جوازه ابريل
الرقيقة الحنونة عكس تصرفاتها الحمقاء معه تكلم بصوت رجولي منخفض دا عندي ارحم من العڈاب اللي معيشاني فيه يا مني .. اكتر حاجة ټجرح كرامة اي راجل وتوجع قلبه .. هي ان مراته اللي بيعشقها ومش شايف حد غيرها .. تكون رافضة قربه منها اللي هو بيعبر به عن عشقه ليها
همس عز بجملته الأخيرة وهو يتألم داخليا فارتجفت حدقتاها في اضطراب وهزت كلماته كيانها وهي تنظر إلى العڈاب المستقر داخل قرص العسل الدامع فى مقلتيه قبل أن تنكر ذلك بصوت خاڤت ومين بس قال اني بعمل كدا يا عز!! كل الحكاية ان اعصابي تعبانة شوية وحاسة بتوتر واكتئاب .. بس والله العظيم انت حياتي كلها .. ازاي تفكر كدا!
احتجت مني بعناد محدش علمني حاجة يا عز .. وبالعكس دي هي اللي بقت بتهديني شوية .. وتخفف التوتر اللي طول الوقت حاسة بيه
اختتم حديثه بحدة نابعة من قلبه الملكوم قبل أن يبتعد عنها تاركا المنزل بأكمله وأغلق الباب خلفه بقوة أفرغ فيها القليل من شحنة غضبه فهزت رأسها في قنوط يائس من غضبه الذي يصعب السيطرة عليه وكما في كل مرة يحتدم النقاش بينهما يتركها ويهرب من الجدال وبعد ذلك يعود بعد أن يهدأ ولا يحاول الوصول إلى السبب الرئيسي للمشكلة ليحلها معها أو على الأقل يفهمها بل يعتذر لها ببضع كلمات لطيفة فتنسى ما أزعجها فيه وتتساهل معه وتسامحه ويتكرر ذلك بإستمرار.
بقلم نورهان محسن
أشرقت الشمس معلنة بداية يوم جديد لجميع أبطالنا
تحديدا فى المنصورة داخل غرفة النوم
فتح أحمد عينيه عاقدا حاجبيه بإنزعاج الشديد من أصوات الضوضاء
من حوله فوضع يده على جبينه من شائعة الشمس وتساءل بصوت ناعس ليه الدوشة دي علي الصبح يا نادية!!
ضمت نادية فمها يقطعني يا حبيبي انا صحيتك كنت بدور علي حاجة
انتهت من كلماتها بينما تنحني بظهرها متكئة بيديها على الكرسي وهي تنزل على الأرض بينما كانت عيناه تمشطها بتأني من رأسها إلى أخمص قدميها ويطالع ما ترتديه بعيون منبهرة وهذا جعلها تبدو كأنها طالبة صغيرة فى العمر لكنها جميلة للغاية وتركت شعرها بخصلات الشقراء منسدلة على كتفيها وطول ظهرها
غمز احمد لها بخبث في نهاية عبارته فإدعت الجهل بنفس نظراته اجي فين!!
مشيت نادية صوبه حافية القدمين لتقف بجانب أقصى السرير وأضافت بحيرة مزيفة قصدك هنا!
_تعالي
كرر كلمته بنبرة حانية ونمت ابتسامة ماكرة على جانب فمه أضافت برقة مشيرة إلى جواره هنا!
ايه الصباح العسل دا يا بت وايه اللي ملبسك كدا
اوصدت عينيها لتغمغم بتهدج صباح الجمال و الحلاوة عليك يا عيوني
سألته نادية بغنج بعد أن التقت نظراتهم ايه معجبتكش يا استاذ!
