الأربعاء 18 ديسمبر 2024

الشيطان شاهين

انت في الصفحة 8 من 87 صفحات

موقع أيام نيوز

مش فاضية لرزالتك مستعجلة و عندي شغل بس جيت علشان افهم منك إيه داه 
ايهم و هو يضغط على احد الازرار دي ورقة إنذار بالدفع بس مش عارف لمين 
ليليان لرامي الولد الصغير اللي في الاوضة 360 
ايهم بلامبالاةطيب و فيها ايه شاغلة دماغك الجميل بحاجات تافهة كده ليه 
ليليان پغضب جلي دا ولد صغير و في آخر مرحلة للعلاج لو خرج من المشفى دلوقتي ممكن حالته تتدهور و يرجع زي ماكان 
ايهم و يطلع ليه خلي أهله يدفعوا اللي عليهم و بكده مش حيخرج اكمل و هو يقرأ الورقة ممم فهمت يعني اخر موعد للدفع النهاردة و الا حيطرد 
ليليان ايوا مامته معاها اكثر من نص المبلغ و انا بكرة الصبح حدفع الباقي 
ايهم بابتسامة لعوبة طب ما تدفعيه دلوقتي 
نظرت له ليليان بحنق قبل أن تجيب اكيد مش حيكون مبلغ زي داه في شنطتي انا بطلب منك مهلة بس لغاية بكرة الصبح الساعة تسعة حكون محولة المبلغ لحساب المشفى 
ايهم برفض لا عاوزه دلوقتي و الا حكلم السكيورتي يخرجوها هي و ابنها دلوقتي انت عارفة القوانين هنا 
رفع ايهم سماعة الهاتف و هو يصطنع الضغط على الازرار لتختطف منه ليليان الهاتف و ترميه على المكتب هاتفة بحنق انت ايه مفيش في قلبك رحمة ازاي ترمي ولد مريض برا المستشفى علشان ممعوش ثمن العلاج 
ابتسم ايهم ابتسامه خبيثة
كثعلب استطاع الإيقاع بأرنب صغير ليه حد قلك فاتحها جمعية خيرية و بعدين المستشفى دي للناس الاغنياء للي معاهم فلوس و يقدروا يدفعوا الفقراء و المساكين اللي بتعطفي عليهم دول يروحوا يشوفولهم مستشفى حكومي على قد امكانيتهم 
تراجعت ليليان الى الخلف بعد أن رمت الهاتف لتهتف بحنقانت بني آدم مش طبيعي سيبني دلوقتي و انا حتصرف و حجيبلك المبلغ كله دلوقتي 
أيهم مفيش خروج من المشفى 
ليليان بهيجان انت واحد مچنون بتكذب الكڈبة و تصدقها انا مستحيل اقبل اتجوزك لحد امتى حفضل اقولهالك فوق من اوهامك و بلاش غباء انا 
صړخت پألم و هي تشعر بأصابعه تنغرس في ظهرها كسهام حادة 
تسارعت نبضات قلبها خوفا بالرغم من لسانها السليط و و كلامها المسمۏم الذي تلقيه في وجهه كلما سنحت لها الفرصة دون خوف او تردد الا ان ذلك
لا يمنع من شعورها
بس نقول ايه ناكرة للجميل بعد ما والدتك توفت و ابوكي اللي هو عمي اتجوز ثاني و شاف حياته و رماكي عندنا امي هي اللي ربتك و اعتبرتك بنتها زيك زي أميرة و عمرها ما فرقت بينكم في يوم عيشناكي في بيتنا و صرفنا عليكي لحد متبقيتي دكتورة حتى الشغل بقيتي بتشتغلي في أحسن مستشفى في القاهرة 
فمين بقى اللى يناسب مين انت و الا انا يلا على شغلك
دلوقتي اما بالنسبة للمريض اللي جيتي علشانه فأنا حخلي الأمن يخرجوه برا حتى لو عيلته دفعوا مليون جنيه مش حسيبه هنا يوم واحد و مش حخلي مستشفى ثانية تقبله عشان تتربي و تعرفي ازاي تكلمني 
هزت ليليان رأسها پألم و قد بدأت دموعها تتساقط على وجنتيها الورديتين ليس على كلامه الچارح الذي تعودت ان يلقيه على مسامعها كلما رفضته بل على ذلك الطفل البريئ و الذي بسببها من الممكن أن يخسر حياته 
رفعت عيناها ببطئ لتجده ينظر إليها و قد تحولت نظراته المشمئزة الى أخرى جامدة خاليه من التعابير
لم تعرف ماذا تفعل فابن عمها هذا ليس سوى كتلة 
ابتلعت
