الأحد 24 نوفمبر 2024

شيماء

انت في الصفحة 9 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

الأزهار بشكل جميل خرجت من غرفتها وسارت بخطوات هادئة إلى أن وصلت إليها وجلست أرضا تراقب المنزل من بعيد حاولت تنظيم أنفاسها و وضعت يدها أعلى صدرها ثم أغمضت عينيها وتركت نسمات الهواء تداعب خصلاتها و تتراقص معها كيفما أرادت !
تدريجيا هدأ روعها و أرخت جسدها ثم فتحت عينيها و بدأت تتأمل المشهد من حولها المنزل جميل و هادئ و منزله المنفصل مميز و رائع وهي هنا لفترة مؤقتة و سوف تنتهى كما أنهت جميع مهامها من قبل لما تلك الحالة إذا ما سبب انسياقها خلف بضعة مشاعر سوف تقودها إلى الهلاك منذ متى و هي تهتم لنظرات من حولها هل أنقذتها النظرات حين كان أبيها طريح الفراش لقد تركه الجميع الأصدقاء و الأحبة و العمل أيضا تدهورت حالته النفسية و الصحية بشكل كبير هي ليست آسفة على مافعلته منذ أعوام من أجله لقد كانت مدللة أبيها تحيا بسلام بين عائلة جميلة أم حنون و أب رائع عطوف و شقيقة صغيرة مشاكسة تسر الناظرين و بين ليلة وضحاها أصبحت هي مصدر طاقة العائلة و مصدر قوتها ! طريق ملبد بالغيوم سارت داخله الصبية اليافعة و الآن تكمله الأنثى المحتالة كما لقبها هذا الآسر ! منذ أعوام وضعها الخال باختيار إما هي أو شقيقتها داخل الطريق و أكد تهديده حين فقدت والدتها الحركة و أصبح علاجها الباهظ على نفقته و أيضا مستقرها داخل منزله برغبة واضحة من والدتها ولا تعلم إن كانت رغبتها أم إجبار منه ولا يشغلها الآن سوى مصير شقيقتها الصغيرة !
أغلق المحتال سامح جميع طرق العودة بوجهها و لقد أخبرها حين قررت الابتعاد بشكل واضح وصريح أن تلك أحلام لن تتحقق !
Flash back 
أنا مش عايزة أكمل ياخالو ! اللي بنعمله دا اسمه ڼصب كنت بعمل كدا عشان بابا و هو دلوقت مش موجود !
وقف سامح يراقب ملامح ابنه شقيقته المجهدة ثم نظر إلى عينيها التى يتراقص داخلها ألم الفقد و ثورة ڠضب تعلمت جيدا إخفائها لكنها الآن في أسوأ حالاتها على الإطلاق كان على يقين أن ۏفاة والدها لن تمر عليه مرور الكرام و لكن كيف يفقدها هي لقد أصبحت فتاة أخرى في عامين فقط لقد أصبحت ابنته التي لم ينجبها أصبحت كما أراد منذ أن قابلها أول مرة !
تعلمت متى ومتى تصمت و كيف تتمكن من إخفاء مشاعرها بل و إظهار النقيض منها علمها الكثير و لم يبخل عليها يوما ما ماهرة و ذكية و سريعة البديهة بشكل كبير حققت له ما يتمناه فقط في عامين هل تظن أن يتنازل عنها هكذا ببساطة 
تنهد و وضع يديه فوق كتفيها يقول بلطف 
سديم ياحبيبتي مش محتاجة اقولك أن بابا كان متعذب و أنت كنت مشتتة وقتها دلوقت الأمور أحسن وشغلنا تمام ومفيش عقبات قدامك مالك بقاا !
سقطت دموعها و قالت پغضب واضح 
بابا عمره ماكان عقبة ليا !!! أنا اللي دمرته لما عرف أنا بعمل إيه أنا اللي ضيعت كل تعبه لما مشيت وراك و سمعت كلامهااااا !
أنهت كلماتها وهي تشير إلى والدتها التى جلست فوق
الأريكة تبكي پألم شديد ابنتها محقة لقد فعلت كل هذا لأجل زوجها و بناتها لكنها فقد الأب والآن تفقد فتاتها الكبرى التي أصبحت على علم بكل ما يدور من حولها وأن أبيها كان على صواب منذ أعوام و أن أسباب امتناعهن عنه كان لأفعاله المشينة و ليست كما أخبرتها والدتها لأجل الزواج و كل هذا الهراء !
