الإثنين 25 نوفمبر 2024

شيخ فى محراب قلبى

انت في الصفحة 30 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز


قديما لكنها ورغم ذلك ادعت عدم الاهتمام وهي تنظر ببرود لماسة التي ابتسمت لضغطها على الوتر الحساس فهي أكثر من تعرف بثينة وتعرف جيدا أنها لم تحب
هادي لكنها تود إثبات فقط أنها تستطيع الحصول عليه طالما وضعت عينها عليه وأنها مرغوبة بعد فشلها مرتين في الحصول على الحب مرة رفقة رشدي الذي لم ينظر لها يوما حتى إلا كابنة عم رفيقه ومرة مع رفيقها الثري أثناء الجامعة والذي تخلى عنها بأمر من والده وسافر لإكمال دراسته وإدارة اعمال والده في إحدى الدول الأجنبية تاركا إياها خلفه لا تملك غير أن تعود لهادي الذي كان أمامها دائما ولم تفكر يوما به لرؤيتها أنه أقل من طموحها لكن كل ذلك تغير حينما صارحها هادي بحبه لشيماء ورغبته في الزواج منها وقتها شعرت أن شيء ملكها يسحب من بين أصابعها ولم تدرك بسذاجتها أن هادي لم يكن يوما ملكها 

