الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ورد الجناين بقلم ميمي العوالي

انت في الصفحة 5 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

يضحك ويقول لى وفرت عليا الكلام يابنى انا كنت عاوز اقولك كده ومش عارف اجيبها ازاى
بس اتفاجئت بالفرح والهيصة والناس وكانوا عاوزين ډخلتنا تبقى هناك خفت عليكى من عوايدنا واقنعتهم أننا ننزل على القاهرة على طول
كنت فاكر انى كده بهرب لكن اكتشفت انى كنت بحميكى وخاېف عليكى عشان كنتى لسه صغيرة
ليسود الصمت لبرهة يقطعه صوت بكاء الصغيرة لتنهض ورد مسرعة إلى حجرتها لتجد نور تحاول هدهدة الصغيرة ولكنها فشلت
نور صحيت من بدرى على صوتكم وانا بحاول انيمها تانى بس شكلها جعانة اكليها وارجعيله
لتاخذها ورد إلى صدرها وتخرج مرة أخرى إلى حكيم وما أن رآهم معا حتى اتجه إليهم ومد يده وهو يبتسم بحنان وقام بحمل الصغيرة وتقبيلها وقام بالتكبير وإقامة الصلاة باذنيها ثم ابتسم قائلا سامحيني يابنتى كنت المفروض اعمل الكلام ده من يوم ما اتولدتى حقك عليا
والغريبة أن الصغيرة سكنت فى أحضانه بهدوء بجوار دقات قلبه لتبتسم ورد قائلة طالما سكتت خليها معاك على مااحضرلها رضعة الاعشاب بتاعتها
وتركتهم واتجهت إلى المطبخ ليجلس حكيم وهو يتأمل ملامحها ويهمس إليها قائلا اهلا بدقات قلب ابوكى الناقصة من يوم سفر امك وبعدها عنى ودقات قلبى نقصت ياترى دقاتى دى كانت مع ورد واللا معاكى ياحتة من قلب ابوكى
انا مش هقدر ارجع مصر من غيركم ابدا المرة اللى فاتت دقات قلبى نقصت المرة دى عمرى اللى هينقص
بعد الشړ ماتقولش كده مرة تانية
ليبتسم حكيم وهو يستدير بعينيه لورد التى كانت تقف تتابع حديثه مع الصغيرة وقال طب قلنا ايه
ورد فى ايه
حكيم انا مش هقدر استغنى عنك ولا عنها تانى ياورد ارجعيلى ارجوكى ارجعيلى ياورد الجناين
3
ورد الجناين
الفصل الثالث
بعد ثلاثة أيام
خرج حكيم من السفارة المصرية بلندن وهو يحمل نوارة بين أحضانه وبصحبته ورد بعد أن أعادها إلى عصمته وبصحبتهم نور وبعض أصدقائهم وهم يهنئونهم ويحتفلون بهم
نور انا هاخد نوارة معايا النهاردة وانتو روحوا انبسطوا واشوفكم بكرة أن شاء الله
ورد هتعبك يانور
نور انتى عارفة أن انا ونوارة أصحاب ياللا انتو بالسلامة
حكيم طب على الأقل هنوصلكم الاول عشان نتطمن عليكم
نور خلاص ماشى ياللا
ليوصلاها إلى المنزل لتهبط نور من السيارة ونوارة باحضانها وتقوم بتقبيل ورد قائلة الف مبروك ياورد يارب تتهنى ثم وجهت حديثها لحكيم قائلة الف مبروك يا استاذ حكيم خد بالك منها
حكيم بابتسامة واسعة دى فى قلبى قبل عنيا
ليودعاها وينطلقوا سويا إلى الفندق الذى يقيم به حكيم
فى غرفتهم
حكيم وهو يضم ورد إلى صدره بعد أن أغلق الباب حبيبتى عاوزين نعيش كل اللى ماعيشناهوش واوعدك انى هعمللك كل اللى بتتمنيه
ورد اول حاجة عاوزة اكلم عمى وماما
حكيم طبعا بس نغير هدومنا الأول ونصلى سوا ونكلمهم على طول
كانت ورد و حكيم يحلقان فى سحابة من السعادة ولكن آن أوان عودة حكيم مرة أخرى إلى مصر
ورد يعنى خلاص كده هتسافر بكرة
حكيم على عينى ياورد انى اسيبكم ماتعرفيش انا هبقى عامل ازاى من غيركم مش عارف ازاى هفتح عينى الصبح مالاقيكيش قدامى انتى و نوارة
ومش عارف ازاى هتقدرى تبقى معاها ومع مذاكرتك لوحدك
ورد من الناحية دى ماتقلقش نور معايا وكمان الجليسة بس انت هتوحشنى اوى يا حكيم
ليضمها حكيم إلى قلبه قائلا لو كانت دقات قلبى قلت يوم ماسيبتينى فى مصر فأنا حاسس دلوقتى أن أنفاسى مفارقانى ياورد
ورد خد بالك على نفسك وهستناك انت وعدتنا هتجيلنا كل شهر
