الأربعاء 27 نوفمبر 2024

زهره لكن دميمه

انت في الصفحة 52 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز


معايا
أردفت ضحى قائلة أركني ذكرياتك أحبسيها عشان تقدري تعيشي
أنا للأسف مش قادرة أنسى الماضي اللي حصل زمان كان صعب أي حد يعدي منه وأنا عديت منه ياضحى بس بندوب لسه معلمه جوايا خلت مشاعري مشوهة أنا بقيت منفعش منفعش أكون أي حاجة
صمتت ضحى قليلا تفكر في كلماتها ونظرت لها بهدوء شديد قولتي يازهرة أنه ندمان ويتمنى ترضي عنه ليه مش عايزه تفوقي من الشرنقة اللي معيشة نفسك فيها ليه رافضة تفوقي ربنا بيسامح يازهرة سامحيه حاولي تسامحيه أنسي وبلاش تفكري نفسك باللي حصل النسيان نعمة وبكرا تقولي أنا كان عندي حق

تشوشت رؤيتها بالدموع فهي تشعر بحيرة وتخبط في مشاعرها تجاهه وأصبحت لا تعلم ماذا تريد شددت ضحى من قبضتها على يديها وقالت أسمعيني كويس يازهرة الدنيا أديتك فرصة من دهب حياة جديدة ومستقبل جديد بلاش تخسريهم وراجل بيحبك وندمان في رجالة غيره بيهربو من ذنبهم ويقولو ملناش فيه أكملت كلامها برجاء سامحيه حاولي تديله فرصة
زهرة بنبرة متشنجة ححاول ححاول ياضحى
أوعديني أنك تديه وتدي نفسك فرصة 
أوعدك ياضحى
فين بقا الولاد عشان أسلم عليهم مش سامعة ليهم حس 
فوق في أوضتهم بيلعبو 
عايزه أبوسهم وأسلم عليهم قبل ماسافر
تعالي معايا نطلع ليهم ومتقوليش أني مش حذرتك 
من أولها كده هتظلمي الولاد دول كيوت من
غير ماشوفهم
أول مازهرة فتحت الباب تعالت أصوات الصړاخ تسمرت ضحى على الباب للحظات ثم ضحكت على مايحدث أمامها
أياد بصړاخ سيب اللعبة بتاعتي
يقوم وليد بجذبها من يده قائلا بصړاخ لأ دي بتاعتي
لاااااابتاعتي أنا
دي بتاعتي أنااااا
وكلا الشقيقين يجذبون اللعبة وكلاهما ېصرخ في وجه الأخر
همست زهرة بضحك أتفضلي سلكي بين الكيوت حبايبك
تصنعت ضحى الرحيل لااااياختي سلكي بينهم أنتي أنا هروح أكمل العصير بتاعك لحد ماجوزي الكيوت يجي ليا
قامت زهرة بدفعها لداخل الغرفة وأغلقت الباب وقالت بابتسامة روحي يلا فضي الخناقة 
ضحكت زهرة فبادلتها ضحى الضحك 
توقف الصغيرين عن الشجاروالتفتو اليهم بفضول فتعالت أصوات ضحكاتهم أكثر وأكثر
الحلقة السابعة عشر والأخيرة
مع الوقت ننسى الألم فيصبح الماضي كأن لم يكن
في أخر النهار وبعد غروب الشمس وأختفائها في الأفق 
رجع أكنان الى
البيت فلم يجد أطفاله في الجوار صعد إلى غرفتهم فتح الباب بهدوء رأها من مكانه تحكي ليهم قصة ومندمجة في تقليد أصوات الطيور والصغار يضحكون في محاولة لتقليدها زينت شفتيه ابتسامة ناعمة لرؤيتهم هكذا هتف أياد وقفز من فوق الفراش بابا جاه
تبعه إياد هو الآخر ملقيا نفسه عليه
