شيماء
كدمات أو چروح و تنفست الصعداء حين وجدت أن الأريكة منعت سقوطه فوق الكتف المصاپ دقائق عصيبة مرت عليها و ها هو يعود إلى وعيه بعد عناء و صادف دخول يوسف يقول بهلع حين وجد أخيه فوق الأرض
ايه داااا !!! حصله ايه !!!
نظرت إليه و أشارت إلى الطعام هي تغلق هاتفها
متقلقش هو بس من المجهود تقريبا جرى جامد و مكنش أكل هنكمله الكمادات و حرارته تنزل و يبقا بخير تعالى بس ارفعه معايا فوق الكنبة أو ندخله أوضته أحسن !
حاسب يايوسف عشان كتفه و اسنده بس هو فايق معانا متقلقش عليه !
ثم وضعت يدها أعلى ذقنه المشذب و وجهت وجهه إليها تقول بهدوء
آسر أنت معاياا مش كدا !
همس بخفوت وصوت متحشرج و هو يستند بجسده إلى أخيه و يحاول فتح جفنيه حتى يبصر الطريق جيدا
تأكدت سديم أن الأخوين وصلا بسلام إلى الفراش و بدأ يوسف يعاون أخيه و يضع الوسائد خلف ظهره لتتوجه هي إلى الخارج و
تبدأ بإعداد ما تحتاج إليه لصنع كمادات باردة ثم أسرعت إلى أفراد الأمن بالخارج تأمرهم بإحضار الدواء الذي أملاه عليها كريم و عادت إليهما مسرعة بينما كان يوسف يتابعها قائلا بقلق
نطلب الدكتور أو نروح بيه على أقرب مستشفى أحسن
لا متقلقش أنا اعرف دكتور واتواصلت معاه و الأدوية هتيجي ياخدها بعد الكمادات و هيبقا تمام متقلقش !
ثم أكملت
لو تقدر تجيب تيشيرت و تساعدني يلبسه بس بعد ما نخلص يبقا تمام أوي !
هز رأسه بالإيجاب و قال بتأكيد وهو يتوجه إلى غرفة الملابس
عاد إليها يقول بهدوء
طيب اقولهم في البيت أحسن
كادت تتحدث لكنها عقدت حاجبيها متأوهه حين قبض فجأة آسر على يدها و قال بخفوت و هو يقاوم حالة الإعياء يرفع رأسه محاولا الاستقامة مغمضا عينيه
لااء !
ابتسمت و أفلتت يدها بهدوء و أعادت يده فوق
الفراش ثم وضعت يدها فوق كتفه العاړي و دفعت جسده بخفة إلى الوسائد مرة أخرى قائلة بلطف
مر الوقت و بدأت درجة حرارة جسده بالاعتدال قليلا و أردف يوسف حين طرق فرد الأمن فوق الباب الخارجي
شكله جاب الأدوية هروح أخدها !
يهمس لها بصوت متحشرج
مش عايز أدوية !
أنا مبحبش الأدوية بس باخدها في حالة هتساعد جسمي يرجع أحسن اخوك اتخض عليك أوي أظن دا سبب قوي إنك تساعد نفسك !
يلا يا آسر !
فتح عينيه ينظر إليها و هو يرتشف المياه ثم ألقى نظرة خاطفة تجاه أخيه و ابتسم له يقول بعبث
متقلقش يلاا أنا زي الفل !
كانت سديم قد وضعت الكوب جانبا و أمسكت هاتفها الذي أعلن عن مكالمة هاتفية تقول عاقدة حاجبيها
أوبس أنا قفلت في وش كريم ! بعد أذنكم !
و خرجت على الفور ليعقد آسر حاجبيه و تختفي بسمته يقول بدهشة
هي الساعة كام
أجابه أخوه و هو يجلس فوق الفراش
الساعة 5 تقريبا !
رفع حاجبه مرددا پصدمة
مين كريم اللي قفلت معاه !
هز يوسف كتفيه يقول بلامبالاة
غالبا الدكتور اللي كلمته يساعدها من شوية ! أنا كنت مركز معاك بصراحة خضتني عليك وقولتلك اقعد معاك رفضت واتعصبت علياا إيه لزمة الرياضة بالحالة دي يا آسر !
زفر آسر بملل و قال بإرهاق و عينيه تتابع باب الغرفة
رياضة إيه يايوسف أنا جريت شوية مش أكتر مكنتش أعرف أن كل دا هيحصل !
ربت يوسف فوق كتف أخيه وابتسم
له يقول بتفهم
ولا يهمك المهم إنك أحسن شوية !
