لحن الزعفران بقلم شامه الشعراوي
الڼاري ترتدي ثوبا قصيرا من اللون الأسود وتضع أحمر شفاه قاتم مما جعلها أكثر فتنة تسير على الأرض مدت يديها بكأس من الخمر فأخذه منها ووضعه أمامه ثم جذبها من ساعد يديها ليتخل توازنها فاحتواها بذارعيه وقبلها على خديها قبلة خاطفة ليقول بصوت هادئ اتاخرت عليا النهاردة أوي.
تحدثت تلك الفتاة التى تدعى لارا قائلة
ماشي يابطل المهم انك جيتي بالسلامة.
نظرت إليه وهى تبتعد وقالت متسائلة
هتعمل ايه مع خطيبتك هتستمر فى الجوازة دي ولا هتسيبها.
تحدث وليد وهو يشعل تلك السېجارة ليقول بغموض
أكيد هسيبها بس بعد ما أخد اللى عاوزه منها.
وايه بقا اللى انت عاوزه منها يابيبى.
مش مهم تعرفى الا قوليلى عملتي إيه مع محاسن لسه مصممه أنك تسيبى الشغل.
عايزة اسيبه ولكن محاسن ماسكة فيا بايديها وسنانها ومش راضية تسبني بتقولى أنتى اللى مشغلة المكان ولو مشيت شغلها هيخسر كتير.
أردف وليد قائلا الصراحة هى عندها حق لولاكي كان البار دا اتقفل من بدرى.
طب انت شايف ايه أفضل مستمرة ولا اوقف الشغل هنا واشوف مكان تانى غير دا.
خليكي هنا احسن بدل ماتروحى مكان تانى ولسه هتاخدي وقت لحد مايكون ليكي أسم هناك لكن هنا أنتى ليكى شهرة وبتقدري تعملى كل اللى عيزاه والكل تحت أمرك.
امممممم خلاص مدام انت شايف كدا افضل هنا ايه رأيك نقوم نرقص شوية.
استيقظت فيروز على تلك الضوضاء الصاخبة الذى ازعجتها لتفرك جفن عينيها بكف يديها الرقيقة أعتدلت فى جلستها وهى تنظر فى الساعة لتجدها ١ صباحا ثم نهضت بكسل وبعد مرور نصف ساعة أتجهت إلى الأسفل لتجد والدها يستشيط ڠضبا شعرت بوخزة جارحة فى قلبها مثل وخزات الخڼجر عندما رأته يتحدث پغضب مع صديقه قائلا
تحدث صديقة رؤوف محاولا تهدئته
أهدى يا عامر الأمور ما تتحلش بعصبيتك دي.
نظر إليه بضيق وقال
أهدى أزاى ها انا مصدقت أن ربنا رزقني بيها بعد وقت طويل وفى الاخر يجي مدرس متخلف زي دا يضربها دا أنا هطبق الدنيا على دماغه هو لسه شاف مني حاجه.
جلس على أحد المقاعد القريبة منه بزهق ليقول
أنت متعرفش أن بنتى دي غالية عندى قد ايه لما أتولدت هونت عليا مۏت أختها وخاېف عليها ليجرالها أى حاجه وأخسرها زيها أنا عانيت كتير فى حياتي بعد مۏت أول بنت ربنا رزقني بيها قعدت سنين بعدها محروم من الخلفة لحد ما فقدنا الأمل أنا ومراتي علشان كدا روحت أتبنيت فيروزة من الملجأ كان عمرها أربع سنين أول ما عينى وقعت عليها حسيت باحساس غريب معرفتش أوصفه لحد دلوقتى ومش فاهمه وبعدها بشهر ربنا كرمنا ومراتي حملت وخلفنا
٣ صبيان فى كل مرة كان نفسي يكون عندي بنت من دمي كنت حاسس بنقص جوايا برغم وجود فيروزة مكنتش مكتفى وفضلت أدعى ربنا فى كل صلاة لحد ما رزقنا بأجمل بنوتة
تنهد رؤوف وهو يربت على ذراعيه قائلا
أنا عارف أنت مريت باوقات صعبه ولكن أياك تظلم
حد ياخالد
أنت عمرك ما كنت كدا و ياريت تخرج المدرس بلاش تشرد أسرته هو كدا خد اللى يستحقه وزيادة.
ماشى بس هربيه الأول وبعدها هبقى أخرجه.
