شيماء
اتجهت إلى بأعين لامعة و أنفاس متوترة و كأنها على وشك تأدية اختبار نظرت إلى أمها الجميلة التي راقبت تقدمها منها باشتياق واضح تنتظر أن ټحتضنها ابنتها الحانية داخل أحضانها الدافئة تذكرها بأبيها تشببه في ضحكتها التي تظهر غمازتيها و لكن صوتها ضحكتها الناعم ورثته منها كما ورثت بعض ملامحها الرقيقة و لكنها تخفيها خلف رداء ألمها و ڠضبها منها لطالما كانت فتاتها هي الخليط الناعم و المميز بينها و بين زوجها أما الخصال كانت من صنع أبيها فقط و منذ أعوام كانت مثل هذا الرجل تماما لكنها سعت إلى تغييرها و كانت تلك النتيجة !
أنا محبتش أمشي قبل مااشوفك !
وقفت نيرة تقول بحزن
هتمشي تاني !!! أنا ملحقتش اقعد معاك !!! خليك معايا النهارده بس ياسديم !
احتضنتها شقيقتها بقوة و أجابت بهدوء و هي تضع يدها على وجنتها
حبيبتي أنا قريب أوي هخلص شغلي و اجي أقعد معاك أجازة طويلة ! اتفقنا
وعد ياسديم !!!
هزت رأسها و أجابت مبتسمة
وعد ياقلب سديم !
ثم نظرت إلى أمها التي تنظر إليهما دامعه العينين وقالت بحزن وهي تتهرب بعينيها منها
أنا بتابع علاجك مع الممرضة اللي بتيجي الفترة دي مش هقدر اتكلم ڤيديو بس نيرة بتطمني كل يوم !
تألمت نبيلة لحالة ابنتها التي تظن أنها المتسببة بما أصابها ! سقطت دموعها و نظرت إليها بحزن و شعرت سديم بتأنيب الضمير ظنا منها أن والدتها تتألم من شعور العجز لتجلس أمامها و ټحتضنها بقوة و تهمس بحزن شديد
ودت لو صړخت بها أن تغفر لها هي ما اقترفته يداها لكن منعها عجزها عن الحديث داخلها يقول أن صمتها و حديثها نتيجته واحدة وهو عڈاب ابنتها !!! لقد خانت عهدها مع رفيق دربها و تدفع الابنة ثمن خيانتها !!!
جميعنا نجهل
فن العلاقات إن كان صديق أو حبيب يغمرنا التعلق بالأشخاص واختبار ما لذ و طاب من خير المشاعر و ألطفها لكن هل نملك جميعنا الأمان ! هل نملك العهد ! هل نملك من يخبرنا أنه على العهد و الوعد مااستطاع ! والعهد من شيم الرجل يا سادة .. إن تحدث عنه صان و إن امتلكه منافق غدر و خان !
شيماء_الجندي
________________ _________________
أثناء مرورها بالسيارة نظرت إلى قطعة محددة من الطريق و كأن حاډث وقع أمس ! كان كلمتها الأخيرة قبل أن تفقد النطق اسمها هي !!!! صړخت حينها بقوة تقول سديم ثم ظهرت تلك السيارة اللعېنة وطرحتها أرضا داخل بقعة من الډماء !!!!
ترجلت من السيارة حين شعرت بالاختناق ثم أرسلت موقعها إلى سامح و تركت الهاتف داخل السيارة و أمسكت هاتفها الأساسي و حقيبتها الصغيرة و واصلت سيرا على الأقدام !
جلس عاصم يضع رأسه بين يديه صامت تماما و يوسف يكرر إتصاله الهاتف بها دون جدوى ليقول بأسف
مقفول برضه !
أنت السبب !!!!! مش قادرة تسبيهااا
في حالها دقيقة وااااحدة بنتييي لو حصلها حاجه بعد السنين دي كلهااا هتشوفي عاصم تاني ياأميرة هكرهككك في اليوم اللي عرفتيني فيه !
ظهر الذعر على ملامحها و تقدم رأفت يحاول فك أسرها من براثن أخيه قائلا
و قال سليم محاولا تهدئته
ياعمي مايمكن حابة تبقى لوحدها شوية و خرجت تتمشى و هي كانت قالتلي إنها عاشت هنا في مصر قبل ما تتعرف علينا يعني تلاقيها قاعدة في مكان مفضل عندها و شوية وهتيجي !
تنهدت الجدة و قالت بحزن
الاتنين كانوا خارجين كويسين الصبح آسر راجع عضمه مكسور و سديم تختفي منغير ماتطمنا مش معقول اللي بيحصل دا !!
