زوجه اخى بقلم سهام صادق
انت في الصفحة 38 من 38 صفحات
بما تفوه به قائلا پصدمه
انتي متأكده ان الواد ده ابننا
فضحكت زهره وهي تطالع طفلها المتشرد كما تطلق عليه قائله بصراحه لاء
وتذكرت ما فعله بها في حملها قائله بحنق انت السبب علي فكره نفسيتي فهد اتكونت بسببك
فرفع اليه أحد حاجبيه وهو لا يصدق ما تتفوه به ليهتف قائلا والله ماشي يازهره
فأبتسمت زهره بسعاده وهي تري تغير ملامحه وعندما ركبوا سيارتهم مالت عليه لتقبل احد وجنتيه قائله بضحك معاك ياحبيبي !
بعشق وغمز لها بأحد عينيه كي تفهم مقصده
ثم نظروا الي طفلهم القابع بالخلف ليجدوه يطالعهم بتذمر قائلا صالحوني انا كمان
فضحك كلاهما وهم يطالعونه بحب ثم أقتربوا منه ليقبلوه
لم تصدق نفسها عندما أخبرها بأنهم أخيرا سيعودون لوطنهم
ويعيشون بكنف عائلتهم ولكن عندما هبطت بقدميها هي
وهو وطفلهم علي أرض المطار أدركت انها لا تحلم
خطي بأقدامه نحو والدته التي كانت قابعه وتحت أقدامها أطفال اخيه يلعبون لتصحو والدته من غفلتها القصيره
علي صوت أحفادها لتطالع الواقف امامها بشوق
وتمتمت بخفوت انا مش بحلم ياشريف
ليقترب منها شريف أكثر وينحني نحو والدتها ليقبل يداها
اليه بحب وظلت بأشتياق غير مصدقه انه الان بين فقدومه لم يعلم به أحدا
فضحك وهو يستمع لحديث والدته ونظر الي زهره وطفله الواقفين ينظرون اليهم ببتسامه هادئه
وشعر اليوم بأن اكثر الاشياء حقا مرهقه عندما يتركك اولادك ويرحلوا بعد أن أفنيت عمرك لأجلهم
فهو لم يفهم ذلك الشعور الا عندما أصبح أب
لتبعده عنها بذراعيها بعدما لمحت حفيدها وزهره
هي والصغير الذي يقف يطالع ابناء عمه وهم يلعبون بألعابهم
وبعد عناق دام طويلا
هتفت بزهره بوعيد انا جوزتهولك عشان ميسافرش تاني سامعه
فضحكت زهره علي نبرة والدة زوجها الحنونه ونظرت الي زوجها
ليبتسم شريف قائلا احنا خلاص ياماما قررنا نعيش هنا
فخفق قلب والدته بذراعيه وأخيرا قد تحققت أمنيتها
فنظر شريف الي طفله الذي هو أساس ذلك الضجيج
ليسمعه يعنفهم قائلا بطفوله وسعوا كده خليني ألعب معاكم
فتتأمله جدته وهي تنظر لوالده قائله طالع لعمو هشام
ويدلف في تلك اللحظه هشام وبجانبه منه من باب فيلته التي يقطنها هو وعائلته الصغيره ليطالع اخيه بدهشه واقترب منه بسعاده مين بقي اللي طالعلي ياست الكل
ليهمس في اذنه بحب وحشتني اوي ياشريف
شريف اليه أكثر الي ان وجد أيد تتشبث به
فيعلم بأنه المتشرد طفله ليبتعد عن أخيه فيسمعه يهتف
ابعد خليني عمو هشام
لينظر اليه هشام ضاحكا وأنحني كي يحمله بحب
ليهتف بهم شريف قائلا نسختك اتفضل ياسيدي !
