شيخ فى محراب قلبى
من رشدي وماسة وجههما لهادي الذي كان بسمته البلهاء تزين وجهه مضيفا
متجوزني اختك يا أباظة وخليك جدع
انتفض رشدي نافضا ذراع هادي عن كتفه وهو يتحدث بحنق شديد
يا بني ارحم امي يابني
دخل في ذلك الوقت ابراهيم وهو يحمل بعض الطعام ليفاجئ بحضور الجميع وينتبه لرشدي الذي ركض عليه سريعا وهو يقبل يده متوسلا إياه أن يخلصه من هادي الذي أضحى كالعلقة
صمت قليلا ثم قال ببسمة مچنونة
اقولك حاجة احسن خده وخد بنتك واطلع على اي مأذون وجوزهم واديها ليه يروح بيها
رشدي
تحدثت شيماء بخجل شديد لحديث أخيها ليتجاهلها رشدي وهو ينظر باستجداء لأبيه الذي نظر له بسخرية ثم تحدث بدرامية كبيرة
أنهى ابراهيم حديثه وهو يضع حقائب الطعام ارضا ثم خرج وهو ينظر لابنه بتأثر شديد
إياك والعبط يا بني إياك والعبط
نظر رشدي لاباه بغيظ وهو يتبعه صارخا بحنق
خد يا حاج هنا لسه مخلصناش كلام
رشدي رشدي
فزع زكريا من صړاخ فاطمة الذي صم اذان الجميع لينطلق دون شعور منه منقضا عليها يكتم فمها وهو ينظر للباب بړعب
اششش اسكتي استري عليا ابوس ايدك هيفتكروني بعمل حاجة غلط
يرضيك يعني تفضحي جوزك ولؤي يشمت فيا ده لو شافني بالشورت هيصورني ومش بعيد يفرجها للناس بعد صلاة الجمعة ابويا وانا عارفة
توقفت فاطمة عن التحرك وهي تنظر له بتعجب شديد لما يقول متعجبة طريقة حديثه معها فهي اعتادت منه الجمود واللامبالاة هل يحدثها هي الان
اسف مكنتش اقصد
كانت فاطمة تنظر له دون وعي ثم همست وكأنها انتبهت الان
مراتك
لم يفهم زكريا قصدها لتعيد هي حديثها بشكل اوضح
إنت قولت مراتك
ابتسم لها زكريا وهو يهز رأسه
وانت بقى ما صدقت تتجوز عشان تقل ادبك و تقلع قدامي وانا اللي كنت مفكراك محترم طلعت زيك زي كل الرجالة بتحرككم رغباتكم
تشنج زكريا پصدمة من حديثها ليجدها تفتح الباب وتخرج تاركة إياه في صډمته
خرج زكريا من صډمته على فتحها للباب وخروجها منه ليهرع سريعا ويرتدي ثيابه ثم خرج خلفها ليجدها تقف مع والدته وهي تخبرها أنها راحلة لذا ركض سريعا ممسكا إياها من ثيابها من الخلف وكأنه امسك بلص صغير يسرق حذائه
نظرت فاطمة پصدمة لفعلته لتبدأ التحرك بين يديه بغيظ شديد هاتفه من بين أسنانها
اوعى كده سيبني خليني اطلع
تطلعي ايه طلعت روحك هتطعلي كده
نظرت له فاطمة بعدم فهم ليشير هو بعينه جهة شعرها فزعت وهي تتحسس رأسها تهدر به أن يغمض عينه ليسخر بها زكريا وقد اكتشف جانبا به جديد لا يخرج سوى مع تلك الفتاة بين يديه
ايه يا ختي خاېفة اشوف شعرك وأنت مراتي ما أنت من شوية كنت هتوريه لأمة لا إله إلا الله ولا هو حرام على بلابه الدوح حلال على الطير من كل لون
فتحت فاطمة فمها ببلاهة لا تفهم ما قال للتو وما كادت تستفسر حتى صړخ بوجهها
ادخلي يابت غطي شعرك
فزعت منه فاطمة وهي تركض سريعا لغرفته باحثة عن حاجبها بړعب من صراخه
انتبه زكريا لنظرات والده و والدته المتعجبة لتصرفاته لكنه تجاهل الأمر الآن يراقب تلك التي خرجت من غرفته ثم تخطته جهة الباب مودعة والدته دون حتى أن توجه كلمة له وماكادت تغلق الباب خلفها حتى تحدثت بحزم
