الإثنين 25 نوفمبر 2024

ساكن الصريح بقلم مياده مأمون

انت في الصفحة 4 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز


الخارج يتصبب عرقا اثر المجهود القوي الذي فعله مع ان الجو بارد جدا
سمع صوت ضعيف ومصباح غرف الطعام منير فظن ان والدته هي التي بها فذهب اليها
بتعملي ايه عندك دلوقتي يا أمي انتي مش بتريحي نفسك ابدا
تصنمت مكانها ملتفته اليه وهي تمسك بيدها زجاجة المياه
كما وقف هو أيضا مندهشا من رؤيتها أمامه بمانمتها الشتويه وشعرها المفرود على ظهرها كشلال من الشيكولاته وعينها الصافيه كمياه البحر الزرقاء

غض بصره سريعا وارتسمت ملامح الڠضب على وجهه
اااانتي بتعملي ايه هنا
ابتسمت هي فارحه برؤيته وحاولت ان تقترب منه فرجع خطوه للخلف مفسحا لها الطريق
مافيش يا ابيه انا بس كنت عطشانه فنزلت اجيب مايه
اشاح بوجهه متجنبا رؤيتها
طب ياريت تتفضلي على اوضتك وحاولي ماتخرجيش منها بعد كده من غير ماتكوني لابسه حجابك وحاجه واسعه عليكي
شعرت بالحرج منه وسريعا ما جرت من أمامه
ليوقفها هو
استنى!
وقفت على الدرج ولم تنطق
حضري نفسك على الساعه ١١ كده تكونو صحيتو عشان هاخدكم معايا المستشفى اعملك شوية تحاليل
لم تلتفت اليه وجرت للأعلى وهي تهمس له
حاضر يا ابيه
ليهمس هو لنفسه وهو يرفع رأسه برفق حتى يتجنب رؤيتها
شكلك كده جايه هنا عشان توجعي قلب ابيه وتشيليه ذنوب يا شذي
وفي تمام العاشرة صباحا استيقظ من نومه أثرصوت
ذلك المنبه المزعج اغلقه بكفه وهو يستغفر ربه كعادته ويلعن الوقت
استغفر الله العظيم انا مش عارف بس يا ربي اشمعني وقت النوم اللي بيعدي بسرعه كده
اعتدل من علي فراشه واخذ منشفته واتجه للخارج مغلقا باب غرفته خلفه
وللمره الثانيه يتقابل معاها ومن الواضح انه سيكون دائم التعركل بها في هذا البيت
كانت مرتدية حجابها على عبائتها السوداء ومازال على عيناها أثر النعاس وهذه المره هي من ارتسم على وجهها الحزن
صباح الخير
احنت رأسها للأسفل وضمت كفيها في بعضهم
صباح النور يا ابيه
التمس هو نبرة صوتها الحزينه وربما علم ان حديثه معها باكرا هو ما ازعجها فقرر ان يحد توتره في حديثه الصارم معها
صحيتي بدري عن المعاد يعني
انا مانمتش اصلا من الصبح و مش عايزه اروح في حته
ليه مش عايزه تطمني على صحتك
لاء مش عايزه انا اصلا بكره نفسي وبدعي ان ربنا ياخدني عشان اريح كل الناس مني
ضم حاجبيه بغرابه على كلامها وطريقتها الطفولية وجرت هي من أمامه للأسفل قبل أن تنفطر أمامه في البكاء
توجه الي المرحاض وهو يفكر في هذه الصغيره التي ستجبره رغما عنه في التركيز معها
وفي طريقه استمع إلي والدته وخالته وهم يحاولون تهدئتها في غرفة الطعام
بټعيطي ليه بس تاني يا حبيبتي و ليه
لابسه الاسود في البيت
مافيش يا خالتو انا كويسه
طب قومي يا شذى اغسلي وشك وتعالي افطري معانا عشان تغيري عبايتك دي ونروح مع ابن خالتك تعملي التحاليل
لاء مش هاروح اعمل حاجه يا ماما واصلا مش هينفع اقلع العبايه في البيت انا لبسي كله بجامات ومش معايا حاجه واسعه البسها
طب ومش عايزه تروحي تكشفي ليه بقي
كده مش عايزه اتعب حد معايا
حزن هو بالخارج على حزنها هذه الصغيره لديها عزة نفس كبيره ولن تطيعه بالساهل
تفاجؤ بصوته عندما اقتحم جلستهم
مانتي لو اغمى عليكي تاني زي امبارح كده هتتعبينا كلنا معاكي ومامتك هاتفضل قلقانه عليكي
يبقى لازم تسمعي الكلام عشان تطمن عليكي
تحولت عيناها الي بركه من الدموع ارتفع صوتها رغما عنها
مش عايزه حد يقلق عليا ولو تعبت بعد كده ماتبقوش تسألوا فيا سيبوني في حالي بقي