حكيم تفتكرى هقدر أن الشهر يعدى عليا كده
ورد انا كمان هستغل كل إجازة وتلاقينا عندك
حكيم يوم المنى ياحبيبتى يوم ماتنورى بيتك من تانى
ورد على فكرة فى نوع علاج جديد بيشكروا فيه هبعت معاك منه لصفيه ربنا يرزقها بالذرية يارب
حكيم بأسى بخاف عليها كل مايتتعلق بالامل وترجع بعد كده تحزن وقلبها بۏجعها
ورد ده بيبقى رزق من عند ربنا ياحكيم
حكيم ونعم بالله
ليعود حكيم إلى مصر ومزاولة عمله بهمة ونشاط وسعادة وقد لاحظ عليه الجميع بأن شئ ما قد تغير بداخله فقد أصبح أكثر نشاطا وأكثر تفاؤلا وكم كانت سعادته عند عودته عندما علم بخطبة مها إلى أحد الاشخاص وتقديم استقالتها فكان يشعر بالسعادة لغلق صفحة قد ينتج عن استمرارها غصة فى قلب ورد
وكان ينتهز كل فرصة للسفر إلى وردته ونوارته ليقضى معهم كل ساعة يستطيع أن يسرقها من الزمن
حتى مر مايقرب من أربعة أعوام وكانت ورد على مشارف مناقشة رسالة الدكتوراه ولم يبقى سوى سويعات قليلة وهى تدور وتدور فى قلق بالغ حتى أتتها نوارة وهى تحمل دميتها المحببة وقالت ماما
لتلتفت لها ورد بابتسامة واسعة أيوة ياحبيبتى
نوارة نور بتقوللك ياللا اجهزى
لتنظر ورد إلى ساعتها لتتفاجئ بأنه لم يتبقى على موعد مناقشتها سوى أقل من ثلاث ساعات لتهرع إلى غرفتها حتى تستعد وما أن انتهت وخرجت من غرفتها حتى تفاجئت بحكيم وهو يرتدى بزة رسمية ويمسك بيده نوارة وباليد الأخرى صحبة من الورد الجوري وما أن رأته ورد الا وارتمت باحضانه قائلة حكيم جيت امتى
حكيم بابتسامة وهو يضمها إلى صدره ويقدم لها الورود وانتى كنتى فاكرة انى ممكن اضيع اللحظة دى وما ابقاش جنبك
ورد انا مړعوپة
حكيم انتى تعبتى وآن الاوان انك تجنى ثمرة تعبك ياللا بينا
وبعد أكثر من ثلاث ساعات من المناقشات الشديدة بين ورد واساتذتها تم منحها الدكتوراة بجراحة الاعصاب بامتياز مع مرتبة الشرف
وحلقت ورد فرحا وسط تهنئة الجميع لها وعلى رأسهم أساتذتها وأصدقائها إلى أن أتى الدور على حكيم الذى أصر أن ينتظر إلى النهاية حتى لا يأخذها أحد أخر من بين أحضانه
وكانت هديته لها أن اخذها ونوارة برحلة لمدة سبعة أيام إلى إسبانيا ومن اسبانيا عادوا إلى أرض الوطن وهم يرسمون ملامح حياة جميلة يملؤها الحب والدفء خاصة وهم فى انتظار مولود جديد بعد بضعة أسابيع
وبعد مكوثهم بمنزلهم أيام قلائل قرروا السفر مرة أخرى لاجتماع ورد اخيرا بعمها وزوجته بعد غياب دام خمس سنوات لم تجتمع بهم سوى مرتين ولسويعات قليلة أما هذه المرة فقررت أن تبقى معهم حتى تضع حملها وتقضى معهم مايسعدهم ويسد جوعهم لاحفادهم
ولم تكد ورد أن تقضى بضعة أيام بكنف عائلتها حتى فاجئتها آلام المخاض لتضع مولودها بعد نقلها للمشفى بدقائق قليلة وسط بهجة من الجميع لتعود بمولودها إلى المنزل فى صبيحة اليوم التالى
فى غرفة ورد
تجلس ورد بفراشها وهى تحمل مولودها بينما حكيم يعدل من وضع الوسائد خلف ظهرها وهو يقول بحنان حمدالله على سلامة ورد الجناين
ورد بابتسامة يسلملى القلب الحنين
حكيم وهو يقبل رأسها ويجلس بجوارها ها هتسميه ايه
ورد أنا سميت نوارة العدل أن انت اللى تسمى اخوها
حكيم انا وانتى واحد ياحبيبتى
ورد مافيش فى دماغى اسم معين وحابة أن انت اللى تسميه
ولا انتى ولا هو انا اللى هسميه
ليلتفتوا على صوت صفية وهى تضحك وتدخل لتختطف الصغير من أحضان ورد وتقول ده حبيب صفية وصفية هى اللى هاتسميه
ورد ضاحكة هانى اللى عندك يا ست صفية اشجينى
صفية وهى تقبل وجنة الصغير زين سموه زين ياورد
ليتبادل حكيم وورد النظرات
