الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

براثن اليزيد

انت في الصفحة 39 من 65 صفحات

موقع أيام نيوز

يستدير ودفعته متقدمة معه إلى الداخل وهي تحرك رأسها يمينا ويسارا دلالة على ضيقها منه فلو تركته أكثر لبرد حقا فالجو رطب وقد بدأت ليالي الشتاء..
بعد كثير من الوقت الذي استغرقه في تبديل ملابسه بمساعدتها وعدم جعلها تبدل ملابسها وحدها فعل كل ذلك فقط حتى يمحي تلك الكلمات التي ألقى بها على مسامعها ولكن هي لن تمحى بهذه السهولة استلقى جوارها على الفراش محتضا إياها أسفل الغطاء الثقيل يبث الدفء إليها..
تحدث وهو يمرر يده بين خصلات شعرها الحريرية سائلا إياها باستغراب
صحيح نسيت أسألك هو الكتب اللي اشترتيها النهاردة دي هتقريها
رفعت رأسها تنظر إليه بتركيز فهذا السؤال غبي للغاية ولما قد نبتاع الكتب إلى لقرائتها أجابته بتهكم وسخرية قائلة
وهو المفروض يتعمل بيهم ايه ما أكيد هقرأهم
ضغط على أنفها بأصابعه بسبب تهكمها عليه وتحدث وهو يعبث بخصلاتها كما كان
قصدي أنهم كتير يا حبيبتي
أعادت رأسها كما كان في أحضانه وتحدثت بحماس قائلة
عادي أنا بحب الكتب جدا والروايات
طب بتقري لمين
ارتفعت بجسدها لتكن مقابلة له ثم تحدثت بجدية شديدة وهي تسرد له
أحمد خالد توفيق وطه حسين ونجيب محفوظ وغيرهم كتير بس الفترة اللي فاتت عرفت كتاب إلكتروني حلوين أوي زي مروة محمد و.....
استمعت إلى ضحكاته الذي افزعتها فقد أتت دون مناسبة لتراه يتحدث قائلا بسخرية قبل أن تكمل حديثها
وبتقري لمروة علشان على اسمك ولا ايه
تحدثت بفخر قائلة له
منكرش أن
ليا الشرف أكون على اسمها بس أنا بقرأ لها علشان هي كاتبة ممتازة وعلى فكرة جبت بين الكتب رواية ليها اسمها يكفيك بعادا حلوة أوي نقرأها سوا بقى
ابتسم بسعادة وهو يراها تتحدث بشغف وحب شديد فتحدث هو قائلا بابتسامة
عيوني ليكي يا حياتي.. يلا بقى ننام علشان أنا فاصل شحن
ابتسمت بوجهه فاقترب هو منها مقبلا جبينها دالفا بها أسفل الغطاء ليذهبوا سويا في ثبات عميق..
بعد مرور شهر آخر
يوه ياخي هات السمنة دي أحط على الصينية
قالت كلماتها بضيق وهي تطلب منه منذ ربع ساعة أن يأتي إليها بالسمن الموجود في رف مرتفع لا تستطيع أن تصل إليه
تحدث مجيبا إياها وهو يبتسم باتساع على ما تفعله
مش لما تعملي العجينة الأول يا مچنونة أنت
زفرت بضيق وهي تنظر إليه وإلى ذلك الرف فقد كانت تريد أن تفعل ما يأتي برأسها هي وليس هو
ياخي وأنت مالك
جعلها تغضب أكثر عندما رأته يبتسم بسخرية عليها وعلى ثقتها بما تفعل أمامه الآن
ياحبيبتي أنا أعرف أن المفروض العجينة تتعمل الأول ونسيبها شوية وبعدين نفردها لما ندهن الصينية ولا تكونيش بتعملي حاجه غير البيتزا..
نظرت إليه مرة أخرى بضيق لقد طفح الكيل منه نظرت إلى الدقيق أمامها بجدية ثم عادت
نظرها إلى زوجها مرة أخرى ابتسمت بهدوء قائلة
طيب خلاص أنا مكنتش عايزه أعرفك سر الخلطة بس أمري لله هقولك.. تعالى بقى لما أقولك
تقدم منها وهو مندهش هل هناك سر للبيتزا أيضا وقف أمامها دون أن ېخونها وعندما وقف في ثانيتها كان قد اصطدم الدقيق كله بوجهه..
عادت هي للخلف وهي تضحك بصوتها كله فقد أهلكها مظهره الذي بدا كالمهرج ضحكاتها لم تهدأ حيث وضعت يدها على بطنها وخرجت الدموع من عينيها..
