الإثنين 25 نوفمبر 2024

ايثار ومالك

انت في الصفحة 30 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز

عليها
رد عليها بجمود نسبي 
هي هتتنقل على أوضة عادية وإنتي تقدري تشوفيها هناك
ماشي
تركتهما ينصرفان بها واستدارت بجسدها ناحية محسن الذي بدى في حالة غريبة .. لم يظهر عليه الندم .. ولكن تشكل على وجهه تعابير الوجوم الصريحة ..
لم تتوقف عن رمقه بنظرات تحمل اللوم واﻹستهجان .. فكل ما تعانيه تلك البائسة نتيجة بطشه القاسې .. ورغم هذا لم تنبس ببنت شفة ..
.............................
على الجانب اﻷخر طرق عمرو بكفه بعصبية واضحة على سطح المكتب الخشبي القديم وهو يهدر منفعلا 
يعني ايه مالوش عنوان 
أجابه الموظف بهدوء مستفز وهو يغلق الملف القديم 
مش متسجل عندنا حاجة !
صاح بها عمرو بإنفعال أشد 
ازاي ! مش انتو شئون عاملين وكل التفاصيل بتاعة الناس اللي شغالة هنا المفروض تكون عندكم !
رد عليه الموظف بصوت جاف 
ايوه .. بس المعظم بيغير عناوينهم .. ومش بيبلغنا فده مش ذنبنا يا أخ عمرو !!!
وضع عمرو يديه على رأسه وضغط عليها بقوة وهو يحدث نفسه بعصبية 
طب هاوصله ازاي 
بدت عليه الحيرة واضحة فحاول الموظف مساعدته فبادر قائلا 
شوف يا أستاذ عمرو .. الأستاذ شعبان ممكن يدلك على عنوانه !
انتبه عمرو إلى ما قاله الأخير خاصة أن كلماته أضاءت بارقة الأمل لديه ..
قطب هو جبينه مهتما وسأله بتلهف 
مين اﻷستاذ شعبان ده 
رد عليه الموظف بتفاخر 
ده أقدم مننا كلنا ويعرف دبة النملة هنا .. فاحتمال كبير يكون عارف عنه أي حاجة تفيدك
تلاحقت أنفاس عمرو نوعا ما بعد تلك الأخبار المبشرة فربما يكون هذا الشخص هو طرف الخيط الذي سيوصله بمحسن ..
سأله بنزق وهو يميل بجسده للأمام ليستند بكفيه على السطح الخشبي للمكتب 
طب هو فين 
أجابه الموظف بهدوء 
في أجازة وهيرجع على أول الاسبوع
سأله عمرو دون تردد وقد ضاقت نظراته 
طب مالوش موبايل ولا رقم أوصله
هز الموظف رأسه نافيا وهو يجيبه 
مش هايرد عليك .. بعيد عنك دماغه قفل من ناحية التكنولوجيا
نفخ عمرو بضيق فهو يعلم تلك النوعية من الأشخاص أو ما يطلق عليهم أعداء التكنولوجيا الذين ينبذون كل ما له علاقة بوسائل الإتصال الحديثة ..
ظل الموظف يتطلع إليه بنظرات مترقبة منتظرا ردة فعله القادمة .. فتنهد عمرو بإرهاق وهو يقول على مضض 
ماشي .. بس الله يكرمك أول ما يجي بلغني ....!!
بأمر الله
انصرف بعدها عمرو وهو يتمتم بكلمات مبهمة يلعن فيها عدم تريثه وربما سوء اختياره لذلك الشخص الغير مؤتمن على شقيقته ..
.............................
لم تكف تحية عن الاتصال بإبنها لتعرف أخر المستجدات منه عن ابنتها الصغيرة إيثار ..
ما آلمها أنها
لم تقف إلى جوارها في أشد أوقاتها احتياجا لها ..