التفتت زهرة له ونظرت إلى أطفالها فرأت الفرحة في عيونهم رفعت عينيها دون قصد تلاقت النظرات رأت بداخل عيونه مشاعر متعددة تملكها التوتر فأبعدت رأسها في الإتجاه الآخر
قالت بارتباك يلا ياحبابيبي وقت النوم
رفض الصغيرين طلبها بالنوم فقال لهم أكنان بلهجة أمره أسمعو الكلام لو نمتو دلوقتي هوديكم بعدين تشوفي عمتكم وجدكم لاحظ نظراتها الغاضبة عندما وعد الصغار بزيارة العائلة 
هتف وليد وأياد في وقت واحد بجد
ايوه بجد روحو نامو يلا
حاضر
أسرع الصغيرين كل واحد باتجاه فراشه قامت زهرة بجذب الغطاء على كل منهما وأعطت كل منهما وقالت بابتسامة تصبحو على خير واحلام سعيدة
وليد وأياد وانتي بخير ياماما
عندما اغلقت باب غرفتهم ظل أكنان واقف أمامها بهدوء ثم قال أنا مستني
مستني ايه بالظبط
شكلك بيقول عايزه تتكلمي بخصوص وعدي ليهم
نفخت بضيق وردت عليه بلهجة منفعلة انت ازاي تاخد القرار ده من دماغك هما مش مستعدين دلوقتي يتعرفو على أهلهم
إجابها بثبات بالعكس يازهرة ده أنسب وقت أنهم يتعرفو على أهل باباهم دي جذروهم ومستقبلهم ولزم يتعلمو حب العيلة وبيسان أختي نفسها تشوفهم قبل ماتسافر بلاش تحرمي ولادك من عيلتهم
هتفت بحدة أنا لو عايزه أحرمهم مكنتش اتجوزتك بس الوقت مش مناسب
أخفى غضبه بصعوبة وقال بهدوء مفتعل خلاص انا وعدتهم ومش هخلف وعدي ليهم وختم كلامه تصبحي على خير
ثم تركها مغادرا ټضرب اخماسا في اسداس
كانت رحلة طويلة لها من مصر الى أمريكا أستغرقت ساعات كثيرة ولأول مرة في حياتها تطىء قدمها أرض غريبة غير مدينتها كانت تنظر لوجوه الناس بتأمل عميق وللمباني الشاهقة التي تلمع واجهاتها الزجاجية من خلال السيارة 
توقفت السيارة امام بوابة عريقة أمسك يدها برفق وقال هناهنعيش وشعرت به يضع سريعة على خدها يلا بينا 
فتح لهم الباب وأصبحت في الداخل وقفت ضحى في مكانها تتأمل فخامة المكان ولمسات الفن المعماري المهيب مشهد يسلب اللب شردت للحظات تخيلت نفسها أميرة في عصر الأميرات وهي تنزل بفخامة على السلالم وفي الاسفل أميرات يضحكن وموسيقى ناعمة تنساب في الجو بدأت تتحمس وتنفض عنها التوتر
أشار للخادم بحمل الشنط الى غرفته وتفريغها الټفت اليها فرأى شرودها سألها مبتسما أيه رأيك 
حلو أوي 
يلا نطلع أوضتنا زمانك دلوقتي عايزه ترتاحى
بصراحة
أه
شعرت بالراحة وهي تجلس فوق الفراش تتحس ملمس الغطاء أخذت تتأمل كريم وهو يتكلم في الهاتف ونظرت حولها بشرود لكن ذلك لم يمنع رؤيتها جمال وأناقة الغرفة وعندما أنهى الأتصال جلس بجوارها وضمھ واضعا رأسها فوق قلبه وقال برقة حسه بأيه وأنتي هنا معايا
ردت بهدوء حسه بالرهبة شوية
نظر لها بقلق أيه اللي خلاكي تقولي كده 
قالت له بلهجة رقيقة رهبة عشان في بلد غريبة ومكان جديد عليا لكن أنا في قمة سعادتي عشان موجودة معاك وجودك معايا هو الأمان هو سعادتي الحقيقية 
