ساكن الصريح بقلم مياده مأمون
بقولك ايه اهمدي هما زمانهم قربو يخلصو أساسا.
شذي بتفكير
لاء هعملها بقولك ايه تعالي معايا.
جحظت عين رانيا عندما وقفت الاخري متأهبه للرحيل من وسط النساء
هانروح فين يا مجنونه انتي
شذي بمكر
هانطلع فوق.
علقت خالتها مندهشه من وقوفها هذا...
الله في حاجة يا شذى
شذي ملتفتة إليها...
هاه لاء ابدا يا خالتو انا بس هاطلع انا و رانيا فوق أصلها عايزه تنيم بنتها.
فتحت رانيا باب الغرفة و دلفت تعلو وجهها ابتسامه عريضة.
انحنت بجزعها على الفراش لترقد طفلتها ودثرتها بالغطاء جيدا...
ېخرب عقلك يا شذى انتي بجد سريعة التفكير عرفتي تمشي اللي في دماغك برضو.
اتجهت شذي نحو النافذة فتحتها ببطئ شديد حتى تتجنب نظرات الرجال بالأسفل أو ربما تقابلها نظرته المنذرة عن غضبه.
انتو لسه برضو يا شذى
ألقت رانيا على مسامعها هذا السؤال وهي تقف بجانبها تلقى نظره هي الاخري على زوجها وابنها الصغير.
وقفت شذي متيمة به بحركته السريعة كاصقر قوي يبسط جناحيه ليمتلك بهم السماء كان يتمايل بخفة و ينشد حافظا الكلمات عن ظهر قلب...
شذي بحزن
اه يا رانيا احنا لسة.
طب ليه هو مش الڼزيف خلاص
شذي بأيمائة
ايوة بس يعني زي ما تقولي كده لسه بناخد على بعض.
رانيا متفهمه
معاكم حق طبعا انتو تقريبا
ما عرفتوش بعض غير من وقت قصير ودا احسن ليكم انتو اللي الاتنين.
تعرفي يا شذى انا جيه في تفكيري ان موضوع الڼزيف ده بيتكرر ليكي كتير نتيجة خۏفك منه يعني عشان فرق السن بينكم و كده.
تفتكري!! يمكن ليه لاء
رجعت للخلف سريعا حين وجدته يقف ثابت رأسه مرتفع للأعلي معنفها بعينه هامسا لها دون أن يتحدث.
مالك محزرا لها بلا صوت
اقفلي الشباك ده.
اغلقت النافذة سريعا وجلسو هم الاثنان يضحكون.
وضعت رانيا يدها على صدرها تحاول ظبط أنفاسها من شدة الضحك.
شذي رافعة نقابها من علي وجهها تتلقي بعض نسمات الهواء لتبرد وجنتيها الحمروتان من حرارة الخۏف منه.
يسود عيشتي بس قصدك تقولي هيطلع يقطم رقبتي.
تفاجئت الاخري بوجهها الجميل الخالي من اي مساحيق تجميل.
ايه ده فين الميك اب اللي كنت حاطهولك
رفعت شذي اكتافها بلا مبالاه وهمت لتشلح حجابها بالكامل
رانيا مغتاظه منها
يا خسارة تعبي قولتلك خليه يشفوه بعد الليلة ما تخلص يا هبلة مش قبلها اقولك انا جوزي بيرن عليا عشان انزله يلا سلام يا حبيبتي.
قبلت شذي الصغيرة مكه وحملتها لتعطيها لأمها ثم قبلتها هي الاخري ممتنة لكل ما فعلته من أجلها
طب بما انك اختي الصغيرة بقى احب اقولك ان مافيش بين الأخوات شكر.
بدلت ملابسها لمنامة مخملية نبيذية اللون تمددت على الفراش مصطنعة النوم قبل أن يصعد لها.
فتح الباب عنوة ودفعه لينغلق بصوت قوي انكمشت هي على نفسها وسحبت الغطاء عليها تدثر وجهها به.
انار ضوء الغرفة ملقي عبائته على مكتبه بأهمال واتجه نحوها مباشرة.
مالك أمرا لها
اتعدلي انا عارف انك صاحية.
اعتدلت جالسة منحنية الرأس شعرها منسدلا على جانبي وجهها ليغطيه و يحجب عنه رؤيته.
شايفك غيرتي لبسك و نمتي
بحركه سريعة لمت شعرايتها على جانب عنقها رفعت له وجهها ضاممه حاجبيها تعبيرا عن عدم فهمها!
هو المفروض اعمل ايه في الوقت ده
تقومي تكلميني كده زي ما بكلمك مين اللي قالك تفتحي الشباك ده
تدللت الجميلة بشهقة مصطنعة و وضعت يدها على صدرها تحاول ايهامه بتعجبها مما يقول.
انا!!
انا مش فتحت حاجه دي رانيا هي اللي قالت عايزة تتفرج عليكم.