سارت بخطوات بطيئة فقد بدأت تتعود على تلك الكلمات التى تقال من والدها فهى تشعر بداخلها بأنها لا يحق لها أن تحزن منهما فقد أخرجوها من تلك الدار وانفقوا عليها وأغمروها بالحنان والعطف فهى ممتنه لهم بذالك اقتربت منهما وابتسمت ابتسامة رقيقة حتى لا تشعرهم بشئ فقالت وهى تقبل يديه صباح الخير يابابا.
أبتسم إليها ليقول بهدوء صباح الخير ياحبيبتى صاحية متأخر النهاردة مش عادتك يعنى.
راحت عليا نومة ومحستش بنفسي غير وانا صاحية على صوتك هو فى حاجه مزعلة حضرتك.
ربت على يديها برفق قائلا
لا ياحبيبتي مفيش حاجه مزعلاني متشغليش بالك أنتي وبعدين أنتى كويسة حاسس أنك فيكي حاجه ملامحك مطفيه ومش منورة زي كل مرة بشوفك فيها.
نظرت إليه فيروز قائلة
ابدا يابابا أنا زي الفل هو بس هتلاقيني علشان لسه صاحية مش أكتر ثم أستدارت قليلا تنظر إلى صديق والدها لتقول بمرح
ايه دا عمو رؤوف أنت هنا يارجل مش تكح أو تقول اي حاجه كدا تلفت أنتباهي أنك موجود.
ضحك بخفة وقال ياسلام ياختي على اساس أنك مكنتيش شيفاني دا انتى سوسة.
أعمل إيه بس ياعمو كل لما اشوف بابا فى أى حته عيني مابتشوفش غيره.
العب سمعت ياعامر بنتك البكاشة بتقول ايه دا بتأكل بعقلنا حلاوة.
أحتواها بين ذراعيه ليقول مبتسما بنتي حبيبتي تقول وتعمل اللى هى عايزاه.
أردف صديقه قائلا بهدوء ماشى ياسيدي ربنا يديمكم لبعض اه صح انت مش ناوي تجوزها بقا يمكن تبطل لماضة شوية.
زفر عامر بضيق وقال لما نشوف الزفت ناوي على ايه بقاله سنتين بيشطب فى أم الشقة اللى مش بتخلص دي.
ما يتنيل يقعد معاكم هنا فى القصر بدل ما يقعد فى شقة بعيد عنكم والمكان هنا ماشاء الله واسع وكبير .
والله أنا وأبوه غلبنا معاه وهو مصمم على رأيه لما نشوف أخرتها ايه.
هبت فيروزة واقفة وكأن لدغتها أفعى فهى تخشي هذا اليوم التى ستتزوج به وتترك تلك العائلة ثم قالت بتوتر
أنا هقوم اشوف ماما محتاجين مني أي حاجه أعملهالكم.
نظر إليها والدها وأجابها لا ياروزا ومامتك هتلاقيها قاعدة فى الجنينة مع مرات عمك.
مساء فى مستشفى الهلال الخاصة..
كان جالسة أنيس فى مكتبه مجتمعا مع بعض الأطباء لمناقشة بعض الأمور المتعلقة بتجديد وتطوير المستشفى بعد مرور ساعة خرجوا الأطباء بعد الاتفاق الذى دار بينهما تحدثت الممرضة قائلة
دكتور أنيس كنت محتاجة من حضرتك تمضيلى على طلب الاستقالة دا.
أردف أنيس ببرود وقال
وأنا مش همضى وياريت يا أنسة تتفضلى على شغلك وتبطلى كل شوية تقدميلى طلب استقالتك الشغل هنا مش لعبة مش وقت ما تزهقى وتقرري تمشى هنحققلك رغباتك.
تحدثت بنفس البرود قائلة وأنا مش تحت أمرك اتفضل أمضى.
ولو ما مضتش هتعملى ايه يعني!
ولا حاجة همشى ومش هتعرفلى طريق يا أنيس وابقى وريني هتوصلى أزاى .
اطلق صوت ضحك عال وهو يعبث بالقلم ليقول باستفزاز امممم قلبك بقا مېت ياديدي ثم أستدار بالكرسي ليعيطها ظهره و أكمل حديثه
ماشى ياستى أبقى وريني هتعملى ايه ويلا بقا طرقينا مش ناقص ۏجع دماغ واه متنسيش تبعتيلى عمو عبده بالقهوة يلا ياماما يلا ياحبيبتي برا مش عايز عطلة ورايا شغل.
أردفت دارين بضيق وڠضب قائلة طيب يا أنيس أنا هوريك هعمل ايه ماشى انت اللى جبته لنفسك ثم غادرته وأغلقت الباب خلفها بقوة.
بعد بضع دقائق فتح الباب بخفة لتنظر الأخرى بداخله