جوازه ابريل
بالحيا وهبقي مجرد جسم بيتحرك زي الروبوت من غير روح ولا مشاعر بعد ما كنت كلي طاقة وحيوية انا مش هم وت نفسي عشان اعيش في نظر الناس اكون اولا اكون وانا ومن بعدي الطوفان هعيش حياتي يوم بيوم مش هسمع ليهم يعيشوا حياتهم علي حساب حياتي .. راحتي النفسية اهم منهم ومن كلامهم ومعتقداتهم القديمة المتهالكة الظالمة
بقلم نورهان محسن
فى نفس الوقت
فى غرفة نوم فهمى الهادي
دخلت سلمى الغرفة لتجده أمام المرآة وهو يربط ربطة عنقه فقالت بابتسامة صباح الخير يا حبيبي
الټفت فهمي قليلا فرأها تقترب منه لينظر مرة أخرى إلى انعكاس صورته في المرآة وردد بهدوء صباحوو يا سوما
فور أن وقفت بجانبه أردف فهمي بتساءل معقول انتي لسه مالبستيش
هز رأسه بتفاهم قبل ان يعقب وهو يشكل ابتسامة علي محياه اه دا انتي يومك طويل بقي .. الولاد نزلوا عشان نفطر
تنهدت سلمي بصوت مسموع قبل أن تجيبه بفتور شديد مش معني انها اتخرجت وبقت مهندسة .. انها تكبر علينا احنا اهلها
رد فهمي بنوع من الإقتضاب وهو يرتدي ساعته الفاخرة في معصمه الأيسر ماتدفعيش عنه عشان قريبك .. لولا كدا ماكنتش وافقت علي طلبه
هتفت سلمي رغما عمها في انفعال انا مابدفعش عن حد يا فهمي .. مصطفي راجل قد كلمته وكان ناوي علي اللي وعدنا بيه قبل مايتجوز بنتك ومفيش حاجة قصر فيها معاها
زاغت نظراتها مزدردة لعابها لتقول بتوتر مخفى ياريت مصطفي ينفع ريهام .. بس لا هو في دماغها ولا هي في دماغه..
أردفت بخبث داخلى وهى تراه ينظر إلى الشاشة عاقدا حاجبيه وشكله كدا رجع يلعب في عقلها وعشان كدا عايزة تسيب مصطفي من غير حتي ماتتفاهم معاه وانا متأكدة انها كانت عايزة تسافر عند ستها عشان تقابله هناك
_انا كل اللي مزعلني ان بعد تعبي معاكو واني عايزاها تعيش مع انسان هيريحها .. يبقي دا جزائي
لتغمغم بمعارضة حانية بلاش تكون حنين معاها طول الوقت .. لازم تشد شوية عشان لو سيبناها لمخها مش هتشوف الجواز خالص بطريقتها دي .. سيبني انا اتصرف ماتشغلش دماغك انت
أكملت سلمي بهدوء وهى تأخذ منه الهاتف لتغلقه تماما والتليفون دا هيتقفل خالص واذا مصطفي اتصل يسأل عليها هقوله ان تليفونها اتكسر ولا باظ وهتبقي تجيب واحد جديد
هتف فهمي بالموافقة وهو يتجه إلى السرير ليأخذ سترته ليرتديها طيب .. انا اتأخرت يدوب اتحرك
_مش هتفطر
_لا عندي شغل مهم
ذكرته سلمي بإصرار ماتتأخرش عشان نروح مع بعض الخطوبة
قال بإبتسامة قبل أن يغادر الغرفة اوك يلا سلام
أجابت سلمي بابتسامة منتصرة وهي تضع هاتف أبريل في نفس المكان مرة أخرى مع السلامة
بقلم نورهان محسن
بعد مرور فترة زمنية قصيرة
في المنصورة
عند نادية
نهضت نادية من السرير وهي تشعر بعدة وخزات متفرقة في جميع أنحاء جسدها ثم عادت لتنظر إليه بنظرة جوفاء معاكسة تماما لنظرتها المفعمة بالحب له في الصباح وهو نائم بشكل فوضوي ومسترخي تماما على بطنه وغير مبال بشيء فشعرت بوخز قوي في قلبها ومرارة في فمها وهي تمشي على أطراف أصابعها خارج الغرفة تنوي الذهاب إلى المرحاض.