بينما هو لم يتخيل أن تفعل به ذلك احتل الڠضب ملامحه ونظر إليها بحدة وعصبية متحدثا بجدية
أنا يتعمل فيا كده يا مروة
وضع يده على وجهه يزيل بقايا الدقيق عنه وهو ينظر إليها وهي مازالت تضحك نظر إليها بخبث بعد رأى واستمع إلى ضحكاتها
طيب أنا هعرفك
تقدم راكضا منها ليمسك بها ولكنها لم تمهلة الفرصة حتى ذهبت راكضة هي الأخرى من أمامه خارجة من المطبخ تركض في أنحاء البيت وقفت خلف مقاعد السفرة تتحدث إليه بتوتر وهو على الجانب الآخر
اهدى يا مچنون عيله وغلطت هتعمل عقلك بعقلها
ضحك بصوته كله أمامها ثم نظر إليها غامزا بعينيه متحدثا بوقاحة
عيله مين يا أم عيله اومال امبارح بالليل كنتي ايه
أحمر وجهها وتحدثت پغضب فهو دائما يتعمد أن يخجلها وهي تحاول أن تبتعد عن هذه العادة
يزيد بطل بقى
تقدم منها بهدوء وتروي متحدثا فيما لا يروقها حتى يشتت تفكيرها فيما كان يحدث منذ قليل
أعمل ايه بقى ما أصل أنا مراتي قمر
يوه
زفرت بضيق شديد متناسية أنه يقترب منها رافعا إياها عن الأرض متحدثا بانتصار
تعالي هنا رايحه فين..
حاولت الإبتعاد عنه ولكنها لم تستطيع تقدم من الأريكة ثم وضعها عليها معتليها وهو يتحدث بمكر
كنا بنقول ايه بقى
أجابته وهي تحاول دفعه عنها بقبضة يدها حتى تذهب سريعا ولكن دون جدوى
مكناش بنقول حاجه
بذمتك أنا يتعمل فيا كده
ضحكت مرة أخرى كما السابق متذكرة مظهره منذ لحظات أردفت قائلة
منظرك كان يهلك من الضحك
مرة أخرى وأخرى يجتمعون مع بعضهم من يريدون ټدمير كل شيء جميل لأسباب واهية لم يتحققوا منها..
جلست نجية أمام ابنها الكبير ثم قالت متسائلة
وبعدين
أجابها ولدها وهو لا يدري أيضا ما الذي يجب أن يفعلوه
مش عارف.. أنت رأيك ايه يا عمي
تقدم للأمام وتحدث بعد تفكير قائلا بجدية شديدة
كلمه.. قوله بيقولك عمك لو مرجعتش أعتبر مرتك عرفت بكل حاجه يا ابن الراجحي ويمكن زيادة حبتين
ظهرت تجاعيد وجه نجية وهي تتحدث بكل هذه القسۏة
اختارنا غلط من الأول.. قولنا يزيد هو اللي هيخلص كل حاجه وأهو داب في عشقها ومش شايف غيرها
أجابها فاروق متحدثا بجدية
البت حلوة يا حجة وأي حد يدوب فيها
تحدث عمه بصرامة واضحة قائلا
ماهي مرته دلوقت يعمل اللي هو عايزه مقولناش حاجه لكن أنه يحبها لا وألف لا
وقف فاروق على قدميه متقدما إلى الخارج وهو يهتف بجدية
أنا هكلمه وهو هيرجع متخافوش حتى لو أتأخر شوية
وقف الآخر بعده متقدما إلى الخارج مثله قائلا بهدوء اصتنعه
هروح أريح شوية
ثم دلف إلى الخارج وسار في رواق المنزل ليصعد على الدرج متوجها إلى غرفته في ذلك المنزل دلف إلى الغرفة وأغلق الباب من خلفه أزال عنه جلبابه ووضعه على المقعد بجوار الباب ثم تقدم للداخل بخطوات ثابتة وهادئة نظرته لا تعبر عن أي شيء فقط نظرة عادية جلس على الفراش وهو ينظر إلى صور زوجته وابنه المعلقة على الحائط لطالما كان هادئ وغامض مثل بعض الحروف في الكلمات لا تظهر ولكن متواجدة وتغير المعنى الحرفي لها هو كان كذلك منذ أن بدأنا بسرد ما حدث من البداية إلى الآن وظهوره قليل حديثه قليل كل ما يفعله قليل ولكن أثره كبير للغاية..
