مريم روايه
و مكفهر مثل مزاجها تماما بعد العراك الذي نشب بينها و بين رئيس تحرير الجريدة التي تعمل بها كصحفية
لقد إشترطت علي ذلك الأرعن الرزيل قبل أن تلتحق بعملها بأنها لن تسافر إلي أي قرى أو نجوع لتغطية أي خبر كان
كانت توافق علي السفر إلي خارج البلاد أحيانا و ضمن فريق كامل من زملائها كانت تهوى تغطية الحفلات و المهرجانات و المؤتمرات هذا ما تفهم فيه أكثر
لن تذهب لقد عقدت العزم علي هذا و إن وصلت إلي حد فصلها من الجريدة لن تسافر ...
غمغمت يارا بتذمر و هي تبحث في حقيبتها عن مفاتيح المنزل و ما أن أصبحت بالداخل حتي غمرتها الراحة النفسية
بحثت عن أمها و هي تهتف
مامآااا .. مامآااا . يا ميرڤت . إنتي فين يا حجة ...
تلتفت يارا لها و تقول بتبرم
إنتي كنتي فين يا ماما أنا كل ما أجي من برا
ألاقاكي في حتة شكل . كنتي فين يا ميرڤت
ميرڤت بضيق سبيني في حالي ونبي يا يارا
لسا جاية من عند خالتك سعاد و مغمومة علي أخري و الله
يارا و هو تلوي فمها بإمتعاض
ميرڤت هشام
يارا و عمل إيه سي هشام إشجيني
ميرڤت سرق طبنجة ظابط
يارا و هي تشهق پصدمة
يخربيته .. نهاره إسوود و عمل كده ليه
ميرڤت هو و صحابه كانوا صايعين إمبارح في الشارع لحد أخر الليل فضلوا يضايقوها لحد ما وقفهم أمين دورية . الظابط نزلهم و إداهم كام شتيمة فمسكوا فيه . واحد عوره و التاني كسرله إيده و إبن خالتك الباشا سرق و جري هربان علي البيت
ميرڤت بسخرية البوليس قبض عليه يا حبيبتي
صاحبه الوحيد إللي إتمسك قر عليهم من أول ألم
يارا يا نهآااار إسووود .. طيب محدش راح يخرجه و لا حد عمل أي حاجة
ميرڤت بضيق شديد لأ محدش عرف يعمله حاجة حتي الكفالة عشان يخرج ماينفعش . هيتحبس 15 يوم علي ذمة التحقيق و الله أعلم هترسي علي إيه
يارا بتهكم ممزوج بالغيظ الشديد لأ و إنتي الصدقة يا والدتي ال مع بعض هيشلوا أختك عن قريب .. ثم أخرجت هاتفهها مكملة
عموما أنا هتصرف كلمي خالتو و طمنيها
ميرڤت بتلهف بجد يا يارا هتعملي إيه
نظرت يارا لها و قالت بتأفف
هعمل إيه !
هعصر علي نفسي فدان لمون و هكلم مستر هتلر
يارا بضيق الأستاذ شكري .. رئيس الزفت التحرير !
هنا في هذا الحى القاهري الراقي و الذي يتميز بالعزلة و الهدوء بعيدا عن ضجيج المدينة ... تبرز مساحة من الأرض
تقع في الجزء الجنوبي الغربي للمنطقة توضعت عليها ڤيلا آلداغر الفخمة الشامخة
الحراسة تطوق المنزل و الحركة ساكنة بالحديقة إلا من تمايل أغصان الشجر و زقزقة العصافير
تظهر إمرأة في العقد الرابع من عمرها عند الشرفة العلوية للمنزل تلقي نظرة قلقة علي مرآب السيارات و تطمئن فجأة حين لمحت سيارة أخيها في مكانها
تترك الشرفة و تنطلق صوب غرفته تفتحها دون أن تدق علي الباب و تدخل ..
إقتربت الأخت منه هزته بلطف
و هي تناديه
سفيان .. سفيان . يا سفيان إصحي
يتململ سفيان مغمغما بضيق
إيه يا وفاء في إيه علي الصبح
سبيني نايم شوية أنا ماكملتش ساعتين
وفاء بنبرة خفيضة أنا بس كنت جاية إطمن عليك . خلصت الموضوع بهدوء زي ما إتفقنا !
