الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

براثن اليزيد

انت في الصفحة 38 من 65 صفحات

موقع أيام نيوز

على شقيقتها حيث أنها كانت في عملها بالصيدلية الخاصة بها ذهبت بعد أن ودعته هي و يزيد..
بعد نصف ساعة
وصل يزيد إلى العمارة التي يقطن بها وصف سيارته أسفلها حتى تترجل مروة نظرت هي إليها من النافذة وجدتها عمارة شاهقة عالية للغاية ومظهرها يوحي بالرقي والغناء أيضا نظرت إلى المكان ووجدته به كثير من العمارات المتشابهة عادت نظرها أخيرا إلى زوجها متحدثة بحماس
المكان تحفه
ابتسم بوجهها متحدثا بهدوء وهو يفك حزام الأمان عنه
طب يلا ننزل
سألته باستغراب فلا يوجد سيارات أو أي شيء مصفوف هنا على الطريق
أنت هتسيب العربية هنا
لأ هركنها في الجراش
قالت باستنكار ودهشة متعجبة من حديثه الغير متزن
طب ما تركنها مرة واحدة أنت هتطلع وتنزل تاني علشان تركنها
ابتسم مرة أخرى وتحدث بجدية قائلا وهو يشير إليها
لأ هطلعك البيت وهنزل أجيب شويه طلبات لأنه فاضي تماما وبعدين هركنها لما ارجع فهمتي يا مروتي
اومأت إليه فأشار إليها برأسه حتى تترجل ففعلت وهو الآخر ترجل من السيارة متقدما ناحيتها بعد أن جلب حقيبتها المتواجد بها الملابس ليدلف إلى الداخل قابلهم رجل في منتصف الخمسين من عمره مبتسما بسعادة مرحبا ب يزيد بحرارة
يا مرحب يا مرحب مصر كلها نورت يا يزيد بيه
ابتسم يزيد وهو يصافحه مجيبا إياه
بنورك يا عم سعيد.. عامل ايه
في فضل ونعمه من عند ربنا يا بيه وكله من خيرك
أردف يزيد بهدوء قائلا
لأ متقولش كده ده خير ربنا... معلش يا عم سعيد هات النسخة اللي معاك من المفتاح علشان نسيت نسختي
هرول إلى داخل غرفة صغيرة وهو يقول بعجلة
من عنيا يا بيه
سريعا أتى بهم مقدمهم إليه أخذهم منه يزيد وتحدث مرة أخرى قائلا وهو يشير إلى زوجته
مروة مراتي يا عم سعيد هنقعد معاك هنا كام يوم ونرجع البلد تاني
تحدث وهو ينظر إليها باحترام قائلا بلهفة وحب
يا ألف نهار مبروك.. مصر منورة يا ست هانم
ابتسمت إليه بسعادة وحب تبادلة إياه فقد وجدته رجلا بشوش محب
ربنا يخليك
أخذها يزيد بعد أن استأذن منه قائلا له أيضا أنه سيهبط إليه مرة أخرى دلف إلى المصعد الكهربائي فتحدثت قائلة
شكله بيحبك أوي
ابتسم بوجهها وأردف بهدوء
بيحب كل الناس وبالأخص
الكويس معاه وشايفه يعني
اومأت إليه بهدوء ثم وصل المصعد إلى الدور الذي به بيته خرج منه معها ثم وضع المفتاح بالمزلاج فسألته باستغراب
هو ليه معاه نسخة من المفتاح صحيح
علشان يجيب حد ينضف البيت ويهويه كل فترة
فتح الباب ثم جعلها تدلف ودخل هو خلفها بعد أن أخذ المفتاح مرة أخرى ووضعه بجيبه ووضع الحقيبة على الأرضية جواره دلفت إلى الداخل توزع نظرها بالمنزل وقد كان رائع وهذه الكلمة قليلة لوصفه.. أثاثه الظاهر لها راقي كثيرا وأحدث شيء رأته يتماشى لون الحوائط مع المفروشات ومع الأثاث هناك صور ولوحات معلقة تعطي مظهر رائع وبعض المزهريات والتحف الموضوعة على الأثاث المطبخ يظهر لها فهو مفتوح على الخارج..
سارت للداخل لترى الغرف وظهر لها أنهم أربعة غرف ربما عادت مرة أخرى وهي تنظر إليه بأكمله فبدا لها كبير للغاية ومساحته رائعة وكل شيء به رائع..
تحدث يزيد قائلا بجدية بعد أن وقف أمامها وهو يشير إلى إحدى الغرف بالداخل
دي الاوضه اللي هنام فيها اوضتي خدي حاجتك حطيها هناك واكتشفي المكان على ما أنزل أجيب شوية حاجات من السوبر ماركت.. مش عايزة أجبلك حاجه
اومأت إليه بالرفض مبتسمة ثم قالت بهدوء
متتأخرش بس
حاضر
قالها ثم استدار مرة أخرى وخرج من المنزل بينما هي أخذت تقفز بسعادة ف أخيرا ستحظى ببعض الوقت بعيدا عن الجميع وربما تسير خطتها
كما هي وتجعله يطلب من نفسه المكوث هنا دائما..