تمتم احمد بإعجاب بالعكس يخبل وتهبل الفكرة دي
تابعت في حنو بنفس الحديث الهامس بينهما دا انت صاحي مزاجك عالي اوي يا حبيبي
اجابها بصوت مكتوم اوي اوي يا روحي
تحدثت نادية بصوتها الهادئ مع ضحكات خاڤتة للغاية في دلال من امبارح وانت رايق وحنين اوي .. ياريت تفضل كدا علي طول
قال ببال صافى وينفع اشوفك ومابقاش رايق وفايق اوي كمان
سألته بابتسامة عجبك عليا صحيح
عجبني بس !! دا جنني وطير عقلي .. يا بت
وانا ملك ايديك يا روح قلبي .. بس ممكن طلب
_دا انتي تطلبي عينيا
_مش ناوي هتقولي ايه مخليكي مبسوط اوي لدرجة دي
أخبرها بثقة دون النظر إلى عينيها بفكر اقعد جنبكوا علي طول وماسافرش تاني
توسعت ابتسامتها بحبور ناظرة إليه بعيون تتلألأ من شدة فرحتها وهتفت بأنفاس لاهثة غير مصدقة بجد والله .. دا احلي خبر يا حمودي
أومأ احمد برأسه مؤكدا لها وأمرها بهمس قولي حمودي تاني
تهامست حروف اسمه ببطء حمودي
تكملة المشهد في النسخة الاصلية في الواتباد رواية جوازة ابريل بقلم نورهان محسن
بقلم نورهان محسن
فى نفس التوقيت بالقاهرة
داخل غرفة باسم
_يا باسم قوم مش ممكن هتقضيها نوم كدا ولا انت لسه تعبان!!
هتف باسم منزعج بنعاس في ايه حد يصحي حد كدا .. ليه المعاملة الناشفة دي علي الصبح يا ماما
جلست وسام بجانبه قبل أن تقول بنبرة تتسم بالحنان اللامحدود الحمدلله مابقاش في حرارة ونزلة البرد شكلها راحت .. والناس بتفتح عينها بتقول صباح الخير
تظاهرت بالحنق فى نهاية كلامها فقال باسم هازئا بإستياء دا في العادي بس لما تفتح عينيها علي المرشح للي كنت نسيته من اعدادي دا بترجع تنام تاني
_اعملك ايه ما انت مغلبني في صحيانك من صغرك وبعدين بقي هي دي كلمة وحشتيني يا ماما بتاعتك .. بعد يوم كامل قلقانة عليك وانت نايم ولا داري بالدنيا من حواليك
_والله كان نفسي اقولك وحشاني اوي يا سوسو .. بس انتي سبقتيني
تلاشت إبتسامة والدته مجعدة ملامحها قبل أن تستفسر بدهشة انت طالع بكاش بالشكل دا لمين يا واد انت
غمز باسم لها معقبا بمزاح مشاكس واد!! بقي كل الوسامة والعضلات دي كلها .. وبرده بتقوليلي واد .. وهكون طالع لمين ما هو اكيد لصلاح حبيب القلب يا سمسمة!
توسعت أعين وسام دلالة على تعجبها وقالت مسرعة بإعتراض اتأدب يا واد انت .. وعلي سيرة ابوك هو لسه شايط منك وعلي اخره .. وبطل ماتغيبش عليا .. اذا بتتعب وانت قدام عيني وببقي ملهوفة عليك وهجنن .. مابالك وانت زي القرد بتتنقل من شجرة لتانية ممكن يحصل ايه!
باسم بتساءل طريف انتي ملخبطاني هو دا خوف ولا تهزيق يا ام القرد!!
أخفت وسام ابتسامتها جعله يضحك بتأوها مضيفا بصوت مرح خلاص يا جميل انت يا اشطا .. بس سيبيني شوية وانا هقوم لوحدي انا لسه عيان
رسم باسم على وجهه تعبير التوسل اللطيف فهزت رأسها بالرفض زاجرة إياه بجدية مش هاكل من حركاتك دي يلا قوم .. انا ورايا مليون حاجة عايزة تخلص عشان خطوبة اختك بليل ولسه ضيوف كتير هيجوا وشغلانة كبيرة .. اسمع خمس دقايق وتكون قدامي تحت في حاجات كتير عايزاك فيها فاهم
_ماشي هفوق كدا وجاي وراكي
استلقى باسم على بطنه بعد أن غادرت الغرفة ومد ذراعه إلى طاولة السرير والتقط هاتفه من فوقها ونقر على الشاشة بنصف عين مفتوحة وضغط على رقم رزان ووضعه على أذنه وبدأ الرنين حتى النهاية ولم
يتلق أي رد فرماه بجانبه وأغمض عينيه مرة أخرى دون اهتمام.
