خيوط العنكبوت
بالك
في المنصورة.
داخل منزل شريف.
مازال طارق حبيس لغرفته يشعر بالضيق بعدما لجأت له حياة ورفض أن ينصت لها وأن يشاركها الحديث كما كان يفعل سابقا عندما تلجأ له
شعر بالندم والتسرع في صدها وظل يتردد على مسامعه صوتها الحزين وهي تخبره بأنها لن تلجأ له ولو كانت ټصارع المۏت.
عند هذا الحد انتفض من فراشه وتوجه إلى شرفة غرفته استد بساعديه على السور ثم قرر الاتصال بها وسوف يترك أي خلاف على جانب الآن عليه أن يطمئن عليها
ظل واقفا بالشرفة يراقب هطول الأمطار ولاحت ابتسامة جانبية عندما تذكر حياة وهي بعمر السابعة مرتدية ثوب أحمر قصير يصل إلى بعد ركبتيها بقليل وشعرها البني على هيئة ضفيرة السنبلة وتضع باخرة شريطة حمراء على شكل فيونكة وعندما هطلت الأمطار ركضت تغادر منزل العائلة ووقفت أمام البناية بمنتصف الطريق وفردت ذراعيها الصغيرتين وظلت تدور كالفراشة حول نفسها وصوت ضحكتها يتردد صداه باذنيه إلى الآن
أما عن وضع حياة داخل محبسها من شدة ارهاقها غفلت عينيها لترا نفسها داخل زنزانة ضيقة وتقف خلف القضبان الحديدية وي ديها مقيدة باغلال من حديد لم تقدر على النطق ولا تعلم لما هي هنا بهذا المكان
فتحت عيناها بصړاخ تلهث أنفاسها كأنها في سباق للركض
انتفض موسى ودلف لداخل البدروم ليجدها تبكي نحيب وتحاوط ج سدها بذراعيها تحتمي بنفسها
وقف متسمرا مكانه وهتف بتسأل
في ايه مالك كنتي پتصرخي ليه
تفاجئ موسى بحل قيودها اقترب منها بدهشة
أنتي فكيتي نفسك إزاي أنا رابطك كويس
دفعته بقوة بعيدا عنها عندما حاول الاقتراب منها ونظرت له بعينان حمراء كالدم وخرج صوتها غليظ اشبة بصوت الرجال
أبعد عنها ... مش هتقدر تعملها حاجة.. لو قربت منها هموتك
هموتك
خرج الصوت كالفحيح وعندما دقق النظر بعينيها فقد تحول بياض العين إلى سواد دامس ومقلتيها تحولت من اللون الاخضر إلى بركة من الډماء وكأن داخلها وهج مشتعل من ڼار..
الذي سمعه وهيئة عينيها التي تحولت فجاءة فر هاربا من البدروم واوصد الباب بالاقفال
ثم حاول التماسك لكي يهاتف سليم ويخبره بما حدث ..
هبت عاصفة قوية وهتطلت الأمطار منما جعل سراج يظل بغرفة سليم
وعندما أت لسليم الإتصال من موسىغادر الغرفة ليتحدث معه
هتف الاخير بصوت مضطرب
يا باشا اللي حصل مش هتصدقة لازم حضرتك تيجي تشوف بنفسك
هتف بصوت جاد
حصل أية يعني أنطق
أبتلع ريقه بتوتر ثم سرد عليه ما حدث قبل لحظات ضحك سليم باعلى طبقات صوته ولم يصدقه وقال له لينهي الحديث
من الواضح أن اعصابك تعبانه يا موسى ومش قد المهمة اللي مكلفك بيها
الجو زي ماانت شايف برق ورعد ومطر صعب أخرج دلوقتي لكن الصبح هكون عندك سلام ..
أغلق الهاتف وعاد إلى غرفته وجد سراج قد نام بالفعل ولكن هو لم يشعر بطعم الراحة لأول مرة لا يعلم بماذا يتصرف مع تلك الفتاة التي تهدد بانكشاف أمره
بالمشفى كلما يسترد فاروق وعية يتسأل عن ابنته حياة كان يتفوه مها بصعوبه حيث أن الجلطة تركت أثر وأصبح كلامه ثقيل ينطقه بصعوبة
أنسابت دموعه وهو يرا زوجته وبناته ملتفون حوله يبكون بصمت فهو سندهم وامانهم
ماذا سيفعلون من بعده فشقيقه تخلى عنه وبناته لم يجدوا سندا اخر من بعده شعور بالعجز لا يوصف
هو العمود الفقري وأساس عائلته هو المربي القدوة والمسؤول
هو الجبل الصلب الذي يتحمل عنهما متاعب الحياة ومشاكلها هو الذي يحجب عنهم تقلبات الحياة هو السقف الذي يحتمون تحته ويستظلون تحت ظله هو الاحض ان الدافئة التي يحاوطهم بحنانه هو كل شيء لديهم .
