متي تضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف
اراده فولاذية حتى لا تمتد يدها وتنتقى احدهم من اجل ايبوم كانت غارقه فى تأملاتها ولم تشعر بحركته الا وهو يقف خلفها ليحتضن خصرها بكلتا يديه ويحنى رأسه ليستند بذقنه فوق كتفها ويهمس بجوار اذنها قائلا ويده تمتد إلى بدله ذات ستره طويله من اللون الاسود مع بنطال من الجينز
الفاتح قائلا بصوت أجش
حركت رأسها قليلا حتى تستطيع رؤيته فأردف يجيب على سؤالها الذى لم تنطق به قائلا بحراره
الاسود بيليق اوى مع لون عينيكى وشعرك ومفيش لون ممكن يعبر عن طبيعتك المتمردة غيره ..
انهى جملته وفك حصار ذراعيه من فوق خصرها قائلا بلطف وهو يضع قبله ناعمه فوق وجنتها
هسيبك واروح البس فى الحمام وانتى البسى براحتك ..
بعد فتره لا بأس بها كانت حياة تقف امام مبنى الشركه والمكون من عده طوابق نوافذه جميعها من الزجاج العاكس وفريد يقف بجوارها يضغط بيده على يدها ليحثها على التقدم والدخول حركت رأسها تنظر إليه محاوله استمداد شجاعتها منه ولكنه كان ينظر إلى الامام بجبين عابس وملامح شديده الجديه كأنه يستعد لدخول معركه ما ابتعلت ريقها بصعوبه وهى تتأمل تبدل ملامحه فكرت بيأس ان تعود بأدراجها حيث المنزل فقد تخلت عن الفكره بأكملها كما ان فريد بهيئته تلك يبدو من نوعيه المديرين التى لا تفضل ابدا التعامل معهم او العمل تحت إمرتهم بأى شكل كان كما انها تفضل فريد الذى بالمنزل عن ذلك الذى يتحرك بجوارها ويرمى الجميع بنظرات ناريه دون سبب مقنع
اطلبى مدير الحسابات وقوليله يحصلنى ع المكتب بعد عشر دقايق .. عشر دقايق بالظبط ومش قبل كده ..
بادلتها السكرتيره ابتسامتها بأخرى مرتبكه وهى تغمغم بحذرقائله
صباح النور يا فندم ..
سحبت حياة يدها من داخل يد فريد ووجهتها نحو السكرتيره مبادره بتحييتها وهى تسألها بوجهه بشوش
انا اسمى حياة .. انتى اسمك ايه !..
مدت السكرتيره كفها مسرعه تحتضن يد حياة وتحركها بترحاب شديد وهى تتمتم باحترام
هزت حياة رأسها باستحسان وهى تجيبها بمرح
اسمك جميل يا ايمان ..
قاطع حديثهم صوت فريد الذى هتف بأسم حياة بنفاذ صبر وهو يتململ بجوارها مما جعلها تلتفت برأسها تنظر داخل عينيه لتستبين حالتهم اتسعت ابتسامتها وهى تنظر إليه فبرغم نبرته الحاده الا انه مازال محافظا على صفاء عينيه اذا فهى لازالت فى مرحله الامان اثرت التحرك قبل اثاره غضبه بحق ولكنها اثناء تحركها معه داخل مكتبه استدرات بجسدها تلوح لايمان بمرح وهى تتمتم مسرعه
هجيلك تانى ..
فى الداخل سألها فريد بنبره خاليه
خلصتى تعارف ولا تحبى اجيبهالك تكملى هنا ..
مدت حياة شفتيها للأمام فى حركه طفوليه منها لتعبر له عن حزنها دون حديث استطردت هو حديثه الجامد محذرا بضيق
كام مره قلتلك متعمليش الحركه دى ..
اندفعت تجيبه بتذمر واضح
أنت بتتعصب عليا ليه دلوقتى
!!! انا اصلا متوتره وخاېفه من غير حاجه ..
تنهد باستسلام ثم تحدث وهو يتحرك بها نحو مكتبه ليستند بجسده على حافته وتقف هى مقابله له محضتنا كلتا كفيها بين يديه ومتسائلا بهدوء
ها يا ستى متوتره ليه بقى ..
اجابته بضيق وهى تضغط بيدها على يده
انت مش شايف كلهم بيبصولى ازاى .. تلاقيهم فاكرينى جايه اتفسح بما انى مرات المدير ..
