براثن اليزيد
تزين ثغره
الحمدلله بخير أنت عامله ايه وعمي
احنا بخير بس يعني زيارة غريبة شويه
مرة أخرى يبتسم وكأنه يوزع ابتسامات مجانية أردف قائلا بجدية
كان عندي شغل قريب من هنا فقولت اعدي أسلم عليكي مايصحش ابقى هنا ومشوفكيش
يدق قلبها فرحا بتلك الكلمات العفوية التي تخرج منه لتعمل على إسعاد قلبها وروحها وكل شيء ينبض في جسدها فتحدثت بتردد قائلة
باستغراب تحدث متسائلا متعجب لما لن يوافق ولما هي تبتسم هكذا ببلاهة وليست على ما يرام
موافقش ليه موافق طبعا
ابتسمت باتساع شديد ولكن زالت ابتسامتها عندما تحدث متسائلا
مروة كويسه أصلي برن عليها كتير مبتردش عليا حتى جربت أرقام غريبة
إلى الآن يفكر في شقيقتها التي تزوجت والآن تكون حياة أسرية مع زوجها في سعادة وهو إلى الآن يقف عند نقطة أنه يحبها منذ الصغر ويريد أن يتزوجها وتصبح له لا يرى أنها تحبه لا يرى أنها ضحت من أجل شقيقتها التي لم تكن تحبه من الأساس! فعلت ذلك فقط لأنها تعلم بحبه إليها ولم تكن تريد أن تخرب كل شيء عليهم لم تكن تريد أن تصبح شرير القصة لذا صمتت ولكن القدر وقف إلى جوارها تزوجت شقيقتها غيره وهو إلى الآن لا ينسى وكأنه يحارب حبها إليه وما باليد حيلة فالحب ليس منا فهو من مكان لا نستطيع الحكم عليه بل هو الذي يحكم علينا دائما..
سيبك من مروة بقى يا تامر مروة خلاص اتجوزت ليه مش قادر تستوعب ده وبعدين جوزها قالها متردش على أرقام غريبة علشان كان في حد بيبعتلها رسايل وبيضايقها بص قدامك هتلاقي اللي بيفكر فيك واللي عايزك بجد أنت بس شيل الغشاوة اللي على عنيك وهتلاقي قدامك بالظبط اللي بيتمناك
___________________
وجدته يعدل ملابسه أمام المرآة والذي كانت مكونه من حلة سوداء ولأول مرة تراه يرتديها منذ أن عرفته منذ ذلك اليوم وهو مكفهر الوجه لا يتحدث معها إلا للضرورة أو أمام أحد حتى لا يخجلها أو يظهر عليهم الضيق من المفترض أن تكون هي من يفعل ذلك وليس هو فقد ترجته لكي يتحدث ولم يفعل هو الذي ابتعد وليس هي..
خلفه
هو أنت رايح فين
نظر إليها عبر المرآة بتهكم وهو يعدل ربطة عنقه متذكرا رفضها له والذي يعلم أنها محقة به ولكن هناك شيء يزعجه رجولته لا تسمح له بموقف كهذا معها قال بسخرية سائلا إياها
أجابته بثقة كبيرة بعد أن وجدته يتهكم في حديثه وتعلم لأنه منزعج منذ أن رفضته قبل بضعة أيام
أكيد طبعا
نظر إليها مطولا بهدوء مستغرب من أجابتها السريعة التي تأكد فيها أنه يفرق معها كثيرا أردف قائلا بجدية وهو يستدير إليها
مسافر
شهقت بفزع وخوف عندما نطق تلك الكلمة الصغيرة المكونة من خمسة أحرف وقد ظهر الهلع على ملامحها فاقتربت منه بسرعة قائلة برجاء ولهفة
لقد رأي الهلع مرتسم بوضوح على ملامحها الدموع خلف جفنيها تهدد بالفرار ولكنه تحدث قائلا ببرود
مظنش غيابي هيفرق معاكي أوي لو قبل كده كنت قولت ماشي لكن دلوقتي لأ مظنش
دمعة خائڼة فرت هاربة من عينيها وسريعا زالتها وهي تنظر إليه بحزن وعتاب خالص تحمله إليه
ليه كل ده علشان قولت لأ مش أحسن من اللي كان هيحصل من غير رضا وقبول بينا وبعدين تعالى هنا
المفروض أنا اللي أزعل مش أنت ليه بتعمل كده بجد
اڼفجرت باكية أمامه بشدة بعد أن سألته لما يفعل هكذا وكأنها تنتظر تلك اللحظة منذ زمن لتبكي بكاء حاد زفر بحنق وضيق فهو لا يود أبدا أن يراها تبكي لا يريد أن يضعف بهذه الطريقة المخجلة أردف بحدة وجدية
متعيطيش وأنت بتكلميني.. أنا مسافر القاهرة ورايا شغل مستعجل هخلصه وأرجع
استدار ليذهب ناحية الباب فذهبت خلفه سريعا تتمسك بيده بلهفة وتحدثت برجاء والدموع عالقة ب اهدابها
خدني معاك طيب هقعد عند بابا وميار ومنين ما تخلص هرجع معاك متسبنيش هنا لوحدي
