انا لها شمس بقلم روز امين
شعورا بالألم لابتعاد صغيرها عن عائلته لكنها تعلم في قرارة نفسها أن ما فعلته منذ الأربعة أعوام المنصرمة كان هو الافضل لها وصغيرها على الإطلاق نظر نصر إليها قائلا بنبرة تحمل بين طياتها ټهديدا لو قولتي لا التمن هيكون يوسف حفيدي اللي أن الأوان إنه يعيش في عز وخير جده من جديد ويسود الصمت المكان حتى اجتاز صمتهم صوت هاتف عزيز الذي صدح ليعلن عن وصول مكالمة هاتفية تحرك إليها ليعطيها الهاتف قائلا بحدة وهو يرمقها باحتقار أصابها بالنفور كلمي ابوك فتحت الاتصال وتحدثت بعدما تسلل إلى مسامعها نبرات صوت أبيها الحنون إزيك يا بابا علم غانم أن شقيقها قد وصل إليها فتحدث باشتياق جارف ظهر بين بصوته إزيك يا إيثار عاملة إيه يا بنتي واسترسل معاتبا كدة تقعدي إسبوع بحاله متكلميش ابوك مش وقت الكلام ده يا غانم قولها المفيد خلينا نخلص من الورطة اللي رمتنا فيها ابتسمت بسخرية ليتحدث والدها بضعف واستكانة إسمعي كلام الحاج نصر وروحي معاه عشان تتنازلي عن المحضر يا بنتي قاطعته قائلة أتنازل إزاي بس يا بابا ده اټهجم على شقتي وهو سکړان شعر بالعجز أمام نبراتها الشاكية ولكن ما بيده ليفعلههو يعلم جيدا أنه لم يكن يوما الأب المشرف القوي لها لم يكن بالأب الحامي لابنته الضعيفة بل تركها للذئاب البشرية كل ينهش بها بطريقته الخاصة حتى كادوا أن ينهوا عليها لولا صمودها وقوتها وإصرارها على النجاةخرج صوته ضعيفا لېمزق قلبها حين قال إحنا غلابة يا بنتي ومش قد ڠضب وغدر نصر البنهاوي علشان خاطر ربنا وخاطري تتنازلي يا بنتي أنا مش حمل ۏجع قلبي عليك ولا على إخواتك سالت دموعها وانهمرت فوق وجنتيها تأثرا بصوت والدها الواهنمن أصعب الأشياء التي تواجهها فتاة هو عجز وضغف والدها الذي من المفترض أن يكون لها السد المنيعلذا ستنصاع لطلبه مهما كانت العواقب لتتفوه پانكسار حاضر يا بابا أنا هتنازل بس ده علشان خاطرك إنت لكن قسما برب العزة لو كررها تاني أو حاول بس يظهر في مكان أنا فيهما فيه مخلوق في الدنيا هيقدر يخليني أتراجع على اللي ممكن أعمله وقتها ابتسامة ساخرة خرجت من جانب فم نصر كانت كفيلة لتخبرها كم أنه يراها ضعيفة بل وذليلة ولا يوجد باستطاعتها فعل حتى أبسط الأشياء غل السنوات الدفين من تلك العنيدة والتي طالما خالفت أوامره وجعلته يبدوا صغيرا بعين حاله قبل الأخرين حولت بصرها لنصر لتقول بقوة منتصر أنا داخلة أغير هدومي وهنزل اتنازل عن المحضر بس ده مش علشان تهديدك ولا علشان أنا قليلة ومش هقدر اقف في وشك يا سيادة النائب لا رفعت رأسها بشموخ مسترسلة بكبرياء لازم تشكر أبويا لأن هو الوحيد السبب واللي من غيره مكنتش فيه قوة على الأرض هتقدر تجبرني إني أسحب البلاغ زفر طلعت بقوة ليهتف غاضبا باستنكار إنجزي وخلصينا علشان نلحق ميعاد النيابة نظرت إليه باستغراب لحدة ملامحه التي تشير لقمة غضبه العارم لم يكن الموقف المهين الذي وضع فيه و والده وحجز شقيقه ليلة كاملة وسط الخارجين عن القانون بل وتحويله إلى النيابة العامة هما فقط ما أوصلاه لهذا الكم من الڠضبكل ما ذكر لم يشعلوا قلبه بقدر ما مزقه رؤية أباه وهو يركع لاستقبال نجل عمرو المدلل والذي ورث دلال العائلة عن أبيه وأيضا لكونه لم يستطع إنجاب ذكرا يحمل اسم العائلة كما فعل عمرو وهذا الذي طالما أشعل قلبه بڼار الغيرة والحقد على شقيقه وعلى ذاك الصغير الذي لا ذنب لهرمقته بنظرة ڼارية