اجابها فريد مازحا
لازم يبصولك مانتى مراد فريد رسلان .. المدير ..
تشدقت حياة بجملتها بحنق قائله
مغرور اوى على فكره..
رفع فريد احدى حاجبيه ينظر إليها محاولا تصنع الڠضب وقائلا بجديه
انتى عارفه ان محدش غيرك بيقدر يقولى كده !..
اجابته ساخره
تلاقيهم بيقولوا من وراك عادى ..
سألها بتهكم
وانتى بقى الشجاعه اللى فيهم !..
اجابته بفخر وهى ترفع راسها للاعلى
اها .. عشان انا الوحيدة اللى عارفه فريد زمان .. يعنى انا صاحبه عمره وأقدر اقول اى حاجه براحتى ..
نظر لها مطولا دون حديث .. كانت تعلم جيدا ما يريد قوله لها دون الحاجه لنطقه للكلمات قاطع حديث عيونهم طرقه خفيفه فوق الباب سمح فريد للطارق بالدخول وقد كان مدير الحسابات اومأ له فريد رأسه فى تحيه شديده الجفاف قبل ان يقول بعمليه شديده
ابراهيم .. دى الاستاذه حياة مراتى .. هتبدء معاك من النهارده فى مراجعه الحسابات وهيكون فى ايديها كل الصلاحيات يعنى تتعاون معاها على قد ما تقدر ومش عايز مشاكل .. فاهمنى !..
اومأ المدير رأسه لفريد بخضوع تام موافقا على حديثه قبل ان يرفع راسه لتحيه حياة بأدب
اهلا وسهلا يا حياة هانم شرفتينا ..
اندفعت حياة تجيبه بمرح وهى تمد يده لتحييته وهى تبتسم لها ابتسامتها الواسعه
لا هانم ايه .. حياة بس طبعا ..
امتلئ وجهه الرجل بابتسامه عريضه وهو يردد من ورائها
حياة ..
انتفض فريد فى وقفته وهدر بالمدير بعصبيه واضحه لم يحاول إخفائها
تقولها حياة هانم وبعدين اتفضل انت دلوقتى ولو احتاجتك هناديلك ..
فتح الرجل فمه ليعترض ولكن نظره فريد جعلته يتراجع على الفور ويهرول نحو الخارج فى عجاله استدار فريد يهتف بها بعصبيه
انا جايبك هنا تهزرى ولا تشتغلى !!! ..
فتحت فمها لتجيبه وقد ارعبتها نظرته ولكنه رفع يده يوقفها مستطردا پغضب شديد
رجعت فى كلامى .. مفيش شغل ومفيش شركه والنهارده هتقضيه طول اليوم جنبى فى المكتب من غير صوت ولا حركه ولا نفس لحد ما اخلص بليل ..فاهمه !! ..
صمت قليلا محاولا تهدئه غضبه ثم أردف رافعا إصبعه فى وجهها محذرا
اقسم بالله لو اتعاملتى معاه او مع اى راجل كده تانى هتشوفى منى وش تانى مش هيعجبك ابدا يا حياة .. ومتضحكيش لاى حد مهما كان السبب !! فاهمه !! ..
هدر بقوه فى كلمته الاخيره مما جعلها تنتفض ړعبا وبدءت الدموع تتجمع داخل مقلتيها ثم انسحبت بهدوء تجلس فوق احد المقاعد حتى تتجنب المزيد من غضبه فحركه جسده ونظرته تخبرها انها تخطت خطوطها الحمراء .
فى منتصف الظهيرة واثنا عوده نيرمين من النادى الرياضى صادفت والدتها خارجه من المنزل على عجاله استوقفتها نيرمين تسألها بأستنكار
مامى !! انتى رايحه فين ..
تفاجئت جيهان بعوده ابنتها باكرا فهى قد تعمدت اختيارذلك التوقيت بالتحديد لثقتها بعدم وجود احد بالمنزل فى ذلك الوقت اجابتها جيهان على مهل حتى تبدو منطقيه فى حديثها قائله بأستفهام
نيرو !.. انتى ايه رجعك بدرى كده من النادى !.. انتى ملحقتيش تقعدى !!..
اجابتها نيرمين
بضيق واضح
ولا حاجه يا مامى بس نجوى مجتش النهارده وملقتش حد اقعد معاه ولما كلمتها قالتلى تعبانه وهنتقابل بليل .. فزهقت من القعده لوحدى ورجعت ..