سفيان بصوت ناعس أيوه . كله تمام ماتقلقيش .. يلا بقي إخرجي
عايز أنآاام
وفاء طيب يا حبيبي هاسيبك . بس هبلغك رسالة من المتر سامح الأول . بيقولك ميرا خرجت من المستشفى من ساعة
و هنا هب سفيان من فراشه ناسيا نعاسه تماما
خرجت و راحت علي فين مين إللي خرجها
وفاء أمها .. أمها إللي خرجتها و خدتها علي البيت هو لسا مكلم المحامي إللي وكلناه في أمريكا و هو بنفسه إللي بلغه بالخبر ده
سفيان و هو يتوقد ڠضبا و إزاي بنت دي تخرجها بدون علمي
دي نهارها أزرق . أنا هسافرلها و هطلع .. و كاد يمضي نحو خزانته
لتستوقفه أخته إستني يا سفيان . الأمور مش بتتاخد كده
سفيان بعصبية أومال بتتاخد إزآااي
إنتي عايزاني أستني لحد ما بنتي تضيع عشان أتحرك !!
مش كفاية سبتها مع أم مستهترة و سنة بحالهم
البت أكيد شربت منها حاجات كتير لو سبتها أكتر من كده مش هتنفع لازم أجبها هنا في أسرع وقت
وفاء و هي تحاول تهدئته ماتقلقش يا حبيبي هانجبها
إهدا إنت بس هي هتروح فين يعني
أمها ماتقدرش تنقلها من مكانها في قضية شغالة و المحكمة كمان إسبوع و بعدين الشرطة هناك مش بتهزر .. إهدا بقي كله هيبقي تمام
زفر سفيان حانقا و قال بخشونة
لأ . مش هاهدا .. إطلبيلي سامح خليه يجي حالا
أنا داخل أخد دوش بسرعة .. و أكمل و هو ينطلق صوب المرحاض الملحق بالغرفة
و خلي حد يجبلي القهوة بتاعتي هنا
تنهدت وفاء و تمتمت يائسة
مافيش فايدة . لا بيرتاح و لا بيهدا أبدا . نآاار قايدة و مابتنطفيش !
في قسم الشرطة ... داخل مكتب وكيل النيابة
تجلس يارا بجوار شكري العبيدي رئيسها في العمل تستمع بفتور إلي حواره الثقيل مثله مع الضابط
شكري بلهجته الرسمية سيادة اللوا باعتلك سلام معايا يا حضرة الظابط و بيقولك تستعجلنا محضر الصلح لو تكرمت .. و ناوله كارت اللواء
الضابط و هو يلقي بالكارت فوق مكتبه بحركة إستخفاف يا أستاذ شكري إنت مش محتاج كارت . يكفي مجيتك لحد هنا إنت شرفت القسم و الله
شكري بحبور الله يخليك يافندم متشكر
الضابط بس العيال دي لازم تتربى .. سبهملي يومين هنا و أنا هخلي سبيلهم و هراضي الأمين إللي بس بعد ما يتأدبوا شوية
إرتبك شكري و هو ينظر نحو يارا المستنكرة فعاد بنظره للضابط و قال بلطف
يا باشا إحنا طمعانين في كرمك . دول مجرد شباب صغيرين و غلطوا ڠصب عنهم . إعتبرهم زي إخواتك و هما كويسين و ولاد ناس و الله
معلش عشان خاطري أنا تخرجهم إنهاردة !
صمت الضابط لبرهة ثم قال بفم ممتعض
ماشي يا أستاذ شكري
عشان خاطرك إنت .. و الله ما بعملها مع حد عشان تبقي عارف بس
شكري بإمتنان متشكر يا
باشا . و إحنا كمان في الخدمة لو عوزت أي حاجة
الضابط يا سيدي ربنا يبعدنا عنكم . الصحافة بالذات إحنا في حالنا و إنتوا في حالكوا
شكري و هو يضحك برضو في الخدمة يا باشا
و خرج كلا من شكري و يارا بعد أن حصلا علي وعد من الضابط بإخلاء سبيل هشام .. في المساء سيعود إلي بيته
أنا مش عارفة أشكرك إزاي يا ريس .. قالتها يارا بلهجة فاترة
ليرد