زهره لكن دميمه
فضول زيي تعرف أيه حكاية مراته وولاده
لاذ بالصمت للحظات ثم قال ببطء هو لو عايز يقول لينا هيقول وأنا كفاية عليا أنه حاول ينسي ويبتدي معايا صفحة جديدة كفاية عليا أنه ممنعش أحفادي عني مع أن ده من حقه أنا مكنتش ليه الأب المثالي
شعرت بيسان بالحزن في صوته فقامت من مكانها وجلست على مسند كرسيه وضحكت مغيرة مجرى الحديث بس الولاد نسخة مني دول لو كانو ولادي أنا مكنوش هيبقو شبهي كده
تصنعت الزعل وأنا بح خلاص بقا مليش مكان
لا طبعا أنتي ليكي النص بحاله
وليه بحاله كتير أوي عليا ولا أقولك خليها الربع
قرص خدها بخفة وقال مبتسما أنتي الكل في الكل طبعا
تابع زاهر في صمت حركات الأب مع أبنته أبتسم وهو يرى سعادتها البادية على وجهها تحدث قائلا أنا داخل أنام قبلت والدها على وجنتيه تصبح على خير
في الغرفة عند زهرة
بعد أن تأكدت من نوم أطفالها أخرجت بيجامة من الدولاب
وحدثت نفسها أن اليوم كان جميلا بالرغم من توترها في البداية فهي كانت تخشى مقابلة عائلته ولكن تحت أصرار الصغيرين ذهبت معهم مضطرة والأن هي تشعر بالراحة زينت شفتيها خفيفة وهي تسترجع مامضى وسعادة صغارها مع ولهوهم مع الجد والعمة وعندما وصلت أفكارها باتجاهه متذكرة نظرته الخاصة لها فقامت بهز رأسها وأتجهت الى الحمام عندما خرجت تفاجأت به جالس على حافة الفراش
أردف بابتسامة هادئة قصدك أوضتي أنا
بلعت ريقها بصعوبة أوضتك أوضتك
أيوه أوضتي أوضتي
ومادام هي أوضتك جيلان جبتيني هنا ليه
رد عليها في هدوء عشان أنتي مراتي وأوضتي هي أوضتك
قالت بسرعة لا وأطلع بات في أي أوضة الفيلا كبيرة وفيها أوض كتير
نهض من مكانه وأقترب منها بخطى واثقة وتمعن في النظر لها شعرت بالأرتباك من نظراته
سألت بهمس متوتر أومال كنت عايز أيه
رفع خصلة شاردة من شعرها ووضعها خلف أذنها وهمس بخفوت كنت عاملك مفاجأة متأكد أنها هتبسطك أوي
بس المفاجأة دي هتحبيها
مش عايزه أعرف
هتندمي على فكرة وعلموم مش هتحرك من مكاني الا لما تعرفي المفاجأة وتقبليها كمان
سألت وهي تشعر بالقلق مادام هتخرج أنا موافقة
نظر بعينيها وقال قدمتلك في كلية الطب المفروض من أول السنة تتابعي دراستك فيها
قالت وقد لمعت عينيها بالدموع ينفع أكمل دارستي عادي
ابتسم وقال أنتي بقيتي طالبه في الكلية فأكيد ينفع
شردت زهرة مع ذكريات الطفولة وحلمها الذي أصبح فيما بعد حلم بعيد المنال
هو من خلال بحثه في خلفيتها علم عن حلمها هي أصبحت كل شيء بالنسبة له أصبح متعلق بها بشدة تردد قليلا قبل أن يقول مبسوطة يازهرة ثم ربت على رأسها بخفة
هذه الحركة البسيطة جعلتها تفيق من السعادة التي عاشت فيها للحظات أبتعدت عنه وواجهته أنت ليه عملت كده ليه قدمت ليا في الكليه
مرر أصابعه في شعره وقال مش عارفة ليه عملت كده
ردت بخفوت أحساسك بالذنب صح
أعترض على كلامها وهتف بيأس لا مش أحساس بالذنب يازهرة أمسك بيديه كلا كتفيها وهزها أنا تعبت تعبت من مشاعري ناحيتك أنا عملت
كده عشان اشوف نظرة نظرة سعادة واحدة في عينيكي أنا عملت كده عشان بحبك هتف پألم بحبك حبيتك وأنتي زهرة بتاعت زمان وحبيتك أكتر لما عرفت زهرة الحقيقية أنا عملت كل ده عشان بحبك أتجوزتك عشان بحبك مش عشان خاطر الولاد وبس عشت معاكي في نفس المكان عشان مقدرش أعيش من غيرك
أنكمشت وهي تسمع كلامه أندفعت من عينيها الدموع وصاحت بس أنا مش