أغلقت الباب خلفها وأسندت ظهرها عليه تهبط تدريجيا حتى جلست على أرضية السيراميك الباردة ضد حرارة جسدها بالڠضب والغيرة وخيبة الأمل.
رفعت نادية يديها لتمسك بخصلات شعرها وتسحبها للوراء ببقوة وهي تضغط على فمها وبدأت دموعها تنهمر على خديها في اڼهيار ومن سوف تلقى اللوم عليه وهي التي أوصلت نفسها إلى ما هي عليه الآن إلى متى ستستمر في الهروب من كونها بديلا لشبح أنثى أخرى في حياة زوجها الذي لن يتوقف عن حبها أبدا
هي التي خدعت نفسها منذ أول يوم لها في هذا المنزل أو بالأحرى منذ أن تقدم لخطبتها علما أنه سبق أن كان خطيب صديقتها المفضلة التي لم تمر على فسخ خطوبتها منه إلا أشهر قليلة لتتفاجأ بوالدته تدق على باب بيتها معه ليتزوجها.
استمعت إلى تلك الكلمات وهي تضع يديها على فمها تكتم شهقات بكاء والعبرات تتدفق
من عينيها فى صدمة وقهرا وعدم تصديق وكل ما كانت تطمح إليه هو أن تفتح صفحة جديدة معه في هذا اليوم لتصارحه عن عمق مشاعرها تجاهه وأنها لم تحب أحدا سواه منذ الصغر لكنها دفنت حبها الصامت له سنوات حتى لا تفقد صديقتها التي لم يستطع أن ينساها على مدار سنوات زواجهما حتى في لحظاتهما الخاصة.
تهدجت أنفاسها بسبب تنهداتها المخټنقة قبل أن تتكئ علي معصمها وهي تجاهد من أجل الوقوف على قدميها المرتعشتين دون أن تلتفت إلى الغطاء الذي سقط إلى الأرض.
خطت بضع خطوات حتى وصلت إلى صنبور الدش وفتحته على اخره ووقفت تحته مغمضة العينين بقوة وقطرات الماء تندفع بغزارة على رأسها وهي تبكي بصوت عال وتتزايد آهاتها النابعة من أعماق قلبها المعذب وصوت خرير الماء يحجب صوت شقهاتها المقهورة.
بقلم نورهان محسن
فى فترة الظهيرة
داخل مطار القاهرة
أخرج يوسف هاتفه من جيب بنطاله ثم نقر على الشاشة ليتصل على رقم ابريل وعيناه البنيتان مغطاة بنظارة سوداء أنيقة.
تأفف بسأم عندما وجد أنه لا يزال مغلقا يبدو أن والدته لن تتراجع عن عنادها لكنه سرعان ما اتصل مرة أخرى برقم آخر ووضعه على أذنه وجاء الجواب بعد ثواني فأجاب صوت أنثوي حنون مساء الخير يا حبيبي
رد يوسف بإبتسامة مساء الفل يا ديجا .. بتعملي ايه كدا
أجابت خديجة التي تعمل في منزل فهمي الهادئ على استفساره بتلقائية هكون بعمل ايه في المطبخ بحضر الأكل
سأل دون مقدمات ابريل عاملة ايه انا نزلت بدري اوي الصبح وكنت خاېف احاول اكلمها لا تصدني
إلتوى شدقها بضيق ثم أخبرته بصوت خفيض دي ماغمضش ليها جفن من امبارح يا يوسف وكل ما اطلعلها الاكل .. ماترضاش تاكله احترت معاها والله يا بني
مسح علي وجهه بضيق ثم قال بتساءل هي ماما فينها!
_مدام سلمي راحت للكوافيرة بتاعتها ومفيش في البيت الا ست ابريل في اوضتها بس
_ولسه قافلة عليها
_لسه
تأفف بصوت مسموع هاتفا بسخط انا معرفش ايه جو الافلام القديمة اللي احنا عيشين فيه دا .. الزمن اتغير و بقينا في 2023 موضوع عقاپ البنت بالحبس في اوضتها دا خلاص اتلغي
تنهدت قائلة بعجز طب قولي ايه الحل طيب .. والله البت صعبانة عليا بس ايه في ايدي اعمله انا عبد المأمور
بقلم نورهان محسن
فى ذات الوقت
داخل غرفة باسم
خرج للتو من الحمام الملحق بالغرفة ومنشفة صغيرة في قبضة يده بينما شعره مبلل في فوضى جذابة.