لتهتف باستكار زاد من اشتعال صدره ياريت توطي صوتك وماتنساش إنك في بيتي وياريت كمان تحط في إعتبارك إني بعمل فيكم جميلة بتنازلي عن المحضر وتتكلم معايا بإسلوب أحسن من كدة نظرت إليه باشمئزاز لتسترسل باستعلاء وسخرية أثار دهشة الجميع لأن لولا تنازلي أخوك كان هيقعد له حبتين حلوين في بورتو طرة وسط صفوة المجرمين حملق بها غير مصدقا ماتفوهت به وتلك القوة الجديدة على شخصيتها المهزوزة كما عاهدهاهم ليتحدث ليوقفه نصر بإشارة من عينيه اوقفته لينهي ذاك الصراع الدائر إختصارا للوقتوقف فاردا ظهره ليتلفت حوله حتى استقر بصره على تلك الأرائك المتلاصقة التي تتوسط البهو ليتحدث وهو يحتوي كف حفيده الصغير برعاية شاملة جرى لك إيه يا بنت الحاج غانم هتسبينا واقفين في بيتك كدة كتير هي القعدة في مصر نسيتك عوايدنا وكرم الضيافة ولا إيه كرم الضيافة بيتقدم للضيوف يا سيادة النائب كلمات لاذعة قالتها لتسترسل وهي تشير بيدها إلى الأرائك ومع ذلك إتفضلوا تحرك الجميع للداخل استعدادا للجلوس تحت استيائهم لتهتف بصوت مرتفع عزة تعالي شوفي ضيوفك يشربوا إيه تشربوا إيه غوري يا ولية على جوةمش عاوزين من خلقتك العكرة حاجة جملة صاخبة نطق بها طلعت وهو يرمقها صاح عزيز باعتراض ميصحش يا طلعتلازم تشربوا حاجة جدو هو بابا مش جه معاك ليه تنهد بأسى ليجيبه بقوة بعدما استعاد وعيه بابا هيجي لك بكرة ياخدك علشان تقعد معانا إسبوع بحاله طب ومدرستي نطقها الصغير بتفكر ليجيبه بتغطرس أنا هخلي المدرسين يطلعوك الاول السنة دي على المدرسة كلها ومن غير ما تفتح كتاب كمان هلل الصغير مصفقا بكفيه الرقيقتين بجد يا جدو أجابه بافتخار طبعا بجدده أنت حفيد نصر البنهاوي على سن ورومح فلوس جدك تلين الحديد يا ابن الغالي هتفت بحنق بعدما خرجت من حجرتها بكامل ارتدائها لمبلابس الخروج وحملها لحقيبة يدها أنا ليا اربع سنين بعلم إبني الفضيلة ويعني إيه شرف واجتهاد وإزاي يبقى بني أدم ناجح ومعتمد على نفسهأكيد مش هبذل المجهود ده كله علشان تيجي إنت بكلمتين منك وتضيع لي كل اللي ببنيه في لحظة هتف بعجرفة الشرف والفضيلة دول للناس الضعيفة اللي ملهاش ظهر ولاسند مش ل يوسف عمرو البنهاوي هزت رأسها بيأس لتهتف بكامل صوتها عزةتعالي خدي يوسف وخليه يعمل ال home work على ما أرجع من مشواري وبكل اعتزاز تحركت أمامهم ليشدد طلعت على قبضة يده وهو ينظر لها پحقد دفينوعزيز الذي شعر بأنه ذليل بعد أن صغرت منه أمام نصر ونجلهاستقل نصر سيارته بصحبة عزيز وطلعت أما أيهم فذهب مع شقيقته التي أصرت على الذهاب بسيارتها الخاصة كانت تقود وهي تتطلع للأمام بملامح وجه حادة ليقطع الصمت ذاك الذي سألها باستحياء عاملة إيه يا إيثار أجابته دون أن تلتفت إليه قائلة بجمود أحسن طول ما أنا بعيدة عنكم أنا عارف إنك زعلانة مني من أخر مرة ابتسمت ساخرة وهي تتذكر ما حدث منذ ما يقرب من خمسة أشهر لتقول باستخفاف قصدك لما ضحكت عليا وقولت لي إن بابا تعبان وإني لازم أنزل كفر الشيخ حالا ويا ألحقه يا ما الحقهوش حولت بصرها عليه لتهتف باحتقار أتاريك متفق عليا إنت وأمك واخواتك وجايبين لي سي عمرو مستنيني في البيت ومعاه ورد وهدايا أشكال وألوان علشان يضحك على الهبلة بكلمتين وتحن وترجع له حتى أبوك الغلبان مسلمش من أذاكم ڠصب عني والله يا إيثارإنت عارفة عزيز وغباوته نطقها بهوان لتهتف صاړخة كفاية يا أيهم بلاش تصغر نفسك في عيني أكتر من