وقف أمجد يقول بهدوء وهو يربت فوق كتف أخيه المشتعل
طيب خد عربيتك ياسليم و اخرج لف برا بيها يمكن زي مابتقول راحت مكان ومعرفتش ترجع أو روح اسأل آسر يمكن يعرف مكانها أو قالتله حاجه الصبح وهما سوا و أنا هروح اكلم مدحت صاحبي !
كاد يتحرك لكن اتسعت الأعين حين صاح عاصم بلهفة
سديم !!!! كنت فين ياحبيبتي !!!
عقدت حاجبيها حين وجدت العائلة مجتمعة و تنتظرها و هذا الرجل العطوف يحتضنها بقوة ماذا يحدث هنا بالتحديد
ظهرت على ملامحها الصدمة و ربتت فوق ظهره تقول بهدوء
هو فيه إيه !
أجابها يوسف قائلا وهو يزفر أنفاسه بارتياح
خضتينا عليك ياسديم خرجتي ومقولتيش لحد واحنا في المستشفى و مش عارفين نوصلك رقمك مقفول !
كان عاصم قد اخرجها من أحضانه و قال بحزن
رعبتيني يابنتي !
لازالت مأخوذة من اجتماع العائلة هكذا لأجلها !! هذا المشهد رأته منذ أعوام طويلة في منزلها حين تأخرت مع رفيقاتها لكنه لم يتكرر أبدا !
ازدردت رمقها و بدأت تعبث في حقيبتها و أخرجت هاتفها المغلق بالفعل و قالت بأسف
سوري مأخدتش بالي فعلا على العموم أنا تمام كنت بتمشى شوية منظر الحاډثة الصبح مكنش رايح من دماغي و محبتش اقلقكم فنزلت لوحدى !
وضع عاصم قبلة فوق خصلاتها و قال بلطف
ولا يهمك ياحبيبتي المهم إنك بخير بعد كدا قوليلي عشان
اتطمن عليك بس اتفقنا
هزت رأسها مبتسمة ثم نظرت إلى الجدة التي احتضنت يدها تقول بنبرة حانية
قومي ياحبيبتي ارتاحي أكيد تعبانة من اليوم دا و أنا هبعتلك الغدا على اوضتك !
هزت رأسها بالإيجاب و كادت تبدأ بتنفيذ ما قالته لكن وقفت أميرة بمواجهتها و قالت پغضب
هو إيه الدلع دا !! الصبح تحصل حاډثة منعرفش تفاصيلها و محدش يطلع سليم غيرك و دلوقت بعد ما رعبتي البيت كله هتقومي تاكلي و تنامي عادي كدااا
ظهرت بسمة سديم العابثة فوق شفتيها و قالت بهدوء وهي تهز كتفيها بلامبالاة
خلاص المرة الجاية متترعبيش !
ثم تركتها و غادرت و ابتسمت الجدة و كتم سليم و يوسف ضحكاتهم من اسلوبها المنتهج مع زوجة عمهم الذي يشعل فتيل ڠضب بكلمة واحدة !!!!!
خرجت سديم تحيط جسدها بمنشفة و تبحث عن شاحن هاتفها حين تذكرت أنها بحاجة إلى مكالمة هامة لكنها توقفت محلها وفرغت فاهها حين وجدته يتمطأ بجسده بأريحية أعلى فراشها !!!!!
أنت إزاي تدخل بالطريقة دي ! هو أنا عشان سكتلك مرة !!!
حين لاحظ لأول مرة التوتر والخجل فوق ملامح تلك الجريئة المتبجحة !!!
مع كل خطوة تتقهقرها كان يتقدم من الحائط و همس لها بعبث
حقيقي أول مرة تعملي حاجه في صالحي ! موضوع دراع واحد مش حلو أبدا !
أشار إلى كتفه المصاپ و لازالت بسمته الماكرة تزين محياه ادهشتها سعادته تلك و لم تفهم سرها لكنها تتمنى أن يبتعد عنها الآن بأي وسيلة بل وتتمنى وجهه الغاضب المشتعل منها كعادته لكن تلك الطريقة تجعلها متوترة وهي تكره أن يرى أحدهم توترها مثلما يفعل هذا الرجل الآن ! رفعت إحدى يديها تضعها فوق صدره وتدفعه عاقدة حاجبيها تقول بحدة
أنا مش فاهمة إيه اللي جايبك هنا دلوقت جاي تكمل غلط فيا !!!
مال عليها يهمس
أنت قلبك أسود على فكرة مش أنا اعتذرت الصبح !