نفض يده من بين يدها ونظر إليها بهدوء وفي داخله براكين ثائره بسبب هذا المظهر التي هي عليه تحدث قائلا ببرود
لأ ده بيتي أنا مش سايبك في الشارع ابقي اقعدي مع يسرى وأنا مش هطول على بالليل هبقى هنا
بترجي تحدثت مرة أخرى ربما يرضخ لطلبها
أرجوك
قولت لأ
استدار سريعا ليذهب وتركها في الغرفة تقف تنظر في أثره باستغراب ودهشة فقط من أجل كلمة لا تركها وذهب هكذا بعد أن تغير بشدة في معاملته إياها هي فقط تريد أن يكون كل شيء صحيح بينهم وهو هكذا يجازيها!..
بينما هو ذهب ولم ينظر خلفه خاف من ضعف قلبه أن يستدير ويعود إليها ولا يتركها أبدا نظراتها ورجائها لا يعلم كيف صمد أمامهم هكذا وتركها أنها حقا معجزة ذهب وهو يفكر ما الذي سيفعله معها في القادم..
_______________________
عاد بعد منتصف الليل ولج إلى الغرفة ولم تكن موجودة بها أعتقد أنها بالمرحاض فبدل ملابسه بأخرى مريحة واستلقى على الفراش يريح ظهره بعض الوقت وجد أنها تأخرت كثيرا بالداخل فوقف على قدميه متقدما من المرحاض وقف أمامه ودق الباب عدة مرات ولم يلقى منها ردا هلع ووقع قلبه بين قدميه من أن يكون أصابها شيء بالداخل ففتح الباب سريعا ولكن لم تكن موجودة تعجب كثيرا فأين ستذهب في هذا الوقت من الليل..
خرج سريعا من الغرفة يبحث عنها في المنزل وفي حديقته ولم يجدها فصعد مرة أخرى إلى الأعلى سريعا ليراها إن كانت في غرفة شقيقته ولكن وهو يصعد أستمع إلى صوت يأتي من غرفته فذهب إليها مرة أخرى ووجدها هي بالداخل..
أغلق الباب بحدة فاستمعت إليه ولكن لم تنظر له تقدم منها والڠضب يلوح بعينيه أمسك يدها يديرها إليه ليسألها قائلا
كنتي فين في الوقت ده
كنت هنا هكون فين يعني
جز على أسنانه بحدة شديدة وهو يراها تكذب عليه ولا يعلم أين كانت في هذا الوقت المتأخر من الليل غير أنها تغيرت منذ الصباح إلى الآن مئة وثمانون درجة في معاملتها إياه زفر بحنق وضيق ثم تحدث مرة أخرى محاولا أن يبث الهدوء بداخله
مكنتيش موجودة في الاوضه ولا حتى تحت كنتي فين
في اوضة الرسم
نظر إليها بشك جلي قد رأته في عينيه لتبتسم بهدوء بينما هو تساءل ليرى صدقها
بتعملي ايه
رفعت لوحة من على الأريكة وضعتها أمام وجهه لتريه إياها مبتسمة بهدوء وحب تكنه له
كنت بعمل دي
نظر إلى اللوحة بضيق ليجد صورته بها أنه هو حقا لقد رسمته رسمته ب الألوان خصلات شعره حالكة السواد عينيه بها لونين الأخضر والأزرق وكأنه مزيج بينهما يريح النظر إليهما يبتسم بهدوء ابدعت بها حقا وكأنه هو أو كأنها صوره تم التقاطها له ليس رسمه رفع نظره إليها مرة أخرى ووجدها هي التي تتحدث هذه المرة قائلة مبتسمة بحب
ايه رأيك فيها
لم يستطيع ألا يبتسم أمام هذه الابتسامة المشرقة رغم انزعاجه من كل شيء أجابها قائلا بهدوء
جميلة تسلم ايدك
تحدثت بحماس مرة أخرى وهي تتقدم منه لتكن قريبة إليه
فضلت طول اليوم بظبطها علشان تطلع كده
اومأ إليها بهدوء شديد فنظرت إليه بحزن تريثت قليلا ثم قالت بصوت خاڤت ونبرة حزينة راجية وهي تعود للخلف
بجسدها قليلا بعد أن وضعت اللوحة على الأريكة
أنا آسفة لو كنت عملت حاجه زعلتك أنا مقصدش بس كل اللي عايزاه أننا نكون حابين وجود بعض في كل حاجه مش مجرد أننا عايزين وخلاص حابين كل حاجه بنعملها سوا دي حياة وبيترتب عليها حاجات كتير أوي لازم نكون
مرتبنلها أرجوك بلاش تعاملني كده أنت وجودك جنبي فارق معايا أوي.. أنا عايزه أفضل معاك على طول ومش عايزه أبعد عنك بس محتاجه شوية وقت
اقترب هو هذه المرة بعد أن استمع لحديثها الذي راق لعقله وقلبه وروحه وكل شيء به أردف سائلا إياها بتريث وهدوء
قولتي ايه
محتاجه شوية وقت!