بشجن ليقف حكيم وهو يقول بحنان بس انتى كنتى عاوزة تسمى ابنك زين ياصفية
صفية بصدق وابنك ابنى ياحكيم وانا عاوزة اسميه زين ثم ضحكت قائلة ولو ماسمعتوش الكلام هجننلكم الواد وهخليه مايعرفلوش اسم قلتوا ايه بقى
ورد بضحك لا وعلى ايه الطيب احسن واسم زين جميل فعلا ياصفية ثم أكملت وهى تنظر لحكيم ها يا ابو زين اديك عرفت اسمه ياللا بقى روح سجله وهاتلى شهادة الميلاد عشان اعرف مواعيد التطعيم بتاعته
صفية ضاحكة ولادك هتبقى واحدة امريكانية وواحد صعيدى ياورد
ورد وانا صعيدية واتشرف بالصعيد ياست صفية اومال عمى عتمان فين
حكيم بأسى مابقاش يقدر على طلوع السلم ياورد لما تشدى انتى حيلك أن شاء الله تبقى تنزليله
صفية ياللا اتكل على الله روح طلع الشهادة وانا هفضل مع ورد على ما ماما تطلعها الاكل
عند هبوط حكيم إلى الاسفل يجد والده يجلس فى صمت وهو ينظر إلى الخارج من خلال الشرفة فى شرود ليقبل حكيم رأسه وهو يقول ايه اللى شاغل سيد الناس اوى كده
ليلتفت عتمان إلى ولده قائلا بتنهيدة عميقة ماتشغلش بالك يابنى وماتعكرش فرحتك بابنك انت هاتسميه ايه صحيح
حكيم بابتسامة صفية سمته زين
ليومئ عتمان رأسه بحزن قائلا ربنا يجعله لك زين طول العمر يا بنى
حكيم بتوجس مالك ياحاج
عتمان سلامتك يابنى انت كنت رايح على فين كده وسايب مراتك
حكيم صفية قالتلى اروح استخرج لزين شهادة الميلاد وارجع وهى هتفضل شوية مع ورد
عتمان صح كده ياللا اتوكل على الله والحق وقتك
حكيم بس انت فى حاجة شغلاك وحاجة كبيرة كمان
عتمان اتوكل على الله يابنى روح مشوارك وبعدين لما ترجع بالسلامة نبقى نتكلم
فى غرفة ورد
تدخل حكمت وبصحبتها نوارة التى كانت تتقافز بسعادة فى صحبة جدتها
حكمت ها يابنات ايه الاخبار طمنونى
صفية ضاحكة زين بخير ياماما
حكمت باستغراب زين !
ورد بمرح أيوة ياماما صفية صممت هى اللى تسمى الولد زين قوة واقتدار
حكمت بابتسامة حنونة ربنا يخليكم لبعض يا اولاد ويجعلكم دايما سند وعون لبعضيكم
نوارة يعنى انا دلوقتى اخويا اسمه زين واللا قوة واقتدار
لتنقض صفية بالتقبيل والدغدغة على نوارة وهى تقول ده انا اللى هاكلك قوة واقتدار مش كفاية امريكانية كمان عسلية يابنت ورد
لتدمع عينا حكمت وهى تنظر لابنتها بشفقة لتتمتم ورد بالكثير من الأدعية لصفية لعل الله يفرج كربها
عند عودة حكيم من الخارج يدلف ليجد والده على نفس جلسته عندما غادر ليحييه ويجلس بجانبه وهو يقول ادينى خلصت اللى ورايا وجيت ها ياحاج خير
عتمان صفية اتطلقت ياحكيم
لينتفض حكيم واقفا من هول المفاجأة ويقول ايه انت بتقول ايه يا ابويا ! حصل امتى الكلام ده وازاى
عتمان من اول امبارح
حكيم وصفية عرفت
عتمان وهو يومئ برأسه أيوة يا ابنى عرفت والسکينة سارقاها و زى ماتكون نايمة ومش حاسة
حكيم وازاى ماحدش قاللى
عتمان ماحبناش نعكر فرحتكم يابنى
حكيم طب ليه ده على و صفية روحهم فى بعض ليه بعد العمر ده كله ليه
عتمان بتنهيدة على معذور ياحكيم حارب واتحمل كتير بس الموج بقى عالى عليه يابنى
حكيم پغضب موج ايه وزفت ايه ده بنى آدم خسيس بقى يطلقها بعد العمر ده كله
عتمان اختك اللى صممت ع الطلاق ياحكيم
حكيم ولو ياحاج ولو
عتمان نصيبهم يابنى من زمان وانا حامل هم اليوم ده وماكنتش اتمنى ابدا أنه ييجى وانا عايش
حكيم ربنا يديك الصحة وطولة العمر ياحاج وان شاء الله خير
عتمان أيوة وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
لتمر الايام بين هذا وذاك حتى أتى يوم نشر العتمة على أرواحهم جميعا حين دخلت إحدى الخادمات وهمست بشئ

انت في الصفحة 5 من 10 صفحات