الأربعاء 27 نوفمبر 2024

جوازه ابريل بقلم نورهان محسن

انت في الصفحة 42 من 126 صفحات

موقع أيام نيوز


يشدو حيلهم كدا ويحددو معاد الفرح
ردت وسام بإبتسامة ساحرة الله يبارك فيكي يا حبيبتي .. ويسمع منك ربنا امين
تحدثت دعاء مبتسمة بإقتراح يلا تعالي خلينا نشوف اخبار البوفيه ايه!
أوقفتها دعاء وركزت عينيها على بعض الأشخاص الذين بدأوا بالوصول إلى الحديقة فالتفتت حولها تبحث عن شخص ما ثم أضافت مبتسمة بهدوء صلاح شكل الكلام واخده .. والمعزيم بدأو يكتروا .. روحي انتي استقبليهم .. وانا هشوف البوفيه بنفسي

لمعت عيون وسام بابتسامة قبل أن تقول بامتنان وحب مش عارفة اقولك ايه ميرسي خالص يا دودو .. بجد كنت محتاجكي معايا من بدري
بقلم نورهان محسن
في غرفة ابريل
داخل الحمام
تقف ابريل تحت الفوهة المعدنية ذات الثقوب الصغيرة بينما كان يتدفق منها ماء وافر ممزوجا بدموعها ويرتجف جسدها بشهقات باكية مليئة بمرارة القلب فلم تعد قادرة على السيطرة على نفسها أكثر رغم محاولاتها العديدة للصمود لكنها في النهاية استسلمت للاڼهيار وربما كان من الأفضل لها أن ټنهار الآن بدلا من أن تخفي ما تشعر به
من حزن وأسى في قلبها الملكوم فيزداد الأمر سوءا.
عضت ابريل على ثغرها وازدادت دموعها مصحوبة بالتنهدات المؤلمة قبل أن تلهث بضيق من النشيج الذي سيطر على صدرها رفعت وجهها لتستنشق البخار المتصاعد في مقصورة الاستحمام مما أدى إلى فتح قصباتها الهوائية فساعدتها على التنفس بشكل جيد قليلا وهدأ تنفسها تدريجيا.
بقلم نورهان محسن
فى غرفة هالة
انتهت خبيرة التجميل أخيرا من وضع اللمسات الأخيرة إلى هالة التى كانت تجلس أمام مرآة الزينة ثم ما لبث أن دلفت منى إلى الداخل لتنظر إليها بإعجاب وهتفت بحماس هيوووش .. ايه القمر دا بس .. الف مبروك يا حبيبتي
قامت هالة من مقعدها وذهبت إليها الله يبارك فيكي يا مني .. كدا برده كل دا تأخير هو دا اللي هتبقي معايا من بدري
تلاشت ابتسامتها عندما سألتها بعبوس لطيف فأمالت منى رأسها وهي تقول معتذرة ماتزعليش عارفة اني وعدتك بس ڠصب عني
جاءت لميس التي كانت تتحدث مع إحدى الفتيات التي تملأ الغرفة لترحب بها بود بابتسامة جميلة ازيك يا لموسة وحشتيني عاملة ايه
بادلتها مني التحية بلطافة بخير يا منوش .. وانتي كمان وحشتيني .. حمدلله علي سلامتك
استطردت مني تقول بإعجاب وهي تتأمل فستان هالة بس ايه الجمال دا كله بجد زي القمر في الفستان ماشاء الله اللهم لا حسد
أخبرتها هالة بنبرة سعيدة ممزوجة بالخجل وعلى وجهها ابتسامة رائعة الجمال ميرسي يا روح قلبي .. ماتحرمش منك .. انتي اللي تجنني وفستانك جميل
ابتسمت مني قبل أن تقول بهمس بقولك ايه عايزة منك حاجة كدا
هالة بإهتمام اكيد اللي انتي عايزاه
صاحت احدي الفتيات من خلفها هالة يلا مش هتنزلي العريس تحت بيسأل عليكي
التفتت هالة لها مسرعة وأخبرتهم مؤكدة ببسمة مجاملة نازلة نازلة .. دقايق وهكون تحت .. يلا انزلو انتو يلا علي تحت وانا هحصلكم
_ماشي يا عروسة
بعد خروج الجميع
دققت هالة النظر بملامحها المتوترة ثم استفسرت بفضول ايه الحكاية!
سألتها مني بدون مقدمات فاكرة الفستان اللي كنتي اشترتيه من فترة ولاقيتيه ضيق عليكي
قطبت هالة حاجبيها ونطقت بالإيجاب وسط حيرتها اه فاكراه مالو
_انا عايزاه هلبسوا
لم تمنع هالة لسانها من السؤال بشك حيث أن جسد منى ممتليء عنها قليلا فكيف إذن سترتديه انتي متأكدة انه هيناسبك .. وبعدين مالو فستانك
_فستاني
