متي تضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف
تتملك منها بمجرد تركه ليدها ولكنها فسرت ذلك بسبب بدء فصل الشتاء وعليه فالجو اصبح بارد تحرك فريد من مقعده وهو يوجه حديثه لجميله بنبره خاليه قائلا بلامبالاه
جوزك بقى هيحضر الفرح بوش مشلفط بس دى حاجه خفيفه كده عشان يتعلم ميعملش حاجه من ورايا تانى..
انهى جملته وانحنى بجذعه يطبع قلبه حانيه فوق شعر حياة ويستنشق رحيقه قبل ان ينصرف للخارج
فريد انت هتتأخر النهارده !..
ابتسم لها بأستغراب ثم اجابها مندهشا بنبره مترقبه
هحاول ارجع بدرى ..
حركت جسدها بتوتر يمينا ويسارا ثم اجابته بخجل قائله
مفيش بس هستناك بليل مش هتعشى من غيرك ..
ظل واقفا مكانه لبرهه من الوقت محاولا استيعاب هذا التغيير المفاجئ فى تصرفاتها اللعنه ان عنادها ارحم كثيرا من تعاملها ذلك فهو بالكاد يستطيع تمالك نفسه امام تخبطها ونظرتها التى ترمقه بها والتى يعلم جيدا انها خارجه
يعنى ايه الشركه مش عايزه توردلنا تانى !! يعنى ايه الكلام ده !..
يافندم انا شاكك ان فى حد لعب فى دماغهم فعلا ..
ساله منصور بنظرات شرسه
قصدك مين !..
اجابته سكرتيره بتردد
فى كلام انهم هيمضوا مع فريد رسلان والتوريد هيتنقل حصرى ليهم ..
ضړب منصور سطح مكتبه بقبضه يده وهو ينتفض بأنزعاج واقفا ثم تمتم وهو يضغط على حروف كلماته بغل
الټفت پشراسه ينظر إلى سكرتيره الخاص ويأمره پحده
عايزك تتأكدلى من الكلام ده ولو طلع صح عايزك توصل تحيه لفريد وفى بيته فاهمنى !..
اومأ له سكرتيره رأسه بخنوع ثم تحرك بهدوء مغلقا الباب خلفه وتاركا وائل الجنيدى ينظر بضيق نحو عمه الذى من تولي اداره الشركات بعد والده المرحوم وهو يتعمد استفزاز عائله رسلان بكل مناسبه هتف وائل بحنق واضح قائلا
هتف به منصور بعصبيه وشبح الماضى يلوح امام عينيه قائلا پحقد دفين
لازمته انهم دايما بياخدوا حاجه مش من حقهم .. بس خلاص وقتهم خلص ويا انا يا هما .
دلفت حياة إلى المطبخ بعد خروج فريد وطلبت من السيده عفاف ترك المطبخ لها اليوم فهى تريد مفاجاه فريد ثم شرعت بتحضير بعض الأصناف بعدما استفسرت منها على الأنواع المفضله بالنسبه له وفى المساء بعد الانتهاء من كافه التحضيرات صعدت للاعلى للاغتسال وتبديل ثيابها والهبوط مره اخرى عاد فريد فى الموعد يزفر بضيق بعد جداله العقيم مع والده الذى استمر لساعات بسبب رفض الاخير لامر الزيجه ولكن فى نهايه الامر رضخ لرغبه فريد كالعاده
دلف إلى غرفه الطعام يبحث عنها بعينيه بعدما بحث عنها فى المطبخ أيضا ولم يجدها جاءت من خلفه تمتم بخجل قائله بنعومه
حمدلله على السلامه ..
استدار ينظر إليها وفتح فمه ليجيبها ولكنه تعقد لسانه وهو يراها امامه ترتدى بنطال من الجلد الاسود ابرز تفاصيل أنوثتها بكل وضوح وفوقه ستره مفتوحه فضفاضه اضافت إليها مظهر طفولى عابث وأسفلها بلوزه بيضاء بعنق منخفض كشفت عن عنقها الممشوق وعضمتى كتفيها البارزتين إلى جانب شعرها المجعد بنعومه والذى تركته ينسدل بحريه خلفها وعيونها التى تلمع بسعاده وهى تنظر إليه زفر بيأس فكل هذا كثير على صبره وعلى اعصابه بحق !! كل ما ارداه فى تلك اللحظه هو الشعور بها بين يديه واكتمالهما سويا ولكنه لن يجازف فى تلك المرحله بفعل اى شئ قد يعيدهما لنقطه الصفر من جديد
زفر
مطولا لإخراج تلك الافكار من رأسه وحاول تشتيت انتباهه بأى شئ لذلك تنحنح لتنقيه حلقه ثم سألها بصوت متحشرج من اثر الرغبه
امال فين جميله لسه مضربه فى اوضتها !..