صمتت نبيلة ونكست رأسها تضع يدها تكتم شهقاتها و تستمع إلى اخيها يقول 
ولما مشيتي ورايا عملتي ملايين في سن زي دا و بتتعلمي أحسن تعليم و لغات و ومزيكا و مدارس رقص و أماكن لا يمكن كنت تقدري تجربيها و أنت معاه !
انتفضت نبيلة و هرعت تجاه ابنتها التي صړخت پعنف و اهتز جسدها بقوة و هي توبخه بنبرة لاذعة قائلة 
إيااااك تتكلم عنه نهااائي ! أنا مطلبتش كل داااا انتوااا اللي كنتوا عاوزين الفلوس و النوادي والأماكن دي !
ثم نظرت إلى أمها و عاتبتها پبكاء مرير و نظرات لوامة وهي تبتعد عن أحضانها 
أنت السبب !! أنت وعدتيني هيبقاا كويس ! قولتيلي اعمل كدا عشان نقدر نجيب العلاج ! قولتيلي أنه هيشوف وهيقوم يمشي أنت استغلتيني أكتر منه و أنا كنت عارفة دا ومحبتش ازود وجعك على بابا عشان عارفة إنك بتحاولي عشاني و عشانه وعشان نيرة وللأسف قبلنا كلنا كان عشان نفسك ! أنت استغنيتي عني ووافقتي إني اشتغل منغير حتى ما تعرفي تفاصيل الأماكن اللي هروحها ولا الناس اللي هتعامل معاها ! أنت كبرتيني وأنا لسه صغيرة بنت كل
حلمها خروجة مع صحباتها بقى كل همها هتكدب إزاي النهاردة على أقرب واحد ليها في الدنيااا ! خلتيني اكدب على اللي عملني الصراحة ! و شوهتيني وبقيت مكسوفة من اللي بعمله سيبت أصحابي ومدرستي و مكاني و دخلت الأماكن اللي اختارتوها وأنا فاكرة إني بنقذه كنت فاكرة إني هبقا السبب في حياته و بقيت السبب في مۏته ! أنا دمرته و مش هستنى لما تدمريني أنا اختى !!!!
تركتها تبكي و فرت مسرعة و نيران الألم والقهر تكاد ټحرق ما تبقى من روحها ركضت إلى أن وصلت إلى الطريق وجلست أرضا تضع يديها فوق وجهها و تبكي بصوت مسموع ثم توالت صرخات الألم مش شفتيها بقوة لكن دون جدوى لقد ذهب و ذهبت معه طهارة روحها !!!!
وكأن ذهاب الأحبة يصحبة ذهاب الأرواح و أحيانا العقول و في حالتها تحل اللعنات أيضا يذهب الأمان حتى وإن كان ساكن بلا حراك !
أغلالالروح 
شيماءالجندي
أما داخل القصر توقفت نبيلة عن البكاء و صړخت بوجه اخيها حين فرت ابنتها و أمسك يدها يمنعها من ملاحقتها قائلا ببرود 
سيبيها دا طبيعي هتلف لفتها وترجع تاني !
اتسعت عينيها و هدرت پعنف 
أنت اټجننت دي بنتييي اسيبها فين و إزاي أنت السبب في كل دااا !!!
صاح غاضبا يقبض على رسغها پعنف و قد أخرجته عن طوره تلك المرة و رأت وجهه الخبيث لأول مرة وهو يقول 
والله !!! دلوقت بقيت بنتك و أنا السبب !!!!
ثم ضغط بقوة ألمتها وهو ېصرخ معنفا إياها 
ايواا أنا السبب !!! أنا السبب في العز اللي عشتيه من تاني وفي الفلوس والنوادي و تعليم بناااتك ! ايوااا أنا السبب في كل اللي وصلنا ليه ومش هسمح لأي حد يهد كل اللي بنيته !
نظرت إليه بهلع و ارتعش
جسدها من حديثه وهمست بصوت مبحوح 
قصدك إيه ياسامح !
أمسك ذراعيها بقوة و همس پغضب شديد و أعين مشټعلة 
اقصد أن سديم بنتي أنا دلوقت اعتبريني اشتريتها بكل اللي دفعته وعملته معاكم من وقت ما جوزك قعد جنبكم زي الحريم وبقا عاجز وجيتي تعيطيلي و رميتي بنتك ليا و أنت عارفة كويس انا بعمل إيه فوقي من دور الضحېة يابنت أبويا ! أنت ألعن مني أنا مرمتهاش زيك أنا استقبلتها و بنتك كبرت و التعليم كبر دماغها أكتر و عرفت تفسر اللعبة ماشية إزاي بدري أوي و كرهتك خلاص بعد نقاشك مع أبوها اللي مۏته ! قفلت خلاص من كل النواحي و ياتبقي معايا و نرجع سديم سوا ياتبقي ضدي و أنا مش هسمح لمخلوق يقفل باب رزقي في وشي !