لو سمحت هما اسبوعين ونطلق
وليه اسبوعين طب ما انا ممكن البضاعة مثلا تعيش معايا لشهر لازم يعني أبدلها بعد الاسبوعين مينفعش اعمل طلب إمداد وقت
نظرت له بحنق ثم اردفت بعصبية
انا مش بهزر على فكرة بعد اسبوعين هتطلقني
دفع زكريا رأسها بعيدا عن الباب وهو يتحدث بغيظ شديد منها
اسرحي يا عسل يلا عند بيتك
ثم اغلق الباب في وجهها بحنق شديد واستدار ليجد نظرات والديه ازدادت تعجبا من تصرفاته ليتحدث وكأنه لم يفعل شيء
فيه ايه بتبصوا كده ليه
استيقظ زكريا في الصباح على صوت والدته وهي تنكزه في كتفه لينهض فتح زكريا عينه بانزعاج شديد لاستيقاظه مبكرا فاليوم هو الجمعة وليس أي جمعة بل الجمعة الأخيرة من الإجازة ثم سيعود للتدريس مجددا
نعم يا وداد ابوس ايدك سيبيني انام شوية قبل ما
لؤي يفتكرني ويقولي انزل المحل
لم تجبه والدته بل استمرت في نكز كتفه بغيظ شديد ليفتح عينه بانزعاج شديد وهو يزفر بضيق
نعم يا وداد اؤمري فيه ايه !
لم تجبه دلال بل أشارت على ثيابه أن ينهض ويعطيها لها ضيق زكريا عينيه بتفكير ثم همس بينه وبين نفسه
هدوم وصمت البداية دي انا عارفها كويس اتخانقتي مع لؤي
أدارت وداد وجهها للجهة الأخرى معبرة عن حقيقة ما قال لطم زكريا بحنق شديد
يا مرارك يا زكريا يا مرارك يعني انتم مش بيحلى ليكم تتخانقوا غير الجمعة مش فاهم عشان يعني البركة تحل في الخناقة ولا ايه
أشارت له وداد بحزم أن ينهض ويعطيها ثيابه ليتحدث بحنق شديد
فالحين بس تتخانقوا وكله يجي على دماغي انا
ولا يا وداد مش هديك حاجة عشان اكيد اخدتي دولابي كله
صمت وهو ينهض من فراشه بضيق شديد متجها صوب الحمام متمتما بضيق شديد
والله بعد كده لاخبي هدومي عند الواد هادي
نظرت وداد الحمام بحنق وهي تفتح عينها پصدمة
من فعلة ابنها ليصلها صوته وهو يقول بغيظ شديد
مش هتستريحوا انتم غير لما انزل الشارع ببوكسر والناس تعايركم إن ابنكم كان ماشي ببوكسر وهو طول الباب
كان لؤي يجلس في الخارج يبتسم بسخرية وهو يرى وداد تتحرك من أمامه ونظراتها تكاد تحرقه
خرج زكريا من غرفته بضيق وهو يتمتم مغتاظا من ذاك الزوج
افضلوا أنتم خلفوا عيال وبهدلوهم معاكم بخناقكم مش فاهم انا الخناقة الصامتة دي يعني الواحد يعرف الخناقة اللي تقفل بطلاق أو قلمين إنما انتم لا ازاى لازم لما تتخانقوا تنكدوا على
الدنيا معاكم
كاد هادي يخرج من المنزل سريعا ليلحق برفيقيه في محل لؤي فاليوم هو موعد تجمعهم في المحل سويا لكن بمجرد أن فتح الباب حتى تفاجئ بوجود بثينة في وجهه وهي تبتسم له بسمة غريبة عليه
تراجع هادي سريعا مفسحا لها طريق الدخول
اتفضلي امي جوا
أنهى حديثه وكاد يخرج سريعا لولا أنها أوقفته وهي تقول بحزن شديد لجفاءه معها
برضو لسه متضايق يا هادي ما انا اعتذرت ليك كتير
توقف هادي بتعجب وهو يعود للباب ناظرا لها بعدم فهم هل تظن أن ما فعلته كان سهلا يبدو أنها جنت اكيد
هو ايه اللي اعتذرتي عنه انك روحتي تشوهي صورتي قدام شيماء ولا انك افتريتي عليا زور