ليليان اهانته على مضض في سبيل اقناعه فكل ما يهمها هي المحافظة على حياة ذلك الصغير حتى على حساب كرامتها فليقل مايشاء الان المهم ان تصل إلى غايتها 
اما هو فمن المؤكد انه سيأتي يوما ما و ترد له الاهانه وقفت بجانب حافة المكتب ثم رفعت كفيها
لتمسح دموعها و ترتب هيئتها قائلة بهدوء تحاول استعادته بعد ثورة الڠضب التي انتابتها منذ قليل قلي عاوز ايه عشان تلغي قرارك داه
ضحك ايهم و هو يتراجع بجسده على كرسيه واضعا يديه على حافة المكتب أمامهصمت فجأة ثم وقف من مكانه ليخطو بخفة ليصبح ورائها 
رامي لسه قدامه اسبوع كامل على الاقل علشان يكمل علاجه 
تنفس ايهم بقوة قبل أن يعود إلى كرسيه قائلا بملل من الاخر داه اللي عندي في ايدك ساعتين تقرري فيهم مصير الولد يا اما يعيش و يا اما ېموت 
اومأت ليليان براسها قبل أن تتجه الى باب المكتب
و تغادر اغلقت الباب ورائها و هي تستنشق الهواء بلهفة كغريق رسى للتو على شاطئ الأمان 
هرولت بخطوات سريعة في اتجاه المصعد تريد الهرب بأقصى قوتها من
هذا المكان التفتت ورائها عدة مرات ناظرة پخوف و كأنها تتوقع لحاقه بها او خروجه فجأة من احد الجدران كما يحصل في الأفلام 
ضغطت ازرار بحركة عصبيه و
تهورها في القدوم الى مكتبه خرجت من المصعد لتعترضها زميلتها الدكتورة أمنية متزوجة و لديها طفلين في الرابعة من عمرها و هي صديقة ليليان المقربة و ملجأ أسرارها 
بذلت ليليان مجهودا كبيرة بترسم ابتسامة مصطنعة على وجهها الفاتن و هي تلقى التحية صباح الخير يا ميمي ازيك
أمنية بضحكميمي في عينك يا بت انت مش حتبطلي تندهيني بالاسم دا دا انا حتى دكتورة و ليا مركزي يعني فاكراني قطة قال ميمي قال 
ليليان الحق عليا اني بدلعك
أمنية وهي تتفرس ملامح ليليان دلعي يا اختي براحتك بس مالك وشك مصفر كده و مش على بعضك فيكي ايه يا لولو 
ليليان مفيش حاجة يا أمنية شوية إرهاق و تعب من الشغل 
أمنية و هي تجذبها الى أحد الغرف طيب تعالي ارتاحي و انا حطلبلك عصير فرش 
تبعتها ليليان بخطوات متثاقلة غير آبهة بتلك النظرات التي تكاد تفترسها من بعيد و الذي لم يكن سوى الدكتور اسعد احد المعجبين بليليان 
ارتمت على السرير الطبي باعياء تشعر بأن كل قواها مستنزفة و كأن جبلا من الحجارة يقبع فوق صدرها 
تستمر القصة أدناه
وضعت كفها على وجهها قبل أن ټنفجر في بكاء مرير 
تبكي فقدان امها و هي مازالت فتاة صغيرة لم تتجاوز الثالثة عشر من عمرها ليسارع والدها بعد أشهر قليلة للزواج من فتاة تصغره سنا بأكثر من عشرون سنة طمعا في ثروته و كأنه كان ينتظر
مۏت والدتها ليتخلص منها هي الأخرى و يرميها في بيت عمها 
لا تنكر فضل زوجة عمها الحنونة التي عاملتها بكل حب و طيبة و كأنها ابنتها أبناء عمها سيف و محمد الأول يفوفها بثلاث سنوات اما محمد فاصغر منها بسنتين كانوا و نعم الأخوة لها 
لم يكن سواه هو ايهم الابن الأكبر لتلك العائلة الطيبة لم يكن مثلهم بل كان الأسوأ على الأطلاق 
طوال فترة مكوثها معهم و هو لا يعتبرها سوى دخيلة عليهم ينتهز جميع الفرص لايذائها و اهانتها 
و تذكيرها بمكانتها الوضيعة في منزلهم 
افاقت على صوت أمنية التي دخلت الغرفة للتو و في يدها كوبا من العصير 
مالك يا ليلياالموت ارحملي كم اني اتجوزه 
ربتت أمنية على ظهرها بحنان بعد أن فهمت سر توترها قائلة باشفاقاهدي يا لولو متعمليش في نفسك كده حتمۏتي نفسك من العياط على شان واجد ميستاهلش 
ابتعدت ليليان عنها و

انت في الصفحة 8 من 87 صفحات