حاولت الهروب من أمامهم ولكنه اوقفها بصوته الصارم
استنى عندك يا بنت انتي اسمعي انا ماليش في دلع البنات ده هي كلمه واحده وهاتنفذيها ڠصب عنك ياشذي
تطلعي حالا تلبسي وتنزلي تفطري علبال ماتوضي واصلي الضحى والبس انا كمان هاتروحي معانا يعني هاتروحي
بعين منكسره سلامته وهي تقول
يعني انت اخدتني من عند اللي كانو بيغصبوني علي كل حاجه عشان تجبني هنا وتجبرني انت كمان
ضمتها والدته داخل احضانها
لاء يا شذى مالك خاېف عليكي يا حبيبتي
اسكتي يا أمي لو سمحتي ولو انتي شايفه اني كلامي في الصح ڠصب يا شذى يبقى انا هاغصبك
وياستي بجملة اللي بيجبروكي ماجتش عليا انا بقي
يلا اتفضلي اعملي اللي قولتلك عليه.
انتفضت من حضڼ خالتها وجرت للأعلى لتجذبه والدتها وتجبره على الانحناء حتى تضمه داخل احضانها وهي تبكي وتقبله في وجنته
ربنا يخليك لينا يامالك ويجعلك سند وضهر ليها ديما
خجل من ضمة خالته واعتدل سريعا وقد احمر وجهه بالكامل
استغفر الله العظيم ياستي اوعي انتي كمان انا ماحدش يبوسني غير امي بس
طب مانا كمان امك ياواد هتكسف مني ولا ايه
امي ايه بس دانا حاسس انك أصغر مني هو في خاله زي القمر كده تبوس راجل بالطول ده برضو
يلا يا ستي حصلي بنتك واجهزو بسرعه عشان متأخرش على شغلي يلا الله يرضى عليكو يلا
قال كلمته وهو يترك لهم الغرفه متجها الي المرحاض
الحقي يا مجيده ابنك مكسوف مني
معزور ياختي مانتو الفرق بينكم بتاع ١٥ سنه انتي ناسيه انك اتجوزتي وهو عنده يجي خمس سنين كده يلا بقي نحط الفطار على السفرة عشان نلبس بسرعه بدل مايتعصب علينا تاني
وضعو اطباق الطعام على المائدة التي كان يجلس امامها الشيخ حسان
ياصباح الخيرات انا بقى في بيتي بدل القمر تلاتة كده مشاء الله عليكم بس القمر الصغير قابلني وهو زعلان وبيبكي ياتري مين اللي زعله
صباح الخير يا شيخ حسان ربنا مايجيب زعل ولا حاجه يا خويا دي شذى بس حبت تدلع علينا شويه ماتعرفش ان مالك بيتعصب بسرعه وانفعل عليها بكلمتين عشان ترضى تروح معانا المستشفى
امم طب معلش بكره تفهم طبعه اطلعي يا ماجده هاتيها عشان نفطر كلنا سوي
حاضر انا هاطلع ليها عن اذنكم
تركتهم وذهبت وجلست زوجته بجواره على مقعدها صامته
الله في أي يا ام مالك حصل حاجه زعلتك
مش عاجبني تصرف ابنك مع البنت كل كلامه معاها بزعيق والبنت كده هتكره قعدتها معانا
وانتي شايفه ان قاعدها معانا صح اصلا يا حجه
تفاجأت برد زوجها عليهاوتملك منها الڠضب
قصدك ايه دي اختي وبنت اختي ومالهمش مكان تاني يروحوه ارميهم في الشارع يعني عشان ترتاحوا
انا ماقولتش كده بس انتي مش شايفه انك كده بتحطي الڼار
جنب البنزين
ڼار اي وبنزين اي اللي بتتكلم عنهم دول
هو مالك قاعد في البيت معاها لوحده ماكلنا قاعدين مع بعض اهو وبعدين مانت عارف طبع ابنك وكرهه لجنس الحريم كلهم
بس بنت اختك جميله مشاء الله عليها
وابني متربي كويس يا حج وذو خلق مش ممكن يفكر في اللي انت بتفكر فيه ده ولا اقولك يا رب يفكر ويحبها كمان نفسي افرح بيه واجوزه بقي
لاء
فوقي يا حجه مش معنى اني فتحتلهم بيتي اني أوافق على كده
انتو كمان بتناقشوا في موضوع جوازي!
كان هذا مالك الذي صلي فرضه وذهب إليهم مستمع الي حديثهم
وقفت والدته من علي مقعدها پغضب وهمت بالذهاب للأعلى.
طب بما انك سمعت كلامنا تعالي قول لابوك ان محمد العسال ماټ اصل شكله نسي وان بنت اختي قمر ومتربية والف من يتمناها ومش مستنيه سعاتك يا دكتور
جلس بجوار ابيه ومد يده ليتناول طعامه بلا مبلاه
زعلتها ليه بس يا حاج دانت حتى پتخاف على زعلها