حينها ابتعدت عنه عده خطوات للوراء لضمان مسافه أمنه بينهم ثم قالت وهى تنظر إليه بتوجس ونبره متردده
بص .. عايزه اقولك حاجه .. بس عشان خاطرى متتعصبش ..
تأهبت ملامحه على الفور وضاقت عينيه وهو ينظر إليها بترقب ثم سألها بنفاذ صبر قائلا بنبره حاده وقد شعر بترتيب شئ ما بينهم من نظراتها الخائفه
حياة فى ايه !..
توترت ملامحها اكثر وهى ترى الڠضب بدء يعلو قسماته فأردفت تقول بتوسل
هقول بس اوعدنى انك متتعصبش ..
هدر بها پحده وقد بدء بالفعل يغضب
حياااااااة ..
انكمش كتفيها وأغمضت عينيها وقالت وهى تخفى وجهها بملامحها بړعب مسرعه
جميله طلبت تروح تزور هشام فى الأوتيل وانا وافقت ..
انتظرت عده ثوانى وهى مغمضه العينين متوقعه هجومه ولكنه لم يصدر اى صوت منه فتحت احدى عينيها ببطء وتوجس لتتبين رد فعله ولكنها وجدته يحاول كتم ابتسامته متأملا ملامحها الطفولية بشغف واضح فتحت كلتا عينيها وبسطت كتفيها مره اخرى وهى تسأله بدهشه
انت مش هتتعصب عليا !..
بالفعل كان هذا بالظبط ما ينتوي فعله عندما نطقت جملتها ولكن رعبها الطفولى البريئ منه جعله يشعر بأن كل ما يريده فى تلك اللحظه هو اخذها داخل احضانه ليطمئنها حتى وان كانت مخطئه فى حقه هو شخصيا نظر لها مطولا قبل ان يفتح فمه ليجيبها محاولا التظاهر بالڠضب
والله عال يا حياة بقيتى بتتصرفى من دماغك كمان !!..
تمتمت بنبره خفيضه قائله
انا طول عمرى بتصرف من دماغى ..
هدر بها بصوت جهورى يسألها
انتى قلتى ايه !..
انتقضت من صوته وقالت وهى تتقدم نحوه وتضع كفيها فوق صدره فى رجاء
مقلتش مقلتش .. انا بقول اخر مره والله بس هى قعدت ټعيط كتير وكانت خاېفه وعايزه تطمن عليه وقالت هتروح تشوفه وترجع على طول وانا بعتت معاها حد من الحراسه مسبتهاش تروح لوحدها والله..
زفر بضيق ثم تمتم بحنق واضح
هى بتستغلك وانتى هبله ماشيه وراها وخلاص ..
زمت شفتيها معا للأمام فى حركه طفوليه تعبرعن حزنها ثم استدارت بجسدها مبتعده اقبض على ذراعيه بكفه ليعيدها امامه مره اخرى ثم زفر بنفاذ صبر قبل ان يخفض رأسه نحو رأسها ويطبع قبله حانيه فوق شعرها وهو يتمتم بحنو
خلاص .. خلينا ناكل انا جعان ..
عادت ابتسامتها تملئ وجهها وعينيها وهى ترفع رأسها تنظر إليه قائله بحماس
على فكره انا اللى عملت الاكل النهارده بأيدى ..
رفعت رأسها بكبرياء ثم اضافت مازحه
عشان تعرف بس انى مش اى حد ..
رفع احدى حاجبيه لها وهو يبتسم ابتسامه جانبيه ثم قال بتهكم واضح
يعنى ربنا يستر ومتسممش النهارده ..
سارعت تقاطعه وهى تقول بلهفه
بعد الشړ ..
