الأربعاء 27 نوفمبر 2024

شيخ فى محراب قلبى

انت في الصفحة 58 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز


وهو يجذب الطفل أكثر من يد شيماء ثم ردد مشيرا لنفسه بشړ 
اوعى ياض تكون مفكر اني محترم أو هادي وهقول عيل صغير لا فوق ده انا كنت اسود منك يالا ده انا كنت معلم على كل اهالي الحارة وانا صغير 
طب يعني طلعنا مش متربيين زي بعض ليه بقى العصبية دي كلها سيبني بس ونتفاهم وهخليك ټضرب بالمسډس شوية 

ضحكت شيماء بشدة على حديث الطفل وعلى ملامح هادي لتقول وهي لا تستطيع تمالك نفسها 
طب والله لا يقين على بعض كأنه ابنك 
نظر هادي للطفل وكأنه حشرة ثم ألقاه ارضا باشمئزاز مرددا وهو يشير إليه بينما الطفل ينفض ثيابه 
ابني بقى ابني انا يبقى صايع بالشكل البشع ده انا ابني اساسا هبعته لزكريا يربيه مش ناقصة قرف 
أنهى هادي حديثه وهو يلقي بنظرة شريرة للطفل يتوعده ثم رجل تاركا خلفه شيماء تنظر ببلاهة وهي تفكر في كلماته 
نظرت ماسة لما تحمل ثم ابتسمت بسمة واسعة وهي تشير للحقائب التي وضعتها ارضا بمجرد دخولها تشرح الأمر لرشدي 
دول شوية حاجات لزوم الفسحة ودول بلالين وورد لزوم المصالحة 
ابتسم رشدي بسخرية وهو يشير للأشياء التي تتحدث عنها 
فسحة إيه لا مؤاخذة ثم أنت جاية تصالحيني بورد وبلالين ليه جاية تصالحي صاحبتك في المدرسة 
صمت رشدي وهو يرى نظرات ماسة قد انقلبت فجأة واختفى بريق عينها ليشعر بأنقباض في صدره ورغم ذلك لم يتوقف عن الحديث فيجب أن تعلم جيدا أن ما فعلته لا يغتفر بسهولة حتى لا تكرر الأمر 
اتفضلي يا آنسة خدي الحاجة بتاعتك وارجعي البيت ولما ارجع لينا كلام سوا ده مكان شغل 
ابتلعت ماسة ريقها وهي تنظر للحقائب أسفل قدمها فهي كانت تخطط لمصالحة رشدي كما تفعل كل مرة ثم تأخذه ويذهبا سويا في نزهة جميلة وقد حضرت الطعام لذلك وجهزت كل شيء ولم ينقصها سوى وجوده فقط لكن يبدو أن ذلك لن يحدث 
وبطاعة غريبة لم يتوقعها رشدي هزت ماسة رأسها ثم انحنت قليلا لتحمل الحقائب وأثناء ذلك لمح رشدي محاولات ماسة في مسح دموعها ليشعر بۏجع كبير في قلبه لكن وقبل أن يتحدث بكلمة كانت ماسة تنهض وهي تحمل كل شيء مجددا ثم تحركت للخارج دون كلمة إضافية تاركة رشدي ينظر في أثرها پصدمة فماسة التي يعرفها جيدا لم تكن لتستسلم لأوامره أو تخضع لحكمه بل كانت ستعاند معه حتى يسامحها وينفذ ما تريده لكن ماذا حدث للتو هل رحلت بتلك البساطة 
عند تلك الفكرة فتح رشدي عينه بإدراك لما سببه لها ثم ركض سريعا ليلحق بها حتى يعاتبها قليلا وبعدها يضمها إليه فقد اشتاق عناقها وبشدة لكن عندما خرج وجدها
قد صعدت للسيارة بالفعل وترحل 
وقف ينظر لاثرها بعجز لا يستطيع ترك عمله واللحاق بها لذا رأى أن يكمل عمله ثم يعود سريعا للمنزل ويحدثها بكل شيء 
سحب كثيفة تغطي الرؤية أمامها ورغم الظلام الذي يعم بالخارج إلا أن ظلام روحها كان طاغيا يكاد ېخنقها هبطت دمعة دون أن تشعر وهي مستمرة بجلد ذاتها فهي من اوصلت نفسها لهذه المرحلة هي من فعلت كل هذا بنفسها استمرت دموعها في الهبوط وهي تتذكر كلمات هادي أثناء توديعها بالمطار بعدما تم عقد قرانها على ذلك الجالس جوارها في الطائرة لا تعلم كيف انتهى الأمر بهذه السرعة فبغمضة عين كانت تجلس أمام المأذون تدلي بموافقتها ومع غمضة عين أخرى أضحت تجلس جوار زوجها في الطائرة المتوجهة لمسقط رأسه زوجها ياللسخرية يا بثينة ها أنت الآن أصبحت متزوجة وقد حققتي هدفك الذي كنت تطمحين إليه منذ زمن بعيد لكن بفارق صغير وهو أن الشخص المعني ليس هو فبدلا من هادي معشوقها أصبح ذلك الفرنسي البارد المستفزر معشوقها 