مافيش زعل ولا حاجه يا حبيبي انا بس كان لازم احط النقط على الحروف
اطمن يا ابويا انت عارف كويس اوي اني مش بتاع الكلام ده وبعدين حتى لو فكرت مش هتبقى شذى يعني دي صغيره اوي عليا دي بتقولي يا ابيه
كده طمنت قلبي يا حبيبي افطر بقى عشان ماتتأخرش على شغلك
حاضر بس يارب هما بقى ينجزو وينزلو بسرعه
احنا جاهزين يا مالك
دلفت عليهم وهي ممسكة بيد ابنتها التي كانت تلبس بنطال اسود وعليه كنزه سوداء طويله بعض الشئ ويعلو رأسها حجابها
ولكنه ڠضب من ارتدائها هذا البنطال الضيق
انتي بتلبسي بناطيل يا شذي
تاففت پغضب تاركه يد والدتها وهذه المره جاوبته بأنزعاج
ايوه يا ابيه بلبس بناطيل واضيق من كده كمان وطول عمري بلبس كده وعمر ماحد علق على لبسي وقالي لبسك وحش او مش محترم.
قرر ان يمتص ڠضبها الذي تسبب فيه وفهمها بهدوء
طب تعالي اقعدي افطري وياريت ماتتعصبيش كده وبدل يا ستي ماتنفخي كده ممكن تستغفري دا حتى الاستغفار فيه رحمه
جلست أمامه بجانب والدتها ولكنها مازالت عابثة الوجه ولم تمد يدها للطعام وانضمت إليهم خالتها بعد أن بدلت هي الأخرى ملابسها
أولا انا لم سألتك السؤال ده ماكنش قصدي ازعجك كده
انا قصدي بس افهمك ان لبس البنت البنطلون والخروج بيه مش مستحب لأنك كده بتبقى متشبهه بالرجال
ثانيا بقى في زمانا ده لبس البنت للأسف بيدي انطباع غلط للي شايفها بيه عن أخلاقها والشباب الخطائين بقو كتير اوي
وكون ان ماحدش فهمك الحكايه دي قبل كده فده مش عيب فيكي للأسف دا عيب في البيئه اللي انتي عايشه فيها
احنت رأسها للأسفل بأسف
انا اسفه بس ماحدش قالي و لا فهمني الكلام ده قبل كده
ابتسم لها ومد يده ليتناول الطعام مره ثانيه
مافيش داعي للأسف كل شويه قولتلك انتي اختي الصغيره وواجبي عليكي انك لو مش فاهمه حاجه افهمك يلا ياجماعه مستنين اي افطرو بقي
صحيح انت دراستك اي يا شذى
انا في سنه اولى كلية تجاره يا ابيه
امممم برافو دا معناه انك بنت شاطره وبتحبي التعليم
برافو والله يلا انا هاطلع البس بقى علبال انتو ما تخلصو فطار
التوت شفتيها له بغيظ لقد اثار ڠضبها ولم تقوى على ردعه وبكل برود هدأ الموقف وتركها ورحل.
وصلوا إلي المشفى ترجلو جميعا من السياره وقفت تقرأ الاسم و بعدها نظرت اليه بدهشه سائلة
هي المبره دي خاصه
رفع حاجبه الأيمن متعجبا مما تفوهت
مبره! اسمها مستشفى مش مبره وايوه هي مستشفى خاص
عندنا اسمها مبره
ابتسم لهم وتقدمهم
انسى عندكو دا بقى وحاولي تتعودي على كلام بتوع القاهره
التفتت هي لوالدتها وكأنه القى عليها بثقل كبير
أيووووه داني واضح اني في حاجات كتير اوي عايزه اتعلمها
ضحك الكل على كلمتها ضړبت خالتها على رأسها بخفه
بقى بيقولك انسى تقومي تقوليله ايوه!
الله مش كده ياجماعه انتو كده عايزني امسح عقلي في لحظه بجومه.
الټفت إليها پغضب وهتف فيها
وطي صوتك ودي ايه جومه دي كمان تعالي يا آخرة صبري.
دلف بها داخل المشفي
وعندما رؤوه العاملين الكل جلس على مقعده والټفت الجميع الي عمله
وقف هو في المنتصف ينظر للجميع بوجه متهجم
وفي غضون لحظات تقدم منه احد العاملين اخذ منه حقيبته
حمدالله على السلامة ساعتك يا فندم
الله يسلمك يا عبدالرحمن دكتور حسام مشي ولا لسه موجود
موجود يا فندم وفي مكتب حضرتك
تمام
تقدمهم الساعي بالحقيبه حتى يحضر لهم المصعد ويفتح بابه لهم ثم تركهم وصعد هو على
الدرج
وهمست هي له
هما الناس خافو منك ليه كده يا ابيه
اجابها مبتسما هامسا بالقرب من اذنيها
عشان
انا المدير
شهقه قويه خرجت منها
وصړخت بفرحه
بجد!
الټفت هو الي
 

انت في الصفحة 4 من 54 صفحات