الإثنين 25 نوفمبر 2024

شيماء

انت في الصفحة 19 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

عملتيه مع آسر !
ابتسمت له و أجابت بعبث 
عملت إيه بقا هو عيل صغير بيشتكي مني متقلقش أوي كدا يا سامح أنت واخد منه حقك أضعاف دا أنت نهبته كل دا مش مكفيك !
رفع حاجبه و انتقل جانبها فوق الأريكة يقول بتمني 
لأ أنا متلزمنيش الفتافيت دي أنا عايز الراس الكبيرة ياسديم ! و محدش غيرك يعرف يعمل دا شوفي مش هتدخل في طريقتك بس توعديني إن ثروة عاصم تبقا بتاعي في أيام !
ضيقت عينيها و رددت كلمته تقول 
بتاعتك !!!! يعني أنا اعمل كل دا بدون أي مقابل 
إنها المرة الأولى التي تطالبه بالأموال فيها !!! كانت تأخذ الأموال في كل مرة على مضض لكنها ترغب بالثروة هذه المرة !! هل أصبحت مثله أم أنها بدأت تتأقلم مع الأوضاع حولها و أن العالم لن يتحرك بقيم ومبادئ والدها السامية التي زرعها داخلها ومنذ أعوام و هو يكافح معها محاولا تغيير عقليتها الصماء !!!
اتسعت عينيه و أردف بترحيب 
بتاعتنااا طبعا ! أنت عارفة ومتأكدة إن أي مقابل تطلبيه هيكون تحت أمرك !
أدركت أنه لن يتخلى عنها ! بل أنه يتمنى أن ترضى بشكل دائم عنه احتياجه لها هو نقطة ضعفه إذا تلك هي بدايتها معه لن تترك الصغيرة و لن تترك شقيقتها ووالدتها فقط عليها أن تبدأ من داخل منزل آل الجندي وليس من هذا المكان !
تنفست بهدوء و قالت مبتسمة 
خلاص يبقا سيبني اتصرف مع عاصم لوحدي و هترتاح في الآخر متقلقش !
بدا عدم الاقتناع على ملامحه لذلك أكملت مبتسمة رغبة في زيادة جشعه تجاه الثروة 
يبقا معاك ثروة عاصم بس و لا ثروة أكبر من كدا !! أنا جوا العيلة وعارفة تفاصيلهم كلها دلوقت و نقط ضعفهم يبقا تسيبني أكمل و لا اۏلع الدنيا و ينتقموا مننا بما اخوهم ېموت و ننهبه ماهو أكيد مش هيقفوا يتفرجوا عليك خصوصا آسر !!!!
كانت قد أدركت منذ فترة مدى رهبته من نفوذ هذا الشاب و ها هي تستغل جميع نقاط ضعفه و تصل إلى آخر نقطة ! الآن عليها إغلاق الدائرة بإحكام و استغلال نفسها حيث أكملت بهدوء 
أنا مبحبش اللي يراقب تصرفاتي و يؤمرني و أنت عارف كدا كويس ياسامح و بصراحة بقا لو عندت معايا المرة دي خلاص كل واحد فينا من طريق و أبدأ اشتغل لصالحي وأنت عارف كويس إني اقدر أكمل لوحدي !
عقد حاجبيه حين ذكرته أنها يمكنها الإستغناء عنه و هذا ما يحاول تجاهله دوما لماذا التسرع إذا هي على حق لينتظر قليلا و يرى ما الذي سوف تفعله هي من الواضح أن آسر اغضبها أو اخرجها عن طورها و لأول يشعر انها تفكر مثله و بدأت تسير على نهجه كما أنها حادة الذكاء و طالما ابهرته في بداية عملها معه و قبل ۏفاة والدها بأفكار رائعة هل تعود إليه حقا !!!!
ابتسم لها و قال ببهجة و هو يرفع يديه و يقبض بخفة على كتفيها قائلا 
اعتبر دا وعد منك إننا هنرجع زي زمان ياسديم !!
ابتسمت له و قالت بجدية و نبرة عابثة 
أوعدك ياسامح هرجع زي زمان !!!
ثم استقامت واقفة و هي ترى السرور والبهجة يتراقصان فوق ملامحه و كأنه ظفر في مباراة نهائية معها و سارت خطوات قليلة لكنها توقفت تقول 
آه متصحيش نيرة من نومها اليومين دول هتلاقيها بتتصرف بطريقة غريبة شوية عشان مجهدة و عندها خلافات مع صحابها في المدرسة سيبها براحتها و أنا هطلع اشوف ماما و امشي عشان متأخرش عليهم أكتر من كدا و يلاحظوا غيابي أنا معايا عربيتهم برا !
