الإثنين 25 نوفمبر 2024

شيماء

انت في الصفحة 17 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

خالصة و ذكرتها بجمال طفولتها حين كانت تجلس بين يدي أمها تصفف خصلاتها عجزت عن التحكم بدموعها بتلك اللحظة و حين وجدت الطفلة تحدق بوجهها بأعين متسعة و ترفع يدها إلى وجنتها تقول بحنو تألمت بشدة لأجلها و الآن هي نادمة أنها رفضت الخروج من هذا المكان حين طالبها بالابتعاد عن عائلته داخل المصعد!!!! 
ديمي بټعيطي !!
هزت رأسها بالسلب و وضعت العلبة فوق الفراش بجانبها ترفع جسد الصغيرة فوق ساقيها و احتضنتها تقبل جبهتها و خصلاتها و تقول پألم و قد رفعت أناملها لإزالة دموعها لكن رفضت الصغيرة و رفعت يديها تجفف دموع سديم و فور أن انتهت وضعت بركبتيها الصغيرتين فوق 
وتمسح بيدها الصغيرة فوق خصلاتها تقول بلطف 
أنا هعمل زيك أهو !
أحاطت سديم جسد الصغيرة و أجهشت بالبكاء المرير ما هذا الدفئ الذي يجافيها منذ أعوام !!! كيف تبث تلك الصغيرة هذه المشاعر داخلها مرة اخرى !! لحظات و هدأت وعادت إلى صوابها ترفع رأسها و تمسح دموعها وتقول ببسمة هادئة و هي تمسح دموع الصغيرة 
طيب بټعيطي ليه معايا 
اجابتها الصغيرة بحزن 
عشانك !!!
لا أنا كنت تعبانة و خفيت خلاص !
ثم أكملت بوعد خفي 
ومش هخليك ټعيطي بسببي أبدا تاني !
ممكن أعمل سديم تاني !!! كفاية أوي لحد هناا !
أنهت تصفيف خصلاتها و هبطت الصغيرة من فوق ساقيها و قالت بلطف 
ديمي مش هقول لأي حد إنك عيطتي !
عقدت سديم حاجبيها و تسائلت قائلة 
اشمعنا 
ابتسمت لها الصغيرة و أجابت بتوضيح 
عشان أنت أول مرة تعملي كدا و محدش معانا هنا يعني دا سر بيني و بينك ! صح كدا 
قبلتها فوق خديها و همست لها بمحبة 
صح كدا ! يلاا عشان اوصلك النهاردة كمان !
اتسعت عينيها و قالت بحماس 
بجد !!!!
هزت رأسها بالإيجاب تقول بعبث 
هجيب حاجتي بسرعة أوعي تمشي !!
اختفت بسمتها تدريجيا مع اختفاء تلك الجميلة و تنهدت ثم مالت تجمع متعلقاتها التي تركتها خلفها داخل علبتها الصغيرة لكنها عقدت حاجبيها حين وجدته يطرق فوق الزجاج بهدوء و يقول عاقدا حاجبيه 
هتوصلي نورهان بجد 
لم تنظر تجاهه بل قالت بفتور و هي تضع العلبة فوق الطاولة الصغيرة و تتجه إلى غرفة الملابس 
أكيد مش هكدب على طفلة !
توقفت محلها و استدارت تقول بسخرية 
أنا تخصص ڼصب على كبار بس !
ثم انصرفت تحضر حذائها و أغلق هو الباب الخاص بالغرفة يتجه خلفها قائلا بنبرة حادة 
سديم ! بلاش الأسلوب دا معايا لأنه فعلا بيخرجني عن شعوري و بقولك كلام متمناش تسمعيه مني !
ضحكت ساخرة و أجابت و هي تتجاهل تواجده و تعبث بهاتفها 
عادي اللي مش بتقوله بشوفه في عينيك و أنت بتكلمني ! لو جاي عشان امشي فا أحب أقولك خلاص ماشي كلها كام يوم امهد للراجل اللي اعتبرني بنته و اختفي من وشك خالص !
كادت تمر من المسافة المتاحة لها بينه و بين الحائط لكنه قبض على رسغها يقول پصدمة عاقدا حاجبيه 
أنا مقولتش تمشي و سايبك بقالي كذا يوم تهدي !
رفعت حاجبيها پصدمة و قالت  لحد كدا !
حاولت إفلات يدها منه لكنه قبض عليه بقوة أكبر و ابتلع رمقه وأردف بصدق وصوت أجش 
سديم أنا وقتها كنت متضايق من تصرف سليم و يوسف و أنت لما رفضتي العزومة وقتها أنا اتضايقت من كلامي معاك مطلوب مني إيه تاني مش فاهم !
