جوازه ابريل بقلم نورهان محسن
مش مهم عندك لا مشاعرهم ولا حياتهم .. المهم راحتك انت .. مش كدا بجد خسارة يا ابن خالي .. عشان رغم اننا متربين مع بعض وكبرت قدام عينك .. بس ماقدرتش تعرفني كويس..
أغلقت المكالمة دون
إعطائه فرصة للرد عليها فلا يمكنها سماع المزيد من هذا الهر اء بعد الآن إذ أنه عاد بأنانية إلى فتح ستائر الماضي والتي مهما حاولت نسيانه لا تزال هناك بقايا مظلمة تطارد روحها الضائعة بين الطرقات متسائلة بمرارة ما الخطأ الذي ارتكبته منذ أن جاءت إلى العالم بين أب وأم تركوها وحيدة ولم يهتموا بها
أطلقت ابريل تنهيدة حارة من صدرها وهي تمسح العرق حول جبهتها محاولة قدر الإمكان إبعاد حديثه عن أفكارها لتسير وقدماها ترتجفان وكأنهما لا تستطيعان حملها حتى دخلت المقهى.
عند أحمد
فى المنصورة
حدق أحمد في شاشة الهاتف للحظات بملامح لا تنذر بالخير ثم ألقى هاتفه بقوة على السرير وأخرج سي من جيبه بتوتر ليضعها بين شفتيه ناظرا للخارج من خلال نافذة غرفته القديمة حيث أنه نزل يجلس فى شقة والدته بعد الظهيرة ثم تمتم بنبرة خشنة غير مصدق بتقفلي في وشي يا ابريل ماشي .. بس انا خلاص رجعت .. والجوازة دي مش هتم!!!
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
داخل نفس المطعم الذى تعمل به إبريل
على إحدى الطاولات
باسم يجلس بصحبة فتاة أقل ما يقال أنها بارعة الجمال فسمار بشرتها يجعلها جميلة ومميزة ولديها أيضا عيون عسلية داكنة تشع منها الرقة وتتميز بجسمها ممشوق القوام.
خرج باسم من أفكاره على صوتها لينزع نظارته السوداء كاشفا عن رماديتيه العميقة مثبتا إياها بعينيها وأجاب سؤالها بالنفى لا .. عادي
أخبرته رزان بنوع من الملل وهى تداعب أظافرها اصلك من وقت ما قعدنا وانت مقولتش حاجة
اقترب باسم منها عبر الطاولة وخاطبها بنبرة خاڤتة بلطف معلش يا روز .. سرحت شوية في جمالك .. كالعادة كل ما بشوفك بتبهريني اكتر
خاطبها باسم بنبرة رجولية عميقة يضرب علي الحديد وهو ساخن عايز اقولك حاجة معرفش هتصدقيها ولالا .. !
اعتدلت رزان تسأله والفضول يطغى عليها كونه لا يتحدث عن شيئا يخصه كثيرا ايه هي
أعجبها نطقه اسمها بنبرة صوته الجذابة لذلك لم تمنع ابتسامتها من التسلل لأطراف ثغرها وقبل أن تتمكن من الرد جاءت النادلة لتقطع حديثهما وهي تضع بعض المشروبات أمامهم بإبتسامة لطيفة.