كادت بثينة تفتح فمها لكن اقتراب هادي بسرعة منها جعلها تشهق بقوة وړعب
احمدي ربك إن اخرك معايا كان إني امنع الكلام لان صدقيني لو سبت الموضوع لشياطيني هيكون ليا كلام تاني معاك
أنهى حديثه ثم رحل بسرعة قبل أن يعود ويصفعها مؤدبا إياها
بينما هي نظرت له بغيظ شديد ثم اخرجت هاتفها متحدثه بهدوء شديد
الو يا شوشو أنت في البيت طب تمام انا جيالكم ومتخليش فاطمة تمشي لما نشوف حوارها هي كمان
انهت حديثها وهي تنظر بغيظ حولها ثم خرجت من المنزل بحنق فهي من الأساس جائت لأجل أن ترى هادي و ها هو يرحل تاركا إياها دون حتى أن يسامحها والان لترى أمر السيدة فاطمة والتي علمت بزواجها صدفة من خلال حديث شيماء معها بالأمس والذي اخبرها رشدي بكل ما حدث
همست بثينة بغيظ شديد وهي تغلق الباب خلفها پعنف
والله شكل الهبل بس هما اللي بينفعوا مع صنف الرجالة شيماء و كمان فاطمة وانا قاعدة أزمر
يابني ركز الله يكرمك هما شعرتين بس هتشيلهم في أيدك
زفر هادي بحنق وهو ينظر في المرآة لوجه فرج بغيظ شديد
بقولك ايه يا فرج انا لو عليا هشيل راسك نفسها فاهدى كده لاني على اخري منك
صمت فرج بړعب وهو يناظر عيون هادي التي تقدح شرار
همس زكريا وهو يضع الطعام على الطاولة يجهز الفطور للجميع
قوم يا رشدي إنت شوف فرج لاحسن مش بيسلك مع هادي
هز رشدي كتفيه بعاد شديد وكأنه طفل صغير
مليش فيه ده دوره هو انا لسه حالق لواحد
أصدر زكريا صوتا ساخرا من حنجرته على طفولة رفيقيه ليستفيق على صوت هادي الذي غمزه في المرآة بخبث
ها بقى يا كازانوفا احكيلنا ايه اللي وصلك للجواز بالشكل ده
يابني انت لو مركزتش هتوصلني للرفيق الأعلى ابوس ايدك انا لسه حتى ممسكتش ايد ام اشرف
ضحك هادي بصخب وهو ينحني قليلا لفرج هامسا
مش عيب لما تبقى خلبوص كبير كده ولسه ممسكتش ايد ام اشرف يا جدع ده انا قولت انك وصلت لمرحلة البوس بس شكلك زي حالاتي لسه مستني الڤرج
هز فرج رأسه وهو يتنهد بتعب وملل موافقا حديث هادي
ابتسم زكريا وقد استمع لحديثه هادي فهو الاقرب له من رشدي
تحدث رشدي وهو ينظر لزكريا بتعجب يتناول بعض الطعام سريعا حتى ينتهي هادي
مقولتليش يا زكريا هتعمل فرحك امتى
انتبه هادي والجميع لحديث رشدي ليبتلع زكريا ريقه بتوتر فهو حتى لا يعلم مصير علاقته بفاطمة
ربنا ييسر لسه معرفش
تحدث هادي بغيظ شديد
لا يا خويا اعرف بسرعة لاني ناوي والنية لله نتجوز سوا في نفس اليوم واياك اسمع كلمة اعتراض
ضحك رشدي بصخب وهو ينهض يضم هادي من الخلف متحدثا بمشاكسة
أنت صغنونة هتتجوزي
شعر هادي بيد رشدي تبدأ في زغزغته ليبدأ الضحك دون التحكم في نفسه
رشدي لا بس بواخة بقولك بس
ضحك رشدي بشدة على ضحكات هادي التي ملئت المكان ليبتسم لهم زكريا بحب شديد شاكرا الله في نفسه على هؤلاء الأصدقاء الذين يعشقهم
انتبه رشدي وهادي لنظرات زكريا ليتغامزا ثم وفي ثوان كان الاثنان يهجمان على زكريا الذي صړخ بفزع قبل أن تصدح ضحكاته مختلطة بضحكاتهم في منظر مبهج للقلب
هتف هادي بفرحة شديد
ايه رأيكم نعمل التلات افراح مع بعض هيكون حلو اوي
سمع الجميع فجأة صوت