الأربعاء 18 ديسمبر 2024

قصه جديده بقلم ساره مجدى

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

مباشره و قال
أيه رأيك لو نطلع نقعد مع أمى فالشقه فوق و نفتح الشقه دى ورشه و نقلب دكانة البقاله لمحل ملابس و نبيع فيه الشغل إللى بتعمليه 
ظلت صامته تنظر إليه و هى تفكر و ظل هو الأخر صامت يرتشف من كوب الشاى و ينتظر قرارها حتى قالت
و ماله فكره حلوه اوووى كمان بس لازم تاخد إذن ماما عفيفه ده بيتها و لازم الأول موافقتها
صمتت لثوانى ثم قالت من جديد
كمان الموضوع ده محتاج مصاريف كتير توضيب و مكن
ليقاطعها قائلا
كل حاجه هتدبر متقلقيش و لا تشيلى هم فكرى أنت بس هتقدرى على الشغل الأول لوحدك و لا محتاجه حد معاكى
أجابته سريعا و هى تقول
لأ خلينا الأول على الضيق كده لحد ما المشروع يقف على رجله
و ها هو أصبح المحل ملئ بالبضاعه المتجدده و يعمل به شاب و فتاه و الورشه يعمل بها خمس فتايات و شابان من أبناء المنطقه و يبحثون عن محل جديد خارج المنطقه كفرع جديد لهم
عادت من أفكارها على صوت ضحكات عبد الرحمن أثر مداعبة ماما عفيفه له و مزاحه اللذيذ بكلماته النصف مفهومه أنهت تنظيف المطبخ و احضرت بعض الوجبات الخفيفه و الفاكهه و وضعتها على الطاوله أمام ماما عفيفه و قبلت رأسها و وجنة الصغير ونزلت إلى الورشه
كانت تتابع عمل الفتايات و تقوم هى الأخرى بقص بعض الأقمشة و تجهيزها و عقلها يعيد عليها كل ما حدث خلال السنتين
عرفان الذى أصبح لها كل شئ فى الحياه ذلك الرجل الحقيقى الذى جعلها تشعر بالأمان و الراحه و الثقه من جديد فى البشر و بالتأكيد ليس كل البشر
أخذت نفس عميق و هى تتذكر أن جنه أصبحت صديقته تجلس معه بالساعات يتكلمون لا تعلم ما هى تلك المواضيع المهمه التى تجعله يجلس مع تلك الصغيره يستمع منها و يحدثها فيها و مداعبته المستمره لعبد الرحمن و أخذه له معه فى كل مكان و شرائه لأى أى شئ يطلبانه الصغيرين و أيضا أهتمامه الكبير بها و براحتها صحيح هو مازال متحفظ بعض الشئ فى علاقته معها و يتعامل أحيانا برسميه كتسميتها بلقب أم جنه وطلبه لها كزوجته على أستحياء ذلك ما يجعلها تشعر بالخۏف و كأنه تزوجها فقط لكى يكون أب للصغيرين و هى فوق البيعه
خرجت من أفكارها على صوته يقول
مالك يا أم جنه فى حاجه أنت تعبانه
رفعت عيونها إليه التى كانت تتجمع بها الدموع و قالت
لأ أنا كويسه مفيش حاجه
و أخفضت رأسها و هى تعود للتركيز فيما كانت تفعله بحصره تزداد يوم بعد يوم و كان هو يشعر بالحيره لكن ليصبر حتى يكونوا بمفردهم و سيعرف ما بها
مر اليوم ثقيل عليهم و كأن كل منهم كان يحمل فوق كتفه جبل ضخم من الهموم و الأحزان
و كالعاده صعدت هى قبل منه لتحضر العشاء و أغلق هو الورشه و تأكد من إغلاق المحل و صعد إليهم يحمل بين يديه الحلوى للصغار و شئ آخر خبئه عن الجميع حتى يكون معها بمفرده
و بعد ساعه دخل إلى الغرفه و هو يقول
أخيرا ناموا عبد الرحمن تعبنى جدا
لتنظر إليه بحزن و قالت بصوت مخټنق
كتر خيرك على صبرك عليهم هبقى أنيمهم أنا
ليقطب جبينه و شعور بقبضه قويه لتمسك بقلبه تعتصره ليأن من الألم و هو يقول
ليه بتقولى كده دول ولادى خير أيه إللى بتتكلمى عنه ده أنتوا الخير نفسه
لم تنظر إليه لكنها كانت تستمع إلى كلماته و هى تحاول بشق الأنفس ألا تبكى ليكمل هو قائلا بأقرار
من يوم دخولكم حياتى و أنا كل حاجه أحلوت و بقت مختلفه وجميله و ليها معنى سمعت كلمه بابا إللى فى عمرى كله ماكنتش هسمعها غير بسببك و بسبب ولادك و على إيدك زاد مالى و ربنا فتح عليا يبقا كتر خير مين على مين يا عذراء