تورمت عيناها من كثرة البكاء حسرة عليها ولم يتوقف لسانها عن التضرع للمولى لطمأنتها عليها .. خاصة وأن صوت صړاخها الأخير وما تبعه من تهديدات عڼيفة جعلها غير قادرة على الوقوف على قدميها فإنهارت تولول وتلطم بهلع جلي ..
بينما لم يتوقف رحيم عن محاولة التصرف بطريقته من أجل الوصول إلى محسن .. لكنه كان عاجزا في هذا البلد الغريب عن اتخاذ اللازم فغالبية معارفه مقيمون بالقاهرة .. ولم يرد أن يدخل أخيه مدحت في تلك المسألة حتى لا يثير الضجة أكثر .. لذا كان اعتماده الكلي على ولده عمرو ..
.................................
استعادت إيثار وعيها تدريجيا وفتحت عيناها ببطء لتتأمل المكان من حولها ..
ما أرهقها هو قوة الإضاءة التي تؤلم عينيها ..
أصدرت أنينا مكتوما وهي تحاول تحريك جسدها على الفراش فقد كانت هناك عدة وخزات حادة تؤلمها في أماكن متفرقة ..
شعرت بيد ناعمة توضع على جبينها فرفع عيناها نحوها لتجد أمل تطالعها بنظرات حنونة ..
ابتسمت لها الأخيرة وهي تقول بخفوت 
حمدلله على سلامتك
همست لها إيثار بصوت واهن وهي تنظر إليها 
هو .. هو حصل ايه 
ضغطت أمل على شفتيها بقوة وأجابتها من بينهما بحزن 
انتي .. انتي وقعتي وآآ.. والحمل بتاعك راح !
اتسعت عيناها بذهول وهمست بصوت متقطع 
آآ.. ح.. حمل
ابتلعت أمل
ريقها وحاولت المحافظة على ابتسامتها المطمئنة وهي تتابع بحذر 
إنتي .. كنتي حامل بس ربنا مأردش إنه ..آآ.. يكمل
هزت رأسها مستنكرة وبدأت العبرات تتجمع في مقلتيها .. وصړخت بصوت ضعيف عاجز 
لأ.. لأ ..
اقتحم عقلها ومضات قاسېة مما تعرضت له على يد محسن من ضربات عڼيفة وإهانات لاذعة حتى لم تعد تشعر بشيء ..
تحركت يدها عفويا على بطنها لتتحسسه فنظرت لها أمل بحزن واضح ومدت يدها لتضم كفها في راحتها وضغطت عليه بأصابعها وهي تقول بصوت شبه مخټنق 
شششش .. هاتتعوض يا حبيبتي اهدي بس !
نهج صدر إيثار
علوا وتلاحقت أنفاسها وهي تصرخ في عدم تصديق 
لألألأ .. !!
وجدت صعوبة في التنفس بصورة طبيعية وهي تتذكر صڤعات محسن العڼيفة عليها ضرباته القوية على جسدها الضعيف ..
آلمها بشدة أنها لم تستطع أن تنعم ولو للحظات بإحساس كونها ستصير أما .. ففقدت ذلك الشعور على يده ..
قاومت أمل انهمار عبراتها أسفا عليها .. وصاحت بتوجس من حالتها النفسية السيئة 
اهدي يا ايثار إنتي ربنا بيحبك والله ورحمك من حاجات آآ....
لم تكمل عبارتها الأخيرة حيث قاطعها صوت محسن المستفز 
حمدلله على السلامة يا حلوة
اشتعلت عيناي إيثار ڠضبا عند رؤيتها إياه .. وتحول وجهها لكتلة دموية حمراء رغم شحوبه ..
فمجرد وجود شخص مثله معها في نفس المكان يثير حنقها وانفعالها .. فهدرت بلا وعي وهي تكز على أسنانها 
آآ.. إنت
ابتسم لها بسماجة وهو يقترب منها ليقول 
أنا مكونتش أعرف إنك حامل بس هانعوض يا قمر احنا لسه قدامنا آآ....
