السبت 21 ديسمبر 2024

انا لها شمس بقلم روز امين

انت في الصفحة 5 من 142 صفحات

موقع أيام نيوز

إلى الصغير

صباح الخير يا حبيب قلبي 

صباح الخير يا زوزة نطقها الصغير بطلاقة جلبت عزة الطعام ورصته فوق الطاولة وجلست لتتحدث لتلك التي تطعم صغيرها بذهن شارد 

مبتاكليش ليه يا حبيبتيده انا عملالك الأومليت اللي بتحبيه 

تنهدت لتجيبها پألم 

وهجيب النفس اللي أكل بيها منين يا عزة

وحدي الله وهوني على نفسك وإدعي له بالرحمة تحدثت بيقين لتجيبها الأخرى 

لا إله إلا الله محمد رسول الله

مدت يدها وناولت صغيرها كأس الحليب لتتحدث 

إشرب اللبن بسرعة قبل الباص ما ييجي يا يوسف

تناوله منها وبدأ بارتشافهبسطت عزة ذراعها بشطيرة لتتحدث برجاء 

طب خدي ساندوتش الرومي ده كليه علشان يسندك

اجابتها بملامح متأثرة 

مش قادرة أحط أي حاجة في بقي 

كادت ان تضغط عليها من جديد لولا مقاطعة رنين الهاتف الارضي لتهتف عزة قائلة 

دي أكيد امك اللي بتتصل على الصبح كدة

سيبك منها ومترديشهي رنت على فوني من شوية وانا كنسلت ثم نهضت وتحدثت وهي تضع صندوق الطعام داخل حقيبة الصغير 

يلا يا حبيبي علشان نلحق الباص تحت ومتنساش تاكل كل اكلك عاوزة اللانش بوكس يرجع فاضي مش زي كل يوم مفهوم يا چو

حاضر يا مامي تمسكت بكف صغيرها وجذبت حقيبتها لتتحدث بهدوء 

أنا ماشية يا عزة سألتها باستغراب 

مش لسة بدري 

أجابت بإبانة 

هروح ارتب الشغل وألغي موعيد أيمن بيه اكيد لسة تعبان ومش هييجي الشركة النهاردة

سألتها مستفسرة 

ولو أمك إتصلت أقولها إيه 

هتفت بضجر 

إتصرفي يا عزة ولا أقولك أنا هرد عليها لو اتصلت بيا علشان أرحمك من زنها تحركت بجانب طفلها حيث أودعته داخل الباص وتحركت بسيارتها باتجاه الشركةأمسكت هاتفها وطلبت رقم أيمن ليجيبها بعد قليل بصوت واهن وهو يقبع فوق أحد أسرة المشفي المملوك

لنجله 

أهلا يا إيثار

تحدثت بتأثر 

أهلا بيك يا أفندم

طمني على صحتك يارب تكون بقيت أحسن

أنا بخير الحمدلله طمنيني روحتي الشركة نطقها مستفسرا لتجيبه بإبانة 

أنا في الطريق وهلغي لحضرتك كل مواعيد النهاردة لحد ما ترجع بالسلامة

بصوت ضعيف املى عليها 

إقعدي مع المهندس عدنان وتابعي معاه أخبار الصفقة الجديدة

كاد أن يكمل فهتفت تلك الجالسة بجواره 

كفاية كلام ومتتعبش نفسك يا أيمن إيثار فاهمة شغلها كويس واكيد هتعمل كل ده من نفسها

واستطردت بملامة

ما هي ياما مشت أمور الشركة لما كنت بتاخد أجازات ونسافر

نظر بعينيه

لتلك الجميلة ذات الاعوام الخمسون ليتحدث بعينين راجيتين

معلش يا حبيبتيهبلغها كام نقطة بس وهقفل على طول قطع حديثه نجله الذي ولج للتو لينظر بحدة بالغة إلى الهاتف متحدثا وهو يجذب الهاتف من يده