وقف على
قدميه ثم تقدم من الحائط وأزال الصور المعلقة من عليه أمسك بصورة ابنه الراحل زاهر ثم جلس على الفراش مرة أخرى وهو ينظر إلى الصورة متحدثا بحزن وكأنه يتحدث مع شخص ما حقيقي
ايه رأيك في أبوك فاضل قليل وهاخد حقك وحق أمك.. هاخد حقكم من أي حد شارك في موتكم ولو بالقليل جدك وأهو ماټ وعمك مكنش ليه ذنب بس ماټ هو كمان النصيب الكبير بقى لعيلة طوبار هموتهم واحد ورا التاني.. ويزيد وفاروق اللي بيتمتعوا بتعبي وشقايا اللي أنت كنت أولى بيه يا ابن عمري.. بس متقلقش كله بأوانه... كله بأوانه
نظر أمامه بعد أن ألقى نظرة سريعة على صورة زوجته الراحلة نظر إلى الفراغ وقد كانت عينيه مليئة بالحقد والشړ الذي لو حاولوا توزيعه على العالم أجمع لفاض منهم وقد كان هذا سببه الحزن المفرط على شريكة حياته وابنه الوحيد يستحقوا
الحزن عليهم إلى بقية حياته ولكن الحزن ليس بتخريب حياة البشر وتدبير المكائد لهم! وكان بالنسبة إليهم عمهم هو والدهم وكبيرهم كان هو الباقي من عائلتهم الكبيرة ولكن يالا الصدمة عند معرفة ما يفعله بهم!..
___________________
في المساء
وقف في شرفة بيته ينظر على المارة والسيارات أسفل البناية ېدخن سيجارته بهدوء شديد ذهنه ليس صافي بل كان شاردا فيما حدث اليوم.. كلمات شقيقه إليه وتلك القرارات الذي أخذوها إن لم يعد ستكون صعبة عليه وحده.. ستكون بالمۏت إليه إن فعلوا ما قاله حقا حدة ذكائه ومكره لا يسعفه في حل تلك المعضلة أو أنه ېخاف أن يفشل كلماتهم أخيرة وحادة على عقله عمه وشقيقه لن يتنازلوا ويعلم أيضا أنهم يفعلون أي شيء للحصول على ما يريدون ېخاف خسارة من دق قلبه لها بسبب أشياء ك الهواء بالنسبة إليه ېخاف خسارة من أصبحت كل شيء له في هذه الحياة ېخاف خسارة حبها ومن هنا لن يفعل هو أي شيء ېخاف أن يخطئ فتضيع منه إلى الأبد..
دلفت إلى الشرفة منذ لحظات ولم يحرك ساكنا فلم يراها من الأساس هو عقله في مكان آخر منشغل بما وقع على رأسه من اڼتقام مقيد به..
وضعت يدها على ظهره بعد أن وقفت جواره وتحدثت متسائلة باستغراب
ايه ده سرحان في ايه
نظر إليها بعدما أخرجته من شروده نظر إلى صفاء عينيها متنهدا ب إرهاق شديد وقد كان عقله قارب على الشكوى منه.. تحدث بهدوء قائلا
مفيش يا حبيبتي
نظرت إلى السېجارة بيده وكم كانت تبغض هذه السچائر تخاف وبشدة على صحته تعلم أن تأثيرها لن يظهر الآن بل سيظهر في المستقبل قدمت يدها لتأخذها من بين يده ولكنها سريعا وضعها في اليد الأخرى متحدثا بجدية
أرجوكي بلاش تاخدي مني السجاير بعد كده وهي في أيدي وياريت لو متخديهاش خالص
أردفت بانزعاج وضيق منه ومن أفعاله الغير محسوبة
قولتلك قبل كده أنها غلط ومش بحب أشوفك پتدخن
زفر بضيق هو الآخر وقد كان يتمسك بآخر ذرة هدوء يتحلى بها فهو لا يستطيع أن يتحدث أو أن يفعل أي شيء بصورة طبيعية تحدث پغضب قائلا وهو يشير إلى الداخل بيده
مش بتحبي تشوفيني وأنا بدخن يبقى ادخلي جوا وسيبيني بقى
اقتربت منه بهدوء وقد علمت أنه منزعج من شيء ما فلم يكن هكذا أبدا دون أسباب وضعت يدها الإثنين على وجنتيه وتحدثت بهدوء متسائلة
مالك يا حبيبي في ايه
ألقى السېجارة على الأرضية ودعسها بقدمه ثم وضع يديه الإثنين فوق يدي مروة وتحدث بجدية قائلا
مروة إحنا لازم نرجع
سحبت يديها من أسفل يده وعادت إلى الخلف خطوة وقد هوى قلبها بين أقدامها فلا تريد العودة أبدا هل ستعود بعد أن اعتادت على هذه الحياة ستذهب إلى الضوضاء بقدميها و هي في يدها أن تستقر في الهدوء.. تحدثت متسائلة بجدية
ليه ما إحنا كده كويسين
أقترب هو منها بعد أن علم ما جال بخاطرها وضع يديه على أكتافها متحدثا برجاء
أرجوكي يا مروة بلاش كلام في الموضوع ده أنا مش ناقص إحنا لازم نرجع البلد ومن غير نقاش أظن عملت اللي أنت عايزاه وأزيد كمان
استغربت حديثه ومن قبل استغربت أفعاله فسألته مرة أخرى غير السابقة
مالك في ايه حاسه أن فيه حاجه
أبتعد عن مرمى عينيها متحدثا وهو يراوغ
عندي
38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 65 صفحات