ليطالع هشام الصغير وهو يدغدغه قائلا سبهولي بقي
ليتركهم شريف ويتجه نحو أبناء أخيه الذين قد تخلوا عن اللعب واصبحوا يأخذون دور المتفرجون وفتح ذراعيه اليهم بدفئ قائلا انا خليني مع نهي وأدم دول بقي اللي طالعين لعمهم مش زي المتشرد أبني
لتضحك والدتهم عليهم وهي تربط علي اقدام زوجات اولادها الجالسين بجانبها
خطت زهره بخطوات سريعه نحو والديها وقد ظهر عليهم الشيب اكثر لتعاتبها والدتها قائله براحه يازهره عشان اللي في بطنك
لتبتسم اليها زهره وهي تشعر بالسعاده فأخيرا اصبحت بينهم
وتري نظرات والدها المتلهفه علي حفيده
وعندما رأه تركهم ليذهب اليه فالصغير قد اطار عقله منذ أن جاء ليحتل مكانه كبري في عقله وقلبه
لتنظر والدتها الي الانوار المعلقه في الحديقه قائله ماشاء الله يابنتي ربنا يباركلك انتي وشريف
وعلي نطقها
لأسم شريف وجدته يقترب منهم ليقبل يدها بحب قائلا منوره بيتك ياماما
فربتت علي كتفه بحنان فهو لم يخن ثقتها به يوم
ليتسأل فين جميله !
لتهمس بحزن علي حال ابنتها الذي تغير منذ سنين واصبحت ټقتل نفسها بعملها فهي أصبحت ناجحه في مجالها ولكن قد خسړت أشياء اخري في حياتها
وهتفت بحزن قالتلي هتيجي بعد ما تخلص شغلها
ليمسك شريف بيدها وهو يطالع زوجته التي تقف بجانبها
ويبدو انها حزينه علي حال اختها المتغير الذي لا يعلم به أحدا
كان الكل يضحك رغم ما به من هموم فتلك الحفل الذي فعلها شريف من اجل عودته وبدءه صفقته الجديده مع حاتم
كانت هي عودت تجمعهم كأسره
ليأتي المصور طالب منهم بأن يقفوا جميعهم ليلتقط لهم صوره عائليه
وعندما وقفوا جميعهم مصطفين بابتسامه واسعه قبل ألتقاط الصوره
خرجت زهره راكضه من بينهم نحو شقيقتها التي جاءت اخيرا لتضمها بذراعيها
اليها جميله بۏجع اصبح يمتلك قلبها لتجد زهره تجذبها من يدها قائله
يلا ياجميله عشان تتصوري معانا
فوقفت جميله للحظات تطالعهم وهي تظن بأن جميعهم يقفون يطالعونها بأشفاق ولكن كل واحدا منهم كان مشغول بعائلته الصغيره
فهشام يقف بجانب منه وطفليه
وحازم يقف بجانب فرحه بذراعيه ويحمل طفلته الصغيره بذراع
وحاتم يضم شريف الذي أصبح يماثله في الطول بحنان ابوي ومريم أبنتها اليها
وكل من والديها ينظرون نحوها بحزن علي حالها
والباقي يقفون منتظرين ألتقاط الصوره بعد ان اوجعتهم أقدامهم من الوقوف
فلم تشعر بنفسها إلا وهي تقف وسطهم بعد أصرار زهره عليها وعندما أستمعت لصوت المصور وهو يبدأ في الاستعداد لألتقاط الصوره
وقفت في الهامش كي لا يلتقطها المصور بينهم
ليبتسم اليهم المصور بعدما ألتقط الصوره ونظر في عدست كاميرته لكي يطمئن علي ألتقاطه للصوره
فيكون وجه شريف وزهره من يتوسط الصوره ناظرين الي عينين بعضهم بحب والأخرين حولهم
يبتسمون
أما واحدا
كان يقف علي اطراف الصوره لا يظهر سوي جزء منه
ومن هنا تنتهي حكايتنا
وتوته توته خلصت الحدوته بحلوها ومرها
لنعلم أن الحياه لا تتوقف عن أعطائنا الدروس دوما
وكل منا سيجد عبره خاصه به وحده ليتعلم منها
النهايه
بقلم سهام صادق