ترك أحدى يديه الممسكة بها ووضعها على فمها وصاح هو الأخر پألم عارف أنا كل اللي عايزه تتقبلي وجودي في حياتك وجودي كزوج حقيقي مش مجرد خيال أنزل يده وخرج بسرعة من الغرفة بخطى غاضبة غاضبا من نفسه بسبب أنهياره وعدم تحكمه في أعصابه
أنهارت زهرة جالسة فوق الفراش أنسالت الدموع فوق وجنتيها لاتدري ماذا تفعل أغمضت عينيها في تعب وتكومت فوق الفراش هل يحبها حقا أم ماذا هل أسامحه أم لا أخذت تدعو كثيرا أن ينير الله طريقها فهي تشعر بالتعب والتشتت وعدم القدرة على اتخاذ القرار لا تعلم كم من الوقت مر وهي بهذه الحالة عندما فاقت واستعادة توازنها
أخيرا عرفت ماذا تريد وقررت في أقرب وقت يجتمعو سويا اخباره بقرارها المتعلق بمصيرهم معا
في الصباح تناول الجميع الإفطار على سفرة واحدة ساد الجو المحيط بيهم دفء الأسرة بهجة خاصة بهجة تجمع العائلة في مكان واحد شعر أكنان بوجود شيء مختلف فيها إحساس داخلي يخبره بذلك ابتسامتها ضحكاتها مختلفة حتى نظراتها وعند الإنتهاء ركبت كل مجموعة سيارتها الخاصة حتى المطار وفي الداخل
ضمت بيسان كلا الصغيرين بحب وقالت بتأثر هتوحشوني كتير
إياد بلهجة طفولية وانتي كمان هتوحشيني شوية مش كتير
ضحك الجميع على رد إياد
ضحكت بيسان بصوت
عالي هوحشك شوية شوفت ابنك ياكينو طالع ليك قال هوحشه شوية ثم نظرت له مبتسمه مقبولة منك ياسي إياد وإنت بقا ياوليد هوحشك أد ايه
هتوحشيني اد البحر
حبيبي ياوليد شوفتو الواد الدبلوماسي ضحكت قائلة مش طالعك ياكينو اكيد الدبلوماسية دي من مامته
غمز أكنان لزهرة وقال طبعا طبعا المنبع كله عندها
وبعد فترة ركبت بيسان وزاهر الطائرة الخاصة بهم وركبت جيلان السيارة مع إبنها وقبل الانطلاق قال نجم تبقا تجيب الولاد كل فترة وبلاش تقطع بزيارتهم ليا
قلبي اتعلق بيهم أوي
إجابه بنبرة ثابته هبقا هوديهم الفيلا مع السلامة يجوجو
جيلان بابتسامة مع السلامة ياحبيب جوجو مع السلامة ياحبابيبي
انطلق نجم السيارة وبعدها مباشرة انطلق أكنان هو الاخر
زهرة كانت جالسة بجواره لسانها انعقد عن الكلام من شدة توترها همست بخفوت ياااا
الټفت لها وقال بفضول نعم يازهرة عاوزة تقولي حاجة
ردت بارتباك اه أنا فكرت في كلامك امبارح وعاوزة ادي لعلاقتنا فرصة
اڼصدم فقد النطق لثواني نظر لها يتأكد من وجودها بجواره وأنها هي نفس الشخص وسأل مكررا قولتي ايه
أنا قررت ادي علاقتنا فرصة
هتف بسعادة واخيراااا اللحظة دي استنتها كتير
امسك كف يديها وضغط برقة
وهمس بابتسامة اوعدك يازهرة انك هتعيشي سعيدة معايا وأخذ يصيح بسعادة أنا أسعد إنسان في الكون
شعرت بالراحة من قرارها لتزين شفتيها ابتسامه هادئة ودعت في سرها براحة البال وأن تملىء البهجة حياتها
إنها ليست النهاية ولكنها مجرد البداية
الخاتمة
مرت الأيام وتعاقبت الأحداث في حياتهم فهناك أيام مرت بسعادة وأخرى بحزن وشقاء فالحياة ماهي إلا أيام معدودة