كررت مني الكلمة الأخيرة بابتسامة ممزوجة بمكر مبطن عندما تدحرجت عينيها إلى الطاولة وسارت نحوها التقطت كوبا من العصير مملوءا إلى المنتصف في قبضتها ثم بحركة سريعة سكبت القليل منه على فستانها أعقبته شهقة فلتت من هالة المتفاجئة فغمغمت منى پصدمة مصطنعة اتكب عليه العصير
نظرت لها هالة بعينين جاحظتين مذهولة من تصرفها المچنون وظلت متجمدة في مكانها غير قادرة على الرد.
بقلم نورهان محسن
عند ابريل
مرت دقائق كثيرة لا تعرف عددها وهي لا تزال واقفة تحت الماء لكنها عندما انتبهت كانت ترتعش فتحركت لتخرج من المقصورة وتجفف جسدها بقوة محاولة ضخه ببعض الدفء وأحاطت نفسها بالمنشفة تاهت عيناها الفيروزيتان في الفراغ لحظات ثم توجهت بخطوات غير ثابتة وجسدها لا يزال يرتجف طلبا للدفء وشعرها الأشقر يتساقط منه قطرات الماء على كتفيها.
ووقفت أمام مرآة الحمام بقصر قامتها وضمت قبضتها إلى صدرها لتمسك المنشفة بإحكام حولها وبالأخرى تزيل البخار حتى ظهرت ملامحها الشاحبة في المرآة.
ظلت تنظر إلى عينيها الحمراوين بخواء وتشعر أن روحها قد جفت مثل أوراق الشجر الذابلة ولم يكن هذا الشعور غريبا عليها فقد إعتادت منذ زمن طويل على فقدان الأشياء حتى أنها أصبحت تخاف من التعلق ثم تصدم ببعدها عنها لذا دائما تجعل مساحة أمنة بينها وبين الآخرين حتى تخفف عنها الصدمات.
تحدثت الى نفسها عبر المرآة بصوت مبحوح بينما تنهمر دموعها بقوة كنتي مستنية ايه .. اذا كان اللي جابوكي للدنيا ماتحملوش مسؤليتك بعد ما كانوا السبب في وجودك فيها وعاشوا سنين ماسألوش عنك..
عادت ابريل من زحمة أفكارها تتنهد بعمق وتحرك رأسها بالنفى وكأنها ترفض أن تنقاد خلف مشاعرها السلبية التي لن تجدي نفعا سوى الألم وفقدان ما تبقى من روحها وإهدار الوقت على من لا يستحق.
رفعت رأسها في كبرياء وقطرت الماء فبللت رقبتها فالدموع أضعف من أن تهدم أي شيء لكنها تدمر من يذرفها إذا أصرفها بكثرة على ماضي لن ينفعه ثم من أجل كل هذا البكاء هل من أجل مصطفى الكذاب الذي تلاعب بها ولم يكن لها قطرة واحدة الإحترام أم من أجل أحمد الذي لم يهمه سوى كمية التنازلات التي ستقدمها له من أجل إثبات حبها له من الآن فصاعدا لن تسمح لأحد بخداعها مرة أخرى.
هدأت ابريل قليلا من نوبة البكاء وارتاحت لأنها أفرغت شحنة الڠضب والتوتر من داخلها حتى تتمكن من التفكير السليم لتنفذ الفكرة التي اهتدت إليها بهدوء وثبات إنفعالى.
بقلم نورهان محسن
بعد حوالي نصف ساعة
في الحفلة
ضحكت هالة معهم بخفة قبل أن تتساءل بتذكر اومال فين خالد يا باسم هو لسه مجاش ولا
ايه
أخبرها باسم بتأكيد زمانه علي وصول .. هو علي طول منضبط في مواعيده
قهقه عز بخفة متعجبا بسخرية سبحان الله خالد دا علي عكسك تماما .. والله ما اعرف انتو ازاي صحاب لدرجة دي وانتو مختلفين في كل حاجة كدا
_سامع حد جايب سيرتي
قالها خالد بضحكة رجولية وهو يقترب منهم وهو يرتدي بدلة أنيقة ذات لون زيتي يتناسب مع عينيه العشبيتين مما يجعله وسيما للغاية بملامحه الحادة فهو يتمتع بحضور قوي وكاريزما ملفتة للنظر.
صوب باسم عينيه نحوه وتشدق هازئا اخيرا الجنتل شرف
تجاهل خالد الرد ورسم على وجهه ابتسامة جعلته جذابا جدا وصافح هالة بلطف الف الف مبروك يا هالة .. ربنا يسعدك
شكرته هالة بابتسامة رقيقة الله يبارك فيك ميرسي يا خالد
أردف خالد بمعالم محرجة بعض الشيء معلش اني اتأخرت والله الطريق كان زحمة جدا
باسم بنبرة لا تخلو من الشماته ماقولتلك تعالي من بدري انت اللي اتهربت