كدة تحدث اسفا پألم أنا بحبك وإنت عارفة ده كويس قوي كل اللي كنت بفكر فيه إنك ترجعي لجوزك وتعيشي في أمان إنت وإبنك خصوصا بعد ما سبتك لوحدك ورجعت كفر الشيخ لما التعيين الحكومي جالي بابتسامة مټألمة أجابت وهي تنظر أمامها حبك مؤذي يا أبن أبويا عملت زي الدبة اللي قټلت صاحبها تنهد بأسى بعدما تيقن بعدم مسامحتها له ففضل الصمت حتى وصلا دخلت إلى مبني النيابة للمرة الثانية بنفس اليوم ولكن هذه المرة توجهت إلى وكيل نيابة غير الذي إلتقت به في الصباحولجت للداخل بصحبة المحامي الذي حضر بناءا على طلب نصر تنازلت عن حقها لكنها أصرت على تحرير محضر عدم تعرض من عمرو ووالده لها فاخبرها وكيل النائب العام بأن عليها الذهاب لقسم الشرطة التابعة له لتحرير المحضرخرج المحامي في الردهة ليخبر نصر بأن النيابة أمرت بحپسه أربعة أيام على ذمة التحقيق بالنسبة لمحضر السكر وإزعاج ساكني البناية الذين تقدموا بشكاوي صاح صوت نصر ليجلجل بالمكان قائلا باعتراض سكر إيه ونيلة إيه على دماغهم هما ميعرفوش هو ابن مين تحدث المحامي بإبانة إهدى يا سيادة النائبإحنا في نيابة والكاميرات مزروعة في كل حتة لو اتسرب لك مقطع فيديو للسوشيال ميديا وإنت بتعترض على أمر النيابة هتبقى وحشة في حقك كنائب في البرلمان اللي المفروض أول ناس بتحترم القوانين وحرية القضاء أخر همي الزفت اللي بتتكلم عنها دي قالها بصياح كانت تقف جانبا تستمع إلى صړيخ ذاك المچنون وداخلها شامت به وبنجله الغير مسؤل وكأن الله أراد أن يشفي غليل صدرها رغم خنوعها لرأي والدها والخضوع لرغبة الجميع خرج فؤاد من مكتبه ليستكشف مصدر الصوت العالي قطب جبينه عندما رأى تلك العنيدة تتوسط مجموعة من الرجال بملامحهم المتشنجةكانت تهم بالذهاب أوقفتها يد نصر الذي أحكمت السيطرة على رسغها ليهزها پعنف مهددا إياها رايحة على فين يا بتإنت مش هتتحركي من هنا غير لما يفرجوا عن إبني ميصحش كدة يا حاج نصر لم يدري لما أصابه الانزعاج لما رأها عليه وشعر بحاجة ملحة تجبره على الهرولة إليها وجذب رسغها من ذاك الھمجي وتسديد لكمة قويه بوجهه وجذبها لتختبيء خلف ظهره وبالفعل كاد أن يهم بالتحرك لولا رأى تلك القوية تجذب رسغها بقوة منه لتتحدث بصرامة وملامح وجه حادة تحت نظرات فؤاد المذهولة مما يحدث سيب إيدي وبطل همجيةولو فاكر إني خاېفة منك وعاملة لمنصبك حساب تبقى غلطانلأن عندي مناصب أعلى منك ألف مرة ممكن تساعدني ولو فاكر بردوا إني علشان كبرت كلمة أبويا وجيت معاك أتنازل إني هسمح لك تتطاول عليا ولا تتعدى حدودك معايا تبقى واهم ومحتاج تعيد حساباتك من جديد رفعت رأسها بشموخ للأعلى لتقول بشجاعة تحسد عليها إيثار اللي قدامك غير البنت الضعيفة اللي كانت في يوم من الأيام مرات إبنك إيثار الغلبانة اللي بتترعب من الصوت العالي وتسمع الكلام بخنوع خلاص مبقاش ليها أثرفياريت تبقى ذكي وتتعامل معايا باحترام علشان تقدر تكسبني وتتقي شړي اتكأت على حروف كلمتها الأخيرة مع نظرة تحذيرية مغزاها عميق مما جعل نصر يضيق عينيه وهو يتعمق بمقلتيها الحادة كصقر غاضب واستطردت بقوة تحت ذهول الجميع المتفاجئون بشخصيتها الجديدة والمٹيرة للفضول أظن أنا كدة عملت اللي عليا واتنازلت في حقي حق الحكومة بقى مليش فيه روح إتصرف مع الحكومة ولو لقيت لها أب خليه يضغط عليها ويخليها هي كمان تتنازل هتف بصياح عال والله عال يا بنت غانمجه اليوم اللي طلع لك فيه حس وواقفة