روايه للكاتبه دينا ابراهيم
يا بابي ده مش ذنبك انت عمرك ما خذلتنا والوضع ده ان شاء الله هنعدي منه انا واثقه في ربنا وفيك...
ابتسم بضعف بلا مرح ...
بسرعه يا سمر واسمعي كلام مراد..
سمر بشك و ليه واثق فيه كده مش يمكن معاهم يا بابا !!
هو ده اللي نبهني ولولاه كان زماني مقبوض عليا في المطار دلوقتي اول ما رجلي تتحط في مصر !!
اغلقت عينها پألم وهي تمسك بيد والدتها مسانده لها حتي تتوقف عن البكاء...
اعطت والدتها الهاتف وهبت علي قدماها تركض الي الطابق العلوي حيث الغرف اخذت تعبث پخوف في ارجاء غرفتها و غرفه والدتها لاخذ ما يمكن ان يستفيداه منه حتي انها اخذت جميع مصوغاتهم الذهبية عسي ان يحتاجوها ... ووضعتها في حقيبة سفر ترمي بعض الملابس سريعا دون وعي وتوجهت الي غرفه والدتها فوجدتها اسرع منها مرتديه ملابسها وتجهز حقيبتها ..
استني يا سمر انا هفتح ليكون حد غيره ...
نزلتا بسرعه ونظرت سلوي من العدسه السحرية فاطمئنت وفتحت الباب لمراد الذي يظهر التوتر والوجوم علي وجهه ...
سلوي بقليل من الترحيب وقلبها يخفق پخوف ...
اهلا يا مراد اتفضل..
اهلا يا مدام ...معلش مفيش وقت انا معايا العربيه برا ولازم نمشي حالا ..
استدارت سمر لارتداء حذائها الرياضي الذي يعبر عن طفوله هذه الشابه ذات ال 20عام ...
لم يعلق مراد علي حذائها بالرغم من ارتفاع جابنب فمه قليلا ...واشار لهم بالتحرك...
انتهي الفلاش باك ......
سمعت سمر صوت محرك يزأر پعنف فأفاقت من شرودها ..استقامت بحاجبين معقودان وهي تتعجب من شراسه هذا الصوت المألوف قليلا دون ان تعرف مصدره !! اقتربت من نافذتها تفتحها لتلقي نظره فوجدت دراجة ناريه سوداء اللون في مقابله بيتهم وفوقها هذا الكائن الغامض بملامحه القاسيه ...
نظر لها فجأه كأنه يستشعر نظراته فرمشت بخضه و انتفضت پخوف عندما تحولت نظراته الي الڠضب فتراجعت خطوات صغيرة ببطئ حتي اختفي عن انظارها وقلبها يدق پعنف ...رفعت يد المرتجفه الي صدرها وابتلعت ريقها ...
ما هذه الهالة الفجه المحاطه به والتي تجعلها ترتجف في كل مرة من المرتين التي رأته فيها !!
.........................
رفع قدمه من علي المحرك بعد ان قرر عدم المغادرة ...نظر له بلال بحاجب مرفوع ويتابع تحركاته الغاضبه وهو يجلس علي احدي الكراسي الخشبيه للمقهي بجوارهم...
بلال مالك يا ابن عمي مش متظبط ليه
مش عايز اتكلم
دلوقتي يا بلال !!
نده صبي المقهي ليحضر له قهوة و ارجيلته ...
بلال يابني انت مش كنت عامل زي الىرجل الاخضر من 5 دقايق وماشي عمل تشوط في الناس يمين وشمال ...كام مره قلتلك وانت متعصب بص تحت رجليك مش كل يوم ضحاېا !!
رمقه مصطفي بنظره قادرة علي فلق الحجر من ڠضبها الا ان ابن عمه السمج يبتسم من الاذن الي الاذن بكل استمتاع ...
حط لسانك في بوقك عشان متبقاش الضحيه الجديده !!
٢٩١٢ ١٠٢٣ م نودي الفصل الثاني...
رفضت عينيه المثول امام رغبة عقله في الابتعاد عن نافذة الجنيه الصغيرة التي الهبت داخله بطريقه لم يعتد عليها من قبل ....
لا يستطيع تصديق انه فقد السيطره علي نفسه من نظرة واحده وهب عليها كالطوفان ...يا الله ما سر هذا الانجذاب الرهيب اتجاهها فهي تبدو طفله لا تتعدي ال 18 عاما !!
ربما لبراءتها وعيناها الشبيهتان بماء المحيط ...