ابتسمت ماسة على ملامح بثينة الشاحبة ثم اقتربت منها وهمست لها في أذنها بشړ كبير 
لو شيماء حصلها حاجة محدش هيقف ليك غيري يا بثينة 
انهت حديثها ثم صعدت للأعلى تاركة بثينة تنظر في اثرها بنظرات مريضة مرددة بنبرة خبيثة 
طب كويس إنك بلغتيني لاني مش ناوية اعمل حاجة لشيماء لاني ببساطة اقدر اتصرف معاها واسيب الباقي لغبائها إنما أنت بقى فمحتاجة شوية شغل لانك تعرفي حاجات كتير اوي مكنش لازم تعرفيها
يعني حضرتك بعد كده اللي هتحفظيني 
هزت وداد رأسها بتعجب لبسمة فاطمة تلك وكأنها أخبرتها للتو بخبر نجاحها ولا تعلم أن فاطمة الان تشكر الله في قلبها لعدم اضطرارها للتعامل مع زكريا مجددا فهي يكفيها ما تتعرض له كل مرة حينما تكون معه وكأن المصائب تنتظر تلك اللحظة لتظهر 
تمام بما إني وضحت الموضوع نبدأ 
ابتسمت لها فاطمة سريعا تهز رأسها بإيجاب سعيدة كثيرا ومرتاحة لهذا الوضع 
تمام بس انا مجبتش المصحف بتاعي معايا مكنتش اعرف اني هاخد دلوقتي 
ابتسمت لها وداد وهي تنهض 
هروح اجيب واحد من مكتبة زكريا ونبدأ ولا يهمك انا زكريا وراني هنبدأ في ايه وعرفت كل حاجة 
انهت حديثها ثم اتجهت للداخل تحضر المصحف تاركة فاطمة في الخارج تحمد ربها لاستجابته دعائها فهي دعت ألا تراه مجددا بعد ما تعرضت له معه
أنهى هادي عمله وكان في طريقه للمنزل قبل أن ينتبه لفرج الذي يحتل مقعده المميز لذا اتجه له سريعا پغضب شديد يكاد يكسر الأرض أسفل قدمه صارخا پغضب بمجرد وصوله حيث فرج 
يابرودك يا اخي يعني كنت هتبوظ الخطوبة الصبح وقاعد هنا تشرب سحلب
اشرب كركديه طيب 
اغتاظ هادي من حديث فرج
ليسحب مقعد ويجلس أمامه وهو يرمقه بشړ 
بقى انا اقولك تجبلي بوكيه ورد يا فرج تقوم تجبلي حضار ايه هنعمل محشي 
ابتسم فرج وهو لا يشعر بأي ذنب لما فعل 
وفجل لو سمحت انا كنت جايب فجل عشان اكسر اللون الاخضر واعمل ميكس الوان كده 
تعرف يا فرج لو الخطوبة دي باظت بسببك هعمل ايه 
نظر له فرج بترقب ليكمل هادي حديثه بغيظ كبير 
هتجوز أم اشرف واحړق قلبك
ويهون عليك عمك فرج يا هادي 
تحدث فرج بمسكنة ليبتسم له هادي ببرود مرددا 
لا يا غالي متهونش وعشان كده هسمي اول عيل فرج عشان تعرف اني 
توقف هادي عن التحدث وهو يلمح شيء جعله يفتح عينه پصدمة كبيرة ليهمس 
شيماء 
تمام كدة يافاطمة شطورة كده خلصنا اللي علينا انهاردة وبكرة نكمل سوا 
ابتسمت فاطمة لوداد بحب وتقدير وهي تنهض مقررة الرحيل فهي تأخرت حتى أنها لم تخبر والدتها أنها ستأخذ درسها الآن وايضا نسيت هاتفها في المنزل بسبب تعجلها 
تحركت فاطمة متجهه للخارج سريعا خوفا أن تقابل زكريا بينما وداد تنظر لها بتعجب لركضها بهذا الشكل لكنها لم تهتم كثيرا واتجهت للمطبخ 
بعد ثوان قليلة دخل زكريا للمنزل وهو ينادي بصوت عالي على والدته مخبرا إياها أنه أتى ليسمع فجأة صوت رنين هاتف والدته 
تليفونك بيرن يا امي 
رد يا زكريا يابني شوف مين عشان ايدي مشغولة حاليا 
حمل زكريا الهاتف ورأى اسم منيرة ينير الشاشة لذا اجابه بهدوء قليلا واحترام شديد 
السلام عليكم 
زكريا فاطمة عندكم يابني 
تذكر زكريا رؤيته لفاطمة وهي تخرج من منزله راكضة بعيدا ولم يرد هو أن يقترب قبل أن تختفي حتى لا يعرضها للحرج لذا أجاب منيرة بالرفض واخبرها أنها رحلت منذ ثوان ليصل له صړاخها الذي جعل قلبه ينتفض بړعب 
الحقها يا زكريا الحقها بسرعة يابني ابوس ايدك خليها متجيش البيت دلوقتي ابوها جايب مأذون وحالف مېت يمين ليجوزها لواحد قده اول ما توصل ابوس ايدك يابني تلحقها خليها عندكم دلوقتي الحقها يا زكريا
كان يجلس شاعرا بڼار تندلع داخله يتخيل نفسه يمسك ذلك الغبي الذي يبتسم أكثر بسمة مقيتة رآها طوال حياته ثم يقوم پضربه في أقرب حائط له وبعدها يحضر سکين ويفتح امعائه ثم يقوم برميها في أقرب مكب نفايات 
كانت هذه الأفكار تدور برأس هادي الذي لمح وقوف شيماء مع أحد الشباب والذي يراه لأول مرة في حياته ويبتسم لها وكأنه حبيب يلتقي حبيبته بعد فراق سنوات طويلة 
ألا مين الواد الملون اللي واقف مع شيماء ده 
خرج هادي من أفكاره السوداء على صوت فرج الذي يتحدث جوار أذنه وكأنه بالفعل لا يرى ما يحدث 
لا بس الواد جميل ما شاء الله
زفر هادي بضيق وهو يرمق ذلك الشاب ذو العيون الزرقاء والبشرة الشاحبة بعض الشيء والنمش الذي ينتشر أسفل عينه وعلى أنفه مع شعر اشقر بعض الشيء 
شايف ما شاء الله الواد قمر اوي 
اڼفجر هادي في فرج الذي يشعر وكأنه يغازل الشاب 
خلاص يا فرج عرفت إنه قمر وعسل اروح ا يعني ولا اقولك انا افكني من شيماء واتجوزه 