فعل حركة بأصبع يده السبابه تدل على أنه يريد الذي قبلها فتحدث بتردد قائلا
اللي قبلها
ابتلعت ما في جوفها متحدثة بخفوت والقلق والتوتر يسيطران عليها كليا
إن وجودك جنبي فارق معايا وإني مش عايزه أبعد عنك وأفضل معاك على طول!
..
ابتلع ريقه وشعر أنه يود التحدث الآن ذلك الوقت المناسب للبوح بما يريد شعر أن قلبه يدق پعنف شديد وكأنه يستعد لما سيقوله فتحدث بتردد قائلا وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة
مروة أنا.... أنا
صمت ولم يكمل ما بدأ به فتحدثت هي شاعرة أنه يود التحدث ولا يستطيع فدعمته بسؤالها قائلة بهدوء حان
أنت ايه يا يزيد قول
مرة أخرى أخذ نفس عميق كانت أنفاسها من ضمنه ثم تحدث بتوتر
ممكن اللي هقوله تستغربيه بس والله دي الحقيقة... مروة أنا.. أنا بحبك بحبك ومقدرش أعيش لحظة من غيرك متبعديش عني أنا مش عايز البعد بينا
لم يستمع إلا لأنفاسها السريعة وقد شعر بيدها تنزلق من حول خصره لتستقر جانبها ربما صدمت من حديثه فقال مرة أخرى
بحبك ومش هسيبك ومش هقربلك إلا برضاكي وحبك يا مروتي..
أنفاسها تكاد تحسب الهواء ينسحب من حولها تشعر أنها في حالة إغماء الكلمة هزت حصونها لقد كانت لها أثر كبير عليها عندما استمعتها من بين شفتيه شعور لا يوصف لا تعلم كيف توصفه ولكنها سعيدة سعيدة لأنه أخيرا أعترف أنه يحبها الآن فقط تستطيع أن تقول أنهم سيكونوا زوج وزوجة فهي أيضا تحبه..
استغرب أنه لم يجد منها ردا إلى الآن فهمس باسمها بهدوء وصوت خاڤت ولم تجيبه هي بالكلمات رفعت يدها مرة أخرى تحاوط خصره وابعدت جبينها عن جبينه واضعة رأسها على موضع قلبه تحتضنه بشدة غير قادرة على الحديث ولكن كانت تريد ذلك العناق الذي يمدها بالدفء والحب القوي الذي يشعرها بالأمان والحنان أيضا..
هو علم أنها لا تود التحدث أو أنها لا تعلم ما الذي تقوله لم يأتي بعقله أنها لا تحبه لأنه وجد منها الكثير والكثير ليقول أنه على الأقل هناك إعجاب منها ناحيته لذا سينتظر اعترافها له بحبها ووقتها سيجعلها زوجته قولا وفعلا ولن يتركها مهما حدث فهذه ملاكه الغالي الذي عثر عليه صدفة بداية وتدبير القدر نهاية..
__________________
يتبع
براثن_اليزيد
الفصل_الرابع_عشر
ندا_حسن
قټلته بصمتها عن مكنون قلبها تجاهه
ثم ومن دون مقدمات اعترفت بذلك
العشق الممېت داخل الجزء