حقا تتساءل إن كانت أحبت هادي يوما أم أن ما حدث كان كما قال هادي مجرد مرض تملك 
كان فرانسو ينظر لبثينة ويرى بملامحها حزن دفين هو ليس غبي ليعلم جيدا أنها تحب هادي أو تظن أنها تحبه هو ليس اعمى ليدرك أنها لا تطيقه لكن ماذا يفعل بذلك القلب الأحمق الذي عشقها منذ سنوات واكتفى بها حبيبة 
اغمض عينه يرجع رأسه للخلف يتذكر اول مرة لمحها حينما كان شابا يافعا في مقتبل عمره حينما جاء لمصر رفقة والدته ليزور عائلتها وقتها أخذه احمد في نزهة حول منطقتهم وكان حقا يوما جميلا خلد في ذاكرته وختم ذلك اليوم برؤيتها جميلته الشرسة التي لمحها ټتشاجر مع أحد سائقي السيارات تتهمة بمحاولة خطڤها وأخذها من شوارع غريبة بالله كم كانت جميلة يومها!!! في البداية ظن أن ما يحدث معه اعجاب فقط لرؤيته لأول مرة فتاة بجمال شرقي جذاب كهذا لكن ما حدث معه لاحقا جعله يتأكد أنه سقط صريعا لتلك المتمردة و
خرج فرانسو من شروده على صوت مضيفة الطيران وهي تتقدم لهم بالطاولة الجرارة تبتسم لهم بسمة هادئة عادة ما ترتسم على وجهها وهي تردد 
بعتذر لو بزعجكم يا فندم بس كنت حابة اسأل إذا كنتم حابين أي مشروب أو محتاجين أي شيء 
نظر فرانسو للمضيفة ثم بعدها نظر لبثينة التي حتى لم تكلف خاطرها عناء الاستدارة ورؤية ما يحدث جوارها 
كوباية عصير برتقال إذا سمحت 
ابتسمت له المضيفة وهي تهز رأسها ثم مدت يدها حاملة أحد الاكواب التي ترتص على الطاولة الجرارة الخاصة بها ووضعتها على الفاصل بين الزوجين ثم تساءلت إن كانوا بحاجة لشيء آخر ورحلت سريعا دون كلمة إضافية 
اشربي 
استدارت بثينة ببطء تنظر لفرانسو بتعجب لتجده يشير بعينه على كوب من العصير مشيرا إليها أن تحتسيه لكنها لم تبدي أي ردة فعل ثم استدارت مجددا تتجاهله 
ابتسم فرانسو بسخرية وهو يحمل الكوب ثم جذب يدها من جوارها ووضعه بها مقربا وجهها منه هامسا 
حذاري تديني ضهرك مرة تانية سامعة لما اكلمك تبصيلي وتحترميني يا بثينة وإلا اقسملك إن رد فعلي مش هيعجبني 
ايه هتقول لهادي 
ابتسم فرانسو وهو يراقب تجاوبها معه واخيرا ثم قال 
لا يا قلبي مش انا اللي اروح وأفصح مراتي قدام حد حتى لو كانت هي تستاهل القټل بس انا ليا عقاپ خاص بيا ومش حابب إنك تجربيه مفهوم 
نظرت بثينة له قليلا لتشرد في عيونه الملونة وهي تطرح سؤالا غبيا قليلا لا تعلم كيف خطړ على بالها في ذلك الوقت 
هو انت ازاي بتتكلم كده 
جفل فرانسو للحظات بسبب ذلك السؤال الغريب لكنه رغم ذلك ابتسم بسمة صغيرة مشيرا لفمه 
من بقي 
أدركت بثينة سؤالها الغبي الذي طرحته في وقت خاطئ
وبشكل خاطئ غبي وهي من تعاهدت ألا تحدثه حتى يسأم منها ويتركها في حال سبيلها ابتسم فرانسو وهو يقرأ دواخلها بكل سهولة ثم قال يعود لمقعده مشيرا إليها أن تشرب عصيرها 
والدي فرنسي بس والدتي مصرية عشان كده بتكلم عادي 
ارتشفت بثينة رشفة سريعا لترطب حلقها بعدما تفوهت بتلك الكلمات السخيفة لكنها توقفت وهي تستمع لحديثه ذلك ليخرج من فمها ثاني اغبى جملة بعد جملتها السابقة 
يعني إنت فرنسي من ناحية ابوك هو ابوك كان مسلم 
فتح فرانسو عينه پصدمة شديدة لحديثها ذلك وهو يجيب بسخرية 
لا بوذي 