وضع باسم يده تحت خده ناظرا إلى عبوة مشروب البيبسي الغازي التي مددت رزان يدها لتمسكها ليسألها بحيرة مش عارف فيها ايه لو تسيبهم يفتحوهالك ويجيبوهالك جاهزة في الكوباية
تخلت رزان عما في يدها بضحكة محرجة بعد كلام باسم قبل أن تزيح خصلات شعرها إلى وراء أذنها لتجيب عليه بكل بساطة وصدق هو انا كدا .. طبع فيا سميها وسوسة او حرص بالزيادة .. بس برتاح لما افتحها بنفسي
لم باسم يعير كلامها انتباه ليتحدث بصوته العميق الخاڤت تعرفي انك حلوة ومميزة اوي في عيني .. اكيد وصلك احساسي وقد ايه معجب بيكي ولما بكون معاكي ببقي مبسوط ومرتاح جدا
رمقته رزان بعسليتها المتسعة مندهشة من تغدقه لها بتلك الكلمات الرقيقة بينما انتظر الآخر ردها لكنها بقيت صامتة فسألها بنوع من الإصرار وهو يمد يده ممسكا بيدها بحنان عبر الطاولة وانتي ايه شعورك من نحيتي
شعرت رزان بالأدرينالين يرتفع في دماءها من لمسته لأصابعها لتجيبه بنعومة انا كمان بحس نفس احساسك
نظر باسم لها بطريقة تجعل أي أنثى ټغرق برماديتيه الذائبة عشقا قبل أن يعقب بهدوء عارفة اني من وقت طويل وانا رافض موضوع الارتباط ومش حابب افتح قلبي لحد .. بس لما عرفتك اتغيرت نظرتي للدنيا وبقيت بحس براحة وسعادة لما بتكوني معايا
أخذ باسم نفسا عميقا ثم تابع بنفس الهدوء وهو يمسح بإبهامه على أصابعها متحسسا جلدها الناعم مم أرسل ذبذبات لطيفة في جسدها فأسدلت رموشها بصمت تستمع إليه معرفش هتصدقيني ولالا .. بس انا حقيقي حاسس بمشاعر قوية جوايا بقي صعب اسيطر عليها .. انا بحبك يا رزان
ونفسي اقضي باقي عمري كله معاكي انتي .. نفسي تشاركيني كل حياتي ونكون لبعض كل حاجة
أضاف باسم بنفس اللهجة الخاڤتة وهو يلقي نظرة خاطفة عليها ويدرس تغيراتها التعبيرية وكفه لا يزال ملفوفا فوق يدها اقبلي بحبي واوعدك هخليكي اسعد انسانة في العالم .. تتجوزيني يا رزان!!
رفعت رزان رأسها بعيون واسعة بتفاجئ من طلبه الغير متوقع وشهقة خاڤتة فلتت من فمها الشبه مغلق.
رزان من أصل لبناني لكنها ترعرعت في مصر مع عائلتها التي انتقلت إلى كندا منذ سنوات و بقيت فى في القاهرة لتحقق حلمها بالعمل كعارضة أعلانات وهى تطمح بأن تصبح ممثلة مشهورة.
بقلم نورهان محسن
على الجانب الأخر فى نفس المطعم
عند ابريل
اعتدلت رضوى فى وقفتها بمجرد أن رأت أبريل قادمة تجاههم متسائلة والفضول يطغى عليها ايه عملتي ايه !!
ردت ابريل بنظرات ساهمة ولا حاجة
سألتها رضوى مستمرة في إتباع فضولها الرهيب خاصة عندما لاحظت آثار الإرهاق الواضحة على ملامحها باين علي وشك انكو اتخا نقتو .. مش كدا!!
نفخت ابريل خديها مللا من إلحاحها وهتفت بتبرم بعدين هحكيلك يا ژنا نة .. مالك يا اميرة مش واقفة علي بعضك ليه
قالت أبريل ذلك بدهشة وهي تراها واقفة صامتة تقضم أظافرها بطريقة عصبية سبقتها رضوى وقالت بصوت خاڤت وهي تدنو برأسها إلى مستواها وكأنها ستخبرها بأحد أسرار الدولة الخطېر ة اصل حصلت حاجة زي الطين من شوية وانتي برا فأخدتها تهدي علي جنب
زوت ابريل بين حاجبيها بعدم فهم ثم هتفت متسائلة بصوت متحشرج ايه يعني اللي حصل .. ماتكلموا قلقتوني!
ألقت رضوى نظرة سريعة على أميرة تنتظر ردها لكن الأخيرة أشارت إليها نظرة حزينة لتجيب بدلا عنها فتنحنحت رضوى قبل أن ترد عليها بفم ملتوي اصل اللي مايتسمي حازم هنا
إرتسمت التساؤل على وجه إبريل وهي تلوح بكفها وتوجه سبابتها إلى الأسفل مستفسرة بهمس هنا فين في الريسترو!!