ضمھا أكثر وربت على شعرها وقال وأنا هعمل أي حاجة عشان أخليكي ديما سعيدة ثم رفع رأسها وقبلها على وجنتيه زمانك تعبانة دلوقتي نامي شوية ثم أراح جسدها على الفراش ونهض
سألت بخفوت رايح فين
رد عليها بابتسامة هخرج أخلص كام حاجة وهجيلك علطول
هزت رأسها وهي تشعر بالأرهاق وبمجرد خروجه أستغرقت في النوم مباشرة
وفي الأسفل نزلت نيروز من سيارتها وأتجهت إلى ملحق الفيلا المفضل لزوجها رأت ناصر جالس على أحد الكراسي رافعا قدميه على طاولة صغيرة كانت تتوسط المكان وفي يديه مجلة مندمج في قرأتها
بدأت نيروز بالصړاخ أنت هنا وأنا برن عليك مش بترد 
رد في هدوء خير يانيروز كنتي عايزاني في أيه
هتفت في وجهه بحدة كنت عايزاك في حفلة تكريمي وبلاش الأسلوب ده معايا لوي الدارع ده مش عليا
مط شفتيه بضيق تقصدي أيه
أنت عارف أنا قصدي أيه كويس من وقت لما قولتلك خلاص أنا مش معاك في لعبتك وأبعد عنها
قال بلامبلاة وأنا سمعت كلامك وبعدت عايزه أيه تاني
قاطعته بعصبية ترجع زي الأول وبلاش لويت الوش دي معايا
أستدار برأسه ورجع
عدة خطوات باتجاه الملحق وهو يسمع صياحهم وهمهمات كلام غير مفهومة
طرق على الباب ثم دلف نظر كلا والديه اليه پصدمة 
قالت بارتباك أنت جيت أمتى 
لسه جاي مبقليش نص ساعة وبدل مالقيكم في أستقبالي بتتطمنو عليا أسمعكم بتتخانقو مع بعض أيه سبب الخناقة المرة دي
ضمته نيروز وقامت ب ه على وجنتيه وقالت بابتسامة مضطربة حمد لله على سلامتك متزعلش مني عشان مكنتش موجودة بس للأسف كان عندي مؤتمر بتكرم فيه ولسه جاية منه دلوقتي باباك السبب في الخناقة مرضاش يجي معايا وقال مشغول وأعرف أنه بيضحك
عليا وقاعد في البيت 
ضحك وقال متزعليش نفسك ماهي مش أول مرة يزوغ عن مؤتمر بتتكرمي فيه معلش بقا مضطر أسيبكم هروح مشوار ساعة وجي علطول
زمت شفتيها قائلة هو أنا لحقت أقعد معاك 
رد عليها بابتسامة بكرا تشبعي براحتك سلااااام وأعطاها في الهواء وخرج مباشرة
تنهدت نيروز براحة الحمد لله مسمعش حاجة
تقلبت ضحى على الفراش وهي نائمة تحلم بكابوس ثم نهضت وهي في حالة فزع شديد ثم صړخت دلف كريم بسرعة على صوت صړاخها
قال بلهفة مالك حبيبتي
وهي تلهث قليلا قالت كابوس حلمت بكابوس
أحاط احدى يديها بكفيه فشعر بأناملها باردة وترتعش فتناول يدها الأخرى وضمهم بين كفيه لتدفئتهم
خير أحكيلي بالراحة
كل اللي فاكره أني كنت في الضلمة الضلمة وبس وأنت بتبعد وفوقت لقيت نفسي پصرخ كريم وهمس في أذنها مټخافيش من أي حاجة طول ماأنا جمبك
خاېفة 
خاېفة من أيه
خاېفة الشغف والحب اللي بينا يروح
أمسك يديها ووضعه مباشرة فوق قلبه وهمس برقة هنفضل نحب بعض وهنكمل مع بعض طول ماقلبي بيدق والشغف اللي بينا هيزيد ثم ضحك قائلا بس أكيد الحياة مش هتبقا علطول حب في حب 