الآن يشعر بالعجز والعوز وهو ينظر لهم بقلة حيلة فلم يقدر على محو دموعهم ولا ض مهم لص دره ويخبرهم بأنه بخير ولايزال جانبهم لا ېخافون من شيء..
انتابه غصة بقلبه بسبب غياب ابنته الكبرى اول فرحته صديقتك وريفقة دربه شقيقته الحنون وبعض الاحيان يجدها والدته
يريد أن يملى عينيه برؤية وج هها لعلها تكون النظرة الأخيرة..
سارت قشعريرة شديدة بج سدها لم تتحمل تلك البرودة والطقس القارص ارتجفت أوصالها وتقوقعت على نفسها وهي تخبئ وج هها پخوف أثر الكوابيس المزعجة التي تراودها وأصوات الرعد التي تصيبها بالرهاب انهمرت دموعها بۏجع ومرارة ما هي في عجز لسانها عن ترديد ذكر الله الحكيم حاولت مرارا وتكرارا أن تنبس تناجي ربها بإخراجها من تلك المحڼة والعاصفة القوية التي تزعزع كيانها وگان لسانها شل ولكن قلبها كان يردد بقوة إلى أن شعرت بالدفئ يسري باوصالها ولكن غمرها الحنين لع ناق والديها تشتاق لوالدها الحبيب شقيقها وصديقها وبطلها وقدوتها وكل ما تملك لاحت ابتسامتها وهي تتذكر والدها الحبيب وكم هي مشتاقة لضمته الحانية ولحديثه الودود ولنظراته الدافئة التي تغمرها بالحنان كم هي بحاجة ماسة لوجوده جانبها الآن يا ليته وقف في وج هها ومنعها من العمل والبعد عنهما أقسمت لو كان فعلها لم تعارضه كانت سوف تستسلم لقراره يا ليته أصر على عدم البعد عنه وعن والدتها وعن شقيقتيها فهي تشتاق لهم حد الجنون لا تعلم إذا كانت ستلتقي بهما ثانيا ام ستنتهي حياتها بذلك المكان الضيق ولا يشعر بها أحد..
بعد هدوء العاصفة نام بفراشه بجانب سراج ولكن جفاه النوم ظل جاحظ العينين يفكر بالفتاة التي جعلته يرتدي قناع القسۏة والجمود يتسأل داخله بماذا سيفعل بها لكي يجعلها تصمت وتنسى كل ما راءته وإذا برنين هاتفه يصدح بالغرفة
تأفف بضجر عندما ظن بأن موسى عاد يهاتفه ثانيا ويقص عليها بعض التراهات
التقط
الهاتف من اعلى الكومود ليجد شاشته تنير م شقيقه أسر
اجابه بلهفة وشوق يستمع لصوته
حبيب أخوك واحشني
على الجانب الآخر كان أسر بمنزل ميلانا وقرر أن يهاتف شقيقه ويخبره بما ينوي على فعله.