هز رأسه بالموافقة و قال بلطف حين وجدها حقا تخطط إلى العودة و بقوة هكذا ! 
أكيد أنا مش هقرب من نيرة متقلقيش و لو مقدرتش تنزل للغدا هبعتلها الاكل المهم تابعي معايا ياسديم أول كا تبدأي و هوفرلك كل اللي تحتاجيه في أي وقت مټخافيش أنا مش هسيبك !
رسمت بسمة فوق شفتيها و أخفتها فور أن أدارت جسدها ثم خرجت على الفور و لم تحاول العرج إلى والدتها بل أسرعت من المكان و كأنها هاربة !!!!
وصلت إلى طريق هادئ و أوقفت السيارة ثم وضعت رأسها فوق المقود يإنهاك و سقطت دموعها أخيرا لكنها لا تعلم هل تلك دموع الخذلان من الأقرب لها أم دموع ندمها على ما فعلت حين رأت إنهيار شقيقتها اليوم أم دموع وحدتها داخل طريقها المليئ بالضباب أم دموع ألمها من وحدتها بين هؤلاء القوم !! ما تمنت سوى حياة هادئة دافئة بين أسرتها الصغيرة ما رغبت يوما في المال و السلطان و لكنها داخل دائرة الشك دوما كما يراها هذا المتعجرف مجرد محتالة تتلاعب بمن حولها و كأنها لا تملك مشاعر !
ضحكت بين بكائها حين أتى ذكر المشاعر والدتها كانت تعلم !!!! أين مشاعر أمومتها إذا ! لقد تركتها داخل طريق مظلم مليئ بالذئاب و فرت هاربة ! كيف فعلت هذا بها !!! كيف استطاعت أن تتخلى عنها هكذا ! أجهشت بالبكاء و انتفض جسدها بقوة و تشتت عقلها تماما لكنها لن تتخلى عن الصغيرة وتتركها بين أنياب خالها السامة ! ما ذنب تلك البريئة و ماذنب شقيقتها هو ذنبها لقد 
قولي أعمل إيه بدل ماتلوم عليا اتصرف من دماغي واخبي عليه و اكمل مع سامح و لا كفاية كدا وألحق نيرة وابعد عن كل دا !!!
أدهشها تفكيرها الغريب ومخاوفها التي تسيطر عليها لازالت تتجسد أمامها نظراته التائهة بالصباح و كأنها أعلنت مسؤليتها الكاملة عنه و عن عائلته دون شعور منها لن تخفي اعجابها بمحبته تجاه عائلته ودفاعه عنها لكنها أيضا شبه تتورط بمرور الأيام معه ومع أسرار عائلته الغريبة !!! 
رفعت يديها ووضعتها فوق وجهها و أخذت تتنفس ببطء إلى أن هدأت تماما و قررت مواصلة ما بدأته منذ قليل مع سامح و لن تتركه تلك المرة إلا بالقضاء على أثره قادت السيارة إلى شركة آل الجندي و اتجهت إلى مكتب سليم مباشرة !!!!
طرقت الباب ثم دلفت فور أن أذن لها و ابتسمت بهدوء تقول فور أن دلفت 
ممكن آخد من وقتك ش .آآ
قطعت كلماتها حين وجدته يجلس فوق المقعد المقابل له فوق منضدة الاجتماعات الصغيرة بينما وقف سليم و اتجه إليها يقول ببهجة واضحة 
دا الوقت كله ملكك ! إيه النور دا !!!
ابتسمت له بهدوء و رفعت خصلاتها خلف أذنها بتوتر طفيف ثم أردفت 
أنا كنت جاية أقولك إني فاضية النهاردة لو حابين تنزلوا !
كان وجهها واضح عليه الإرهاق بشكل ملحوظ و عينيها التي تحاول تهريبها منه تكاد تتحدث و تقول أنها لم تكف عن البكاء منذ الصباح مما دفعه إلى التساؤل بدهشة 
أنت بخير كنت معيطة ياسديم !!
هزت رأسها بالسلب و قالت بهدوء متعمدة تجاهل عينيه الثابتة فوقها بالرغم أنها تتحدث إلى سليم إلا أنها تشعر بعينيه وكأنها تخترق عظامها و ما زاد الأمر سوء حين وقف و اتجه إليهما فور سماعه تعليق ابن عمه عن حالتها 
لا أنا بس منمتش حلو امبارح عشان كدا قولت اعدي عليك دلوقت واروح بعدها !