اشاحت بوجهها بعيدا عنه بخجل واضح و همست بتوتر
خلاص و قبلت الاعتذار بتعمل ايه دلوقت
ابتسم و أجابها و
جاي اعيد الاعتذار !
اتسعت عينيها حين
اخرجته من أحلامه و ردد فارغا فاهه پصدمة
بقولك إيه ابعد عني أنا أصلا مش طايقة نفسي و لا طايقاك و مش لابسة غير الفوطة دي ولو وقعت من اللي بتهببه ده يومك مش هيعدي معايااا أنا مبحبش السهوكة !!
اتسعت رماديتيه و أردف پصدمة
سهوكة !!!!! أنا بتسهوك !!!
هزت رأسها بالإيجاب و أجابت بشجاعة وعفوية مفرطة
اه بتتسهوك و تسبل في عينيك الرمادي المستفزة دي وبتضايقني لما بتقرب و بتتكلم كداا !
اتسعت عينيها وركلته بركبتها بقوة في باطنه و دفعته عنها و رفعت يدها تتشبث بطرف المنشفة و تفر إلى غرفة الملابس مسرعة بينما هو حل عقد حاجبيه و ابتسم يعود إلى الفراش يجلس فوقه ينتظرها إلى أن تنتهي من ارتداء ملابسها
أنت ايه حكايتك بقااا ! الصبح مش طايق اتنفس جنبك وبليل تجيلي الأوضة هو أنت فاكرني إيه بالظبط !!!!
رفع حاجبه بدهشة و ردد
فاكرك إيه !!! هكون فاكر إيه يعني كل الحكاية اني مبحبش افتري على حد مش أكتر وكنت جاي اشكرك على اللي عملتيه معايا الصبح أنت اللي خارجة بالفوطة دا مش ذنبي بقااا !
رفعت حاجبها و
قالت پغضب وتوتر خارجة بالفوطة ولا منغيرها ده مش مبرر إنك .. ت . تتصرف بالإسلوب داا !!
ظهرت بسمته العابثة مرة أخرى و قال وهو يقترب منها
أي اسلوب بس !!
رفعت اصبعها بوجهه و قالت و هي تعود إلى الخلف
بقولك إيه اثبت كدا و كفاية استهبال أنا عارفة انك قاصد توترني باللي بتعمله دااا !
توقف محله و قال بهدوء
خلاص متقلقيش مش هقرب منك أنا كنت بشغل تفكيرك عن اللي حصل الصبح يوسف قالي إنك لسه راجعة دلوقت عشان اتضايقتي من المنظر حبيت اوريك إني تمام اهو ومفيش حاجه !
قرر عدم إخبارها أنه تحدث إلى سامح حين اختفت و قد ظن أنها تركته ولكن اطمئن أنها سوف تعود إليه كما طالبه بنفقة إضافية ترى هل كانت معه و على علم بما يحدث أم أنها بالفعل لا علاقة لها بالأموال كما اخبره صديقه ! كان ينتظر أن تتجاوب معه و تبتزه الآن لكنها توترت و خجلت ببراءة غريبة لا تليق بأفعالها و عملها المشين أم أنها تتقن التمثيل في هذا الأمر أيضا !! حديث دائر بين عقله الذي يخبره أنها محتالة مدربة جيدا و قلبه الذي أخبره أنه رأى الخۏف داخل عينيها و هي تحاول إسعافه ونقله إلى المشفى !!!
Flashback ...
هرعت سديم إلى السيارة تبحث عن هاتفها أو هاتفه أيهما أقرب إلى يدها و بالفعل نجحت بإلتقاط هاتفها بعد عناء و محاولات عدة دامت لدقائق وكادت تعود إليه لكنها استمعت إلى صوت أنين يأتي من الشاحنة !!!
وضعت الهاتف بجيب البنطال الخلفي و اتجهت إلى الشاحنة تنظر حولها وتنصت إلى الصوت الذي يرتفع كلما اقتربت و بدأت تصعد بخفة فوق الدرجات القليلة و فتحت الباب تمد يدها إلى الداخل لحظات ثم هبطت مسرعة و استمع إليها تتحدث في الهاتف تخبر الطوارئ بموقعها و أنها لديها حالتين إصابة ثم أسرعت مرة أخرى إليه و جلست أمامه تقول بثقة و لمعة عينيها تخبره أنها بذروة خۏفها !
متقلقش هما هيكونوا هنا في دقايق .
ثم جابت عينيها ملامحه المټألمة و قالت بأسف
أنا آسفة مكنتش اعرف إنك هتنزل ورايا حقيقي آسفة !
كان