توجه مباشرة إلى هاتفه الذي يرن على الطاولة والتقطه وهو ينظر إلى اسم المتصل قبل تلقي المكالمة ليسأل بصوت هادئ ايه يا خالد .. انت فين كدا
استمع باسم رد خالد من الطرف الآخر وهو متوجه إلى السرير عاقدا حاجبيه في دهشة ليقول بحيرة مش قولت انك ناوي تيجي من بدري يا بني انت!
قهقه باسم بمرح على رد فعله اللاذع وهو يرمي المنشفة جانبا بإهمال ثم تشدق بفظاظة عبو لسانك الظريف .. خلاص خلاص عنك ماجيت .. بس ماتتأخرش نط في البدلة وابقي تعالي وقت ماتيجي
مسح باسم فمه وأجاب علي سؤاله بإبتسامة ماكرة لا لسه ماشوفتهاش!
تأفف باسم بسخط وتابع بنبرة متذمرة ما خلاص هقولها .. بطل زن شوية و اتقل في نفسك كدا
_باي
بقلم نورهان محسن
بعد مرور حوالي ساعة
فى منزل عز الشندويلي
دخلت الحمام حيث كان الباب مفتوحا لترى عز جالسا داخل حوض الاستحمام الفسيح مسترخيا تماما فقالت بإستغراب ايه دا .. انت لسه مخلصتش شاور
قالت مني ذلك وهي تتقدم نحوه ليفتح عز عينيه ويسألها شارد الذهن بتقولي حاجة!
هزت رأسها بصمت ونظرت إلى عينيه اللتين اتسعتا عندما رآها توجهت إلى حوض الاستحمام لتجلس على الجانب الآخر منه وهي تتمتم بعذر معلش مضطرة .. ما احنا بقينا بعد الضهر وانت شكل القعدة في البانيو عجباك
أبعد عينيه عن نظراتها المتلاعبة فهو يفهم جيدا ما كانت تحاول فعله لكنه تظاهر بالثبات وقال بنبرة باردة لكنها خرجت مهتزة قليلا اعملي اللي يريحك
تحدثت مني بإستفاضة ولم تعجبها النبرة الفاترة المرافقة لكلامه حتى يغلق دائرة النقاش بينهما اصل هالة كلمتني بتستعجلنا عشان نروحلهم عايزاني معاها
رسم عز ابتسامة باهتة علي محياه وخاطبها بإستخفاف هالة معاها بنات كتير .. هي بتكلمك عشان باسم عندهم .. واتلاقيه مش رحيمهم معاكسات .. عايزاني اروح اقعد معاه
ضحكت مني بنغمة رنانة لتقول بنعومة والله باسم دا سكر و دمه خفيف اكتر
واحد في العيلة دي
سب عز تحت أنفاسه پغضب مكبوت هذه المرأة الماكرة التي كانت تحاول استفزازه بأي طريقة ممكنة لكنه سيطر على نفسه حتى النهاية قائلا ببرود تناسب مع ملامحه الجامدة طيب .. خليه ينفعك ولو مستعجلة ممكن تروحي وهبقي احصلك
_لا هروح معاك رجلي علي رجلك
عبست منى بلطافة وقالت كلماتها بمغزى وهي تحرك قدمها فوق قدميه بنعومة من تحت الماء لكنه تجاهل ذلك ونظر إليها بنظرة ساخرة ورغم إعجابه بالوضع إلا أنه وقف بلامبالاة قائلا بصلابة وجمود زائفين انا خلاص خلصت .. شوفي هتعملي ايه وانا في دقايق هبقي جاهز!!
أنهى عز كلامه بالخروج من الحمام وتركها تقضم أظافرها بحزن وندم هى تحاول إصلاح الأمور بينهما لكنه لا يتسامح معها أو يرق قلبه لها إلا بمزاجه.
تحدثت مني