عضت على شفتيها بندم بعد انتهاء جملتها فهى لم تقصد ابدا التفوه بها علنا اتسعت ابتسامته وهو ينظر إلى داخل عيونها بعشق واضح ثم امسك كفها يرفعه نحو شفتيه ليقبله وهو مازال ينظر لعينها بحب تنحنحت فى محاوله منها لإخفاء ارتباكها الظاهر ثم تمتمت بنبره حاولت اخراجها طبيعيه قدر الامكان وهى تسحب كفها من يده قائله
الاكل هيبرد بقى ممكن نقعد ناكل ..
سحب لها المقعد اولا لتجلس فوقه ثم انحنى بجزعه نحو جانبها الأيمن هامسا داخل اذنيها بنعومه
تصدقى كويس ان جميله مش هنا ..
الټفت بأرتباك تنظر إليه بدهشه
بعد انتهاء وجبه العشاء التى كانت مربكه لحد كبير بالنسبه لحياة بسبب نظرات فريد ولمساته انسحب هو لغرفه
مكتبه لاستئناف عمله بعد قليل طلب من عفاف احضار القهوه له فتطوعت حياة لتحضيرها وإدخالها له بنفسها فهى لم تشكره بعد عن موقفه من جميله وهشام طرقت باب غرفته ثم دلفت للداخل بعد سماع اذنه وهى تحمل صينيه القهوه بين يديها تحركت حتى وقفت امام مكتبه ثم وضعتها فوقه وبعيدا عن اوراقه المبعثره بحذر وتراجعت تمتم بخجل وهى تجمع طرفى رداءها معا سويا قبل ان تعقد ساعديها امام صدرها قائله
حبيت اعملك القهوه النهارده بدل دادا عفاف .. لو ده مش هيضايق يعنى ..
حمقاء !! هل تسأله ان كان فعلها ضايقه !! انها اقصى امانيه ان تظل معه طول الوقت لو انه فقط يستطيع تخبئتها بداخل جيب ردائه فتكون بجواره أينما تحرك وبجانب قلبه دائما أردفت تسأله بفضول وقد رأت الارهاق باديا على ملامحه
ايه الاوراق دى كلها !..
مسح وجهه بكفيه ثم اجابها بنبره متعبه
دى حسابات الشركه .. اخر شهر من كل سنه اتعودت اراجعهم بنفسى عشان لو فى اخطاء اواى لعب اكتشفه ..
عقدت حاجبيها معا وهى تسأله بأستنكار
طب فين مدير الحسابات !..
آجابها معللا بهدوء
انا مش بثق فى حد ثقه كامله .. عشان كده براجع وراه ..
تحركت بجسدها تتجه نحوه حتى وقف بجوار مقعده ثم سألته بترقب
تحب اساعدك !..
رفع رأسه ينظر نحوها ثم اعاد سؤالها مستنكرا
تساعدينى !..
اجابته بحزم مازحه وهى تحرك جسدها لتستند على حافه مكتبه ويصبح وجهها مقابلا له
ايوه اساعدك .. انت ناسى يا استاذ انى دارسه اداره اعمال وعامله ماستر كمان ..
نظر لها مطولا بعيون لامعه ثم اجابها بنبره تملؤها الفخر
لا طبعا مش ناسى ان حبيبتى اذكى واحده فى الدنيا ..
تنحنحت بأحراج ثم أردفت تقول محاوله تغيير مجرى الحديث
فريد .. شكرا على انك وافقت على جواز جميله ..
تحرك من مقعده يقف قبالتها وهو يستند بجسده على ذراع مقعده ثم مد يديه يحتضن كلتا كفيها وهو ينحنى نحوها قائلا بحراره
انا عملت كده عشانك ..
هزت رأسها ببطء موافقه وقائله بهمس
عارفه .. وعشان كده بشكرك ..
يلا ابدء اراجع الاوراق معاك ..
اجابها بأرهاق قائلا
لا مش النهارده انا تعبت جدا فى الشركه ومش مركز خلينا من بكره ..
هزت رأسها موافقه فأردف هو بعدما نظر فى ساعه
معصمه يسألها بتأهب
حياة جميله اتاخرت الساعه عدت ١ !..
ابتلعت لعابها بصعوبه ورمقته بنظره خائفه فهى لا تدرى بما تجيبه بالفعل جميله وعدتها الا تتأخر وها