لم تتحمل إيثار طريقته المستفزة في الحديث وكأنه لم يرتكب جرما شنيعا في حقها .. فصړخت بإنفعال رغم آلامها 
اطلع برا .. !!
دنا منها أكثر وهو يقول ببرود 
حقك تزعلي مني بس أنا هاعوضك ده إنتي الحتة اللي في الشمال
توقفت لثانية لتلتقط أنفاسها قبل أن تتابع بشراسة رغم بحة صوتها 
انت .. انت مش بني آدم انت حيوان .. حيوان !
قطب جبينه بإندهاش من وقاحتها الصاډمة وعاتبها ببرود 
الله ! الله الله ! ليه الغلط بس يا حبيبتي !
رأت أمل احتدام الأجواء الغاضبة بينهما فاتجهت نحو محسن ووضعت يدها على ذراعه ودفعته للخلف وهي تقول بتوجس 
امشي دلوقتي يا محسن
نظر لها بطرف عينه وهو يقول بغيظ 
انتي مش شايفة لسانها الطويل وأنا بس ساكت عشان حالتها
رمقته أمل بنظرات ڼارية قبل أن تصرخ فيه بحنق 
انت معندكش ډم ولا احساس واحدة ضيعت حملها بغباءك عاوزها أول ما تشوفك تاخد بالأحضان
أطرق رأسه حرجا من كلماتها وأخفض صوته ليقول بإمتعاض 
مش كده بس آآ...
قاطعته أمل قائلة بإصرار 
من غير بسبسة اتوكل على الله وبعد كده نتكلم
ثم دفعته من ظهره للأمام ليخرج من الغرفة ..
لم تتوقف إيثار عن الصړاخ المصحوب بالنحيب والأنين .. ففاجعتها في نفسها أكبر من طاقتها على التحمل ..
هي خسړت روحها وقطعة منها وقبلها حبيبها .. وتجسد ڼصب عينيها ذكريات موجعة مع من حولها .. فساءت حالتها النفسية أكثر وزاد صړاخها المرير 
رتب مدحت حفلا كبيرا ليعقد فيه قران ابنته سارة على الشاب الثري رامز ..
كانت مفاجأة لعائلة رحيم زواج سارة السريع ولم يكن أمامهم سوى مباركة تلك الزيجة الغريبة التي لم يهتموا بمعرفة تفاصيلها كثيرا فهم مشغولون بما ألم بإيثار..
اتفق الطرفان على إنهاء كل شيء في أقرب وقت فلم يكن هناك داع للإنتظار فلا يوجد منزل للزوجية للتريث من أجل انهائه ولا أثاث يلهثون وراء شراءه بالإضافة
إلى حاجة رامز للسفر للخارج بصحبة عروسه في أقرب وقت متاح ...
انبهرت سارة بالشبكة التي ابتاعها لها .. فقد كانت باهظة الثمن مغرية .. ټخطف الألباب والأنظار .. وبالطبع كانت فرصتها الثمينة للتباهي أمام أقاربها ورفيقاتها ..
ودت لو كانت غريمتها إيثار متواجدة لتريها الفارق بينهما وتتفاخر بحظها الجيد الذي أوقعها مع ذلك العريس اللقطة والذي سيلبي لها كل أحلامها ...
وما إن انتهت مراسم الزواج والحفل البهيج حتى اصطحب رامز عروسه في سيارة فاخرة ليقضوا ليلتهما المميزة في فندق شهير وبعدها يستعد كلاهما للذهاب إلى المطار لتبدء بعدها سارة في رحلة شهر عسلها الغامض ....
......................................
مرت عدة أيام والأوضاع لم تتغير كثيرا لدى إيثار فحالتها النفسية في الحضيض ومع هذا اضطرت أن تعود بعد امتثالها للشفاء إلى المنزل الريفي .. ولكنها كانت أكثر شحوبا أكثر ذبولا وأكثر فقدا للحياة ..
