الإثنين 25 نوفمبر 2024

شيخ فى محراب قلبى

انت في الصفحة 28 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز


له للخلف استدار هادي ببطء وحذر ليجد شيماء تقف أمامه وهي تحمل صينية المشروبات بيدها ترمقه بشړ كبير ويبدو أنها استمتعت فقط للجزء الاخير من حديثه حيث أنها صاحت في وجهه پغضب كبير 
كرنبة انا كرنبة يا استاذ يا محترم 
كاد هادي يفتح فمه ليجيبها لكنها لم تعطه أي فرصة لذلك حيث فتحت فمها صاړخة به 

جاك كرنبة لما تنزل على نفوخك تقسمه نصين يا عديم الرباية إنت 
وعلى عكس المتوقع كان هادي يقف ويستمع لحديثها وصړاخها دون أن يبدي أي حركة أو اعتراض مما استفز شيماء بشدة فوضعت الصينية التي تحملها في الارض جوارها ثم نهضت وامسكت كأس ملقية إياه في وجهه وهي تشعر بالمرارة قد استحكمت حلقها مما سمعته دون حتى أن تمنحه فرصة واحدة لتوضيح ما حدث 
اغمض هادي عينيه
تزامنا مع اصطدام ذرات المشروب بوجهه وضم قبضتيه پغضب شديد جعل شيماء ټلعن نفسها على ما فعلته في لحظة ڠضب تلاشت سريعا بمجرد رؤيتها ملامحه 
عادت للخلف بړعب شديد وهي ترى هادي يفتح عينه ببطء مع بسمة صغيرة مرتسمة على وجهه يتحدث ببساطة كبيرة متجاهلا ما حدث منذ قليل فهو أكثر الاشخاص معرفة بحساسيتها
تجاه جسدها 
مانجة هو انا مش قولت عايز جوافة بلبن ده انا حتى جايب الخلاط معايا 
ابتلعت شيماء ريقها بړعب ثم رفعت نظرها له لتجده يرمقها ببسمة ابعد ما تكون عن الڠضب ابتسم هادي محاولا إزاحة غضبه جانبا فما فعلته مجرد رد فعل لما سمعته وللحق هو سعيد لكونها لم تعد تخشى الدفاع عن نفسها 
بس هو سؤال صغير 
رفعت شيماء نظرها لهادي بتعجب لتجده يتحدث ببسمة مشيرا لثيابها بتعجب 
هو أنت كده لابسة 
فتحت شيماء عينها بعدم فهم ليوضح هو حديثه والذي لو كانت فتاة أخرى غير تلك الحمقاء لكانت اسمعته وابل من لسانها اللاذع كما فعلت هي منذ قليل 
قصدي يعني أنت خارجة تقابليني كده بالعباية السمرة 
نظرت شيماء لنفسها قليلا بخجل تتمنى لو لم تستمع لبثينة التي حثتها على ارتداء تلك العباءة السخيفة لكنها رغم ذلك تحدثت محاولة عدم اظهار حرجها أو أي شيء له 
مالها يعني ما هي حلوة اهي وبعدين ده اللي عندي لو مش عاجبك انت حر 
انهت حديثها وهي تحمل صينية المشروبات مجددا ثم تقدمت من الغرفة التي يجلس بها الجميع تزفر أنفاسها التي كانت تحبسها بقربه 
بينما هادي نظر لاثرها مخرجا صوتا ساخرا من فمه 
عايزة تطفشيني بعباية سودة متعرفيش انت العباية السودة دي مقدسة عند الشباب ازاي جاتك النيلة في عبطك ده انا هلزقلك اكتر يا هبلة 
أنهى حديثه متحركا للداخل لينهي هذه الجلسة التي حدث بها الكثير والكثير يحاول محو آثار العصير عن وجهه وثيابه يستأذن من ابرهيم القدوم مساءا والتقدم مجددا 
معلش يا عمي هنيجي بليل ونعيد الحوار من الاول 
تلمس ابراهيم وجه الذي كان ما يزال مشدودا بسبب ذلك الشيء الذي وضعه عليه منذ قليل 
بص يالا انا مش فاضي لعبطك إنت وصحابك اتصرف مع الزفت رشدي وابقوا بلغوني باللي هيحصل 
أنهى حديثه ثم نهض بضيق من هؤلاء المجانين الذين ابتلي بهم ألا يكفيه ابنه ليحصل على اثنين آخرين مجانين 
تتبع الجميع ابراهيم وهو يخرج ثم عم الصمت قليلا قبل أن يقطعه هادي الذي تحدث ببسمة سخيفة لرشدي 
ها يا أبيه رشدي نيجي امتى تاني 
