روايه للكاتبه وداد

يا عفراء مش هتفلتي مني مهما هحصل ههههه

كانت عفراء جالسة ظاهريا تبدو أنها متصلة بالعالم الواقعي و لكنها داخليا فهي تسبح بعالم أخر عالم ضبابي الملامح عالم يسيطر عليه الخۏف و القلق و كلمات نوسة تتردد على مسامعها 

حيرة تمكنت منها و كبلتها فهي لم تكن متخيلة أن يأتي هذا اليوم و قلبها ينبض بإسم رجل هذا الرجل هو الوحيد الذي استطاع أن ېحطم غطرستها و يكسر ذلك الجدار المنيع لصد ما يسمى الحب جاء هو بكل بساطة و بنظرة واحدة من عيناه إنهار هذا الجدار و استوطن قلبها دون أدنى مقاومة منها رغم عنادها و ادعائها القوة أمامه إلا أن بمجرد أن يبتسم أو ينظر في أعماق عيناها فتصبح بلى ارادة ضعيفة مسلوبة القدرات يصبح هو فقط من يحركها كما يريد و لكنها تستحب ذلك و يسعدها

لكن الخۏف لا يفارقها و لا تعلم لما يسيطر عليها هكذا هل لأنها تخاف أن يكون مرتبط بإمرأة أخرى و يكسر قلبها أم أن سيكون مثل بقية الذئاب البشرية ا يجيد التمثيل عليها ليصل لغاية محددة ثم يقوم برميها مثل شيء غير نافع

انتهى الفصل 

الفصل الثالث عشر 

الغدر أصبح صفة متأصلة في طباع الإنسان خاصة بين الأصدقاء كثير ما نخدع في البعض و هذا لبراعتهم في اتقان دورهم على أحسن وجه دون أن يحدث أي هفوة تجعلنا نشك فيهم فهم بارعون في رسم الابتسامة في وجوهنا ببراءة و صفاء و لكن فورا استدارتك لا يتردد في طعنك في ظهرنا بنصل الغدر و الخېانة تحت مسمى المصلحة الشخصية فوق كل شيء 

أصبحت الصداقة مرتكزة على مبدأ المصلحة أين ما توجد مصلحتك توجد أنت لا مكان للعواطف في وقتنا الحالي فهذا ما سببه انعدام الثقة في معظم العلاقات فهاهي عفراء أمنت ليامن معتبرة اياه أخ لها و لكنه أمام مصلحته باعها دون تردد و لكن الله لا يترك عباده 

في ذلك المطعم أين كان لصدفة دور في لقاء ذلك الحبيب بمن طعنته في يوم ما و لا يزال جرحه ينزفه الى الأن ظن أنه لن يتأثر إن رأها و لكن حدث العكس فرؤيته لهابعد هذه المدة زودت چروحه و كأن هناك من رش عليها الملح حتى ېحرق أكثر و أكثر

وسيم قرر أن يتدخل و يبعد صديقه عن هذا المكان فهو غير قادر على رؤيته بتلك الحالة 

وسيم يلا خلينا نمشي

علاء بعالم أخر منفصل تماما عن الواقع شريط الماضي يعرض أمامه بشكل بطيء كل لحظة عاشها معها كل همسة كل ابتسامة أذابت قلبه حتى ڠضبها لم ينس أي تفصيل بسيط متعلق بها هذه المرأة مثل الوباء الذي يستحيل علاجه لم ينس قط جملتها التي لا تزال ترن بأذنيه تكاد تصمه الشهرة هي حلمي مش فاضية للحب و الكلام الفراغ قضينا وقت حلو مع بعض و فركش كل حد بطريق 

جملة بسيطة بالنسبة لها و

لكنها كانت كفيلة بتحطيم قلبه و تمزيقه أصبح اشلاء يستيحل تجميعها مجددا كان متأكد بأنه سيراها لا محال صدفة يراها سعيدة ملاحقة من الصحفيين و الكاميرات والمعجبين و لكن ما يراه العكس لقد كان دائما هو الوحيد القادر على معرفة ما يجول بخاطرها و ما يعتمل قلبها 

يراها غاضبة ثائرة و لكنها في الواقع مکسورة تعاني بشدة

ترى ما ألم بها 

أجابه عقله مش كفاية بقى و فوق البنت دي متستهلش إن حتى تفتكر اسمها و دلوقتي بتسأل مالها انت مالك ان شاء الله مش تزعل خلينا نشوف حياتنا و بلاش تنبش في الماضي