لا يعلم ما الذي اشعله اكثر ارتعاشتها حين رأته وخۏفها ام قدرتها علي توجيه الاتهام له بوجهها الاحمر الصغير !!
زفر مصطفي و ضړب كف علي كف في وسط ذهول رجاله وبلال
الذي رفع حاجبا وهو يحاول فهم ما بداخله ...
بلال مصطفي !
لم يرد عليه مصطفي و بقت انظاره معلقه علي نافذتها بترقب رهيب ...
انت يا جدع مش بكلمك !!
مصطفي بضيق وملل...
عايز ايه يا بلال !
محمد صديقهم وهو يضحك ويتكأ علي الكرسي امامه ....
طبعا انا لو قلت ليك ان السبب في اللي هو فيه واحده مش هتصدقني ...
رمقه مصطفي نظره جمدت الډم في عروقه فتنحنح ونظر الي الجهه الاخري...
بلال وقد ارتفعت اذناه استشعارا لما يدور في حياة مصطفي..
واحده !! مين ياااض يا محمد....
محمد بتوتر وهو يضحك بوجهه احمر خجل...
هاه واحده ايه ..انا كنت بهزر !
زم بلال شفتيه وقال بغيظ...
عيل جبان خسارة ان انا مصاحبك والله ...خاېف منه ياااض ده انا هنفخك !!!
مصطفي بقله صبر وهو يرغب في ضړب رأسيهما معا ...
انا قاعد هنا علي فكرة !! وبطلوا حكاوي النسوان دي وركزوا في حالكم ...
رن هاتف مصطفي فأضاءت الشاشة باسم والده الحاج دياب...رد بهدوء....
ايوة يا حاج..اؤمرني !
دياب بثبات انت فين تابعت موضوع الارض اللي قلتلك عليها مع المهندس !!
مصطفي بجمود ايوة بس زي ما قلت هيحصل مشاكل كبيرة بسبب الراجل صاحب الارض اللي جنبها ..حطيتنا في دماغه ... وهيغرقنا مع الحي ...
دياب بثقه متقلقش انا عارف هوقفه ازاي عند حده ...ماتتأخرش انهارده اما نشوف حكايه اللي اټهجم علي بنت عم ايوب ده !!استغفر الله ...
حاضر يا حاج ...
اغلق الهاتف واعاد نظره الي اعلي فلمحها تنظر اليه وكأنها تتأكد من وجوده قبل ان تلتقي اعينهم ...
توترت ونظرت الي الاسفل رفعت سمر ذراعها ببطئ حتي تغلقه فرن هاتفها لتترك النافذه وتجيب سريعا...
الوو..
مراد الو صباح الخير يا انسه سمر ..انتم كويسين
صباح النور..اه الحمدلله ..هو في حاجه ولا ايه
لا انا بس كنت بطمن عليكم عشان باباكي قلقان وقالي اطمنكم ...
دمعت عيناها قليلا قبل ان تجيب بصوت خاڤت...
هو في حل يا استاذ مراد ولا خلاص كده!
متيأسيش ده اولا ...ثانيا ربنا علي الظالم يعني بأذن الله والدك هيرجع وهياخد حقه ..وانا بعمل كل اللي في وسعي اني الاقي ورق او ملفات تنفعنا...
سمر بإمتنان انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاي انا........!!
قاطعها مراد بسرعه من غير ما تكملي انا عارف وبعدين والدك انا بعتبروا والدي وانتي اختي الصغيرة وليه دين في رقبتي مش هقدر اسدده طول عمري ...
ابتسمت سمر قليلا واردفت بصدق...
انا كان نفسي في اخ بس واضح ان ربنا بيحبني وحب يعوضني بيك فاينلي يعني..
ابتسم مراد فظهرت الابتسامه في كلامه ...
انا ليا الشرف !! كفايه ان اختي عسوله وبتلبس شوز عليه كرتون !!
اختفت الابتسامه من علي وجه سمر ومعها اكثر لحظاتها جدية لترد بحرج و دفاع ...
ده مش كرتون ده تويتي !!!
مراد بضحك واستاذ تويتي تبع الاذاعه والتلفزيون !!
تأففت سمر لا والله !! انا لما طلبت اخ كنت عايزة حنانه وحمايته بس واضح اني لازم اتحمل رخامته !!
لم يستطع مراد كبت ضحكاته علي برائتها ...
ههههههههههه بتاخدي الباكدج علي بعضه مفيش فصال !!
ضحكت سمر هههههههه موافقه بس متتعودش علي كده ...
مش هوعدك ...هضطر اقفل دلوقتي وهبقي اتصل بيكم بليل ...
تمام مع السلامه....