تحرك زكريا صوب منزله بعدما أتاه اتصالا من والدته تخبره بحاجتها له وقد انتهى من موضوع هادي مع وعد بالقدوم مساءا للتقدم بشكل رسمي يليق بشيماء وللتحدث في كل التفاصيل وهو يحمد الله على طلب والدته له فهو كان يرغب في الحديث معها على كل حال 
وصل زكريا لمنزله وما كاد يصعد إليه حتى وجد فتاة تهبط بسرعة كبيرة من على الدرج لذا سريعا ابتعد عن الباب وتوقف في الخارج جانبا وهو ينظر للجهة الأخرى حتى تعبر الفتاة لكن شعر فجأة بتوقفها جواره وصوتها يصدح في أذنه متسائلا 
اذا سمحت يا أخ متعرفش الاقي فين مستر زكريا 
كرمش زكريا حاجبيه بضيق شديد من هذا اللقب الذي تطلقه عليه الفتاة فتح زكريا فمه بنية الإجابة
لكن توقف عن الحديث وهو يسمعها تتحدث بسخرية 
هو إنت لا بس كده ليه 
نظر زكريا لنفسه وكأنه للحظات نسي ما كان يرتديه ليغمض عينه بضيق شديد من مظهره الغير منمق 
كنت في حفلة تنكرية 
ابتسمت الفتاة بسخرية ثم قالت دون اهتمام 
ما علينا شكلك ساكن هنا معلش تقولي مستر زكريا في الدور الكام لاني طلعت ومش عارفة هو في الدور الكام 
زفر زكريا وهو ينظر ارضا يود الصعود الان ليغير ثيابه وايضا لتلافي الوقوف بهذا الشكل مع فتاة حتى وإن كانت مراهقة 
حضرتك محتاجة حاجة 
وإنت مالك انا عايزة مستر زكريا قولي بس هو فين وانا 
منار 
توقفت منار عن الحديث وهي تنظر خلفها لابنة خالها ببرود ثم تنهدت بضيق تاركة زكريا يقف بقلب يطرق بشدة جوارها لذلك الصوت لكنه لم يتوقف لثانية إضافية حيث صعد سريعا درجات منزله تاركا فاطمة تقف مع تلك الفتاة المزعجة
مش فاهمة يا بني يعني اقول لها ايه 
صمت زكريا ولم يجب سؤال والدته هو يعلم جيدا أنها غاضبة منه الآن لكنه قرر وانتهى الأمر تنفس قليلا ليهدأ ثم أجاب 
زي ما قولتلك يا امي إن بعد كده أنت اللي هتحفظيها مش انا 
التوى فم وداد بعدم فهم لحديث ابنها 
انا انا ايه يا بني هو انا بحفظ برضو 
ما هو انا هحفظك وأنت تحفظيها يعني كل يوم هقرأ ليك الجزء اللي عليها بالتفسير بكل شيء يخصه وأنت تقوليه ليها 
لم يبدو أن وداد قد اقتنعت لحديث ابنها لذا سارعت وقالت 
وليه اللفة دي يابني ما تحفظها زي ما انت 
زفر زكريا بضيق شديد كيف يفهمها أنه لن يستطيع فعل ذلك بنفسه 
يا امي ولا لفة ولا حاجة ده افضل صدقيني وكمان عشان تحفظي أنت كمان معاها مش أنت كنت حابة تحفظي برضو
ايوة بس 
ما بسش ارجوك وافقي الدراسة خلاص على الابواب وانا هرجع ادرس تاني فاحتمال أتأخر عليكم وده مش كويس لأنها بنت فأنا لما اخلص كل حاجة اقعد معاك وافهمك كل اللي هتحفظيه ليها وأنت براحتك بقى يبقى اي وقت حفظيها وأنا برة البيت 
صمت قليلا يفكر في الأمر 
وانا هبقى امتحنها بنفسي في نهاية كل جزء تمام
ورغم عدم اقتناعها بالأمر ابدا إلا أنها هزت رأسها بإيجاب متنهدة بضيق 
تمام يابني ربنا يهديك يارب 
وكان واضحا لزكريا كثيرا مقدار استياء والدته من الأمر لكنه لن يخاطر بتحمل أي ذنب آخر يكفيه ما عاناه في الأيام السابقة هو لا يود ارتكاب ذنب فيها لا يريد أن يظل ېختلس النظر إليها اثناء التحفيظ ويستغل الأمر لذا هذا افضل حل قد يقوم به حتى يحين الوقت ل 
خرج زكريا من أفكاره على صوت رنين هاتفه ليخرجه مجيبا عليه وهو ينهض مبتعدا عن والدته 
الو يا استاذ جمال
اه ده إنت اهبل بقى 
كان ذلك صوت ماسة الذي خرج حانقا غاضبا من ذلك الوقح الذي يستمر بالاتصال بها كل يوم من فترة طويلة ملقيا على مسامعها حديث مقزز وكلمات خادشة كثيرة و المخيف أنها لا تستطيع أن تضع رقمه في قائمة الاتصالات التي لا تريد استقابلها فكلما فعلت ذلك وجدته يتصل بها وكأنها لم تفعل شيء 