رمقه خالد بنظرة تحذيرية ثم سرعان ما غير مسار الحديث بذكائه المعهود اومال فين العريس!! انا ماسبقليش اني شوفته واتعرفت عليه
سارع عز بالقول في حنق بيرقص مع البيست فريند بتاعته والله ما اعرف هو خطيب لمين فيكو بالظبط!
أنهى عز كلامه بسخرية مليئة بالازدراء فسلط باسم بصره على هالة بنظرة حادة ثم هتف بنبرة جافة مليئة بالتحذير علي فكرة انا ماسك نفسي عشانك .. بس دا مش معناه ان الموضوع عجبني .. اذا الكلام دا مقدرتيش تحطلو حد هتتعبي معاه وانا مش هستني دا يحصل ف ماتزعليش من اللي هعمله بقولك كدا قدامهم
حملقت هالة فيه بشيء من الارتباك دون أن تقول أي شيء فحذره خالد بصوت منخفض وطي صوتك الناس حوالينا يا باسم
واصل حديثه مزمجرا بسخط حانق انت مش عارف حاجة يا خالد .. فين كرامتك و ردك علي التهريج اللي بيحصل دا!
استنشق باسم كمية لا بأس بها من الهواء محاولا السيطرة على أعصابه والتحكم فى انفعاله حالما رأى البريق الدامع في زرقاوتيها الداكنة ليخبرها بهدوء نسبيا هالة انا مش هزعلك وهعدي الليلة دي .. بس بعد اللي بشوفه من خطيبك دا هركزلو اما نشوف ايه اخره!
أومأت هالة بنظرة حزن والڠضب يعتريها من نفسها لتدير وجهها بعيدا لقد كانت غبية حقا عندما اعتقدت أن الأمور بينهما أصبحت جيدة إلى حد ما ليفاجئها اليوم بتصرفات استفزازية لا يجب أن تسكت عنها فيما لاحظ عز وجهها الجميل المتكدر فصاح منزعجا بصوت حاسم ما خلاص يا باسم
بقلم نورهان محسن
بعد قليل
عند باسم فى الحديقة
أطلق باسم زفيرا بسأم وعدم فهم وهو يجري المكالمة العاشرة والخط لا يزال مغلقا لكن سرعان ما افترقت فمه بابتسامة عابثة حالما لاحظ خالد ينظر حوله يمينا ويسارا.
تقدم باسم نحوه ووقف أمامه محدقا إليه بعين خبيثة متصنعا الجهل وهو يسأله ببراءة زائفة بتدور علي حد قولي وانا اساعدك!
تمتم خالد ببرود وهو يعقد حاجبيه مفيش فكك مني
أجاب باسم على سؤاله الذي لم يقوله لكنه يفهمه جيدا دون حاجة إلى الكلام شكلها مش في الجنينة علي فكرة
زفر خالد بضيق واضح قائلا بإنزعاج من بين أسنانه مش ناقص لذاذتك يا باسم
_طيب طيب كنت بحاول افكك يا متنشن
قال باسم ذلك وهو على وشك المغادرة فهتف خالد وهو يزيل قناع الجمود عنه ليسأله بلهفة رايح علي فين!! ماقولتليش ردت قالتلك ايه!
_لسه هتفكر يا لحوح .. ومالك كدا اتقل شوية ما انت علي وضع السيلنت بقالك كتير .. خليني اروح اشوف رزان دي كمان اتأخرت كل دا ليه .. برنلها من الصبح ومش بترد عليا
أنهى باسم كلامه بتعبير حائر على وجهه وهو ينظر إلى هاتفه ليحدق إليه خالد بنظرة شماتة وتمتم بنبرة ذات معنى يمكن ربنا بيحبها و ناوت ماتجيش
بقلم نورهان محسن
بعد فترة زمنية وجيزة
عند باسم
ركب سيارته وأدار المحرك وغادر المكان بأقصى سرعة.
أحاط باسم بمقود السيارة براحتيه المرتعشتين محاولا السيطرة عليهم وهو لا يعرف إلى أين يجب أن يذهب لكنه يدرك فقط أنه بحاجة إلى الابتعاد عن هنا على الفور حتى لا يراه أحد من عائلته في تلك الحالة ولا يزال يرن في أذنيه صفير مستمر ونبضات قلبه تدوى بلا هوادة ليطلق من بين فمه زفيرا طويلا يخرج معه كل ما بداخله فما حدث ليس هينا لقد كان على وشك أن يفقد حياته منذ فترة وجيزة على يد تلك المعتوهة.
خرج باسم من دوامة أفكاره القاتمة عندما ظهرت أمامه في منتصف الطريق في حين التقطت مسامع ابريل صوت ضجيجا خلفها فعكست حدقيتها المتسعتان بړعب المصابيح الأمامية للسيارة القادمة نحوها
 

41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 126 صفحات