تركها من بين يده مبتعدا عنها حاول شغل نفسه بشئ اخر قبل أن تجذبه اليها بسحر عيناها الجميلة.
لا يا شيخة بقى هي رانيا اللي فتحت الشباك
وقفت خلفه تماما لفت يدها حول خصره مستندة برأسها على ظهره.
اقولك الحق.
اغمض عينه حل وثاق يدها و سحبها امامه ليضمها اليه هامسا.
قولي يا احلى كدابه...
دست وجهها في صدره حاولت الاختباء من عينه.
عشان كنت عايزة اشوفك و ابقى قريبة منك انا مش بحس بالأمان غير و انا معاك انت.
اه يا قلب ېتمزق من كثرة شوقه إليكي.
حاول الهروب من تيار حبها دون أن يحزنها او يحزن نفسه اكثر من ذلك.
طب ممكن تروحي تحضري العشا علبال ما انزل اخد حمام.
ابتعدت عنه قليلا وهمست
انت لسه ماصلحتنيش انا عارفه انك مش هاتصالحني غير لما تسمعني و تفهم كل حاجه.
ايه اللي جاب السيرة دي دلوقتي
قالها مالك منفعلا پعنف ليرتجف جسدها بړعب من صوته.
قولتلك مش عايز اسمع حاجه واتفضلي روحي نامي يلاااا.
زجها من بين يديه اجتذب ملابسه وذهب باتجاه باب
الغرفة وقبل ان يفتحه همست بحزن.
مش قولت انك جعان هانزل معاك احضر ليك العشا.
ظفر أنفاسه پعنف زجرها بكلمة محبطه.
مش عايز منك حاجه سديتي نفسي الله يسد نفسك يا بعيدة.
تملمت في نومتها وضعت يدها على خصرها تتحسس لمسة يده التي كانت تحتويها وتجذبها اليه طيلة الليل.
لكنها لم تجدها تقلبت على جانبها الاخر مدت ذراعها لتحتضنه هي لتجد مكانه دافئ و لكنه خالي.
رفعت جزعها العلوي تبحث عنه في الغرفه بعين شبه مغلقة
الله راح فين ده
همست شذي لنفسها ساحبه هاتفها من علي الكمود.
ياه الساعه لسه خامسه ونص تلاقيه راح يصلي الفجر في الجامع ونسي نفسه.
اوف انا عايزة اشرب هانزل اجيب مايه واشوفه يمكن يكون جيه وقاعد تحت.
عاد من المسجد هو و ابيه ليصعد ابيه الدرج و يقف هو يتمم على باب المنزل بعد أن اوصده.
الټفت ليصعد خلف ابيه لكنه توقف عند سماعه صوت هدير المياه القادم من غرفة الطهي.
فاتجه نحوها ليتأكد من إغلاق محبس المياه فأوقفه والده بسؤاله.
على فين يا مالك.
مالك مجيبا سؤال والده...
اتفضل اطلع انت يا حاج انا هاقفل المياه المفتوحه دي و احصلك.
اومئ له والده برأسه تركه وصعد ليلج
هو غرفة الطهي وجد جنيته الصغيرة تقف تنظف تلك الأواني تحت المياه.
بتعملي ايه عندك دلوقتي
التفتت بجانب وجهها لتراه ثم اعتدلت تكمل ما بيدها.
ليستشاط غيظا منها اقترب منفعلا محاوطها بيديه ليصل الي صنبور المياه و يغلقه.
مافيش واحده عاقله في الدنيا تقف تغسل صحون الساعه سته الصبح يا مختله انتي.
ماتشتمش.
قالتها شذي ملتفته اليه بيد ممتلئة برغوة سائل منظف الصحون.
تبسم الطبيب من تذمرها انحني إليها قليلا ليقترب من وجهها بمشاكسه.
هاتعملي ايه يعني
شذي بعناد له
هاعمل كده!
رفعت سبابتها لمست أنفه لتثبت عليه الرغوة
وتضحك هي بطفوله على منظره.
جحظت عين مالك على فعلتها و هتف غاضبا..
نهارك اسود يا شذى ايه اللي انتي عملتيه ده
شذي بوجنتان متوهجتان أثر الضحك
هههههههه شكلك يضحك اوي.
كده طب تعالي بقى....
امسك يدها بقوه وإذا به يرفعها يلطخ بها وجهها بالكامل.
شذي پغضب
كده يا مالك اوعي بقى ده غلط علي بشرتي.
ظل يضحك محاوطها بيديه و استدارت هي سريعا تغسل وجهها لا يظهر منها اي شئ.
ليستمع الي صوت ابيه الحاضر على الباب
كل ده بتقفل المياه يا مالك ايه المحبس باظ و لا ايه
تسمرت مكانها و بدوره ضمھا اكثر بيد و باليد الاخري افتعل غلق المياه.
مالك محاولا اقباح خجله من ابيه
لاء اانا خلاص بقفله اهو يا ابويا انت ايه اللي نزلك تاني بس.
