بنى سليمان
لا يأتي إلا بالمۏت وأخر تفكيره لا يأتي إلا بالعمار
استلقي سيارته وساق بها بأعلي سرعته متوجها نحو منزله وكل لحظة والأخري يضرب مقود السيارة بيده بعصبية راح يحادث نفسه پغضب عن سليمان ويتذكر عدد المرات التي يثبت فيها سليمان نفسه
تناسي ما يحدث حوله وهو غارق بسيارته.. قبل ان يفوق اخيرا علي صوت صارخ أتي من امامه نظر فوجد انه علي مقربة من فتاة وسيارته بالكاد ستسحقها..
_أنت أعمي في حد عاقل يسوق بالسرعة الغبية دي أفرض مكنتش ضغط علي الفرامل كنت مۏت انا....
قاطعها قبل ان تتابع حديثها
_أية.. اهدي شوية مكنتش خبطة محصلتش دي
صمتت بالفعل ونظرت له بعينيها البنية نظر لعينيها ل لحظة قبل ان يبعد عينيه عنها بلامبالاة وهو يقول
ولم يدع لها فرصة ل الحديث بل عاد الي سيارته واستقلها ثم غادر بها تاركا خلفه الفتاة
تراقب مغادرة سيارته وهي تهمس بصوت مغتاظ
_واحد مستفز.. مش محترم..و..... قمر
_الفصل الحادي عشر .
لدي ذكري سوداء.. ك غيري من البشر كانت ومازالت علامة سوداء في تاريخ حياتي.
يزداد كرهها له تدريجيا ويوميا وكأنها لم تحبه يوما جميع مشاعرها اللطيفة التي كانت تمده بها اختفت بعد حديثه بذلك اليوم المشئوم
لا تعلم حقا لما هي تهرب من كل شئ رغم انها اقنعت ذاتها انه لا شئ هل لانها تشعر بالكسرة كسر نفسيتها وتحطيمها وكسر كرامتها واهدارها!
هل هي بنظره قليلة إلي تلك الدرجة
تفكيرها منذ ثلاثة ايام متتالية وإلي حتي الأن لا يتوقف يزداد منذ ان تستيقظ وحتي تنام
توقفت عن ممارسة حياتها بشكل طبيعي حتي محلها العزيز لم تعد تزوره
ولكن.. إلي متي ستظل حبيسه غرفتها وفقط..!
قطع حبل افكارها التي لا تنضب صوت جرس الباب توجهت نحوه بخطوات كسولة وفتحته وجدت ان الطارقة ناني التي بدورها دفعتها ودخلت وهي تقول بنبرة متسائلة قلقة
جلست علي اقرب مقعد قابلها وراحت تلعب بخصلات شعرها بأرهاق و
_موجودة
اهو..
جلست في مقعد مجاور ل الذي تجلس عليه و
_مبترديش لية والمحل مقفول لية ومالك كدا و...
توسعت عيونها وهي تتابع بصړاخ
_اوعي تقولي انك رجعتي ل القرف دا تاني يابيسان
نظرت لها بعيون ناعسة ولم ترد بينما نهضت ناني عن مكانها بعصبية واقتربت منها امسكت ذراعيها وراحت تهزها پعنف وقوة
ناني
_انتي رجعتي ل ادمان تاني يابيسان ضعفتي ورجعتي ياشيخة حرام عليكي نفسك.. برضوا رجعتي ل السم دا.. برضوا يابيسان..
برضوا
بدأت تدخل ناني في حالة من الهستريا الغاضبة لكن قطع حالتها تلك صوت بيسان الهادئ
_انا مأخدتش حاجة ياناني اهدي بقي
نظرت لها بنص عين فقالت بصدق
_والله ما أخدت
عادت تجلس مكانها وهي تقول
_اومال حالك دا من اية
بيسان بنبرة مريرة
_سليمان توفيق بيحبني
توسعت عيون ناني بزهول خاصة عندما
تابعت بيسان
_وعايز يتجوزني..
وكادت تصرخ بسعادة لكن صخرة الحقيقة الباقية سقطت علي تلك السعادة و
_في السر
صاحت پغضب
_الحقير.. حتي هو طلع و زيهم وعامل فيها عنده مبادئ وقيم
بيسان بملامح جامدة.. ك من لا روح فيها
_مفيش حد بقي عنده لا اخلاق ولا قيم ياناني احنا في زمن دلوقتي صدقيتي من احقر الازمان اللي عدت في العالم دا
كل الغلط بقي مستباح.. كل الصح بقي غلط الناس مبقيتش پتخاف من الاعتراف بجرايمهم وغلطاتهم لا.. دول بقيوا فخورين بيها الناس دي هي السبب في إني ابقي
مدمنة في يوم من الايام
كنت بحاول اهرب من القرف اللي بشوفه بأي طريقة.. كانت غلط بس كانت بتخليني غايبة عن حقيقتهم ياناني
رمقتها ناني بحزن عليها ربتت علي كتفيها وحاولت ان تخرجها من ذكرياتها السيئة فقالت متسائلة
_طيب انتي عملتي اية
نظرت لها وراحت تحكي لها كل ما حدث منذ معرفتها به ولحتي تلك اللحظة.. والأخري تستمع لها بكل اهتمام..