كاد آسر يتحدث لكن صاح يوسف مداعبا سديم التي دلفت في ذات اللحظة تقف عند باب الغرفة
بنت عمي اللي منغيرها نضيع كلناا إيه الجمدان دا كله بس ياسديم !
ثم أكمل حديثه ينظر إلى آسر قائلا
سديم اسعفتك مرتين كدا يعني بقينا مديونين ليها بروح !
ابتسم له آسر و عاد بنظراته إليها يقول بامتنان
شكرا !
نظراته الممتنة الهادئة ادهشتها هل يتقن دوره الآن لأن أخيه يجاوره أم أنه بالفعل يحترم فعلتها بالرغم أنها لا تنتظر جزاء عملها إلا أنها مبتهجة من رؤية نظرات موجهة إليها و خالية من الإزدراء داخل عينيه !!
هزت رأسها بابتسامة هادئة و كاد تغادر المكان إلا أن استقام يوسف يقول مسرعا
سديم تعالي دقايق لحد ما يلبس التيشيرت بس عشان اخاڤ ألبسه لوحدي !
عادت إليه تقول بتوتر طفيف
تمام شوف عايز تعمل إيه
قاطعهم آسر يقول لاء لاء مش هلبس حاجة !
ثم أزاح الوسادة بيده السليمة من خلف ظهره وتسطح فوق الفراش يقول بإنهاك
سيبوني بقا أنام شوية !
غادرا الغرفة و همست سديم قائلة
بلاش نمشي دلوقت ممكن يسخن تاني تشرب معايا حاجه
أجابها بدهشة
مش هتنامي ولا إيه روحي ارتاحي أنا هكمل سهر عادي !
هزت رأسها بالسلب و قالت بهدوء لاء أنا نمت وصحيت من شوية كدا قولت اتمشى شوية و بعدها شوفت المنظر من برا اتشغلت معاكم بس أنا فايقة متقلقش عليا !
نظرت إلى معالم الإجهاد الواضحة فوق ملامحه و قالت بلطف
لو تحب تروح تنام شوية أنا هقعد كدا كدا و أول ما احس إني خلاص عاوزة انام هصحيك !
عرض شديد الإغراء هو بحاجة إلى ساعات نوم قليلة بعد قضاء يوم شاق مثل أمس رفع يده يفرك خصلاته بأنامله ثم قال بخجل طفيف
بس أنت كدا مش هتنامي و شكلي هيبقا وحش أوي قدامكوا بصراحة !
ضحكت بخفة و أجابته لأ شكلك مش وحش ولا حاجه ومتقلقش مش هقول لأي حد إنك نمت !
ابتسم لها و سار بإتجاه الغرفة الأخرى لكنه توقف فجأة يقول بصدق
أنت بقيتي طيبة أوي لما كبرتي على فكرة !
عقدت حاجبيها و سألت بتردد طفيف
هو أنا كنت مكروهه أوي زمان ولا إيه
ضحك و أجابها بتوتر
بصراحة !! كنت سخيفة و أنانية جدا !! عيلة استغلالية كداا !
ابتسمت له و قالت برغبة واضحة لإنهاء النقاش
سيبك من زمان و روح نام يلاا قبل ما اليوم الجديد يبدأ تصبح على خير
مرت ثلاث ساعات كاملة و أشرقت شمس يومها الجديد و هي جالسة ترتشف قهوتها التي صنعتها منذ قليل كانت تتفقده بين حين و آخر و دلفت تلك المرة عاقدة حاجبيها حين استمعت إلى صوت تأوه و توجهت إليه تميل بجزعها العلوي و تستند بيديها إلى ركبتيها هامسة باسمه بخفوت
آسر !!! أنت بخير حاسس پألم !!
فتح عينيه يحدق بها لحظات ثم قال بصوت خاڤت
آه كتفي !
ازدرد رمقه و همس بصوت متحشرج
آه هناا !
تنهدت تقول بحزن معلش دا مكان الکدمة بس عشان وقعت راسك اتخبطت من ورا بس فيه كريم بيتحط وأنا نسيته تحب احطه
!!
حاول الاعتدال و تورد خديها تحاول تجنب جزعه العلوي العاړي و قد لاحظها و همس لها پألم
آه !! سديم هاتي المخدة من ورايا !
توترت نظراتها و رفعت خصلاتها خلف أذنها التي بدأت تصطبغ باللون الأحمر القاني و مدت بذراعه فجأة حين كانت على وشك السقوط بسبب محاولتها الابتعاد عنه قدر الإمكان شهقت بفزع و اتسعت عينيها تقول بتوتر
آسفة !!!!