أغمض يدعي النوم وكتم أنفاسه متمنيا أن تظل بجواره ولا تهرب إلى غرفتها ككل مرة فهذه المرة كانت مختلفة فهي من أتت إلى غرفته لأول مرة تذكر نظراتها المړعوپة عندما رأته أمامها وردها المتلعثم عن سبب تواجدها أنها رأت نور الغرفة مضاء وإنه تأخر في المجيء لم تسمعه عندما أتى فحسبت أحد الأولاد أستيقظ وعبث في النور شعر ببريق من الأمل يتوغل داخل قلبه من ردها فهي اهتمت لاحظت تأخره في الخارج ظلت مستيقظة من أجله وجد نفسه بالقرب منها كانت هادئة نظراتها مختلفة لم يعلم متى أشتعل الجو بينهم وفي لحظة أصبحت بين ذراعيه فاق من شروده على صوت حركة خفيفة تابعها بعيون شبه مغمضة وهي تتسلل من فراشه عندما تأكدت من نومه بمجرد أختفائها جلس وأخذ يزفر پغضب بالرغم من مرور سنة على علاقتهم إلا أنها مصممة على الهروب والإنعزال بداخل غرفتها أراد الذهاب لها وحملها بالڠصب إلى غرفته لكي يضعها مرة أخرى في فراشه حتى ينعم بدفئها وتنام في ه لكنه لم يتزحزح من مكانه لم يرد أخافتها مقررا الإنتظار فما حدث اليوم تطور ملموس في علاقتهم وأخذ يراقب الفراغ بعيون خاوية مټألمة
بمجرد أن دخلت غرفتها أنهارت جالسه على المقعد القريب من النافذة غطت وجهها بيديها وبكت مثل الطفلة
سرت رعشة باردة حادة في جسدها وبعد أن استعادت هدوئها نسبيا فسرت ماحدث لها منذ لحظات بسبب استسلامها وقبولها بالأمر الواقع همست بحدة ماحدث لا يجب أن يشعرك بالذنب فأنت زوجته لكنك يازهرة السبب فيما حدث كان أين عقلك وتفكيرك السليم عندما ذهبت إلى غرفته بملابس النوم هزت رأسها پغضب ظلت مستيقظة حتى الفجر تراقب بسكون كل شيء وڠرقت في تأمل ماحدث لها أشتعلت ثارت مشاعرها عندما توصلت الى حقيقة ماتشعر به تجاهه شعرت بالإضطراب
فتحت عينيها بتكاسل شديد استغربت للحظات وجودها على المقعد لمحت الساعة بطرف عينيها فوجدتها الساعة السابعة والنصف أنتبهت ثم نهضت من مكانها مذعورة دلفت إلى الحمام مسرعة أخذت شهيق عميق فتحت الصنبور فملأت كفيها بالماء البارد وألقته على وجهها عدة مرات حتى فاقت تماما أرتدت معطفها ثم ركضت إلى غرفة أطفالها وأخذت باستبدال ملابسهم بسرعة وهم يضحكون وعيونهم مليئة بالمرح فماضيهم التعس لم يصبح له وجود
أياد بلهجة ضاحكة براحة شوية
لو ملبستوش بسرعة هتتأخرو على المدرسة
وليد وأياد في نفس الوقت يبقا بلاش مدرسة النهاردة
زينت شفتيها إبتسامة هادئة وهي تقول كفاية مماطلة في الكلام ويلا عشان متتأخروش أكتر من كده
أنتهت من تحضير كل شيء لهم وأطمئنت عليهم حتى أنطلق السائق الخاص بهم بالسيارة نظرت الى الساعة فوجدت أن المحاضرة الأولى قد فاتتها أسرعت إلى داخل غرفتها لأرتداء ملابسها فمستحيل أن تتأخر على المحاضرة الثانية فالحضور عليه درجات
عندما أنتهت هبطت الدرج مسرعة دون أن تنظر أمامها عند نهاية الدرج فوجئت بأكنان أمامها
تحدث بلكنة هادئة صباح الخير
ردت بلهجة باردة صباح النور
حاول كسر الجليد بينهم فقال عاملة أيه في الكلية
أردفت قائلة كويسة
نظر إلى حقيبتها المتدليه فوق كتفها بشريط طويل تسائل بابتسامة كل
دي شنطة نوعها أيه مش شايفها كبيرة شويتين
توهجت نظراتها بلمعان خفيف وهي ترد على فكرة الشنطة دي عمليه أوي في الكلية واسمها توتي باج
حرك رأسه بايماءة خفيفة قائلا مادام مريحاكي تبقا حلوة يلا بينا عشان أوصلك
نظرت له بحيرة وهي تسأله توصلني فين
أوصلك كليتك
هااا كليتي
أيوه كليتك
ومن أمتى بتوصلني الكلية أنت ديما بتخرج قبلنا
غمز لها وهمس آه اتاخرت نفس اللي أخرك وهوصلك النهاردة عشان مفيش حاجة تركبيها والسواق بتاعك راح بالولاد المدرسة ولا هتستني لما يرجع يوصلك
لمعت وجنتها بحمرة خفيفة من تلميحاته ثم أومأت برفض لا طبعا مش هستنى السواق ولا أنت هتوصلني أنا