الإثنين 25 نوفمبر 2024

شيماء

انت في الصفحة 23 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

واستشاط ڠضبا من طريقتها المتحدية و دفاعها المثير لحنقه عن رجل يرافقها و هو مطالب الآن باحترام رغبتها بصحبة رجل آخر صاح پغضب و قد تركها و طرق فوق الحائط بجانبها بقوة اخافتها من تهوره معها _
هو مين دا اللي يعتذر أناااا أنا اللي قعدت اضحك طول الليل مع واحد لازق فيا و سيبت الناس اللي طالع معاهممم جيبالي صاااحبك ياسديم أنت اټجننتي ولا يمكن أنا اللي غريب و قبلت هدية زي دي من واحد معرفوش 
أشار إلى العقد الذي يزين نحرها بينما عقدت هي حاجبيها تقول بدهشة واستنكار وقد ظهر الامتعاض على ملامحها بوضوح تام _
وأنت مالك أنت اتكلم مع مين و اقبل هدية مين 
ثم واصلت بملل حين وجدت حالها تتصرف بغرابة و تتجاذب أطراف الحديث معه بل و تفكر الآن بتقلباته المزاجية معها ارعبها هذا الوضع و قررت تجنبه و الفرار منه براثنه قائلة بحدة _
أنا واقفة اتناقش معاك ليه أصلا أنت مش هتغير فكرة إني ڼصابة مأجرها بالفلوس من دماغك مهما حصل بينا مش كدا 
صاح پغضب شديد _
لأ مش كدااا و تصرفي معاه طبيعي النهاردة المرة الجاية سيبني اموتتت و متخليش واحد زي دااا يبقا ليه جمايل عندي و متخرجيش من الموضوع أنا بتكلم عن تصرفاتك الغريية من وقت ماخلصنا الرقصة 
اتسعت عينيها وصاحت به بدهشة _
أنا مش قادرة افهم كريم عملك إيه غير كل خير ليه بتتكلم عنه كدا 
كان صدره يرتفع ويهبط بقوة و كأنه داخل سباق من فرط كظم غيظه و انفجاره الآن بها وكأنها تتعمد أن تقوده إلى درب الجنون بدفاعها عن رجل آخر صړخ بها بصدق _
معرفششش تمام كداااا معرفش مش طايقه ليه ومش قادر اشوف فيه غير أنه عيل ملزق ساب قعدة الرجالة و ماسك في البنت اللي قاعدة يتوشوش معاهااا كأن بينهم أسرار 
صاحت به غاضبة حين شعرت أنه يبالغ و يحاول فرض سيطرته على تصرفاتها _
مااحنا فعلا بينا أسرار وبعدين هو ميعرفش غيري طبيعي يكلمني أنا فين مشكلتك مش شايف إنك عايز تتحكم في اللي حواليك وبس منغير أي مبرر مقنع 
اشتعلت عينيه پغضب يكاد يحرقها ووقود نيران غضبه هو جدالها ودفاعها عن هذا الرفيق و قد شعر أن مبالغته الغير مبررة سوف تتحول إلى کاړثة إن لم يسيطر على حاله في التو والحال و بالفعل هدر بإنفعال _
مشكلتي إنك بتتصرفي من دماغك و معرفتنيش أنه جاي كان لازم تقوليلي ودا مش تحكم المفروض إني أعرف هعقد مع مين و أظن دا من باب الذوقيات مش من حقك تفرضي عليا واحد بالشكل دا 
ضيقت عينيها لحظات ثم تنهدت بضيق و قالت بإنهاك _
العم الراقية و المبالغ بها من وجهة نظره لكن هو على يقين الآن أن بريق عينيها الذي تسبب بإطفائه أناره ابن عمه بتصرفه اللطيف البسيط 
طال صمته و لم تحاول الانتظار و إدراك السبب بل أفلتت جسدها و تحركت بجانبه تسير إلى الخارج فأمسك ذراعها وقال بنظرات تائهة _
أنا مكنش قصدي اللي قولته أنا حقيقي نظرتي ليك مبقتش زي الأول بس مفيش حاجه حواليا مساعداني أوصل دا ليك 
تعمدت تجنب النظر إليه حين لانت نبرته بتلك الطريقة وكادت تلامس الجزء المضيئ بقلبها ما كان منها سوى الرد الجاف و الفرار و إلا سقطت بين براثن هذا الرجل خاصة أنها شبه تميل إلى رؤية حالها كاملة الأوصاف بعينيه وذلك من محظورات قاموس الاحتيال الخاص بها _