بذلك الحين.. اسفل المبني
ضغط زاهر علي زر الأجابة ووضعه علي اذنه فجاءه صوت سليمان
_قولي اية الجديد عندك يازاهر
فهو ارسله لها ليكون حارس لها منذ ذلك اليوم فزاهر يعد ذراعه الايمن واكثر من يثق فيهم ومعني أنها تحت انظاره.. أنها دوما ستكون بخير
زاهر وعينيه معلقة بالدور الذي به شقة بيسان
_منزلتش برضوا ياباشا ولا طلعت من بلكونتها حتي بس من شوية واحدة طلعتلها وبقالهم ساعتين اهو فوق سوا...
لم يكاد يكمل حديثه حتي رأي ناني تخرج من بوابة المبني فسارع بالقول لسليمان
_صحبتها نزلت اهي ياباشا بس لوحدها
تنهد سليمان عاليا و
_طيب ياسليمان خلي عينك عليها برضوا وبلغني بكل جديد
_اوامرك ياباشا
واغلق معه..
وضع الهاتف علي طاولة المكتب ونظر لسقف الغرفة بأرهاق جلي معني انه لم يراها لمنذ ثلاث ايام لا يعرف كيف سيشرحه.. هو يشعر وكأن جزءا منه ناقصا ومفقودا..
تاركا مكانه فراغ موحش لا يعلم انه احبها الي تلك الدرجة الا
الان.. بعدما ذاق فراقها وان كانت تحت عينيه ففكرة انه لا يري بسمتها الخجولة ويستمتع بحديثها المندفع غير مقبولة أبدا في قاموس عشقه لها.. لم يعد حقا يستطيع تحمل فكرة الخصام الذي بينهم
نهض وقد قرر ان يذهب لها ويفهمها كل شئ وان لم تفهم وأصرت علي موقفها.. سيستخدم أوراقه ضدها وطريقة آل سليمان ليجعلها تحت يديه الي الأبد..
وبعد ذلك.. وبعد ان تصبح له سيحاول ان يصالحها بأي طريقة..
في طريق خروجه وجد عليا تكاد تدخل له قال بنبرة متعجلة
_بعدين ياعليا بعدين..
قالت بنبرة معترضة
_اللآلآت وصلت يامستر حسان و....
قال قبل ان يغادر
_ابعتي عابد يشوفها وروحي معاه
ومعني ان تذهب معه انها فقط عليها ان تراقبه وتري تصرفاته و... فقط
_طيب وحسان باشا....
لم تكاد تكمل حديثها وكان بالفعل قد غادر
. . . . . .
_لسة زعلانة
قالها واجد و زوجته الجالسة علي الاريكة بغرفتهم من الخلف وهي تقول بضيق
منه
_مش زعلانة.. مصډومة ياواجد
قال بتبرير وهو يلتف ليواجهها
_صدقيني كنت عارف انها هتبقي كويسة انا بحب تيتا اوي ياسلمي ومكنش قصدي آذيها
سلمي بعيون لائمة
_انت لو كملت خططك هتآذينا كلنا
واجد بنفي وملامح عادت الي الجمود بعد ان كانت بدأت تلين
_محدش هيتأذي غيره وغير شغله
سلمي بعدما علمت ان سليمان استطاع ان يتفادي كثير من الوقائع التي خطط لها واجد بالفعل
_بس انا شايفة ان كل شغله ماشي تمام وبيتفادي خططك ولو وقع.. بيعرف يصلحها
استراح في جلسته و
_انا دخلت مع سليمان
حرب نهايتها المۏت ياسلمي وانا معنديش مانع إني أستعجل مۏته
انتفضت عن مكانها وهي تصيح
_لا انت أتجننت بقي..
قاطعها
_وطي صوتك هي هتبقي قرصة ودن.. جابت أجله ماشي مجابتش يبقي هتكسره
ادمعت عيونها وقد بدأت تشعر انها تري شخصا اخر غير زوجها الذي تعلمه وان من امامها حقا شياطنا لا يتواني عن القټل وفعل الخطأ مادام سيحقق اهدافه
سلمي
_صدقني لو حصل لسليمان حاجة وعرفت ان ليك ايد فيها ياواجد.. انا اول واحدة هبلغ عنك
واجد وقد نهض عن مكانه مستعدا ل المغادرة
_مش هسمحلك تعملي كدا
بسخرية اجابت
_اية.. هتقتلني انا كمان!
