متي تضعين لقلبي بقلم شيماء يوسف
قائلا ببرود وهو يرفع احدى حاجبيه فى اشاره للتحدى
فى حاجه تانيه !!
هز الطبيب راسه نافيا بصمت ثم تحرك بخطوات مسرعه نحو الباب أوقفه صوت فريد يسأله بجمود
نقدر نطلع امتى !
اجابه الطبيب بمهنيه شديده وثبات مفتعل
مفيش اى خطوره على حياتها تمنعها من الخروج بس يفضل انها تستنى معانا ال ساعه الجايبن عشان تستعيد عافيتها
شوف هتكون محتاجه ايه وانا هوفره فى البيت مش عايزها تفضل هنا
اومأ الطبيب برأسه موافقا فهو يعلم جيدا عدم جدوى النقاش معه ثم أردف قائلا بخنوع
مفيش مشكله هجهز لحضرتك واحده من افضل الممرضات عندى تتابع معاها أمور العلاج وزى ما قلت لحضرتك ال ساعه الجايبن
مهمين هتلاقى سخونيه وهلاوس كل ده طبيعى جدا وواحده واحده هتستعيد وعيها وترجع احسن من الاول ان شاء الله
فى الخارج حمل فريد حياة التى مازالت غائبه عن الوعى بتملك رافضا كل محاولات او عروض حرسه او موظفى الإسعاف فى مساعدته صعد بها إلى السياره بحذر وهو لا يزال يحملها ويضمها إلى صدره بقوه فى الحقيقه هو من كان بحاجه إلى ذلك العناق بحاجه إلى قربها إلى ان يشعر بدقات قلبها قريبه من صدره حتى تستكين روحه المرتجفة ويتسلل الهدوء لخلايا جسده المنتفض
انتهى فريد من وضعها برفق داخل الفراش فى غرفته وطلب من السيده عفاف تبديل ثياب المشفى لها ومساعده الممرضه التى جاءت معه فى الاعتناء بها حتى يعود ثم تحرك نحو الخارج بوجهه مكفهر وعرق نابض منتفض من شده الڠضب أمر نصف حراسه بالتحرك معه ثم صعد إلى سيارته وانطلق بها
انهى جملته وتحرك يركل بقدمه وبكل ما أوتى من قوه الباب وهو يطرق عليه بكفه فكاد الباب ينكسر تحت وطأه طرقاته وغضبه آفاق جميع من فى البيت على خبطات فريد المتلاحقة وركضت الخادمه بړعب تفتح الباب ثم تنحنت جانبا عندما رأت فريد وهو بتلك الحاله وقف فى منتصف البهو ېصرخ بصوته الجمهورى هاتفا
ركض غريب من فوق الدرج حيث مكان فريد ثم توقف امامه ينظر له پغضب واضح ثم نهره بقوه قائلا
ايه ده !!! فى ايه !!! انت اټجننت ! ازاى تعمل كده فى بيتى فى الوقت ده !!!!
مد فريد احدى ذراعيه يزيح والده من امامه بعدما حرك عينيه ينظر إليه شرزا وهو يقول بأهتياج
انت لسه شفت جنان !!
ابتسم پشراسه ثم قال بټهديد وهو يضغط على شفتيه بقوه ثم صاح بوالده قائلا
انا بقى فريد هوريكم الجنان اللى على اصله انتى يا جيهان يا سكرى تعاليلى هنااااااااا
انهى جملته بصړاخ هز أركان المنزل وجعل والده الواقف بجواره ينتفض هبطت جيهان إلى الاسفل وهى تغلق رداء نومها الحريرى بأحكام وتتسائل ببرود وأشمئزاز
ايه ده !! فى ايه ! ايه الهمجيه دى !
ركض فريد نحوها وقبض على ذراعها بقوه وغزرأظافره بذراعها قائلا بعصبيه شديده
عملتى ايه فى مراتى انطققققققققى
هدر بسؤاله بقوه جعلتها تنتفض من مكانها وتجيبه بړعب من بين تأوهاتها قائله
معملتش حاجه اه سيب ايدى دى قلتلك معملتش
حاجه
اجابها فريد پغضب وهو لايزال يضغط على ذراعها بقوه مستطردا حديثه وقائلا بحنق
امال مين اللى عمل !!!! مين اللى حطلها السم فى الاكل !!! مش ده اللى كنتى بتعمليه معايا زمااااان !!!!!