أومأت رضوى برأسها مؤكدة لها فتوالت في ذهنها عدة تساؤلات حول سر هذه الزيارة غير المتوقعة لتسأل بسخرية لاذعة وايه اللي جاب الوات ي دا هنا هما بيتحدفوا كلهم مرة واحدة كدا ليه
لطمت رضوى على خديها وهى تهز رأسها يمينا ويسارا بينما تخبرها بنبرة ملحنة إذ كأنها تقف على منصة المسرح وياريته جاي لوحده .. دا جاي ومعاه وحدة .. انما ايه موزة
حدجتها أبريل بنظرات معاتبة ثم طرحت سؤالها والفضول يسيطر عليها واحدة مين دي
وزعت أميرة نظراتها بينهما لبضع ثوان ثم تشدقت بفتور يستوطنه الحزن خطيبته القديمة كان خطبها قبل مني .. وسابني لما عرف انها ورثت ورجعلها وبقت ضحيته الجديدة .. جايبها لحد هنا بكل بجاحة عشان يحر ق دمي بها عشان مارجعتلوش شبكته
فغرت ابريل فاهها پصدمة جراء ما وشت به صديقتها وعاودت سؤالها مجددا يا نهار ابو ه اسو د وانت هتسكتي علي بجا حته دي يا اميرة!
إرتفع كلا كتفيها بعجز وهى تخبرها بضيق يعني هعمل ايه!! دا انسان مستف ز وزبال ة .. جه لحد هنا عشان اشوفهم مع بعض واضايفهم كمان .. وهو متأكد اني مش هقدر افتح بوقي وافضحه قدامها .. عشان مايتقطعش عيشي من هنا
وضعت ابريل أطراف أصابعها تحت ذقنها بتفكير ولم تتجاهل نظرة القلق في عيني صديقتها إنها محقة من السهل أن تفقد وظيفتها على يده أما هى تركت العمل بالفعل فما هو المانع إذن ثم أقرنت أفكارها الما كرة بقولها بصوت خفيض مملوء بالعزم والوعيد الواد دا فيه شئ لله .. جاني في وقته بالظبط .. هو علي تربيزة كام
ردت رضوى مسرعة بترقب 9 .. بس هو انتي هتعملي ايه بالظبط
إلتمعت فيروزيتها ببريق غريب وأجابت عليها بغموض لا يوضح شيئا مم تنوى عليه هخليه تر ند السوشيال ميد يا انهاردة ولمدة اسبوع .. وان ماطلعتوش من هنا بفضي حة مجلجلة ما بقاش انا ابريل
بقلم نورهان محسن
في نفس الوقت
عند باسم على الطاولة
رفت رزان بعينيها عدة مرات لعلها تستوعب ما تفوه به فسألها هو مبتسما مالك متوترة كدا ليه
أجابته رزان بنبرة مهزوزة اااصلك فجئتني يا باسم!!
ابتسم باسم داخليا ثم أطرق بنظرته إلى أسفل لمدة ثانيتين ثم نظر إليها مرة أخرى قائلا ببطء متعمدا حتى لا يجعلها تشعر بالخۏف والتردد مما قاله عارف انك اټخضيتي شوية من طلبي المفاجئ .. بس مفيش داعي خالص للتوتر دا كله اذا عايزة وقت تفكري م...
وكما كان متوقعا جاء ردها التالي عكس ذلك بل كانت كلماته أكثر تحفيزا لها حيث قاطعته بسرعة وعادت ابتسامتها تزين ثغرها وهي تجيب عليه وتغلب السعادة والخجل على صوتها الناعم لا مش كدا .. انا اتلخبطت بس شوية .. اصلها بجد مفاجأة .. كنت فاكرة اننا اصحاب وماتوقعتش انك تطلب مني الجواز بالسرعة .. واحنا مع بعض بقالنا كام شهر بس!!!
قالت رزان كلماتها بحيرة شديدة وعسليتها هائمة برماديتيه العميقتين ليجيب باسم بنبرة هامسة
حنونة وانا في الكام شهر دول حبيتك بجد فيهم و مش قادر علي بعدك دقيقة وحدة
ابتسمت رزان بتأثر على كلماته فبادلها الإبتسامة بأحلى منها مكررا عرضه مرة أخرى وهو يتأملها بنظرات ذات مغزى تقبلي تكوني مراتي وحبيبتي
سألها باسم بترقب لتبلل الأخرى شفتيها استعدادا لإجابته لكن سبقها صوت أنثوي تقول بصوت حاد موجه إلى رزان اوعي تصدقيه!!!
نهاية الفصل السادس
رواية_جوازة_ابريل
نورهان_محسن
الفصل السابع الرجل الخطأ
شړا رات الإستهجان نحوي من عينيك الفيروزيتين تقودني پجنون لإكمال