محدش بيعمل حاجه مش قاصدها وأنا مش متضايقة من كلامك أنت وصفتني ودا مش غلط أنا ڼصابة و اللي زيك بيأجرني تصبح على خير 
به أو يحدث لها كل هذا من فرط ألمها و تشتتها بتلك الفترة 
أما هو وقف بمحله يتابع انصرافها بضيق واضح ورفع يده يسير بها فوق خصلاته و هو يزفر أنفاسه الغاضبة و دهشته تزداد داخله من تصرفاته الغير مدروسة معها و بالرغم من أنها كان يمكنها انتهاز الفرصة و نهب عمه منذ قليل رفضت بل أنه استطاع رؤية الانزعاج داخل عينيها حالة من التخبط تسيطر عليه و على أفكاره يزعجه تواجد هذا الرجل معها و لا يجد مبرر مقنع لأفعاله يقدمه لها أو لحاله 
أغلق باب المنزل و اتجه إلى الأريكة يجلس فوقها ويهمس لحاله ساخرا _
بعد ما كنت بتعمد افكرها بحقيقتها بقيت بحاول انسيها 
دفع رأسه إلى الخلف و أغمض عينيه بإجهاد و لازالت صورتها تتجسد في مخيلته وهي تستمع باهتمام إلى حديث هذا الكريم اللئيم لها رفيق بل و كادت تحرقه بنظراتها لأجل معاملته مع كريمها السيئ لأول مرة يبغض أحدهم دون محاولة التعامل معه وكلماتها تتكرر داخل عقله مااحنا فعلا بينا أسرار ترى ماهي أسرارهم يعلم عنها مالم يعلمه أحد أما هو قد أدرك أن لديها شقيقه منذ ساعات فقط وأطلعها على سره الأعظم دون مجهود منها بل برغبته الكاملة وكأنها ساحرة 
اعتدل يضع يده فوق جبهته مټألما حين بدأ الصداع يداهمه و يكاد يفتك برأسه و داخله حيرة شديدة من تناقضه و اختلال توازن تفكيره منذ رؤيتها 
الحارس و من الواضح أن النقاش يحتد من طرفها أزاح الزجاج يتجه إلى الخارج و هو يراقب الحارس يركض تجاهه وكأنه أنقذه من ڠضبها الساحق يردف برفض واضح لفعلتها _
ياباشا حضرتك قولتلي مينفعش تخرج منغير ماتعرف أنا أول ماجيت اكلم حضرتك دا اللي حصل 
ثم
أشار إلى حطام الهاتف أمام قدمها اليمنى و نظر آسر حيث أشار ثم رفع عينيه إليها و قال بهدوء وهو يصرفه _
خلاص روح أنت وأنا هجيبلك غير اللي اتكسر 
لم يصرف عينيه عنها بل بدأت مقلتيه تجوب ملامحها الساكنة و رأسها التي ترفعها بشموخ و تحدي و تنتظر رد فعله بهدوء كأنها لم ټحطم هاتف الرجل منذ دقائق و كان من الممكن أن يتفاقم الأمر إن لم يستمع إلى النقاش من الداخل 
وقف أمامها يضع يده داخل جيب بنطالة ويطل عليها مبتسما من أسلوبها المنتهج معه حيث أخبرته عينيها أنها تنتظر توبيخه على فعلتها لكنه باغتها و قال بهدوء على غير العادة _
فداك كل دا رايحة فين بقا في وقت زي دا 
صمتت لحظات من دهشتها بالفعل حيث كانت تنتظر منه ثورة عارمة على تصرفها الشرس لكنها حين وجدته يتجاوز الأمر ويسلط الضوء على هدفه أشهرت سبابتها بوجهه و أردفت بنبرة تحذيرية واضحة للغاية _
أنا محدش بيحبسني كدا قولهم يخرجوني عشان حقيقي جناني مش هيعجبكم أبدا 
تجاهل محاولتها الفاشلة بتشتيت انتباهه و بدأ يتحرك تجاهها و هو يضيق عينيه و يسألها بترقب _
رايحة فين ياسديم 
يجعلها بأوج توترها و صارت لديها شكوك أنه يتعمد انتهاج سياسة التلاعب بها عقدت حاجبيها عينيه ثابتة فوق شفتيها وكأنه ينتظر خروج الكلمات من بينهما لكنها أفسدت رؤيته حين نكست رأسها و قالت بنبرة حادة _
دي حاجة تخصني و ياريت تبعد وتنبه عليهم ميحاولوش يوقفوني تاني 
مال برأسه تجاهها و أصبحت المسافة شبه معډومة بين وجهيهما وقد تعمد تجاهل حديثها يقترب بوجهه منها هامسا لها بهدوء _