القلب بس هي مکسورة مش دي سيرين اللي كانت مندفعة ع الحياة زي زمان

العقل اوووف مش قولت خرجها من دماغك و الا أنت غاوي تتعبني معاك أنا

القلب بس

العقل خلاص بقى

فاض الكيل بوسيم لأنه سئم من مناداته و هو لا حياة لمن تنادي قام بضربه بقوة على كتفه لعل هذا يفيقه من غيبوبته

علاء مټألما اااه انت تجننت

وسيم و أنت انطرشت و لا إيه ساعة بكلمك و لا هوى في ايه هي شوفتك لها خلتك تحن و لا ايه

علاء أحن ايه و بتاع ايه دي متستاهلش الواحد يفتكرها أصلا مش يحنلها

وسيم أنت متأكد

علاء أه لأن مفيش حاجة اتغيرت يعني

وسيم تعرف إن هي كانت من ضمن الشباب اللي اتقبض عليهم في الخناقة اللي حصلت بسبب عفراء

علاء و هي يسند يداها على الطاولة بجد و مقولتليش ليه

وسيم باستغراب و أقولك ليه أصلا

علاء 

وسيم ما ترد سكت ليه

علاء أصلك تقريبا حكتلي اللي حصل بالتفصيل و قولتلي ان بنت عمك كانت معاهم بس ليه مقلتليش انها كانت معاهم

وسيم محبتش أفكرك بها بس يظهر أنك مش انسيها أصلا

علاء مغيرا الموضوع هو أنت مش هتطلبلنا

أكل و الا بقيت بخيل

وسيم هه هطلب أكل بس اختارلنا حاجة الاول

علاء حاضر

على الطاولة المقابلة كانت سيرين تشتعل غيضا من تصرفات شادي التي أصبحت لا تطاق منذ ظهور عفراء بحياتهم أصبحت شغله يتحين ليكلمه أصبح مهووسا بها ليس حبا و إنما رغبة فهو رجل لا يقبل أن ترفضه امرأة فهذا لا يزيده إلا اصرارا على النيل منها بأي طريقة كانت كل ما يهمه تلبية رغباته الحيوانية 

سيرين بغيض أنا مش عارفة هو شايف فيها ايه زيادة ده قطع علاقته بيا عشانها أنا هتجنن

ميان مهدئة اياها إهدي كده الموضوع مش مستاهل انتي عارفة شادي لما يحط واحدة في دماغه بس في الأخر بيرجعلك إنتي

سيربن بس المرادي غير يا ميان إنتي ما شفتيس اصراره و نظرته وهو بيكلمني عنها ده وصل ضړبني بالألم عشان سمعتها الكلام لما استفزني

ميان إنتي بتهزري

سيرين هو ده وقت هزار بس دلوقتي مش مش عارفة هعمل ايه في المصېبة اللي حطت على راسي

ميان هو انتي لسه مقلتلوش لغاية دلوقتي

سيرين أقوله امتى ما هو على عينك كنت هقوله بعد الحفلة و بسبب المشكلة كلنا اتأخرنا بالقسم و الصبح قولت بعد الفطار أتكلم معاه أهو اتخانقنا دماغي ھتنفجر و حضرته قطع علاقته بيا و انتي عارفة ان دماغه ناشفة

ميان حاولي تكلميه و تعرفيه إنك حامل مش معقول تفضلي ساكتة لازم تلاقي حل قبل ما الحمل يظهر عليكي

سيرين خاېفة يرفض يعترف به ساعتها هعمل ايه

ميان بصراحة مش عارفة بس ساعتها هنلاقي مټخافيش

سيرين ماهو سهل الكلام انا حاسة انه هيجرالي بسبب الضغط الي أنا فيه

ميان متقلقيش كلنا هنكون معاكي مش هنسيبك

سيرين استر يا رب بس عفراء هي السبب ظهورها عملنا لخبطة دي

ميان متعلقيش أخطائك بغيرك إنتي اللي غلطي بإرادتك عفراء ملهاش أي ذنب لو هتلومي لومي نفسك الأول قبل أي حد 

سيرين هبت واقفة شكرا على نصيحة يا صاحبتي ثم غادرت المكان في حين كان علاء يراقب ما يحدث بصمت مطبق لكن الفضول سيقتله ليعرف ما يحدث بينهما

انقضى اليوم دون أحداث تذكر غير من تمكن رأفت من رؤية زوجته لدقائق معدودة ساعدت في طمئنة قلبه بعض الشيء فهو لن يرتاح له بال إلا و أن عادت لصحتها كما كانت و أفضل

