ساكن الصريح بقلم مياده مأمون
وترجل وهو يمسك بيده ادناء و حجاب الرأس ونقاب للوجه القاهم لها أمرها بأن تجهز اشيائها وترتديهم وتتتبعه سريعا.
بعد غضون بضعة دقائق اتاته منحنية الرأس دموعها ټغرق ذلك النقاب الذي حجب عنه رؤية وجهها الجميل.
وبرغم تلك الوخزة التي تملكت قلبه الا انه وقف كجبل من جليد يكمل اوامره لها.
اسمعي انتي هاتروحي تقعدي مع امك في الحسين هانفضل متجوزين شهر
شذي بصوت متحشرج لكن اكتسبت نبرة الشجاعه والاعتلاء
والله متشكرة اوي لزوقك وكرم اخلاقك بس انا بقى اللى رافضة عرضك ده و بقولك من دلوقتي اهو انا عايزة اطلق.
في لمح البصر كان ممسكا بعضضها رافعا نقابها من علي وجهها هامسا لها بصوت مرعب.
في تمام العاشرة كان يقف أمام منزل ابيه العتيق والذي ازهله انفراج بابه في هذه الساعه المبكرة.
مالك ملتفتا اليها
على ما يبدو إن الحجة مجيدة بدئت التحضيرات لليلة من بدري
ثم رمقها بنظرة ساخرة.
تنحي لها جانبا لتسبقه للداخل.
عندما ولجت للردهه الواسعة وجدتها خالية منهم حمدت ربها سرا وأطلقت العنان لساقيها
تجري نحو الدرج لتصعد
للأعلى حتى يتثني
لها الاختباء من عيون الجميع.
لكنه لم يرأف بها زاد من احتقانه تجاهها و قرر زيادة الضغط عليها إذ اوقفها بصوته المتهجم.
الټفت له مطلقة علي وجهه أمواج هائجة مندفعة من بحر عيناها المستظلة تحت نقابها و صړخت كعادتها.
طالعه اوضتي عندك مانع.
مالك مقتربا منها هامسا لها بحذر
صوتك ده مايعلاش عليا تاني فاهمه و اتفضلي ادخلي سلمي على امي وامك وبعدها ابقى روحي مكان مانتي عايزة.
قبض على كفها بيد قوية وتوجهه بها بأتجاه غرفة الطهي وأثناء سيرهم أمرها بسخرية
حاولت سحب يده من بين قبضته لكنه رفض فافجائته بلكمه قوية بالنسبة لها في كتفه.
الټفت إليها قبل أن تخطو قدماه الباب ونظر لها نظرة ارعبتها جعلتها ترتد للخلف خطوة.
مالك بغيظ منها
حاضر حسابك معايا بعدين انا هاعرفك ازاي ترفعي ايدك عليا.
دلف بها ليجد الغرفة ممتلئة بالنساء و والدتهما منهمكتان في طهي الطعام ليلفت نظرهم بحضورهم.
ما ان القى السلام الا واصدحت الزغاريد و انهالت عليهم التهاني.
انتشلت الحجة مجيدة يدها من ماجور العجين و اذا بها تجذبه بين ذراعيها و هي تلقى زغروطة عالية تعبر بها عن فرحتها.
حبيب امك الف مبروك يا نور عيني حمدلله على سلامتكم يا عرايس.
مالك ضاحكا بشدة
ههههههه الله يسلمك يا حبيبتي بهدلتيني عجين يا ام مالك.
يا اخويا عادي يعنى هيا اول مره يا واد يا دكتور وسعلي كده لما أرحب بالقمر بتاعتنا اللي مستخبية فيك دي.
لتشهق بفرحة حين رأتها...
و كمان خبيتها تحت النقاب ليك حق هو حد بردو يسيب القمر دي لكل من هب و دب يشوفها دانتي حتة الماس و لازم يخبيكي من العين يا عروستنا.
شذي وهي تري ابتسامته الصفراء...
ربنا يخليكي يا خالتو ازيك انتي عامله ايه.
ثم التفتت الي والدتها التي كانت تقف بعيدا تتابع الموقف بأندهاش.
مش هاتسلمي عليا يا ماما ولا ايه
ماجدة بتحفز لمالك
حمدلله على السلامه يا دكتور ماقولتش لينا يعني ان شذي لبست النقاب
مالك ضامم حاجبيه بإستنكار
عادي يعني يا خالتي اظن دي حاجة خاصة بينا احنا الاتنين و ماتزعلش حد بالعكس دي المفروض تفرحك.
المهم انها تكون مقتنعة بيه
اسأليها اهي قدامك
ماجدة مقتربة من ابنتها
مقتنعة بيه يا شذى
شذي ناظرة في عينه برجفة
ايوا يا ماما مقتنعة الحمد لله.