يتبع
براثن_اليزيد
الفصل_الواحد_والعشرون
ندا_حسن
سعادة حزن وحزن سعادة 
من هنا إلى هنا كل يوم 
وكل ساعة وكل لحظة 
من سابع سماء سعادة
إلى سابع أرض حزن
شهرا كاملا قد مر عليهم في منزله البعيد كامل البعد عن أهله وأهلها عن الكلمات والثرثرة من الجميع بعيد عن كل أفعالهم وأقوالهم فقط هم الإثنين معا وليس هناك أحد آخر وماذا كان لم يكن غير شهر السعادة بالنسبة إليهم كلاهما أرادوا المكوث هنا إلى بقية الحياة..
شعر يزيد أنه أبتعد عن كل شيء يرهقه ويفكر به كلمات أخيه والدته عمه بعيد عن كل شيء يزعجه ليقابله بجلسته مع من أحبها قلبه جلسة مليئة بالحب والمشاعر الجياشة شعر وكأنه لمس السماء بيده وأخذ منها نجمة فريدة من نوعها أراد لو بقى طوال العمر هنا في هذا المنزل بعيد عن كل شيء فقط يبقى بين يدها وفي الليل بعد يوم طويل به عمل مرهق يخبئ نفسه داخل أحضانها فقط لو يتحقق ما يريد!.. سيفعلها.. قريبا سيفعلها رغما عن أنف الجميع فهو لن يستريح بحياته كما تفعل هي معه..
وهي أيضا لم تقل عنه بشعور السعادة بل تفوقت عليه أن يبقى معها شهرا كاملا دون أن يتحدث عن العودة هذا إنجاز عظيم أن يذهب إلى عمله في الصباح ويعود جالسا معها إلى اليوم التالي فهذا كم من السعادة المتراكمة أن يغدق عليها بحنانه وحبه هذا الفرح الذي دق قلبها وأن يأخذها في كثير من الليالي للسير سويا فهذا لا تريد بعده شيء رأت أنه أحب المكوث معها بعيد عن الجميع رأت الرغبة الملحة بعينيه على الإستقرار هنا ولكن لا تدري ما سبب رفضه كثير من السعادة مرت عليها في هذا الشهر لنجاح ما كانت تريده وما مر به معها.
دلفت قبله إلى داخل بيتهم المليء بالحب والعطاء بينما دلف هو خلفها مغلقا الباب بهدوء تقدمت إلى الداخل ثم جلست على الأريكة ورفعت قدمها اليمنى على اليسرى وأخذت تفك رباط حذائها ذو الكعب العالي والذي سبب الآلام لقدميها بعد أن زالته عنها رفعت الأخرى وفعلت المثل ثم عادت بظهرها للخلف وهي تزفر براحة بعد أن جعلت قدميها تستريح من هذا الحذاء الغريب..
نظر إليها مبتسما بعد أن وضع مفاتيحه في مزهرية جوار الباب متقدما منها بهدوء شديد جلس جوارها على الأريكة ثم أمسك قدميها الإثنين جاعلها تتمدد جواره واضعا قدميها على فخذيه وأخذ يدلكهم إليها بهدوء وحنان ناظرا لها والابتسامة لا تفارق شفتاه..
أردف بهدوء وهو يعمل كما هو متسائلا بجدية وهو ينظر إليها
بټوجعك أوي
فتحت عينيها الذي كانت أغلقتهم منذ أن بدأ في تدليك قدميها تحدثت مجيبة إياه بضيق
لأ ارتحت شوية هو تقريبا علشان أول مرة ألبسها
أجابها هو بتهكم وسخرية وهو يضغط على قدميها
لأ وأنت الصادقة دا علشان لونها أحمر
زفرت بهدوء ضاحكة فحديثه ربما صحيح هتفت وهي تنظر إليه بنصف عين بعد أن أزاحت خصلاتها خلف أذنها
عندك حق جيت أفك العقدة بتاعتك قمت اتعقدت أنا.. خصوصا أخر مرتين ولا لما نزلت بالقميص
ترك قدميها بعد أن أردفت بهذه الكلمات جاعلة إياه يتذكر ما حدث في الليلتان الأولى الذي تبعها رفضها له والثانية التي تبعها الإبتعاد عنها لمدة أسبوعين وهذا لم يكن كل شيء تهجمت ملامحه وظهر الضيق عليه وهو يقول
وايه اللي جاب السيرة دي دلوقتي
وقف على قدميه ليذهب إلى الداخل بعد أن عادت له ذكريات نظرة شقيقه إليها والذي قد قارب على الشفاء منها أمسكت يده سريعا متحدثة
بلهفة بعد أن جلست على الأريكة
في ايه أنت زعلت أنا مش قصدي حاجه
سحب يده منها متحدثا بجدية شديدة وهو يذهب إلى غرفته
وهو فيه ايه يزعل.. أنا رايح أغير هدومي
نظرت إليه وهو يبتعد إلى الداخل لم تكن تقصد ما تحدثت به فقط كانت بضع كلمات تعلم أنه لا يريد تذكر تلك المرات وبالأخص عندما رآها شقيقه ولكنها حقا لم تكن تقصد..