هو ده اللي اتفقنا عليه يا بابا مش قولت لك بلاش الموبايل وحاول تسترخي 

واسترسل بعتاب وهو يتطلع لوالدته 

وحضرتك قاعدة تتفرجي عليه يا ماما

أنا حاولت يا أحمد بس بباك هو اللي صمم يرد لما عرف إن إيثار هي اللي على التليفون هكذا أجابته فوضع أحمد الهاتف وتحدث لتلك التي تستمع لحديثهم عبر سماعة البلوتوث الموضوعة بداخل أذنها حيث تتابع القيادة 

تابعي الشغل بنفسك وبلاش ترجعي للباشا يا إيثارهو محتاج راحة تامة إسبوع على الأقل

بهدوء أجابته 

أنا مكلمتش الباشا علشان الشغل يا دكتور أنا كنت بكلمه اطمن على صحته لكن أنا عارفة هتصرف إزاي في المواقف اللي زي ديأصلها مش أول مرة الباشا يسيب لي الشركة تحت تصرفي اجابها بتأكيد

علشان كدة بقول لك إتصرفي ومترجعلوش ولو فيه حاجة ضروري كلميني أنا

تمام هقفل علشان معطلش حضرتك نطقتها باقتضاب ليتحدث باحترام 

تمام يا إيثارمع السلامة

اغلق معها ليتحدث إلى أبيه 

مش ممكن يا بابا اللي بتعمله في نفسك ده معقولة الشغل عندك أهم من صحتك! 

نظر لتلك الأسلاك المعلقة بيده ليتحدث بتملل وهو يعتدل جالسا 

تعالى شيل البتاع اللي مركبهولي ده علشان أروح بيتي أرتاح فيه

نهضت نيليلتقترب من زوجها قائلة بقلق 

بيت إيه اللي عاوز ترجعه وإنت تعبان بالشكل ده يا أيمن!

زهقان يا نيلي مش طايق منظر المحاليل ولا ريحة الأدوية والتعقيم كلمات قالها باقتضاب ليكمل وهو يتزحزح لينزل قدميه من فوق السرير ليهتف نجله 

يا بابا مينفعش اللي إنت بتعمله ده على الأقل خليك هنا يومين كمان لحد ماترتاح

نطق بضجر 

مش هرتاح طول ما أنا في المكان ده يا أحمد روحني يا أبني نفسي أنام على سريري

لم يكن بمقدور نجله فعل شيء سوى الانصياع لرغبة أبيه بالفعل تحركوا به إلى المنزل وما أن دخل من الباب حتى وجد من تهرول من فوق الدرج لتسرع إليه لترتمي ليهتف شقيقها محذرا

حاسبي يا لارابالراحة بابا لسة تعبان

ابتسم هو ووضع كف يده ليمرره فوق شعرها قائلا بحنان

سيبها يا أحمددي اللي فيه الشفا لقلبي

التصقت به أكثر وباتت تتمسح بصدره قائلة بدموعها التي انهمرت

أنا أسفة يا بابيانا السبب في كل اللي حصل ده

ابتسم لها وتحدث نافيا كي يمحي عنها شعور الذنب الذي بات ملازما لها منذ تلك الليلة المشؤمة 

إنت ملكيش ذنب في أي حاجة حصلت كل اللي حصل من أول حاډثة بسام لحد حاډثة الإغتيال بتاعة إمبارح مكتوب ومقدر

اقتربت نيلي من نجلتها وبدأت بسحبها لتحثها بالإبتعاد عن والدها لتقول 

مش وقت الكلام ده يا لارا بابي لسة تعبان ولازم يطلع يرتاح في أوضته

لا يطلع إيه بابا مش لازم يطلع سلالم ويجهد قلبه نطقها أحمد باعتراض واسترسل مفسرا 

أنا كلمت الشغالين خليتهم جهزوا أوضة الضيوف علشان الباشا يرتاح فيها لحد ماصحته تتحسن