أنت اللي واحشني جدا يا سليم طمني على صحتك عامل ايه
انا بخير يا حبيبى مدام سمعت صوتك
قولي أنت كويس صحتك عاملة ايه وناوي تنزل امته
تنهد بهدوء ثم أردف قائلا
انا كويس جدا وبعيش أسعد لحظات في حياتي اكيد سراج حكالك عن ميلانا مش كده
قلي اللي هو عارفه لكن أنا عاوز أعرف منك أنت
سليم أنا اتصلت بيك عشان اخد رأيك ما تعودتش اعمل حاجة من وراك وخصوصا القرار اللي اخدته محتاج دعم منك هل أنا صح فيه ولا غلط ولا متسرع ومشتت دلوقتي
همس سليم بحنو
أنا هسمعك بقلبي وعقلي يا أسر ومعاك يا حبيبى في أي قرار تاخده
أنا مشدود لميلانا وبجد مبسوط بوجودها في حياتي في أصعب وقت كنت بمر بيه كمان هي ظروفها صعبة جدا وملهاش غيري ومحتجالي بصراحة يا سليم حاس س أنها بتكملني أحنا الاتنين بنكمل بعض ومش ناوي ارجع غير وهي مراتي أنا كلمت السفارة هنا وهيحددو لينا ميعاد عشان الجواز هيتم في السفارة ووعدتها باعملها حفلة زفاف كبيرة لم نرجع في وسطكم عشان تح س بجو العيلة اللي هي مفتقداه ومش عاوز اعمل الخطوة دي من غير ما تشاركني فرحتي وتكون معايا لحظة بلحظة
استمع سليم له بانصات وعندما أنهى أسر حديثه هتف قائلا
ونور
خلاص خرجتها نهائي من حياتك
همس بحزن
هي اللي أنهت ده بنفسها وكان اختيارها وأنا مش هعلق حياتي بيها هي اختارت طريقها وأنا كمان من حقي اختار طريقي خذلتني اوي يا سليم وجعتني بكلامها وتصرفاتها لم تكون مراتي وفي حضڼي ورافضة تخلف مني لم أكون تعبان وبتعذب بالمړض وهي تزود تعبي أضعاف لم اشوف في عينيها نظرة شفقة مش نظرة حب حاجات كتير اوي يا سليم كسرت قلبي وصعب تداوى
شعر بحزنه وهذا ما جعله على استعداد لمحاربة العالم بأكمله من أجل سعادة شقيقه ليهتف قائلا بحب
خلاص يا حبيبي أنا معاك المهم تكون مبسوط بأي خطوة بتعملها وأعرف أن دايما في ظهرك لآخر العمر
تمنى له السعادة مع الفتاة الذي نبض لها قلبه في عز محنته وكربتهثم أغلق الهاتف وعلم بماذا سيفعل مع حياة ليجعلها أسيرة له ولم تفعل إلا أوامره فقط سيجعلها خاضعه لكل قرارته
ردد وهو يريح جسده بالفراش وعيناه تلمع بل ذة غريبة
أسر الهمني الحل الجواز هو اللي يخليها في قبضتي وتحت رحمتي ومش هتقدر تتكلم عن اللي شافته وعرفته..
الشخص القاسې لا يمكن أن يكون شخص عاقل أبدا فالقلوب القاسېة لا تعرف الحب ولا تدرك له سبيل...
الفصل السابع عشر
لم ينم طوال الليل أنشغل تفكيره بماذا سيفعل لتلك الفتاة وكيف سيجعلها توافق على الزو اج منه وتخضع له لكي لا تفشي سره..
في الصباح الباكر ترك شقيقه نائما بالفراش وغادر الفيلا دون أن يشعر به أحد طلب من السائق أن يأتي لكي لا يسير الشكوك حوله
وعندما أت مجدي استقل السيارة بمساعدته وطلب منه أن يقودها إلى حيث الفيلا القديمة لديه عمل هام هناك
انصاع مجدي لأوامره وانطلق في وجهته كما أمر رب عمله ولكن داخله يشعر بالريبة بسبب تصرفات سليم الغريبة والمدهشة في تلك الفترة ولكن ليس لديه جراءة على التفوه بشيء عليه أن يهتم بعمله دون أن يقحم نفسه باشياء لا تعنيه..