بقلم نورهان محسن
في المنصورة
عودة إلى غرفة نوم أحمد
سألته نادية بحب بتحبني زي ما بحبك يا حمودي!
بحبك و دايب فيكي ..
غمغمت نادية في استرخاء تام مبسوط وانت معايا يا حبيبي
_انا فوق السحاب يا روح قلبي و اسعد لحظات عمري .. اوعي تبعدي عني يا عمري .. ابريل .. ماتبعديش عني تاني .. اوعي
قال ذلك وعيناه مغمضتان دون أن ينتبه للاسم الذي نطق به في غمرة أفكاره الصاخبة ولم ير نظراتها المټألمة مباشرة بعد ما قاله كما الصدمة الچارحة التى ظهرت بوضوح في ملامحها ونبضات قلبها العالية مكملا ما بدأه وصولا إلى المرحلة الأخيرة.
نهاية الفصل الثامن عشر
رواية_جوازة_ابريل
نورهان_محسن
الفصل التاسع عشر سم لذيذ رواية جوازة ابريل ج
أسوأ إنسان هو الذي يقول شيئا وهو يقصد بكلامه شيئا آخر وهو الذي يقدم طع نته بين الكلمات المغطاة بالورد وهو الذي يخدع أحدا بالقول أو الفعل الذي يسبب الأڈى بطرق ملتوية دون أن يدرك الطرف الآخر الأمر من أجل الوصول إلى غاية ومنفعة فهو كمن يضع الس م في العسل ليغلف طعم العسل اللذيذ بالس م الهارى ويلتهمه المس موم عن طيب خاطر فيقضى عليه بغتة.
في فيلا فهمي الهادي
داخل غرفة ابريل
تضم شال جدتها العتيق إليها وهي مستلقية على جانبها الأيمن بينما تجول عيناها في نقطة واهية وعقلها يردد بحزن
اليوم اكتشفت أن الجميع خذلوني دفعة واحدة.
العائلة التي كنت أتمناها منذ طفولتي
والذي أحببته في طفولتي
والذي ظننت خطأ أنه المرسى الذي ستلجأ إليه سفينتي التائهة وتهتدي إلى شواطئه الرحيمة.
كل هذا كان مجرد سراب ولا أعرف السبب لكنني أدركت الآن أنني كنت أسكب عطفي ومحبتي في قلوب مثقوبة كالعمياء أريدك يا جدتي أحتاجك بشدة.
نهضت ابريل فجأة من مكانها ومدت ذراعها لتفتح درج المنضدة بجانب السرير بحثت بأصابعها قليلا داخله ثم أخرجت دفترا بغلاف أخضر لونها المفضل وسحبت القلم المشبك بإحدى صفحاته وهي تتراجع إلى الجزء الخلفي من السرير متكئة على ظهره وهي تجفف دموعها بظهر يدها وأخذت تكتب بإندماج حتى تخرج كل مشاعرها كما كانت تفعل في الطفولة فالقلم والورقة هما أول أصدقاء حقيقيين لها في هذا العالم.
من حقي اتأخر في الجواز زي ما انا عايزة وافركش الف خطوبة لو مش حاسة ان دا الشخص المناسب وامشي من المكان اللي مفهوش راحتي واهجر الناس اللي مش مقدرة وجودي ماختارش اختيارات غلط عشان الناس قالت وعادت وضغطت عليا عشان وقت ما هكتئب وهحزن وهندم وهتعب هكون لوحدي هقع وهضعف وهعيط ومفيش ايد هتتمد تطبطب عليا هسمع كلمة معلش ودي مابتأكلش عيش ولا بتداوي ۏجع ومش هيقولي انا اسف زقيتك في الاتجاه الغلط و كنت سبب في وقعتك دي لو حسبتها بحسابات الناس هعيش حياة هما اللي اختاروهالي وهتكون حياة تعيسة هفضل حاسة طول الوقت اني مش راضية واني غريبة عنها ومش حبها ولا مبسوط فيها ولا بيها لحد ما هنطفي وادفن