في حين كانت ميسم تشعر بالضجر من تمثيلها دور الابنة القلقة على والدتها و لكنها في قرارة نفسها تتمنى سماع خبر ۏفاتها بأي لحظة استغلت فرصة دخول رأفت للإطمئنان على زوجته و أجرت اتصال لخالتها تعلمها أن خطتها قد فشلت ذريعا في المقابل لم تكترث سهلم كثيرا لأنها تتسلح دائما بالمكائدة لتخلص و الإيقاع بإبتهال تلك المرأة الطيبة التي عيبها الوحيد أن وثقت في امرأة اعتبرتها صديقة بيدأنها كانت لا تتردد في طعنها من الخلف دون رأفة 

كما قامت عفراء بإخبتر نوسة بقرار وسيم بشأن تشغيلها مربية و عبرت عن مدى قلقها و الخۏف الذي يعتريها حيال هذه الفكرة

نوسة طيب انني خاېفة من ايه بالضبط

عفراء ما هو أنا معرفش السبب اللي مخليني خاېفة كده

نوسة عفراء أنتي فاكرة إن وسيم ممكن يعمل فيكي زي اللي عمله فيكي اللي ما يتسمى

عفراء نوسة أبوس ايدك بلاش سيرة دي الله يكرمك ان شاء الله ربنا ينتقم منه و ميشفش راحة البال قادر يا كريم

نوسة أمين يا رب العالمين عايزاكي تطمني من ناحية وسيم ده الوحيد اللي أستئمنه عليكي

لأنه راجل قول و فعل و لما يوعد بيوفي و أنتي قولتي أنه قالك أنه معتبرك مسؤولة منه يبقى هو هيكون أد كلمته و هيكون سندك و حمايتك و هيكون ليكي راجل يحميكي من كل اللي بيحاول يإذيكي روحي اشتغلي معاها و أهو أنا كمان أبقى مطمنة عليكي و ٱنتي قدام عينيا

عفراء طيب و محل الورد هنعمل فيه ايه

نوسة هنشوف حد أمين يمسكه

عفراء ماشي

نوسة أقوم أكلم وسيم و أقوله إنك موافقة على الشغل و إنك هتبتدي من بكرى

عفراء لا خليها بعد بكرى يكون أحسن

نوسىة ليه

عفراء 

لأني وعدت يامن من شوية إن أروحله عشان هيعمل اللمسات الأخيرة بلوحة اللي رسمهالي

نوسة ماشي هقوله كده

أمسكت نوسة بهاتفها لمحادثة وسيم و اخباره عن موافقة عفراء انتظرت قليلا الى أن جاءها صوته

نوسة ألو ازيك يا وسيم يا بني

وسيم و هو يعتدل في فراشه فلتو أوى الى فراشه بعد يوم متعب نفسيا ألو الحمدلله يا نوسة خير في حاجة حصلت

نوسة اطمن يابني مفيش حاجة بس حبيت أقولك إن عفراء وافقت تيجي تخلي بالها من نديل و عايزة تبتدي من بعد بكرى

وسيم بضيق كمااان و ليه مش بكرى حضرتها وراها ايه

نوسة بخبث لمعرفة ردة فعلها أصلها مواعدة واحد بكرى عشان 

قاطعها وسيم پغضب و الڼار تشتعل بداخله لو هي جنبك اديها التليفون بسرعة من فضلك

نوسة بضحكة ذات مغزى فهي نجحت في بلوغ هدفها و معرفة شعوره ناحية تلك المسكينة ثم مدت يدها الممسكة بالهاتف لعفراء عايز يكلمك

عفراء ليه مش انتي قولتيله و الا هو كثر كلام و خلاص

نوسة يا بنتي شوفيه عايز ايه

عفراء لا تعلم لما تعاند معه هو بالذات مش عايزة

سمعا كلاهما صوته الغاضب عبر الهاتف و ېصرخ بها لتجيب عن الاتصال فهو كان يستمع للحوار الدائر بينهما لم يكن بيد نوسة شيء غير أن تضعها أمام الأمر الواقع فوضعت الهاتف على أذنها بحزم ردي و بطلي دلع

عفراء على مضض يا نعم خير

وسيم اتكلمي كويس أحسنلك

عفراء مش عجبك اقفل

وسيم وعد مني لسانك الطويل ده هقطعهولك و اريحك منه

عفراء هههههههههههههه وريني شطارتك هتقطعه ازاي ان ما كنتش انا اللي قطعتك ميبقاش اسمي عفراء

وسيم اخررررررررررسي شوية و الا قسم بالله هجي دلوقتي أنا مش بهزر معاكي فاتقي شړي أحسنلك و حسابي معاكي على كلامك ده