نسيت توترها وابتسمت له بالعند فيك هتبقا أيامنا حب في حب 
وظلا متعانقين فترة من الوقت ثم قال لها برقة أنتي قرة العين لي
وأنت قرة العين لي ياحبيبي ياعمري ياروحي
بعد مرور عدة أيام لم يحدث فيها الكثير بالنسبة لضحى وكريم أيامهم كانت شهر عسل دون منغصات من أهل زوجها أما زاهر نجح في أكتثاب ثقة بيسان وقرر السفر الى فرع الشركة في المانيا والبدء في حياة جديدة هناك بعيدا عن ذكريات الماضي أما صفيه بعد العديد والعديد من الإعتذارت رجعت إلى منزل زوجها لكن العلاقة بينهم لم تعود كما الأول
والعلاقة بين زهرة وأكنان أصبحت هادئة حاولت زهرة الأستماع لنصيحة ضحى وتقبل وضعها ونسيان الماضي
قررت بيسان أمضاء أخر ليلتها الأخيرة في مصر مع أهلها 
قبل سفرها مع زاهر دعت أكنان وأصرت على حضور زوجته وأولاده معه أرادت رؤيتهم والتعرف إليهم معرفتها بوجودهم كانت صدمة هائلة بالنسبة لها لكنها استطعت تخطيها وتمنت له السعادة فهو عانى الكثير في حياته 
أجتمع الكل في حديقة الفيلا زينت الحديقة بالأضواء فبدت كشموع تتلألىء لتضيف على وجوه الجميع بهجة ورضا الرجال أهتمو بالشواء فيما أخذت جيلان وبيسان وزهرة بتحضير الم ركض وليد وأياد في الحديقة وضحكات الجميع تملىء المكان 
سهرو مع بعض حتى أخر الليل أضحكتهم بيسان بالنكات التي كانت تلقيها وبعض الحكايات المضحكة عن طفولة أكنان وجدت زهرة نفسها بالتدريج تندمج مع المرح الذي ساد في الغرفة ووليد وأياد لم يكفا عن اللعب والحركة مع نجم وجيلان حتى أنهكهم التعب
لم يكف أكنان عن النظر لها
عندما رأت تثاؤب أطفالها قالت لهم بعد أذنكم عايزه أنيم الولاد
نهضت جيلان من مكانها وحملت أحد الصغيرين وقالت تعالي معايا أوريكي الأوضة اللي هينامو فيها 
وبمجرد أنصرافهم قالت بيسان بابتسامة متلاعبة عينيك متشالتش من عليها باين عليك واقع على الأخر 
أكنان بابتسامة وأنتي بقا قعدة مراقبني 
هزت رأسها بضحك هو بصراحة الكل مش أنا لوحدي 
غمز لها زاهر براحة عليه يابوسة
أبتسمت لزوجها قائلة حاضر هخف ماتقولي ياكينو ياأخويا ياحبيبي حكايتكم من أولها وبلاش تلاوعني في الكلام أتعرفت على زوزو أزاي وأمتى وأزاي أنا معرفتش
أردف بابتسامة ماكرة أتعرفنا على بعض زمان ورجعنا لبعض دلوقتي 
زمت شفتيها بضيق نعم ودي بقا الأجابة على كل أسئلتي
أيوه يابوسة وبطلي فضولك ده شوية 
ماشي ياكينو هبطل فضول بس مسيري هعرف
قام أكنان من مقعده ثم قال تصبحو عى خير 
أبتسم نجم وقال في هدوء أخيرا جاه اليوم اللي أشوف أبني هنا وقاعدين كلنا مع بعض
نظرت له بيسان وأردفت قائلة يعني معندكش
 

51  52  53 

انت في الصفحة 52 من 56 صفحات