رفعت حاجبها وقالت پغضب 
مطلوب منك تسيب أيدي ومتلمسنيش نهائي دا غير إني مرفضتش عزومات أنا أجلتها للنهاردة وهخرج مع الكل بليل أودع عيلتك و اختفي من حياتكم !
حاولت دفعه عنها و المرور لكنها قد أشعلت فتيل نيران غضبه منها بتلك الكلمات لا يعلم ما سر تشتته منذ أن بدأت تتجنبه و كأنها لا تعرفه أحاديثها اللطيفة و كلماتها بالعمل موجهة دائما إلى أخيه أو ابن عمه و التي أصرت على تواجدهما في وقت التدريب و بالطبع الأمر مرحب به من الطرف الآخر إذا ما المانع !!! و الآن تقف أمامه بهدوء مريب و تخبره أنها انتهت من العمل معه هكذا الأمر يحدث ببساطة !
عقد حاجبيه و قال پغضب 
مش بمزاجك ياسديم ومش هتمشي من هنا إلا لما أنا أقول فيه عقد بيني و بين خالك و كلامي معاه !
تركها بحالة من الفزع أن يحادث سامح و يفسد ما تفعله لأجل الصغيرة توقف عند الفراش الخاص بها حين هرعت إليه و أمسكت ذراعه السليم تقول پغضب 
هو إيه اللي تكلم سامح هو أنا لعبة معاك ! تعالي روحي !
عقد حاجبيه و ردد خلفها 
سامح !!!!
لفظت اسمه كما اعتادت بدون ألقاب و لكن ليس هذا ما يشغلها الآن الأهم هي الصغيرة ركزت على هدفها و أغمضت عينيها لحظات تقول محاولة التفاوض معه 
أنا عايزة افهم إيه اللي يخليك عايز تحتفظ بواحدة زيي ڼصابة و بتضر عيلتك ! أنا اللي بقولك إني مش مضمونة ! و لو مش عايزني انزل مع يوسف و سليم مش نازلة ممكن تسيبني بقاا اخرج من حياتكم !
عقد حاجبيه من إصرارها و قال غاضبا 
وأنا مش تحت مزاجك و هتقعدي لحد ما أقرر تمشي و معنديش أي كلام تاني !
تركها وتوجه إلى الخارج بخطوات واسعة و هو يقول بإنفعال 
و لو آخرتي على الشغل يومك مش هيعدي على خير !!!
زفرت پغضب و جزت على أسنانها بقوة تقول بإنفعال 
غبي !! أنا لو قعدت يوم واحد كمان عيلتك هتتدمر !!!!
أسرعت خلفه و قبضت على ذراعه ليتوقف عن السير و ينظر إليها عاقدا حاجبيه ينتظر حديثها بملامح يتراقص فوقها الڠضب لتردف بحزن 
هو أنت بتعمل كدا عشان فلوس عمك يعني جايبني هنا عشان وصية عمك بس 
حدق بها بصمت و قال بنبرة جافة ليه ! هيفرق عندك !!!
كيف تخبره أن لديها العديد من الأسرار و اليوم أصبحت أسرار ثقيلة لا يمكنها حملها بمفردها زوجة عمه على صلة قوية بوالدة سيلا الحقيقة و ابنه عمه هي ابنه غير شرعية و هي الآن خائڤة ثباتها الزائف على وشك الاڼهيار لأجل هذه الصغيرة و لأجله أيضا !!!!
تنهدت و قالت بحزن هيفرق عندك أنت ياآسر مش عندي !
ضيق عينيه باستفام و كاد يواصل حديثه لكن قاطعه رائف الذي اقتحم الحوار و قال بدهشة حين وجد ملامح وجهه لا تبشر بالخير 
فيه إيه كل دا بتأكد عليها تأخر النهارده !
وكأنها تنتظر فرصة الفرار من براثن عينيه الثاقبة و تخشى رد فعله تجاه الصغيرة و تجاه ما لديها من حقائق و تخشى هذا الصديق المتهور من وجهة نظرها أسرعت إلى الداخل و تركتهم بينما نظر في أثرها و لولا كبريائه و نظرات صديقه لتبعها في التو والحال و سألها عن سر رهبتها التي تصرخ بها عينيها كلما حدقت به !!!
هدر آسر فجأة پغضب شعر أن صمته طال و انتظار صديقه يجعله بحالة من التوتر 
عايزة تمشي ونلغي اتفاقنا !!!
اتسعت عيني صديقه وصاح پصدمة 
ياألف نهار أبيض ماهو دا اللي إحنا عايزينه !