لقد عادوا للتو من عشاء رومانسي كيف لهذا أن يحدث وقفت على قدميها لتذهب خلفه حتى تجعله يلين قليلا دلفت إليه الغرفة ووجدته يبدل ملابسه بأخرى بيتية وقفت خلفه ثم تحدثت بخفوت ونبرة هادئة
أنت بجد زعلت يزيد أنت عارف أنه مش قصدي
استدار إليها پعنف بعد أن استمع لصوتها الخاڤت البرئ من كل شيء سوى البراءة نفسها تحدث بحدة وعصبية قائلا
مش قصدك ايه بالظبط أنت عارفه اني مبحبش السيرة دي بتفكرني بالمنظر الرخيص اللي شوفتك فيه
نظرت إليه بدهشة وذهول كلماته البغيضة عادت مرة أخرى فقط لقولها أشياء لم تقصدها.. متى كانت على مظهر رخيص.. دائما يضع الحق فوقها وحتى لو كانت معترفة به.. وهو فقط من يحق له أن يخطئ ويعتذر..
نظرت إليه والدموع خلف جفنيها بفعل كلماته السامة التي يقولها دائما استدارت وعادت لنخرج من الغرفة بعد أن وجدت نفسها ستختنق إذا بقيت أكثر من ذلك بينما هو لعڼ بداخله فقد
كانت كلماته قاسېة يعلم ذلك ولكن أيضا لم يقصد خرجت الكلمات منه سريعا دون أن يتحقق في ماهيتها..
ألقى القميص على الفراش ثم ذهب خلفها سريعا يستوقفها أمسك بذراعها جاعلا إياها تستدير إليه في منتصف الصالون حيث كانت متوجهة إلى الشرفة أغمض عينيه بشدة ثم فتحها متحدثا بآسف
أنا آسف مقصدش اللي قولته
خرجت الدموع من عينيها فور استماعها لحديثه سحبت يدها منه ثم قالت بحدة وهي ترفع إصبعها السبابة في وجهه
أنا عمري ما كنت رخيصة يا أستاذ يا محترم ولا عمري ظهرت لأي حد بمنظر رخيص دي كانت صدفة واظن الموضوع ده خلص
وضع يده الإثنين على كتفيها متقدما منها وأردف بندم واضح
خلاص يا ستي أنا آسف والله متزعليش بس أنا السيرة دي بټعصبني يا مروة
أبعدت يده مرة أخرى عنها وتحدثت بجدية شديدة
هو أنت كل ما تتعصب تقول أي حاجه مش بتحسب كلامك خالص وبعدين لما تقول على مراتك كده الغريب يقول ايه
ظهر الحنان الذي بداخله مخرجا إياه وهو يمسح دموعها عن وجنتيها
قطع لسان أي حد يقول كلمة عليكي وقطع لساني أنا كمان.. خلاص بقى أنا آسف وأدي راسك أبوسها
أنهى كلماته جاذبا رأسها إليه ليقبله بحب وهدوء معتذرا عما بدر منه ثم تحدث مرة أخرى وهو ينظر إليها غامزا بعينيه ومقصده وقح
خلاص بقى يعني بقالنا شهر مفيش خناقات هنتخانق دلوقتي.. أنا آسف يا حياتي ورحمة أبويا الحج في تربته ما كنت أقصد
نظرت إليه بهدوء تدقق في ملامحه ثم هتفت بجدية وحزن مرة أخرى مقررة أن تقول ما في داخلها
يزيد أنت على طول كده في وقت عصبيتك بتقول أي كلام وأي هبل ومتعرفش تأثيره عليا
أنا آسف قولت.. يارب ينقطع لساني لو قولت حاجه زعلتك تاني وبعدين مش كفاية سيباني واقف في البرد ده من غير هدوم!
نظرت إليه وجدته يقف أمامها بسرواله الداخلي فقط فتحدثت سريعا قائلة بلهفة وجدية
ايه ده أنت مچنون البلكونة مفتوحة هتاخد برد كده
غمز إليها متحدثا معها بمرح حتى تنسى كلماته
أنت بتستعبطي ما أنت اللي موقفاني وفرحانه بمنظري
جعلته
37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 65 صفحات