ماسة اسمعيني الاول 
قاطعته ماسة پغضب شديد وهي تنظر خلفها مخافة أن يسمعها أحد 
اولا اسمي ميجيش على لسانك القذر ده ثانيا بقى اقسم بالله لو اتصلت كمان مرة بالرقم ده انا هدي رقمك لجوزي وهو يتصرف معاك 
لم تمنحه ماسة بعدها فرصة للرد على حديثها وأغلقت
الاتصال سريعا في وجهه وبعدها أغلقت الهاتف كليا 
هي ظنت أنه مجرد شاب مزعج يريد المزاح كما يحدث دائما لذا لم ترد اخبار أحد فهي لن تركض لرشدي تشكيه كلما جاءها اتصال سخيف من أحد الشباب الذين لم يكلف ذويهم أنفسهم وقت لتربيتهم لكنها بدأت تخاف حقا من هذا الشاب الغريب فحديثه وثقته تلك وكأنه يعرفها تخيفها وبشدة 
خرجت ماسة من شرودها على صوت شيماء التي جاءت من الخلف وهي تربت على كتفها متحدثة بهدوء 
ماسة رشدي اتصل وبيقولك قافلة فونك ليه 
نظرت لها ماسة وابتسمت بخفوت 
هو فصل شحن هشحنه واكلمه ياقلبي 
تمام هو قال هيخلص شغل ويتصل تاني 
ابتسمت لها ماسة وهي تتحرك جهة غرفتها بشرود شديد ثم فتحت هاتفها لتتحدث مع رشدي فهي تعلم أنه لن يتوقف حتى يحدثها لكن بمجرد فتحها للهاتف وصلت لها رسالة على الواتساب الخاص بها من رقم غريب لأول مرة تراه لذا دخلت للمحادثة تقلب بها قبل أن تفتح فمها پصدمة كبيرة هامسة بړعب 
يا ليلة سودة
فتحت فاطمة باب منزلها تتبعها منار التي تجاهلتها طوال الطريق ولم تتحدث بكلمة ولم تكد الفتاتان تدخلان للمنزل حتى تناهى لمسامعهما صوت جدال بين والدتيهما وصوت منيرة تصرخ پعنف شديد في نحمده 
ليه يعني هي بنتي ناقصة ايد ولا رجل عشان يطفش 
ضحكت نحمده بسخرية شديد وهي تجلس محلها ترتب ثياب ابنتها الخاصة بالمدرسة 
والله إنت اكتر واحدة ادرى ببنتك وباللي فيها 
نحمده
كانت كلمة واحدة خرجت غاضبة من فم منيرة التي كادت تنقض عليها تقطع لحمها بين أسنانها لتكمل حديثها پغضب شديد 
العريس اللي جه لفاطمة ده انا هرفضه بس مش عشان كلامك الماسخ اللي عماله تردديه ولا كأنه اغنية عجباك لا ده عشان أنت عارفة كويس اوي إنه مينفعش ليها
أطلقت نحمده صوتا ساخرا من حنجرتها وهي تردد بصوت خاڤت 
ياختي بس حد يقبل بيها إن شاء الله قتال قتلة هي لاقية 
كادت منير تجيب لولا أنها لمحت ابنتها تقف بجوار القائم تراقبهم بملامح باهتة غير مهتمة في الحقيقة فهي اعتادت الأمر من عمتها بل من جميع من في العائلة حسنا لا بأس فاطمة الان تحركي لغرفتك وعندها يمكنك البكاء كيفما شئت 
لكن حتى هذه الأمنية الصغيرة لم تنالها حيث اوقفتها عمتها وهي تناديها بحنق شديد 
استني قبل ما تدخلي روحي هاتي فينو ومربى وحلاوة وكمان شوفي امك ناقصها ايه في المطبخ وهاتيه 
انهت حديثها وهي تتركهم وتتجه صوب غرفة فاطمة تحمل في يدها ثيابها التي كانت ترتبها لأجلها تاركة فاطمة تقف في منتصف المنزل بوجه شاحب قليلا لتتحدث دون أن تنظر لوجه والدتها 
هروح اغير الجيبة لأنها اتبهدلت مني 
تحركت جهة الغرفة التي دخلتها عمتها منذ قليل بنية تغيير الجيبة التي تمزقت من أسفل جزء صغير وايضا ابتلت بالمياة التي سقطت من المزهرية التي كسرتها هي في منزل رشدي 
دخلت الغرفة لتجد عمتها تتحدث مع منار بصوت خاڤت جدا ليتوقفوا عن الحديث بمجرد دخولها لم تعرهم أي اهتمام لتتجه صوب خزانتها وتبدأ في البحث عن ثياب لها لكن
يبدو أن جميع ثيابها متسخة فوالدتها لم تغسل
 

27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 82 صفحات