عقد آسر حاجبيه و نظر بهاتفه قائلا 
اتحرك يارائف خلينا نشوف اللي ورانا !
تنهد رائف ودلف إلى السيارة ليبدأ القيادة صامتا يتابع بعينيه الطريق و يراقب صديقه الذي رفع الهاتف إلى أذنه يقول بنبرة رادعة 
ايوا ياسامح !! أنت بتستهبل !! واخد مني الفلوس دي كلها عشان تلعب معايااا !!!!!
أكمل صديقه بإنفعال واضح 
ملكش دعوة اهدا ولا اتعصب شوف بنت أختك و خليك عارف إنها لو نفذت اللي هي عايزاه و سابت شغلي قبل ما أنا أقول حسابي هيبقا معاك أنت !
أغلق الهاتف ونظر من النافذة بصمت و هو يتلاعب بهاتفه بين أنامله بحركة غاضبة أدهشت رائف الذي قال محاولا التفاهم معه و امتصاص غضبه الغير مبرر 
طيب ما محتاج افهم أنت متمسك بيها ليه دلوقت وكمان بتشتكيها !! ماهي كانت هتخلصنا منها !! ومتقوليش عشان أنا اللي أقول واحدد لأني عارفك ومتأكد إن دا مش أسلوب تفكيرك !
آثر عدم الإجابة لكنه نظر إليه لحظات بتردد ملحوظ وعقله يتحدث إليه ساخرا منه و يخبره أنه لا يملك مبرر قوي و برهان واضح فقط يشعر باشتعال يكاد يحرقه داخليا بل هو يخشى أن تفعل ما أرادت و تترك المنزل دون إرادته اتسعت عينيه فجأة و قال بصوت آمر 
لف يارائف و ارجع بسرعة !!!!
عقد حاجبيه بدهشة و قال 
هو فيه إيه ياآسر إيه الحكاية !!!
أردف الآخر بتوتر قائلا 
هتلف ولا تنزلني هناا ارجع أنا !
عاد كما طلب منه و قد وجدها تقود السيارة بالفعل وتمر من البوابة الإلكترونية بصحبة الصغيرة قال مسرعا و هو يتابعها بعينيه 
وصلت إلى مدرسة الصغيرة و هبطت تودعها ثم استدارت وكادت تعود إلى السيارة لكنها وجدته خلفها مباشرة يقف محدقا بها پغضب شديد أدهشها لتعقد حاجبيها و كادت تسأله لكن ارتفع رنين هاتفها و أجابت على الفور 
ألو ! ايوا ايوا عارفاك خير نيرة حصلها حاجه !!
اتسعت عينيها و قالت پصدمة 
إيه !!! ليه كل داا !!! لا لا متتصليش بسامح أنا جاية حالا !
عقد حاجبيه و سألها حين وجد الهلع تمكن من ملامحها 
فيه إيه !
ركضت من أمامه تعود إلى السيارة و هي تقول بتوتر 
لو عندك أي حاجه أجلها لحد ما أشوف أختي !!
شقيقتها !!! هل تمتلك شقيقة و ذاهبة إليها الآن !!!!! هذه الفتاة عبارة عن كتلة مفاجآت متحركة ! ماذا يفعل هل يعود إلى عمله أم يذهب معها و يتأكد أنها تراجعت عن فكرة تركه كان عقله يعمل بالرغم أنه اتجه خلفها مرة أخرى بالسيارة و إلى الآن يجهل سر تتبعه لها هل هو فضول لرؤية شقيقتها أم فضول لمعرفة المزيد
عنها أم هي رغبة داخلية مثلها كمثل رفضه تركها إياه في تلك الفترة !!!
اتجه معها إلى الداخل و تجاهلته تماما حيث كانت في حالة واضحة من القلق و الذعر لرؤية شقيقتها لكن ما أصابه بالدهشة حقا أنها سيطرت على قلقها و تجمدت ملامحها فجأة حين قابلت أحد أفراد إدارة المدرسة و الذي رحب بها بشكل واضح و صافحه بتهذيب ثم أشار إلى غرفة تواجههم و قال بهدوء 
اتفضلي ياآنسة سديم هي في الأوضة دي مع صاحبتها !
أسرعت إلى الداخل و طرقت الباب دلفت و قد ارتدت خطوة إلى الخلف حين هرعت إليها تلك الفتاة الباكية و ارتمت داخل أحضانها تجهش بالبكاء و جسدها يهتز بقوة و تهمس لها سديم بكلمات محاولة تهدئتها وهي تربت على خصلاتها بعد أن تمكنت من احتوائها داخل أحضانها ! هل تلك المراهقة شقيقتها !!!! هل تمتلك
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 29 صفحات