لم تتركها أمل للحظة وظلت باقية إلى جوارها لتهون عليها ما مرت به ..
مسحت على ظهرها وهي تقول بهدوء 
ارتاحي يا إيثار وشوية وهاجيبلك تاكلي
أومأت برأسها موافقة وتمددت على الفراش .. لكن قبل أن تسترخي عليه اقتحم عليها الغرفة محسن ليقول بجمود 
نورتي بيتك يا عروسة هاسيبك تدلعي يومين لكن عاوزين نلم الشمل ونقرب الود بينا
رأت أمل في عيني إيثار نيران مستعرة فتوجست خيفة من إشتعال الحړب الكلامية بينهما .. وكانت على حق .. فقد صړخت إيثار پعنف في وجهه وهي تنهض عن الفراش 
ده بعينك لو قربت مني تاني المۏت أهون عليا من إني أسيبك تلمسني
رد عليها ببرود ليثير حنقها 
مش بخطرك يا حلوة أنا متجوزك عشان أجيب منك عيال وأديني اطمنت وعرفت إن أرضك خصبة !
صړخت إيثار فيه

بإهتياج جلي 
أنا بأكرهك بأكرهك
رد عليها بنبرة باردة 
محدش قالك حبيني
انفعلت بعصبية وهي تشير بيدها 
اطلع برا مش عاوزة أشوفك
لم يتحمل محسن إھانتها فقبض على رأسها ولف شعرها على ذراعه ليلوي رأسها للأعلى وأمسك بقبضته الأخرى بذقنها واعتصرها بأصابعه القوية ورمقها بنظرات مخيفة ثم جز على أسنانه قائلا بټهديد 
طولة لسان مش عاوز أنا ايدي بتاكلني وشكلك مش بيجي غير بالضړب
تدخلت أمل على الفور لإبعاده عنه وكافحت لتحرر إيثار من قبضتيه وهي تقول بهلع 
يا محسن ماينفعش اللي بتعمله ده
جذب هو إيثار من خصلاتها أكثر فصړخت متأوهة من الآلم وتوعدها بنبرة أعنف 
مش هاسيبها إلا لما أربيها
توسلته أمل بإستجداء كبير 
هاتموت في ايدك دي لسه قايمة من عيا
وبالفعل نجحت في إبعاده عنها وجاهدت لدفعه للخارج فإغتاظ مما تفعله زوجته الأولى وصاح بغل 
هي هتسوق فيها بينها نسيت نفسها
ضغطت أمل على شفتيها لتقول بضيق 
اصبر عليها شوية
خرج الاثنين من الغرفة فأوصدت الباب خلفهما فهتف محسن بحنق 
دي مراتي
رمقته أمل بنظرات مشټعلة وهتفت محتجة وقد تحول وجهها للوجوم 
وأنا مراتك زيها ولا نسيت
تنحنح بخشونة وهو يجيبها 
لا منستش !
ثم فرك ذقنه بكفه وتابع 
بس هي معوجة عليا وأنا جبت أخري معاها
استندت إيثار بظهرها لباب الغرفة بعد أن أوصدته من الداخل وبكت بحړقة حسرة على مصيرها البشع مع ذلك البغيض ..
ثم كفكفت عبراتها وحدقت أمامها في الفراغ .. ورددت بإصرار عجيب 
أنا مش لازم أستنى هنا أكتر من كده لازم أهرب أيوه أنا هاهرب ...........................!!!
.........................................
يتبع الجزء الثاني بعد قليل
وبقي منها حطام أنثى
الفصل الثامن عشر الجزء الثاني 
عاد الأستاذ شعبان إلى عمله فتفاجيء بذلك الشاب الذي يقف فوق رأسه ليسأله بإلحاح
29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 61 صفحات