حركت رأسها نافيه بيأس وقد بدءت تشهق بصوت مسموع من الم ذراعها وقوه قبضته قائله بتوسل
معملتش حاجه والله ما عملت حاجه انا معرفش انت بتتكلم عن ايه
نفض فريد ذراعها بقوه تاركها تتلمسه بحذر للتأكد من عدم اصابته ثم اجابها بتحذير قائلا وهو يرميها بنظرات احتقاريه
انا بنفسى هعرف مين اللى عمل كده ولو كان ليكى دخل بالموضوع ده اتشاهدى على روحك فريد اللى كنت بتأذيه زمان خلاص بح مبقاش موجود وأقسم بالله لو عرفت ان ليكى يد فى الموضوع لكون مولع فى البيت ده بكل اللى فيه فاهمه !!!!!!!
انهى جملته بصړاخ قوى وهو ينظر نحوها پشراسه قبل ان يستدير للخارج ويغلق الباب خلفه پعنف رج معه أركان المنزل من شده قوته توجه غريب نحوها يسأله بأسف
عملتى ايه يا جيهان !
هزت راسها نافيه بعدم تصديق فائله
معملتش حاجه والله ما عملتش حاجه
عاد فريد إلى منزله ومنه مباشرة إلى غرفته للاطمئنان عليها دلف إلى الغرفه بهدوء فوجد الممرضه تجلس فوق المقعد الموجود بغرفته فى حاله تأهب انتفضت من مقعدها بمجرد رؤيته ووقفت تنتظر تعليماته سألها بأرهاق مستفسرا عن حالتها وهو لا يحيد بنظره عن الفراش حيث هى مستلقيه
فى جديد !
هزت الممرضه رأسها نافيه فاستطرد حديثه قائلا بجمود
طب تقدرى تروحى انتى تقعدى فى اى اوضه جنبنا وانا هكون معاها
قاطعته الممرضه قائله
بس يا فريد بيه
قاطعها فريد پحده متجهما
مفيش بس نفذى اللى قلت عليه من غير كلام كتير هتلاقى اوض كتير فاضيه استخدمى اى واحده منهم بس خليكى قريبه عشان لو احتاجتك
وافقت الممرضه على اوامره بخضوع وتحركت من الغرفه على مضض انتظر فريد خروجها ثم بدء فى حل آزار قميصه الملطخ ببعض دمائها وهو يزفر بتعب ثم التقط احدى ملابسه النظيفه من خزانه الملابس وتوجه نحو المرحاض ليغتسل وياخذ دشا دافئ ليريح به عضلاته المرهقه
خرج بعد قليل وهو يرتدى تيشرت ابيض وبنطال رياضى من اللون الاسود ثم تحرك فى اتجاه فراشه يتسلقه بحذر بعد ان رمقها بعده نظرات ناعمه مد كفه يتحسس حرارتها ثم زفر بضيق لقد بدءت حرارتها فى الارتفاع ولكن ما يطمئنه هو الدواء الموضوع داخل المحلول المعلق بكفها
مد إصبعه يزيح احدى خصلات شعرها التى تمردت من الجديله التى قامت بعقدها لها السيده عفاف ثم انحنى يطبع قبله فوقها قبل ان يعتدل فى جلسته ويرجع برأسه للخلف ويستند برأسه على ظهر الفراش ثم أغمض عينيه المرهقتين وهو يتنهد بۏجع ابتلع لعابه بصعوبه وهو يتذكر ما شعر به وهو واقف امام غرفه الطوارئ منتظر خروجها تلك الدقائق شعر كأنها دهر
كامل يعيشه كان قلبه يرتجف بقوه كأنه سيتوقف فى اى لحظه عن العمل لم يجد امامه سوى التضرع التضرع لله بكل حواسه التضرع بقلب طفل نقى لم يتجاوز السابعه تعلمه والدته لاول مره كيفيه الخشوع لله بصرف النظر عن انتصاب جسده كانت روحه ساجده بكل حواسه يطلب منه برجاء العاصى قبل التقى ان يحفظها له
فتح عينيه مره اخرى ورمش بجفونه عده مرات لطرد تلك الدموع الدخيله التى تجمعت فى الداخل دون استئذان مرر كفيه