هيطت دموعها بغزارة حين استمعت إلى كلماته اللاذعة و إن كان على حق لن تضحي بابنتها مرة أخرى لتذهت من هنا و تجمع شتات ما تبقى أفضل كثيرا من الاستسلام له ! 
احتدت نظراتها فجأة و هدرت پغضب 
أنا لا يمكن اسيب بنتي تاني ! كفاية أوي اللي حصل لحد كدا !
استطاعت الإفلات منه و الركض خلف ابنتها الكبرى بعدما اصطحبت الصغيرة من داخل الحديقة الصغيرة المواجهة لبوابة المنزل لكن كان سامح أوج مراحل غضبه مما دفعه إلى الهرع إلى هاتفه و الإتصال بأحدهم قائلا 
خرج العربية اللي منغير نمر و اعمل اللي اتفقنا عليه هما خرجوا دلوقت مش عايز شعرة من البنات تتضرر سامع !
و قد كان و أصبحت معه تلك المرة بالإبتزاز و إلى الآن تجهل أنه هو المتسبب بحالة والدتها و تظن أنه حاډث و أنها هي المتسببة به لأنها ركضت إلى الطريق و حاولت أمها ملاحقتها !
وبعد عدة أيام من ترك سامح لهن ظهر أخيرا و دفع مصروفات المشفى و عملية والدتها التي فشلت وحين علم أن سديم تحاول البحث عن عمل بجانب الدراسة أغلق الأبواب مستغلا علاقاته و رفضت هي أن يكمل علاج والدتها الباهظ من أمواله الخاصة و عادت مجبرة بعدما قال جملته الشهيرة اللي ماټ مش هيرجع ياسديم و لا حد هيقدر يتكفل بمصاريفك أنت و ماما واختك ! وأنا مستحيل افرط فيك زي ما قفلت الشغل قدامك مش هسيب طريق واحد ليك تمشي فيه منغيري !!! 
Back 
جمعت خصلاتها على كتفها الأيمن و مسحت القطرات التي فرت من عينيها ثم عادت برأسها إلى الخلف و انتصر سلطان النوم على جسدها المنهك و ذهبت في رحلة نوم عميقة رفض أن يقاطعها هو حين وجد ظل أحدهم و تبين جسدها كلما اقترب والآن يقف أمامها ينظر حوله حائرا هل يوقظها أم يتركها تنعم بساعات راحة لقد كانت ليلتها الأولى داخل المشفى إلى الصباح و اليوم اجهدها السعى مع عمه طول النهار ناهيك عن ملابسها تلك كيف يتركها هكذا لأعين العاملين بالمنزل صباحا !
تنهد و هبط إلى مستواها هامسا بخفوت 
سديم !
لم يحصل على اجابه حيث كانت داخل عالمها الخاص تنعم بوقت فريد و نادر حيث الأجواء الهادئة والإرهاق الجسدي والنفسي أنهى على ما تبقى من صمودها اليوم !
حسم أمره ووضع ذراع خلف ظهرها والآخر أسفل ركبتيها و استقام واقفا يحملها داخل أحضانه ويعود بها إلى غرفتها يضعها فوق الفراش الوثير و فور أن ترك جسدها استدارت بتلقائية تحتضن الوسادة
و ترفع ساقها فوق الغطاء بعشوائية واضحة تأمل فعلتها العفوية بابتسامة صغيرة لم يتوقع منها ذلك التصرف لقد أسرت الغطاء بشكل حرفي أسفل ساقها !!!
مال بجزعه العلوى قليلا و مد يده يحاول افلات الغطاء ووضعه فوقها دون ايقاظها و بالفعل بدأ 
هناك علامات ضغط حمراء واضحة وصريحة على نحرها و بهدوء جلس بجانبها فوق الفراش شاردا بملامحها الجميلة الهادئة الخالية من حديثها الفظ و لسانها السليط فتاة بتلك الفتنة و هذا العقل الراجح عقد حاجبيه حين تسرب مشهد
10 

انت في الصفحة 9 من 29 صفحات