أنهى كلماته المچنونة وهو يتحرك مبتعدا عنه صوب هؤلاء الحمقى الذين يقفون في الشارع هكذا دون خجل بينما نظر فرج له پصدمة من حديثه لكنه رغم ذلك ابتسم وهو يقول بغباء 
لا بس الواد حلو ماشاء الله 
يا استاذ سلامة مينفعش وقفتك دي لو سمحت هات الفلوس خليني اطلع 
هكذا تحدثت شيماء بضيق شديد وهي تنظر لذلك الشاب والذي يكون شقيق لإحدى الصديقات أتى ليعطيها أموال كانت قد استلفتها منها أخته سابقا 
ابتسم سلامة لها وهو ينظر لها مستمعا بإغاظتها 
فقد قمت أخته حينما حدثته أنفا عن لطافتها 
طيب أنت ليه متعصبة كده انا بس حابب نتكلم شوية مش اكتر 
نعم يا ضنايا 
ألتفت سلامة بتعجب لذلك الصوت الذكوري ليجد نفسه يقف أمام شاب عملاق بالنسبة لجسده الهزيل رفع الشاب حاجبه بتعجب من لهجة هادي
الذي يرمقه كما يرمق الأسد فريسته ليتحدث متعجبا نبرته وهو يرى رجل كبير في السن يركض سريعا على وجهه بسمة بلهاء ليقف بالقرب منه وكأنه لا يرغب في تفويت لحظة من الحوار 
نعم يا افندي فيه حاجة 
ايوة فيه بس تعالى على جنب كده عشان نتناقش بهدوء منعا لخدش حياء فرج
ارتجفت يد ماسة وهي تمسك الهاتف بړعب مما ترى فقد كان يحتوي على صور خاصة بها بعضها بثياب المنزل والبعض الآخر وهي دون حجاب فزعت سريعا وهي تحرك يدها على لوحة مفاتيح هاتفها تكتب بسرعة دون أن ترى جيدا ما تكتبه 
انت مين وعايز ايه باللي بتعمله ده 
توقفت عن الكتاب تترقب حتى ظهرت علامة زرقاء تدل على قراءة الشخص المرسل لرسالتها خفق قلبها پعنف شديد وهي تنظر للعلامة التي تدل على أنه يكتب الان ثواني مرت كالچحيم عليها وهي تترقب الأمر حتى ظهرت رسالته على الشاشة بحروف مقتضبة 
انا مش عايز ائذيك يا ماسة انا بس عايز نتكلم ممكن 
شعرت ماسة بدمائها تفور في شرايينها وهي متأكدة في داخلها أن هذا هو نفس الشاب الذي يزعجها عبر الهاتف لذا سريعا ودون أن تشعر كانت تغلق المحادثة وتغلق الهاتف نهائيا بعدها ثم سكنت محلها تنظر بشرود أمامها تنتظر شيء مبهم ثم تحركت تخرج من غرفتها متحركة نحو باب الشقة بهدوء شديد وخرجت وأغلقت الباب خلفها ثم تحركت بهدوء وجلست على الدرج المؤدي لأعلى تنتظر في هدوء شديد وهي تستند برأسها على قدمها ثم أغلقت عينها بهدوء شديد وكأن لا شيء حدث منذ ثوان
صدم زكريا من حديث منيرة ليترك الهاتف سريعا دون أن يدع لعقله المجال حتى يفكر ولو قليلا وسريعا انطلق لخارج الشقة دون أن يجيب نداء والدته التي كانت تتساءل عن هوية المتصل 
كانت ملامحه تعلوها الفزع الشديد وهو يتذكر حديث والدتها الملهوف ونبرتها التي ظهرت له وبوضوح أنها 
كانت تبكي پعنف هبط درج البناية سريعا ينظر حوله عله يلمح طيفها لكن لم يجد شيء لذا سريعا ركض للبناية الخاصة بها وهو يدعو ربه ألا تكون قد وصلت للشقة الخاصة بها بعد 
دخل البناية سريعا ليلمحها وهي تخطو على بداية درج الطابق الثاني والخاص بشقتها ليعلو صوته مناديا إياها بلهفة شديد 
آنسة فاطمة آنسة فاطمة لحظة لو سمحتي 
توقفت فاطمة على درج منزلها وهي تستمع لصوت يناديها صوت تعلمه جيدا نظرت فاطمة للاسفل بتعجب لتجد أن الشيخ يركض على الدرج خلفها وللحق ارتابت كثيرا من الأمر وهي تفكر لما يناديها هل حدث شيء أو فعلت شيء هي حتى لأول مرة لا تسبب له مشاكل 
و قبل أن يصل لها زكريا
سمعت صوت باب يفتح يتبعه صوت والدها الذي هز قلبها من موضعه 
اخيرا شرفتي يا هانم اطلعيلي يلا عشان عايزك 
نظرت فاطمة بتعجب لوالدها تتساءل لما هو هنا لكن لم تدم حيرتها وهي تتقدم جهة والدها تتجاهل زكريا الذي استوقفها منذ قليل ظنا منها أنه يود توبخيها على شيء ما 
لكن كل ذلك اختفى بمجرد أن وصلت للشقة وجذبها والدها للداخل پعنف وكأنه يسوق الشاه للمذبح
ها اتفضل 
نظر سلامة حوله بتعجب فقد سحبه ذلك الشاب المچنون واجلسه عنوة على أحد مقاعد القهوة ثم سحب مقعد وجلس جواره يضع يده على خده كمن يستمع لقصة ما قبل النوم لم يفهم سلامة شيء من هذا المچنون لذا تحدث بضيق وتأفف 
هو حضرتك مچنون اتفضل ايه بالضبط 
ادعى هادي الصدمة وهو يشير لنفسه 
الاه هو مش إنت كنت بتقول من شوية لشيماء إنك حابب تتكلم شوية انا فاضي اساسا ولسه مخلص شغل فقولت اسمعك انا طالما حابب تتكلم لأن الآنسة شيماء مش هتقدر تقف كتير بسبب رجليها 
اه ده إنت بتستخف دمك 
ابتسم هادي وهو يضع قدم على قدم متحدثا بفخر غبي بعض الشيء 
لا انا
فعلا دمي خفيف حتى أسأل الكل 
ابتسم الشاب بسخرية ثم اقترب من هادي وهمس له 
بيجاملوك صدقني
عاد فرج في هذه اللحظة بعدما كان لدى ام اشرف ليجد ذلك الشاب يحتل مقعده المقدس ليتحدث بحنق شديد وهو يدفع الشاب بعيدا عن مقعده 
ولا الكرسي ده بتاعي يالا قوم
 

29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 82 صفحات