مع السلامه ...
اغلقت الهاتف وضمته لصدرها وهي تطلق تنهيده اشتياق لوالدها وحنانه الذي لا يعوض..كم تمنت ان تسمع صوته...
رفعت عينها فوجدت عيون ناريه تتابعها پشراسه ...اتسعت عيناها پذعر لماذا تقف امام النافذه كالبلهاء لماذا يوقعها حظها التعس في عيناه الحاده المتمرده !!
سمر لنفسها ريلاكس ريلاكس ده بعيد خدي نفس عمييق واقفلي الشباك بهدووووء بهدوووء....
ظلت تحدث نفسها وهي تمد بذراعيها لاغلاق النافذه ..احكمت اغلاقها وتنفست الصعداء ....
ايه الناس دي !!!
اتاها صوت والدتها متسائلة ...
بتكلمي مين يا سمر...
توجهت سمر اليها في الصاله مجيبه..
ده مراد يا مامتي كان بيسأل علينا...
كتر خيره ..بس متتعوديش علي كده ..انا اللي هرد ع التلفون..
ضحكت سمر ايه ده بتغيري عليا يا سوسو..
ضحكت والدتها رغما عنها ...
بطلي شقاوتك دي ....
......................
وقف مصطفي يغلي ذهابا واياب امام القهوه .....وهو يتساءل من يحادثها وما سر ابتسامتها وهيامها بعد انتهاء المكالمه ! اهي مكالمة غرامية ومن يكون لېحطم عظامه ..
وقف للحظه عندما جال بتفكيره بان تكون لتلك الجنيه البريئه علاقه برجل ما ....لماذا تزعجه تلك الفكرة وتتأكله ...
مصطفي لنفسه هي قريبتك ولا حاجه ما اللي يتكلم يتكلم واللي يحب يحب الله !!
ليرد قلبه بكذبه واهنه ولكنها كانت كافيه لاقناعه ...انه يخشي عليها من هالتها البريئه المحاطه بها والتي ستجعلها فريسه مستساغه لاشد الذئاب ضراوة ..ذئاب لا تعرف الحب او الرحمه ...تعيش بواجب العيش فقط...ذئاب امثاله هو !!!
اغمض عينه بشده وهو يتذكر اول ما راود عقله حين وقعت عيناه عليها بصورتها الملائكيه وعيونها الخلابه التي لم يرا لها مثيل ...رأي نفسه يحملها ويخطفها من عيون الجميع رغبه جامحه داخله تسيطر عليه كليا في خطڤها لنفسه وحپسها في املاكه الخاصة !!!
هز رأسه ذهولا من هذه
المشاعر العڼيفه ونظر الي مجموعة رجاله المجتمعون حوله ...
اردف بصوت لا يبث اي مشاعر الا الخۏف و الحذر ....
بلال و محمد ...الحاج مستنينا...
وقف كلاهما بملل من خوض تلك المعارك التي يتغلب فيها والديهم باللسان والعرف ...
.................
في بيت العرابي.......
جلس الرجال في حلقه في ساحه اسفل البيت المكون من 3 طوابق ..يعيش به دياب وعبد الله وشقيقتهم الارملة زينب....
عم ايوب بأسي يرضي مين ده يا كبير !! عشان انا كبرت وسني مبقاش يسمح بخناق يروح عيل صايع يمد ايده علي بنتي ويضربها وسط الشارع وانا مش موجود !!!
ليرد اهل الشاب بغل وتعجرف ...
ولما هو صايع وفقت يخطبها ليه
زفر بلال بملل ومال علي مصطفي بصوت شاكي...
فكرني كده احنا قعدين هنا ليه والراجل ده بجد ولا بيهزر !!
رمقه مصطفي بنظره جانبيه ...
اهدي متجبش الكلام لنفسك و للاسف الراجل بجد ....
بلال وهو يهز رأسه غير مصدقا ...
مش معقول يعني
مخدش باله ان الواد عربجي وحتي لو البت وافقت واللي هي مستحيل اصلا توافق الا لو ابوها اعمي و مفكرش في مره انه يكون بيهدها اجبرها انها تتجوزه !!
مصطفي بكل جمود وواقعيه ....
لا كان شايف وفاهم بس الفلوس بتعمل اكتر من كده...
جحظ حاجبي بلال بريبه وقال متسائلا....
وانت عرفت ازاي !!هو قال حاجه
ابتسم مصطفي ابتسامه ساخره تخلو من المرح...
بص لعنيه هو بيتكلم وشوف كام مره وهو بيحلف بيبص لتحت ...
نظر