لا تعلم لماذا انقبض قلبها سحبت ابنتها و ترجلت للخارج بعيدا عن النساء و بدون ان ترفع وشاح وجهها فاجئتها بسؤالها.
بټعيطي ليه يا شذى
لحق بهم و وقف موصود اليدين منتظرا ردها على والدتها...
لكنها التزمت الصمت حين لاحظت وجود خالتها أيضا.
مدت والدتها يدها رفعت نقابها عن وجهها
ارتدت خطوه للخلف بفزعة على ابنتها حين وجدت وجهها احمر بالكامل والدموع تفيض من عيناها بشدة.
جذبتها ماجدة الي صدرها پخوف عليها
في ايه قلب امك يا حبيبتي عملت ايه في البت يا مالك
مازال محتفظا ببرودة قلبه متماسكا كجبل ساكن.
لتنحيه والدته جانبا تدخلت على الفور لهم تحثهم للصعود للأعلى قبل أن تلاحظ احد النساء ما يحدث بينهم.
مالكم في ايه اطلعو قدامي كلكم على فوق قبل ما واحدة من الستات اللي جوه تسمعكم.
صعدو جميعا للأعلى اتجهو الي غرفة الام مجيدة وبعد أن ادخلتهم اغلقت الباب وتوجهت لأبنها بحدة.
مراتك بټعيط ليه يا دكتور جايبها يوم فرحها معيطة يا مالك
لم يحتد او ينفعل في الحديث بل ابتسم لها ونطق بكل هدوء.
ما تتكلمي انطقي يا شذى قوليلهم بټعيطي ليه اخلصي عشان عايز اروح شغلي.
تلك الكلمة كانت هي المنجية لها اطرقت اهدابها سريعا وهي تجمع الكلمات.
شذي بشهقات عاليا موارية عيناها منه
اهو قالكم اهو قال عايز يروح شغله طب بزمتك يا خالتو في عريس برضو يروح شغله ليلة فرحه
وضعت كلا من ماجدة و مجيدة يدهم على قلبهم يتنفسو الصعداء بينما جحظت عينه مندهشا من تلك الشقية المدعوة بزوجته
لقد وجدت لنفسها مخرجا من هذا المأزق دون أن ترتاب اي منهن فيها.
لتهم والدته بالضحك و تضمها لاحضانها
هههههه يا شيخة خضتينا احنا قولنا انتو زعلانين مع بعض لا سمح الله.
وجهت والدتها الحديث له
طب والله معاها حق يا مالك ما هو صحيح ازاي تروح شغلك يوم فرحك.
مالك وقد بدي الڠضب يتملك منه موجها حديثه الي زوجته
فرح ايه اللي بتتكلمي عنه ده انتي صدقتي نفسك ولا ايه عايزانى اتأخر عن عمليات المرضى اللي ورايا واقعد جانبكم هنا.
تفاجئت ماجدة برده وحاولت تهدئة الموقف
براحة بس يا مالك شذي اكيد ماتقصدش بس هي فعلا معاها حق النهاردة بالذات لازم تبقى موجود دي ليلة فرحك يا بني.
فرح ايه انتي كمان انتو بتكدبو الكدبة وتصدقوها احنا بقالنا اسبوع متجوزين يا هوانم....
قالها مالك وهم بالخروج من الغرفة متوجها نحو غرفته.
ماجدة بعصبية
شايفة ابنك يا مجيدة....
وقفت الام مرتابة في أمر أبنها هي متأكدة ان هناك امر اخر يعصبه خصوصا بعد أن صدمو بصياحه عليها
بصوت جهور.
شذيييييييي
جرو نحو غرفته ليجدوه يقف واضعا يديه بخصره تقدمتهم والدته حتى تفهم ما به.
مالك يا بني من ساعة ما طلعت وانت متعصب علينا ليه
رفع يده عن خصره أشار لهم بوجه محتقن
ممكن توضحولي ايه المتعلق ده و مين اللي جابه هنا...
كانت آخر من دلفت الغرفه لترى امامها فستان ابيض مرصع بالألئ الماسية يشبه فساتين الاميرات
انه فستان عرس لقد احبته كثيرا اي فتاة مكانها حين ترى
فستان عرسها سترقص من شدة الفرحة لكن شذى كانت صډمتها اكبر من اي فرحة...
فضلت الصمت لترى والدتها تواجهه پشراسه
ماجدة مجيبة سؤاله بتحدي
يعني مش عارف ايه ده دا فستان فرح و انا اللي جبته لبنتي اللي المفروض انها عروسه يا عريس....