نفي برأسه و
_مقدرش بس همنعك تخرجي من البيت دا ومتخفيش انا مش هنفذ دلوقتي.. فاضل خطوة وحدة وبعدين هنفذ
بعيون مليئة بالشك.. اردفت سلمي
_هتعمل أية
غمز لها و
_بعدين هتعرفي المهم فين ادهم
_نام بعد ما خلص تمرين السباحة
بتاعه
ب غرفة بعيدة عنهم قليلا وقفت منال امام صورة ل أربعة افراد لم تكن سوي لها هي وزوجها واخ زوجها وزوجته اي والد ووالدة سليمان
شع من عيونها الندم البالغ وهي تنظر ل اخ زوجها وزوجته تلمست ملامح والدة سليمان والتي في يوما ما كانت صديقة لها واردفت بنبرة مليئة بالندم والخزي من نفسها
_سامحوني انتوا مشيتوا بدري اوي بسببي ياسمية لو الطمع مكنش سيطر عليا كان زمانا حاجة تانية دلوقتي كان زمانكم علي الاقل عايشين او حتي سميح ماټ وهو راضي عني
تنهدت عاليا لعلها تبلع تلك الغصة التي تعلقت في حلقها و
_شري.. عيالي خدوه مني وسليمان بقي نسخة من توفيق بقوته وجبروته وذكائه ياسمية كل ما بشوفه بفرح.. انا بحبه ساعات صح بتفلت مني كلمات تضايق بس اعمل اية
مهما أحاول أصلح من نفسي مبقدرش احيانا بتمني التلاتة يبقوا ايد واحدة واحيانا الاقي نفسي بقول لعيالي متسبوش حقكم انا كل لحظة والتانية برأي ياسمية
_لو سليمان عرف اني كنت ولو بشكل مش مباشر السبب في موتكم.. عمره ما هيسامحني دا ممكن يطربقها علي دماغ الكل
سليمان زي ابوه.. دايما بايع ومبيهمهوش غير انه ميحسش نفسه ضعيف وغبي ربنا يستر ياسمية.. ربنا يستر وبس من الايام اللي جاية
. . . . . .
رغم كل ما يحدث ورغم ان عابد وواجد يعملا جاهدين لهدم امبراطورية سليمان وجد عابد نفسه يعاين الآلآت بكل جدية ويتفحصها وجد نفسه ينتقل بين الاورقة ليطمئن علي باقي العمل ويباشره ايضا بل عدل عدة اخطاء موجودة
عليا التي تعلم كل ما يجري بين بني سليمان كانت عيونها تتوسع بزهول وهي تري ذلك عابد من يفعل ذلك! ليت سليمان هنا ليري ما يحدث..
هتف عابد پغضب ل عليا
_عليا..
انتفضت وهي تجيب
_نعم يامستر عابد
عابد بجدية
_قولي لسليمان ياريت يجيي زيارة مفاجأة ل المصنع دا ياعليا علشان الاهمال فيه كبير وياخد موقف
اؤمات بحسنا وعاد
هو يباشر الفحص اخيرا بعد وقت ليس
بقليل خرجا من المصنع توجهت عليا إلي سيارتها واستقلتها ثم غادرت لكن قبل ان يغادر عابد وجد الفتاة التي اصطدم بها من عدة ايام.. أمامه ضيق حاجبيه بتعجب من وجودها فنادها
_هيي. انتي يا...
انتبهت له فتقدمت منه
_هو انت ياحليوة
عابد بتعجب
_حليوة!
_المرة اللي فاتت كنت رخمة معلش بس كنت خاېفة ل ټموتني
تجاهل حديثها وسأل بفضول
_انتي بتعملي اية هنا
اشارت ل حقيبة بلاستيكة بيدها و
_جايبة اكل ل بابا.. انت بتعمل اية هنا
بتشتغل هنا
عدل نظارته الشمسية التي علي عينيه وقال بثقة
_توء انا صاحب المصنع وكنت جاي اشرف عليه بس
_كنت لازم اعرف برضوا عربيتك متقولش انك شغال هنا ولا منظرك
عابد وقد أصابه الفضول لمعرفة اسمها فجأة
_انتي اسمك اية
ردت
_جني.. وانت
_عابد
مررت اسمه بأعجاب ل الاسم و
_حتي الناس النضيفة اساميهم عليها القيمة برضوا
وجد نفسه يضحك بقوة علي حديثها استاذنته وغادرت بينما بقيت عينيه معلقة عليها وهمس بداخل نفسه
متلذذا بنطقه ل الاسم
_جني!!
_الفصل الثاني عشر .
فالغيرة.. هي الترادف الأعظم