أجابها برفض قاطع 
لا طبعا مننزلش و أنت مجهدة أوي كدا تعالي اروحك و النزول يوم تاني عادي يكون كمان يوسف رجع من بورسعيد !
تنهدت و أردفت مبتسمة 
زي ما تشوف أنا همشي !
استدارت و تركته تتحرك إلى الخارج وكاد يتجه خلفها لكن قال آسر رابتا فوق كتفه 
استنى أنت أنا هشوفها !
حدق به سليم بارتياب لكنه تجاهل نظراته واتجه خلفها بخطوات مسرعة و دلف خلفها إلى المصعد قبل أن يغلق بابه
عليها !
عقدت حاجبيها و رفعت وجهها الذابل تنظر إليه بدهشة خاصة حين قال بهدوء 
مالك 
وكأنها تنتظر حديثه لتفر دمعة خائڼة من عينيها و لكنها نكست رأسها و رفعت يدها تجفف دموعها و تقول بصوت متحشرج 
مفيش !
امتدت أنامله إلى ذقنها يرفع وجهها و يقترب منها حد الإلتصاق هامسا 
بټعيطي ليه 
أجابت على الفور وصوتها يحارب البكاء و قد أزاحت يده عن وجهها 
مش بعيط ! و أنت بالذات لو آخر واحد في الدنيا مش هحكيلك أي حاجه عني !
عقد حاجبيه ينظر إليها بدهشة و سألها مباشرة 
ليه 
رفعت يديها تجمع خصلاتها و تهندم حالها ثم وضعت نظاراتها الشمسية فوق رأسها و أجابت 
عشان أنا معاك للشغل بس !
أوقف المصعد وقال پغضب 
أنت بتعامليني كدا عشان اللي حصل الصبح أنا معنديش أي مشكلة تمشي لو هتكملي معايا بالاسلوب دا !!!
صاحت به و بدأت دموعها تسقط پألم 
أنا مش عايزة اكمل مع أي حد !!!!! أنا تعبتتت وقرفت !
حاولت الحركة و الضغط على المصعد والهروب من أمامه لكنه أمسك ذراعها بيده و قال بنبرة متوترة 
متمشيش بټعيطي كدا ! أنت مش بالضعف دا !!
فاض الكيل و دفعته بقوة فجائية و هي تبكي پألم وتهبط أرضا فوق ركبتيها تصرخ به 
لا أنااا ضعيفة عاااادي و بشړ زيكممم على فكرة !!!!!
هبط يجاورها بالرغم أنها دفعته بذراعه المصاپ لكنه لأول مرة يراها هكذا و ظن أن هذه الحالة بسبب شقيقتها رفع يده يربت فوق خصلاتها و يهمس لها 
خلاص إهدي شوفي عايزة إيه و هعمله !
للغاية شاحبة الوجه جسدها يرتعش و عينيها متورمة لا يعلم قصتها لكنه حقا أشفق اليوم عليها حين 
على حالها ووالدها و شقيقتها و والدتها التي طعنتها اليوم من جديد و كأن الجراح تتجدد و كأن والدها ټوفي منذ قليل و كأن العالم توقف في هذه اللحظات !
ظل يربت فوق خصلاتها إلى أن هدأت و أدركت فعلتها !!!
ابتسم حين وجدها بدأت تهدأ و تحاول تنظيم تنفسها و عضت على شفتيها بخجل رفعت رأسها و من حظها الجيد هبطت خصلاتها تغطي وجهها لكنه استقام واقفا و ضغط فوق زر الإنطلاق و مد يده إليها وبالفعل أمسكتها و وقفت تنظر إلى الأرض و تجفف دموعها بيديها متجاهلة النظر إليه لكن ما ادهشها حقا حين قال بهدوء 
أنا هروح دلوقت طريقنا واحد تعالى معايا و مش هتكلم معاك لحد ما نوصل أحلي أي حاجة بينا لحد بليل !
خرج من المصعد و وقف ينتظرها بصمت تام ! قررت الذهاب معه و بالفعل لم يتحدث مطلقا بل أنه أصر على إحضار طعام فطور من نوع خاص و من اختيارها وأخبرها أن ميعاد دواء خاص به اقترب و لن يتناول الطعام دونها بالفعل وافقت و جلب طعامهما إلى السيارة و الذي كان عبارة عن بيتزا من اختيارها و قال بعبث 
أنا
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 29 صفحات