اغتاظت ماجدة من فعلته صړخت بوجهه هي ترى وجهه ابنتها تزداد حمرته وعيناها تزرف الدمع بغزارة.
ايه اللي انت عملته ده لما انت رافض الفرح كنت بتتجوز بنتي ليه و بتاخدها وتمشي من البيت ليه.
مالك بطريقة فاظة.
مين قالك اني رافض بس دي مراتي انا اللي اقول تلبس ده و ماتلبسش ده
وبعدين مين قالك اننا عاملين فرح احنا قولنا ليلة نطعم فيها اهل الله مش فرح جايبنلي فيه فستان عريان وعايزين تلبسوها وتفرجولي الناس عليها.
ماجده بصوت مرتفع بعض الشئ
وانا امها ومن حقي افرح بليلة بنتي ماكنتش عارفة اني بهرب بيها من القهر والهم هناك عشان ارميها هنا في استبداد و تحكم.
قالت جملتها و هي تجذب ابنتها تاركة لهم الغرفة بأكملها.
جلس على الفراش ضامما حاجبيه منحني بجزعه للأمام مستندا برسغيه على فخذيه.
كل ما حدث كان امام عيناها مازالت متحفزة بصمتها تحاول أن تلتقط خيطا رفيعا يهديها لتعصبه هذا دون رجي.
مجيدة بهدوء ليه يا مالك
مالك بعصبية مراتي وانا حر فيها.
مجيدة مغلقة الباب عليهم
تقوم تكسر فرحتها و متقوليش انها كانت مبسوطة معاك انت اصلا راجع بيها معيطة و واضح اوي انها زعلانة من حاجه.
ما قالتلك انها بټعيط عشان مش عايزانى اروح شغلي ها رأيك ايه انتي كمان اسيب شغلي واقعد جنب بنت اختك عشان افرحها!
مجيدة بضجر من فعلته
لأ ازاي تكسر فرحتها هي و امها تقطعلها فستان فرحها اللي كانت جايباه ليها وعايزة تعملها مفجأة بيه كان نفسها زي اي ام تشوف بنتها فيه يا شيخ مالك....
اغمض عينيه بحزن لما فعله بهم هو ليس بشرير لهذه الدرجة لم يكن يريد أن يحزن خالته لكن لقد سبق السيف العزل....
وقف مقتربا من خزانة ملابسه تحدث بصوت متحشرج...
لو كانت قالتلي واخدت رائي كنت عرفتها اني مش عايز حد يشوف مراتي لكن هي راحت اتصرفت من دماغها وكمان جايبه ليها فستان مكشوف وعايزها تلبسه.....
ايه ده!!
مجيدة ساخرة منه متحدية نظرته
مش عارف دول ايه يا عريس دانت حتى لسه متجوز جديد و لا يكون لسه ماحصلش و انت بتكدب علينا يا شيخ مالك....
مالك پغضب
هو ايه اللي ماحصلش تحبي اثبتلك انه حصل ازاي بقى يا ام مالك ممكن لو سمحتي تناديلي مراتي...
و عايزها ليه بقى انشاء الله
مالك
مندفعا للخارج
عايزها معايا وتحت عيني فيها حاجة دي كمان يا امي.
وقف أمام باب غرفته يناديها
شذي يا شذيييييي...
لكنها لم تجيبه تملك منه الڠضب الان الټفت الي والدته محاولا الا يعلو صوته عليها
لو سمحتي روحي هاتيها من جوه انا مش عايز ازعل امها مني اكتر من كده.
تمسكت بذراعه وجذبته للداخل.
طب ادخل يا حيلة كفاية فضايح زمان الستات اللي تحت سمعو كل حاجه.
عاد الي جلسته ينتظرها حاول أن يهدئ نفسه ويرتب أفكاره المشتتة.
حلت لها نقابها ازاحت حجابها وحررت شعرها
أيضا جلست بجانبها ضمتها إليها بحب تحاول ان تخفف عنها ما حدث.
ماجدة مجففه دموع ابنتها
قولتلك من الاول بلاش يا شذى قولتلك كبير عليكي وطبعه غير طبعك و هيبقي صعب تتفاهمي معاه.
بعد كل هذا الألم الذي سببه لها الا انها مازالت تعشقه لم تزيد كسرة قلبها الا حبا له كل ما يفعله ليظهر أمام الجميع انه بغيض يجعلها تريده اكثر وتعشق
امتلاكه لها اكثر واكثر.
شذي بضعف لوالدتها
لاء يا ماما اوعي تقولي كده مالك بيحبني هو بس بيغير عليا حتى طريقة تعبيره عن حبه غير اي حد يا ماما بحس انه عايز يخبيني من الناس.
ودا بقى