وافقه الجميع وتحرك أيمن صوبها بصحبة زوجته ونجلاه

بالشركة

بعد قليل كانت داخل مكتبها تجفف أثر دموعها التي انهمرت عندما وصلت لمقر الشركة وشاهدت تجمع بعض رجال الشرطة المتواجدون لاستكمال التحقيق مع جميع الموظفين تذكرت ما حدث بالأمس لذاك المسكين وكأنه شريط سينمائي يعاد أمام عينيها من جديدحاولت جاهدة تجاوز ما حدث والتغلب على الألم الساكن قلبها لتتحرك إلى مكتبها وترتمي فوق مقعدها باستسلامدلفت فتاة رشيقة تمتلك جسدا ممشوقا ترتدي تنورة قصيرة تكشف عن ساقيها البض تعتليها كنزة ضيقة بأكمام تاركة العنان لشعرها الأصفر مما جعلها صاړخة الجمال اقتربت من إيثار وتحدثت باحترام

صباح الخير يا أستاذة إيثار

لتجيبها الأخرى بعملية

صباح النور يا هانيا

واستطردت وهي تناولها ملفا

إتصلى بأسماء العملة الي موجودين في الملف ده واعتذري لهم وإلغي مواعيد النهاردةوبلغيهم إن حالة أيمن بيه الصحية متسمحش وإننا هنبلغهم بالمواعيد الجديدة أول ما حالته تتحسن ويرجع لشركته

تحدثت هانيامستفسرة 

هو أيمن بيه كويس 

اجابت باقتضاب 

الحمدلله هو بخير بس طبعا مش هيقدر ينزل الشركة قبل إسبوع على الأقل

واسترسلت 

من فضلك خلي البوفيه يعمل لي قهوتي 

أومأت الفتاة وتحركت للخارج

داخل مبني النيابة العامة بالقاهرة الكبرى 

كان يجلس فوق مقعده الخاص بمكتبه منشغلا بتخليص أحد الأوراق المتواجدة أمامه ليقطع تواصله رنين الهاتف الأرضي الموضوع جانباأمسك بالسماعة

ليجيب بوقار يليق به 

ألو

إستمع للطرف الأخر وكان رئيسه المباشر حيث تحدث قائلا 

أزيك يا فؤاد

بخير يا باشا إتفضل معاليك نطقها بعملية ليقول الأخر بتفسير 

فيه حاډثة محاولة

إغتيال حصلت إمبارح لرجل الأعمالأيمن الأباصيري

قدام شركتهرجل الأعمال فلت من ضړب الڼار والسواق بتاعه هو اللي دفع حياته تمن حمايته ل أيمن

أومأ فؤاد متحدثا 

قريت عن الحاډثة في صفحات التواصل الإجتماعي وعندي فكرة عنها 

طب كويس وفرت عليا شرح التفاصيل القضية دي من النهاردة قضيتك يا سيادة المستشار لأنها متشعبة وفيه قضية مرتبطة بيهاقضية قتل إبن رجل أعمال شهير إتقتل في فيلا ايمن الاباصيريوعلى فكرةأيمن قدم بلاغ رسمي النهاردة بيتهم فيه رجل الاعمال صلاح عبدالعزيزبمحاولة قټله القضية صعبة ومحتاجة مجهود ذهني جبار واسترسل باستحسان 

أنا قلت لسيادة الريس إن محدش هيخلص القضية دي ويقفلها غيرفؤاد زين الدين 

متشكر لثقة سعادتك يا باشا وربنا يقدرني واكون قدها نطقها برزانة ليتحدث الاخر 

هبعت لك ملف القضية اللي إتحول لنا من قسم الشرطة اللي حقق في الواقعةومعلش يا سيادة النائب هتضر تروح لأيمن الأباصيري المستشفى بنفسك علشان تاخد أقواله

وإلى هنا فقد تحول داخله من السكون إلى الاشتعالنهض وإلتف حول مكتبه ليقف أمام النافذة يتطلع إلى الخارج ليتحدث فى جمود 

بس جنابك عارف إني رافض مبدأ خروج وكيل النيابة من مقره مهما كان مين الشخص اللي هيتاخد أقوالهإحنا المفروض بنفذ القانون يا أفندم والقانون ده يمشي على الكل من أصغر مواطن لأكبر راس في البلد