فوق وجهه بتعب ثم استدار برأسه ينظر إليها كأنه يتاكد من وجودها هنا وبجواره فبعد اعتياده على فكره وجودها الدائم معه شعر بعدم اهميه اى شئ اخر الڠضب والاڼتقام والشراب والسهر كل شئ يبعده عنها لن يكون له مكان فى حياته فقد اختبر اليوم هذا الشعور المزعج ولا يريد تكراره مره اخرى تحت اى ظرف كان
شعرت حياة بأنها سقطت بمفردها داخل بئر عميق مظلم وقد تحولت إلى عقله الاصبع كانت تتلفت حولها پذعر فكل شئ حولها يبدو عملاق ما بين صحوتها وغفوتها كانت تتداخل الاحداث فى عقلها كان الفراش الذى تستلقى فوقه يبدو عملاق ويبدو وكأن سقف الغرفه سيسقط فوقها فى اى لحظه ليسحقها تحته بعد ان عادت إلى سن التاسعه مجددا حاولت التسلق على جدران ذلك البئر فى محاوله بائسه منها للخروج ولكن بائت كل محاولاتها المستميتة بالفشل لذلك تخلت عن الفكره وعادت إلى قاعه تجلس هناك بخنوع وهى تضم ركبتها نحو قفصها الصدرى تنتظر هبوط سقف الغرفه فوق جسدها الضئيل فجاة لمحت جسد عريض برائحه ما تعرفها جيدا وتميزها من بين مئات الروائح تتجه نحوها انتظرت وصوله إليها ثم تنهدت بأرتياح قبل ان تنتنفض من جلستها لتركض نحوه وتشكو إليه ذلك الوخز الذى اصاب كفها تململت فى نومتها ثم همست بأسمه بخفوت من بين غفوتها
فريد
كان صوتها لا يزيد عن الهمهمة ولكنه وصل إلى حواسه وصل إلى قلبه قبل اذنه انتفض يعتدل فى جلسته وهو يجيبها بصوت أجش مملوء بالحنان
عيون فريد وروح فريد
رفعت كفها الموضوع به تلك الابره الحاده ثم اجابته بوهن
فريد فى ۏجع هنا خليه يروح
ابتسم بحزن ثم امسك يدها بحذر كأنه يتحدث إلى طفلته
حبيبى مينفعش تتشال دى عشان تخفى بسرعه
حركت رأسها بتعب شديد رافضه تصديق حديثه ثم اجابته باعتراض طفولى بصوت لا يزيد عن الهمس
مليش دعوه انت وعدتنى خلى الۏجع ده يروح
مرر إصبعه أسفل جفنه يمسح تلك العبرات التى تجمعت داخل عيونه قبل سقوطها وهو يتمتم لها قائلا
حاضر ثوانى وهشيلهالك
انهى جملته ثم تحرك بجسده للخارج يبحث عن الممرضه التى اصطحبها معه عاد بها إلى الغرفه ثم طالبها بنبرته الآمرة المعتاده
شيلى المحلول ده من ايديها
نظرت إليه الممرضه بدهشه ثم فتحت فمها معترضه
بس يا فريد بيه ده مش كويس عشانها
اجابها فريد پحده ونفاذ صبر
قلتلك شليها بتوجعها شوفى اى طريقه تانيه تاخد بيها العلاج
اطرقت الممرضه برأسها مفكره فى حل ما ثم اجابته على مضض قائله
هو الحل الوحيد انى اشيلها دلوقتى واستبدلها بأبره عاديه بس الصبح لازم اعلق محلول تانى عشان الجفاف
وافق فريد على الفور متمتا براحه
ماشى على الاقل تكون ارتاحت شويه منها
انتهت الممرضه من عملها وقامت بنزع تلك الابره الحاده من يدها وقامت بوضع لاصق طبى فوق أثرها ثم انسحبت من الغرفه بهدوء
تسلل فريد مره اخرى إلى جوارها بهدوء ثم قام بطبع قبله حانيه على كف يدها المټألم وموضع اللاصق الطبى قبل ان يستلقى على الفراش بهدوء تحركت حياة وقد بدءت تشعر بالبرد يتسلل إلى جسدها الضعيف لتندس داخل احضانه وهى تتمتم بخفوت
خليك