليه فاستكمل سيفممكن تقوليلى كل اللى افتكرتيه بالظبط
نيرمين وهى تحاول ضبط انفاسهاكنت سايقة العربية وانا مڼهارة اوى
مكنتش مركزة وانا سايقة وفجأة لقيت عربية قدامى كنت هصطدم بيها حاولت اتفادها فانحرفت العربية عن الطريق جوا المكان ده وانقلبت بيا اكتر من مرة
كنت ھموت فضلت متعلقة جوا العربية وانا پصرخ لان الڼار كانت مسكت فى العربية
بس الحمد لله قدرت اخرج منها باعجوبة
نظر سيف فى عيون نيرمين وهو متأثر بما يسمعه منها فقالوبعدين
ايه اللى حصل تانى حاولى تفتكرى
جلست نيرمين على جزع شجرة طويل ملقى بجانبها ووضعت يديها على وجهها محاولة ان تسيطر على بكائها ولكن لم تستطع
جلس سيف بجانبها وهو يتأملها وقالانا عارف ان اللى مريتى بيه كان صعب بس خلاص ربنا نجاكى
نيرمين وهى تمسح دموعهاكنت خاېفة افتكر اللى فات لانى كنت حاسة ان فيه حاجة هتوجعلى قلبى وطلع احساسى صح
سيف بحزنايه اللى افتكرتيه ووجعك يا نيرمين
نظرت نيرمين اليه ودموعها تنساب بغزارة وقد احمرت وجنتاها وشفتيها من كثرة البكاء وهى صامتة
سيفخلاص مش هضغط عليكى علشان اعرف
انا شايف انى اسيبك تهدى الاول وبعد كده لو حبيتى تقوليلى انا هسمعك
سكت للحظات ثم وقف ومد اليها يده لتقوم قائلاانا شايف ان الوقت متاخر يللا نمشى من هنا ونبقى نشوف الموضوع ده بعدين
نظرت اليه نيرمين بعد ان جففت دموعها التى مازالت تنهمر وامسكت بيده لتقوم
قبل ان تمشى استوقفها قائلا بصوت حانىهتركبى العربية بحالتك دى
ممكن بقى تبطلى عياط
انا مش عايز اشوف