لوت بثينة شفتيها بحركة حانقة تدرك سخريته منها لكنه وقبل أن تتحدث أجابها بجدية عن سؤالها 
بابا كان بلا ديانة و
لم يكمل حديثه ليفزعه شهقتها وهي ټضرب صدرها مرددة 
ملحد 
جز فرانسو على أسنانه پغضب شديد وهو ينظر حوله ليرى إن كان أحد قد انتبه له ثم أعاد بصره لها يزجرها لتبتلع ريقها پخوف وتسمع صوته
يجيبها 
بقول كان يعني زمان كان كده مكنش بيؤمن بالاديان اساسا لغاية ما صاحب في جامعته شاب سوري مسلم وبقى اقرب شخص ليه ووقتها بدأ يدرس تصرفاته ودينه ويبحث عن الاسلام لغاية ما أعلن إسلامه بعد صداقتهم ب٩ شهور وبعد إسلامه بسنتين قابل والدتي اللي كانت بتكمل دراسة هناك واتجوزوا ثم إن ازاي ممكن يجي على بالك إن والدي مش مسلم اصل لو هو مش مسلم ازاي والدتي هتتجوزه يا غبية أنت 
تعجبت بثينة من تلك القصة وهي تنظر له بانبهار حتى ألقى جملته الأخيرة في وجهها جعلها تفكر حقا انها كانت غبية لتسأل سؤال كهذا لكن لحظة هل نعتها للتو بالغبية 
نظرت له پغضب شديد وفتحت فمها لتذيقه مرارة لسانها الذي لا تملك غيره لكنها توقفت پصدمة شديدة تفتح عينها بشكل مثير للضحك وكأن عينيها ستخرج من محاجرها وهي تجده يجذبها لاحضانه پعنف دون أي مقدمات حتى هامسا لها بصوت رخيم 
دلوقتي بقى اسكتي شوية عشان تعبان وعايز انام قبل الحړب اللي هتحصل 
نست بثينة ما فعله للتو وركزت في كلماته بعدم فهم 
الحړب 
امممم حرب وشكلها هتكون شرسة اوي بس تعرفي انا مطمن لاني واخد معايا واحدة بتنافس ابليس 
كان هادي يجلس في الصالة وهو ينظر للمنزل الفارغ حوله بعدما رحل الجميع عقب عقد قران بثينة ورحلت والدته رفقة والدة بثينة لتواسيها في اليوم الأول لبعد ابنتها 
نظر هادي حوله وهو يتساءل هل قام بالشيء الصحيح ام هل فرط في وصية والده وعمه هو سأل جيدا وعلم كل شيء عن فرانسو ومن حديثه وطريقة تصرفاته علم جيدا أنه الوحيد الذي يصلح لبثينة لكنه بداخله ورغم كل ذلك لا يستطيع أن يمنع قلقه على ابنة عمه التي كانت بمثابة اخت له طوال فترة حياته 
مسح وجهه وهو ينهض بتعب شديد لا يود ترك نفسه للافكار سيذهب اليوم للمبيت عند
زكريا و
قاطع أفكاره صوت طرق على باب المنزل ليتجه صوبه سريعا وهو يعلم جيدا صاحب تلك الطرقات و قد صدق حدسه بالفعل وهو يجد رشدي يقف أمام الباب وجواره زكريا وهما يبتسمان له ويردد زكريا 
عرفنا إنك هتبات ليلتك وحيد انهاردة فقولنا نيجي نونسك 
ابتسم هادي وهو يبعد عن الباب ليفسح لهما المجال للدخول 
يا راجل تصدق تأثرت وقربت اصدقكم 
ضحك رشدي وهو يغلق الباب خلفه غامزا له مشيرا للحاسوب الخاص به الذي يحمله 
طب متصدقش اوي لاننا اساسا جايين عشان حاجة تانية خالص 
ابتسم هادي بسخرية وهو يتحرك صوب المطبخ محضرا بعض من المشروبات التي ابتاعها اليوم لعقد قران بثينة 
من غير ما تقول باين على وشكم ها اتحفوني أي مصېبة ألقت بكم 
ابتسم رشدي وهو ينظر لزكريا ثم تحدث بخبث 
مصطفى 
انا مش فاهمة ايه لازمته القمص ده 
نظرت ماسة لفاطمة بملامح منكمشة غيظا مما حدث صباحا مع رشدي فهي لم تنسى ما فعله وكيف كسر قلبها حتى أنها لم تدعه يلمحها من وقتها فعندما عادت من عنده صباحا جمعت بعض الثياب لها وجائت لفاطمة هنا وجلست معها ثم جلست مع والدتها أثناء حضور فاطمة لعقد قران تلك العقربة بثينة وقد رفضت أن تدع رشدي يرى وجهها
 

57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 82 صفحات