تنفس قبل ان يجيبه مفسرا

أنا فاهم الكلام ده كويس ومقدر موقفك وبحترمه يا فؤادلكن هنعمل إيهلازم نبدأ في التحقيق والراجل من ساعة اللي حصل له وهو مرمي في المستشفي وتعبانمعندناش رفاهية الوقت اللي هنستناه لحد ما يخرج من المستشفىالراجل إسمه كبير وليه وزنه في البلد ممكن جدا اللي حاولوا ېقتلوه يكرروا المحاولة ولا قدر الله تنجح والراجل ېتقتل بجد المرة دي ساعتها الرأي العام هيتقلب علينا ويتهمونا إننا تقاعسنا عن شغلنا 

تمام معاليك بس إديني فرصة لحد بكرةمعايا قضية سالم الحسيني ولازم اقفلها النهاردة هكذا اجابه ليوافقه الاخر الرأي تحت ضيق فؤاد من تلك التنازلات التي يوافق عيها مضطرا في بعض الأحيان 

مر اليوم على الجميع بسلامكانت تقود سيارتها قاصدة العودة لمنزلهاممسكة بطارة القيادة وهي شاردة الذهن تفكر بذاك ال كريم الذي فقد حياته بلمح البصر قطع شرودها رنين هاتفهانظرت بشاشته لتزفر بضيق حين رأت نقش اسم والدتها ردت باقتضاب وبصوت خالي من المشاعر 

نعم يا ماما خير! 

تنهدت منيرةبضيق ثم تحدثت بصوت حزين متصنع 

هو ده ردك على أمك يا إيثار!

زفرت بقوة لتهتف بضجر 

هاتي من الاخر وقولي عاوزة إيه يا ماماأنا سايقة العربية وممكن أخد مخالفة فانجزي 

تنهيدة حارة خرجت من صدر منيرة لتقول باندفاع 

عمرو كلم عزيز تاني وعاوز يرجعك

لتستطرد بنبرة طامعة 

بس المرة دي غير كل مرة ده هيحط لك نص مليون جنيه في البنك بإسمك وهيجيب لك شبكة جديدة والذهب اللي إنت هتنقيه كله هيشتريهولك وكل اللي تقولي عليه هينفذه من غير كلام

سألتها متهكمة 

وياترى ولادك الرجالة هياخدوا كام من ورا الثفقة الجامدة دي يا أم عزيز 

ارتبكت وتحدثت نافية بتلعثم 

إخص عليك يا إيثار هو ده ظنك في إخواتكطب دول يا حبة عيني كل مناهم إنهم يشوفوكي متسترة ومتستتة في بيتك وفي ضل راجل 

هتفت ساخرة 

راجل! هو مين ده اللي راجل عمرو إبن إجلال!

عيب تتكلمي كدة على الراجل يا بنتي طب على الأقل إعملي حساب ل يوسف وكأنها بمجرد نطقها لتلك الكلمات قد فتحت عليها بابا من أبواب جهنم لتهتف الأخرى بقوة بكلمات لازعة 

عيب دي تقوليها لولادك اللي عاوزين يبيعوني ويرموني لراجل ژبالة علشان خاطر مصالحهم وتقوليها لنفسك 

شعرت بغصة مرة بحلقها لتقول مسترسلة

إنت إيه يا شيخة هو أنا مش بنتك أنا كمان بتعملي فيا كدة ليه! 

من المتوقع أن تتألم أية أم لنطق إبنتها لتلك الكلمات اللائمة لكن الامر يختلف مع تلك المنعدمة المشاعر لتتحدث بنبرة ټهديدية صريحة 

بلاش الكلمتين الماسخين بتوع كل مرة دول واسمعيني كويسأنا حايشة عنك عزيز بالعافيةفمتسوقيش فيها عشان اخوك مستني يشوفني هعمل إيه معاكوإنت عارفة عزيز كويسلو اللي في دماغه ممشيش هيهد الدنيا على دماغك

واستطردت

انت في الصفحة 5 من 142 صفحات