حركت جيهان راسها متفهمه ثم اردفت تقول فى عجاله وهى تتحرك نحو سيارتها لتستقلها
تمام .. ادخلى انتى يا حبيبتى وانا شويه وهرجع مش هتاخر ..
مدت نيرمين ذراعها تستوقف والدتها وهى تسالها بفضول قائله
انتى برضه مقلتليش رايحه فين !..
اجابتها جيهان بارتباك
زهقت وقلت اروح النادى اقابل طنطك صفيه ..
اجابتها نيرمين بتذمرها المعتاد
يا مامى مش كنتى قلتيلى طيب كنت استنيتك هناك .. طب استنى اجى معاكى ..
قاطعتها جيهان بحزم واضح
لا انتى تدخلى ترتاحى مش هتقضى اليوم كله بره .. ويلا عشان انتى معطلانى ..
لم تنتظر لسماع المزيد من الحديث فقد تحركت على الفور تستقل سيارتها لتقودها بنفسها على غير عادتها تاركه ابنتها تشعر بالاستنكار من تصرفات والدتها الغير منطقيه.
فى احدى الكافيهات المعزوله كانت جيهان تجلس امام منصور الجنيدى بكل ثقه وهى تضع ساقا فوق الاخرى وتجيبه عن سؤاله المتشكك قائله بأقناع
انت عارف انا طلبت اشوفك ليه يا منصور فبلاش نلف وندور على بعض .. انا عرفت انت عملت ايه فى بيت فريد عشان التوكيل اللى اخده منك .. يعنى من الاخر كده مصلحتنا رجعت مشتركه تانى ..
ضړب منصور الطاوله امامه بقبضته غاضبا وهو يجيبها بحنق
محدش استفاد غيرك المره اللى فاتت يا جيهان وانا طلعت من المولد بلا حمص ..
اجابته جيهان باندفاع ونبره حاده وهى تقترب تتحرك بجسدها متخذه وضع الاستعداد للهجوم
وانا كنت اعرف منين ان غريب هيعمل كده .. انا قلت هيطلقها بعد ما يشك فيها وخلاص .. بس عمتا المره دى اطمن انت فعلا هنستفاد ..
نظر لها منصور بتشكك قبل ان يسألها بحرص
قصدك !..
اجابته جيهان بعيون تقطر حقد وصوت يشبهه فحيح الأفاعى
يعنى المره دى تعمل اللى انا مقدرتش اعمله زمان .. تخلصنى منه ومش هو لوحده هو ومراته كمان ..
سالها منصور بأستهزاء واضح
ولما انا اعملك كل ده انا هستفاد ايه !..
اجابته جيهان بنبره جاده مقنعه
انا مش هاممنى التوكيل ولا ان الشركه تتوسع .. انت عارف ان شراكتنا مع الفرنسيين مكفيه الشركه وزياده .. كل اللى عايزاه انى اخلص منه وكرسى رئيس مجلس الاداره يكون لبنتى .. والباقى حلال عليك كل حاجه هترجع زى الاول .. واوعدك انى هكون متحكمه فى كل حاجه لما نيرمين تمسك بداله واخلصلك كل الصفقات اللى انت مش قادر عليها ..
حك منصور ذقنه بيده وعيونه شارده فى تفكير عميق استمر لعده دقائق قبل ان يجيبها بهدوء
موافق .. انا كده كده عايز اخلص منه من زمان ومستنى الفرصه ..
اجابته جيهان بسعادة واضحه وهى تمد كفها تحتضن كفه
اتفقنا بس زى ما قلتلك هو ومراته وتقتل مراته قبل منه .. مش عايزه يطلعلى ديل يا منصور وتطلع حامل ولا حاجه ساعتها انا وانت هنخسر كل حاجه ..
اومأ منصور برأسه موافقا وهو يجيبها بثقه
منصور مبيفشلش ومع انها متخصنيش بس عندك حق .. لازم المره دى نخلص خالص ..
فى المساء كانت نيرمين تجلس مع نجوى فى احد بارات الاسكندريه الشهيره مالت نيرمين حول نجوى تصرخ فى أذنها قائله بشماته
عارفه مين كان فى الشركه النهارده !..
سألتها نجوى بقلق وصوتها يماثلها فى الصړاخ حتى تستطيع سماعها من بين تلك الموسيقى الصاخبه
بنت الخدامه