سمعت صوتك زي ما تكون بتكلم حد.
صمت لبرهه لا يعرف بماذا يجيبه رفعت يدها على اذنها قليلا و بهدوء شلحت سماعة الهاتف الجوال من اذنيها والتي كانت تسمع بها الاغاني لتعطيها له بالخفاء.
أخذها منها سريعا و همس لها...
اقفلي الصوت.
ثم هتف لأبيه..
مافيش يا حاج دانا كنت بكلم حسام.
اومئ له ابيه ليرحل عنهم مرددا بالكلام.
طب يلا اطلع بقى ريح لك شوية قبل صلاة الجمعه يا بني.
بجبهتها على صدره.
لفت يدها حول خصره تمسكت بجلبابه من الخلف بتملك كأنها طفلته تغير عليه ولا تريد سواه.
انا بحبك اوي يا مالك حبني نص ما بحبك ماما قالتلي اوعي تشحتي حبه بس انا مش عايزه حاجه من الدنيا دي ولا عايزه حد يحبني غيرك انت.
تنهد الطبيب بصبر ربت على ظهرها عدة مرات ابعدها عنه قليلا ليمازحها بالحديث.
تعالي نطلع اوضتنا احسن ما حد يقفشنا تاني...
يعني بردو لسة مش عايز تصالحني طب بلاش تصالحني قولي انك بتحبني و بس.
الن يرق قلبك لي الا تشفعلي لمساتك الا تخبرك بأنك وحدك مالك فؤادي.
عفوا أيتها الصغيرة فالطبيب عقله ليس بهين لهذه الدرجه لن يرضخ لحبك بهذه السهولة
حاول التهرب من تيار عشقها حل وثاقها مشيرا لها بالتقدم امامه مردفا.
يلا ياشذي اطلعي قدامي.
ثبتت قدميها و احنت رأسها كمن تبحث عن شئ ضائع
انا عايزة ارجع بيتي مش عايزة اقعد هنا.
هو انا لعبه في ايدك.
شهقت واضعه يدها على ثغره عندما علا صوته مره واحده.
وطي صوتك هتصحي البيت كله و تفضحنا.
شلح عبائته من عليه قبض على يدها بقوة واذا به يمد الخطى نحو الدرج ليصعد بها إلى غرفتهم.
ولج بها داخلها دفعها نحو الفراش مغلقا الباب من خلفه بمفتاحه.
بصي يا بنت الناس انا مش عيل صغير قدامك فاكرة نفسك ممكن تضحكي عليه بكلامك الناعم ده
هناك تقوليلي مش عايزة اقعد هنا ودي مش شقتي و هنا تقوليلي لاء رجعني شقتي انتي عايزة ايه مني بالظبط.
هذه المره ادمعت عيناها پقهرة حقيقية.
عايزك تسمعني.
قولتلك مش عايز اسمع حاجه....
صړخ بها مالك منفعلا ملقيا بكل اشيائه من علي مكتبه.
انفزعت شذي من تقلبه رجعت للخلف وتوسطت فراشهم مدثرة نفسها جيدا تهمس بكلمات تصل إلى مسامعه.
اللي يشوفك وانت عصبي كده مايشوفكش ايام ما كنت عمال تتحايل عليا مره وتتخانق معايا مره عشان احكيلك.
و كالعاده علت شهقاتها لتخرج كلماتها بصړاخ
قولتلك انا بحبك عايزة اخرج اللي جوايا ليك عشان انت كمان تثق فيا تعرف ان مراتك مش...
قبض بيده على فمها بغلاظة و بصوت مثل فحيح الافعى قال...
اخرسي خالص
أياكي تنطقيها لازم تعرفي ان
العلاج اللي انتي بتاخديه كفيل يعرفني عنك كل حاجه يا مدام.
نفضت يده من علي وجهها بقوة رفعت يدها تتحسس مكانها پألم.
شذي بصړاخ
انت ماتعرفش حاجه انا كنت باخده عشان محمود كان بيهددني لو ماسمعتش كلامه هاينشر صوري على تليفونات شباب الحي كله
كان عايز يجبرني على ال.... و في كل مره كنت باخد البرشام ده عشان يبعد عني لحد يوم ما اتخدرت و اتخطفت.
جلس على الجانب
الاخر من الفراش معطيها ظهره واضعا وجهه بين كفيه لا يقوي عقله على التخيل.
كفاية بقى اسكتي مش عايز اسمع حاجه تاني.
لكنها أصرت ان تكمل ما بدئته لتريح قلبها من تلك الوخزة الملازمة له.
هددني هايفضحني
و في كل مره كنت بوهمه اني مريضة عشان يسيبني في حالي و يشيل فكرة الجواز دي من دماغه لكن هو كان بيعند اكتر و يتعصب عليا و....
قطعت كلماتها حين صاح بصوت جهور و