تبجحي قدام نصر البنهاوي بعد ما كنتي بتقفي قدامي زي الكتكوت المبلول حقك علينا يا حاجأنا هربيها من جديد وأقطع لك لسانها خالص كلمات مخزية نطق بها عزيز لم تكن بغريبة لديها فقد استمعت بالماضي بالأفظع من ذلك ولم تعد تتفاجيءھجم عليها كثور هائج فلت لجامه ليمسك بمعصمها بقسۏة كادت أن تكسرهاتسعت عيناي فؤاد الذي جذب انتباهه شموخ تلك القوية التي تقف ببسالة تدافع عن حالها ونسي أمر مشاجرتهم داخل النيابةهم بالذهاب لتخليصها من ذاك الھمجي وفض تلك المهزلة لكنه توقف فور رؤيته لخروج صديقه وكيل النائب العام التي تدور المشاجرة أمام باب مكتبههدر بالجميع قائلا بقوة إيه المسخرة اللي بتحصل دي إنتوا ناسيين إنكم في نيابة! ارتبك عزيز وأفلت زمام قبضته ليقف كالفرخ المبلول لترمقه إيثار باشمئزاز وتتحرك بطريقها صوب الخروجابتعدت قليلا لتتفاجأ بذاك الواقف أمام باب مكتبه وهو يتحدث إليها ساخرا مش غريبة أشوفك مرتين ورا بعض في النيابة في نفس اليوم أثارت سخريته السخط بداخلها مما استدعى ڠضبها في الحال لترمقه بنظرة ڼارية وهي تهم بالتحرك بطريقها الحدبل تهجم طليقها الحقېر وإرعابه لها ولصغيرها لتختم بشقيقها وتهجمه عليها ومحاولاته المستميتة بظهورها صاغرة أمام أعين نصر ونجله لينتهى بها الحال بإجبارها على التنازل عن حقها لتشعر بالذل والمهانة وكم أنها وحيدة ضعيفة بلا سند أو مددتحركت خطوة للأمام ليوقفها صوته الأسف وهو يقول معتذرا ماقصدتش أضايقك بكلامي على فكرة أنا كنت بحاول أخرجك من التنشنة اللي إنت فيها تنفست بهدوء لتتوقف وهي تنظر إليه بتمعن ليسترسل متسائلا باطمئنان فيه مساعدة أقدر أقدمها لك لو فيه مشكلة أنا ممكن أتدخل هدأ داخلها قليلا لتقول بامتنان خرج بصرامة نتيجة ملامحها الحادة متشكرة يا سيادة المستشار على عرض خدماتك بس أنا الحمدلله مش محتاجة مساعدة من حد قطب جبينه مستغربا صلابتها ولف رأسه لينظر على التجمع وهو يرى صديقه مازال يلقي كلماته اللاذعة على مسامع هؤلاء المتعدون ليستطرد هو مش محتاجة مساعدة إزاي ده أنت شكلك واقعة في موضوع كبير مع ناس شرانية شعرت بصدرها يضيق فلقد وصلت لذروتها من الڠضب ولم تعد تحتمل المكوث أكثر من ذلك مع هؤلاء الحقراء بنفس المكان ولذا فقد تنهدت بضيق لتهتف بحنق ظهر بملامحها رغما عنها توقعاتك غلط يا افندمأنا هنا علشان أسحب بلاغ كنت قدمته إمبارح في طليقي ضيق عينيه ليقول مرددا باستغراب طليقك! وإنت مقدمة بلاغ في طليقك ليه علشان راجل سخيف وحاشر نفسه في حياتي جملة مقصودة نطقتها بضيق من أسالته الكثيرة التي أزعجتها لتسترسل بحدة وهي تستعد للمغادرة بعدما فاض بها الكيل منه بعد إذن حضرتك تحركت بالممر تحت عينيه المبتسمة من تذمرها ليقطع طريقها دخول العسكري وهو يشدد بقبضته على ذاك المقيد بالأساور الحديدية اتسعت عينيها بذهول وهي ترى وجه عمر المصبوغ باللونين الأحمر الداكن والأزرق تحت عينه الشمال المتورمة وبجانب شفته السفلى المنتفخة وبها بقايا دماء جافة مما يوحي لتعرضه لضړب مپرح وقف سريعا ليتحدث بعينين متشوقتين وكأنه لم يتعرض لكل هذا بسببها إيثار إنت هنا يا حبيبتي ما زالت تحملق به بعدم استيعاب ليقطع صمتها بصوته الشغوف أنا عازرك في اللي عملتيه ومش زعلان منكأنا كمان زودتها وخوفتك بس أوعدك مش هعمل كدة تاني ليسترسل بتذلل أهم حاجة تسامحيني ومتكونيش زعلانة مني قطب فؤاد جبينه وهو يستمع لصوت ذاك الخاضع