بدهشة و كأنها تسأله في صمت عن سر أفعاله شديدة التناقض معها ! إن كان يمقت قربها كما أخبرها أنها مجرد لعبة ! تنتهي خطته و تنتهي قصتها معها ! أدرك حديثها الصامت و لكنه
همسها باسمه و محاولتها الفاشلة بدفعه بعيدا عنها وكأنها تصبح فاتنة كلما اقتربت كلما رفعت عينيها المتسعة و نظرت إليه ببراءة هكذا يغضب من حاله و يرى فتاة أخرى تتطلع إليه و تنتظر خطواته تجاهها لكن حديثها يناقض برائتها و أفعالها تناقض صمتها و حديث عينيها الصادق يخبره
نعم
اتسعت عينيها تنظر إليه پصدمة من مماطلته و بللت شفتيها تحاول دفعه بيديها هامسة
ماينفعش كداا ! سيبني !
عقد حاجبيه حين دلف رائف إلى الغرفة فجأة وهو يقول
إيه ياعم آسر !! أن ..ا آآ .. اوبااا !!
تركها أخيرا و استقامت واقفة تهرع إلى الخارج و تضع يدها فوق وجهها من جهة رائف متجنبة النظر إليه و اختفت من الغرفة في لحظات !!!
حدق آسر به بهدوء منتظرا حديثه و بالفعل قال رائف بدهشة
إيه دا ياآسر !!!
رفع حاجبه و أجاب بهدوء
إيه !
اقترب رائف يضع مابيده فوق الطاولة وعقد حاجبيه يقول بجدية
هو إيه اللي إيه !!!! إيه المنظر دا ياآسر !!
زفر بملل وقال محاولا إنهاء النقاش
بقولك إيه يا رائف أنا مش ناقص تحقيقاتك ! منظر إيه كانت هتقع و لحقتها !
رفع حاجبه و ردد باستنكار واضح
هتقع !!!!!
كانت ملامح آسر ثابتة و عقله إلى الآن عاجز عن ترجمة مايحدث له ماذا فعل منذ قليل !! بل ماذا يفعل كلما اقتربت منه وكأنه يستغل قربها !!! أفاق على حديث صديقه الذي أنهى جدل أفكاره يقول
المرة الجاية و أنت بتلحقها افتكر أنت جبتها منين وليه !!!! ومتنساش أن الوقوع دا شغلتها أصلا ! التمثيل مش صعب على اللي زيها !
صديقه محق لا يوجد مجال متاح لأي أفكار أخرى أجابه قائلا بحزم
أنت دماغك راحت فين !!! فوق يارائف أنت عارف إن الحركات دي مش بتجيب معاياا و مليش في التسلية عشان اديها أكبر من حجمها !
لم يكن صديقه هو المستمع الوحيد بل اخترق الحديث أذنيها حيث كانت عائدة إلى الغرفة و داخل يدها علبة الكريم الخاص به تنفست بهدوء و جزت بقوة على أسنانها و نظرت إلى العلبة القابعة بين أناملها و هي
تفكر هل تعود و تضعها بالداخل حتى يعاونه صديقه بوضعه أم تغادر هذا المكان !!!!
عقدت حاجبيها حين هتف يوسف بصوت أجش يدل على استيقاظه للتو
معلش ياسديم أنا راحت عليا نومة تقريبا !
ابتسمت له بهدوء و قالت بلطف
لا ولا يهمك أنا متضايقتش من القعدة بالعكس خالص !
ثم رفعت العلبة تقول
أنا كنت داخله احط المرهم لأخوك بس كويس إنك جيت تعالى معايا بقااا !
ابتسم لها و قال بترحيب
آه طبعا يلا !
دلفت إلى الداخل تنظر إليه بهدوء و تراقب نظرات القلق فوق ملامحه هو وصديقه الذي قال بدهشة
أنت هنا لسه
أجاب يوسف على الفور ساخرا يظن أنه يقصد تواجدها بالمنزل بشكل عام
يااعم دي تقريبا الوحيدة اللي منامتش زي البيت كله حتى أنا اعتمدت عليها بصراحة ونمت و راحت عليا نومة بدل ما أبدل معاها !!
نظرت سديم إلى رائف الذي يجلس فوق المقعد الذي يجاور فراشه و الذي إلتوت ساقها عنده منذ قليل و سقطت داخل أحضان هذا اللعېن ! كانت نظراتها خاوية لكن