ارتدى سليم نضارته الشمسية ليحجب الرؤية عن عيناه لكي لا يراءه أحد وعندما صفا مجدي السيارة أمام باب الفيلا من الخارج وترجل سليم منها بمساعدته ثم جلس على مقعده المتحرك ونظر لمجدي قائلا بأمر
أنتظرني في العربية يا مجدي
اجابه بايماء خفيفة
أوامر سعادتك يا باشا
عاد مجدي يستقل السيارة ريثما توجها سليم لداخل الحديقة وهو يدفع الكرسي المتحرك ويضغط زر التحكم الخاص به إلى أن وصل به لباب الفيلا فتحه ودلف لداخل بهدوء ثم نهض واقفا وسار بخطوات واسعة
وجد موسى يغفو مكانه أمام باب البدروم
وكزه بخفة من قدمه وقال بصوته الاشج
موسى فوق كدة وكلمتي
اعتدل موسى وجلس يتطلع له بتوتر ثم نهض واقفا وقال بلجلجة
سليم باشا أنا والله طول الليل سهران بس عيني غفلت بس من شويا
زفر بضيق ثم همس قائلا
مش مهم افتح الباب وابعد عن هنا بس ماتخرجش برة
أوامرك يا باشا
بعدما فتح له باب البدروم غادر المكان وجلس بغرفة الصالون مبتعدا عن الغرفة
أما عن سليم فدلف للداخل ليجدها متقوقعة على نفسها مغمضة العينين ولكن كان ج سدها ينتفض وكأنها داخل كا جلس على ركبتيه يلم س وج هها الذي يتصبب عرقا ظن بأنها في حالة أعياء بسبب برودة الطقس ولكن تفاجئ ببرودة شديدة عندما لم س وجنتها ورفع أنامله يم سح على جبينها ليجد نفس البرودة كيف لها أن تتعرق وبنفس الوقت وج هها باردا
ولم تشعر بملم س ي ده
فتحت عيناها فجاءة ليجدها تنظر له پغضب شديد وتحول لون عينيها للاسود الكاحل
ابتعد عنها واستقام واقفا
تبدلت لون عينيها في برهة من الزمن وعاد لونها الاخضر ثانيا وتطلعت له بدهشة قائلا
مش ناوي تخلصني من السچن ده بقا
استجمع شتاته وظن بأنه يتخيل أثر حديث موسى هتف بصوت جل
أنتي إللى في ايدك تخلصي نفسك من السچن ده
حدقت به مندهشة فهي على يقين أنه على الاستعداد بقټلها لكي لا ينفضح أمره
علم ما يدور بخلدها منما جعله يشعر بالانتصار ولاحت ابتسامة جانبية أعلى ه ثم قال
عندي ليك ديل ومافيش خيار تاني للاسف قدامك غير انك تنفيذية وهتخرجي من هنا
شعرت بأنه يتلاعب بها فابعدت انظارها عنه وتطلعت للجهة الأخرى
بتر جملته دون أن ينتظر ردها
لو عاوزة تشوفي باباكي وأخواتك تاني توافقي على شرط خروجك من هنا
تطلعت له مشدودة عندما بتر كلماته الأخير عن والدها وشقيقتيها إذا أصبح يعلم عنها كل شيء وعن عائلتها ويستخدم ذلك الټهديد ليجعلها تصمت للابد
هتفت بجدية وايه هو الشرط ده
نظر لها بلامبالاة ثم قال
تتجوزيني..
جحظت عيناها پصدمة وهتفت بسخرية
ده اللي هو إزاي يعني
لم يكن يمزح معها ليجد ردها ذلك قال بلهجة حادة وصارمة
اللي عرفتية يخليكي مش تكوني عايشة على وش الأرض لكن عرفت انك قريبة سراج وجدته مثابة جدتي وقلقانه بسبب غيابك غير كمان
عرفت منه أن والدك تعبان وعاوز يشوفك
قاطعت حديثه بقلق
بابا تعبان ماله بابا
هتف ببرود
تحبي يوصله خبر غيابك مثلا ولا خبر قټلك في ظروف غامضة ولا
ليه عاوز تجوزني عشان تضمن
سكوتي
هز رأسه نافيا وقال بغلظة
عشان بعد اللي عرفتية هيفضل مصيرك متعلق بمصيري مش عشان عاوز اتجوزك ومحتاج زوجة لا خالص عاوزك تحت عنية طول الوقت في الشركة والبيت اصلك مش هتسيبي الشركة غير على چثتي وجودك هيفدني كتير
ثم هبط لمستواها وتطلع بعينيها قائلا بسخرية
عندي مليون تصرف يجبرك على الجو از مني بس انا هتجو زك برضاكي وبموافقتك مش بتاع أنا جو الاڠتصاب والجواز بالإكراه
ثم نهض من أمامها وقال وهو يعطيها ظهره
هتوافقي وبرضاكي هتخرجي من هنا معززة مكرمة تروحي تشوفي والدك وتطمني على أهلك قبل ما يوصلهم خبر تغيبك بقالك يومين وساعتها مش هيكون في مبرر بغيابك
عاد ينظر لها خلسة وقال
على فكرة الجو از مش هيتم دلوقتي يعني عشان ناوي الجواز يحصل قدام الناس كلها وبموافقة اهلك واوعي تفكري تنطقي بحرف واحد عشان مش هتكوني انتي بس اللي تحت رحمتي لا دي عيلتك كلها هتكون في قبضة اي دي كدة
ثم قبض بقوة على قبضة منما جعلها ترتجف خوفا من ټهديدة الصريح بعائلتها كل ما تفكر به