أنا اللي موقفك مش هما مش طبيعي اسيب بنت تخرج بعد نص الليل لوحدها 
بللت شفتيها و همست له و هي تحاول دفعه من صدره و قد أبعدت رأسها عنه ونظرت إلى الجهة 
اتسعت عينيها حين أعلن هاتفها عن مكالمة هاتفية و زفرت پغضب تقول بتوتر _
عاجبك كدا أهو كريم وصل برا لو أميرة شافته هتبقا کاړثة 
عقد حاجبيه پغضب حين اخرجته عن طوره فجأة وعلم أن محاولة خروجها لأجل هذا الخبيث بينما ارتفع صوته يردف _ هو كريم باشاا اللي برا 
يخربيتك بقولك مش عايزة حد ياخد باله 
ر منه سوى أن يعلم أسباب مقابلتها مع رفيقها _
أنا لازم أسيب مع كريم حاجة نسيت اديهاله النهاردة لما شوفته بسبب طريقتك معاه حلو كدااا عايز تيجي معايا تشوف بنفسك اتفضل تعالى يلا 
ابتعد عنها وقد أعجبه العرض الخاص بها ليذهب معها إذا خير له أن يتركها معه تكمل سلسلة أسرارها 
خرجا من البوابة و بسمة انتصاره تتلاعب فوق شفتيه و لاحظتها لتقول پغضب واضح _
على فكرة لولا الموضوع مش هيضرني لوحدي كنت اتخانقت فيك للصبح ومكنتش نفذت اللي أنت عايزه 
هز رأسه بالإيجاب و أجابها بثقة و مكر _
آه طبعا أكيد 
عقدت حاجبيها و أقبل كريم عليهما يقول بهدوء _
فين ياسديم 
أخرجت من جيب بنطالها قطعة حديدية صغيرة و وضعتهت فوق راحة يده تقول بتحذير _
كريم خد بالك و فيه فايل متقربش منه عليه حرف N وبكرة هحولك المبلغ من جديد تمام كدا 
عقد آسر حاجبيه بينما انصرف كريم ركضا تجاه سيارته بعدما أكد عليها أن تتصرف بحذر والآن تفاقم الڠضب داخله منهما وكأن مايحدث أمامه لغز ماذا تحوي تلك القطعة التي اعطتها له ولماذا الأمر هام إلى درجة خروجها ليلا و مقابلة هذا اللعېن في الخفاء و تزداد الأسرار و علامات الاستفهام داخله تجاهها كلما حاول تزيينها بالبساطة داخل عقله فاجئته بعقدة جديدة و في خلال يوم واحد تظهر شقيقتها ورفيق عمرها ولكن هذا الرجل المقرب لها إلى تلك الدرجة يخرجه عن طوره و يدفعه إلى شراسة غير معهودة بل هى ذاتها تدفعه إلى ذلك بالرغم أنه لا يؤيد المعاملة الفظة تجاه حواء لكنها تتعمد فك أسر مارده و إشعال فتيل غضبه بطريقتها 
أمسك ذراعها و أدارها إليه پغضب و هدر منفعلا _
أنا عايز افهم دلوقت حالا بتعملي إيه دي عصاابة حتى الدكتور بتاعك شريك معاكم 
و حين تحتاج إلى سكن الروح لا تبحث عبثا عن سراديب الأسرار لن تجدها إلا إن أرشدك صاحبها فأرواحنا عامرة و تنتظر الرفيق الأمين و لكنها مليئة بالسراديب 
الفصل الثالث عشر معك 
مر شهر ونصف ولازالت تتجنبه بطريقة غريبة منذ تلك الليلة التي تركته بها بين ظلمات الظنون والشكوك و بالرغم من ذلك هو لا يصدق أنه شديد التناقض إلى هذا الحد يلازمه الهدوء و السکينة بحضرتها و في ذات التوقيت النظرة داخل متاهة عينيها تكاد تدفعه إلى الجنون من فرط تشابك الأحاديث الصامتة داخلها 
لاحت بسمة صغيرة فوق شفتيه حين تجسد أمام عينيه الآن تصرفاتها هادئة و جلستها أغلب الوقت مع عمه و ابنته الصغيرة نورهان التي أصبحت مسحورة بها و تعلقت بها بشكل مريب و بالرغم أنها لا تحاول العبث معه لكنه لا يمنع حاله من محاولات صغيرة بغرض مشاكستها و إثارة ڠضبها بالحديث أمام الجميع و هذا أيضا أصبحت تتجاهله حين أدركت أنه يتعمده
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 29 صفحات