رفعت عيونها الباكيه إليه فها هو أسمها من بين شفتيه يجعل قلبها يقفذ داخل صدرها كطفل صغير لكنها لا تستطيع أن تقول له ذلك لا تستطيع أن تطلب منه أن يعبر عن حبه لها أن يقول لها مالا يشعر به هى قد أحبته و عشقت كل تفاصيله و حفظت كل عاداته و أصبحت تقلده أحيانا فهو دائما يستيقظ ليصلى قيام الليل و يظل جالس بجانب الشباك ينظر إلى السماء و بين يديه سبحه والده رحمه الله يسبح دون إنقطاع حتى صلاة الفجر يتوضئ و يقبل جبينها و يغادر لصلاة الفجر بالجامع استيقاظه باكرا يوم الجمعه و إعداد الإفطار و صوت القرآن الذى لا يتوقف إلا وقت الأذان و صلاة الجمعه و أخذه لعبد الرحمن معه إلى المسجد رغم صغر سنه حنانه و خضوعه إلى أمه دون إهدار لرجولته كل عاداته متى يأخذ حمامه اليومى ماذا يفعل قبل نومه كل شئ لقد ڠرقت فى كل تفاصيله و أصبحت تشعر مثله و ترى العالم كما يراه هو
عادت من أفكارها على صوته و هو يقول بقلق
أم جنه أنت كويسه مالك 
لم تعد تحتمل لتنحدر تلك الدمعه الحبيسه التى أمسكتها كثيرا ليقترب منها سريعا و الخۏف يرتسم داخل عينيه و هو يقول
ليه الدموع أنت تعبانه في حاجه مزعلاكى 
هزت رأسها بلا و هى تقول بحزن شديد
و لا أى حاجه هحتاج أيه من إللى أنا فيه ربنا يخليك لينا و نفضل عايشين فى خيرك و أمانك
و غادرت من أمامه سريعا حتى لا تبكى أكثر حتى لا تقول مالا يجب أن يقال تمددت على السرير و هى تلوم نفسها
عايزه أيه أكتر من أمان بيت و معامله طيبه و أب مش مخلى ولادك عايزين حاجه بلاش طمع قلبه مش ليكى قلبه مش ليكى يا عذراء مش ليكى
لتخبئ وجهها فى الوساده حتى لا يستمع لصوت بكائها الذى لم تعد تستطيع السيطره عليه
ظل هو جالس مكانه يشعر بالصدمه كلماتها ألمته بشده ألم تشعر به حتى الأن لا ترى منه غير فضل و تفضل عليها هى و أولادها و بدء عقله يصور له مواقف كثيره لها حين يذهبوا لشراء أى شئ لا تفكر أن تحضر لنفسها أى شئ و حين يطلب منها ترفض بعدم أحتياجها لشئ تفعل كل ما يريدونه هم لا تطلب هى شئ أخذ نفس عميق و هو يشعر بالهم يتثاقل داخل قلبه فتوجهه إلى الحمام و توضئ و وقف بين يدى الرحمن يطلب منه العون و راحه القلب و البال
فى صباح اليوم التالى استيقظت عذراء على صوت جنه الواقفه بجانب السرير غاضبه و هى تسأل عن والدها الغير موجود بالبيت جلست سريعا تنظر إلى ابنتها بقلق ثم قالت
يمكن نزل الورشه
لا مش فى الورشه و مخرجتش الشارع علشان أشوفه فى المحل علشان مأستأذنتش
ربتت عذراء على وجنة ابنتها التى تنفذ تعليمات والدها دون تهاون
نزلت عن السرير حتى تبدل ملابسها و ترى أين ذهب
قبل ذلك بقليل كان عرفان أنهى صلاة الفجر و لم يعد يحتمل
فخرج من البيت و قام بفتح المحل و جلس فيه يفكر فى كل تلك الشهور التى مرت عليهم هى تتعامل معه جيدا تجعله يقوم بكل ما يخص الأولاد كما يفعل أى أب لأولاده حتى ذلك اليوم الذى قدم فيه أوراق جنه إلى المدرسه و حين تعاملت المديره معه بتجاهل لأنه ليس والد الطفله وقفت لها عذراء قائله بقوه
عرفان يبقى والد جنه و ملهاش أب تانى غيره و هو المسؤل عنها أكتر منى أنا
وقتها شعر أنه يود أن يحملها و يضعها فوق رأسه و يدور بها على كل إنسان على وجه الأرض يخبره أن تلك المرأه هى حبيبته زوجته و كل ما له فى الحياه
لكنه الأن لا يفهم ما بها 
خرج من أفكاره على دخولها المحل و جنه التى ركضت إليه تضمه بقوه و هى ترتدى
ملابس المدرسة ظلت عذراء تنظر إليه بعيونها المنتفخه التى تحمل عتاب كبير لم يفهم سببه هل هو عدم وجوده صباحا كعادته و خروجه دون أخبارها أم أن هناك شئ آخر لا يفهمه
يلا يا جنه أتأخرتى على مدرستك
قالتها عذراء بأمر و هى تشير للصغيره بأن تقترب منها لتنحنى الصغيره تقبل يد والدها و هى تسأله ببرائتها التى علقت روحه و قلب الأب بها من أول لحظه
حضرتك إللى هتيجى تاخدنى و لا ماما برضوا
نظر إليها بأبتسامه صغيره وربت على رأسها و هو يقول
و من أمتى بابا موصلكيش و مجاش يخدك 
ثم نظر إلى عذراء و قال
معلش خليكى هنا على ما أوصلها و أرجع او حد من الشباب يجى
هزت رأسها بنعم ليمسك يد الصغيره و غادر و هو يفكر كيف يحل كل ذلك أن هناك شئ يؤلمها كما يؤلمه و لابد من حل ذلك الأن
أوصل الصغيره و عاد سريعا ليجد أنور ذلك الشاب

الذى يعمل بالمحل موجود فيه ألقى التحيه عليه و صعد سريعا إلى الشقه بعد أن تأكد أنها ليست بالورشه أيضا سينهى الأمر الأن سيعلم ما بداخلها و يريح قلبه الذى يتألم لأجلها و بسببها و يريحها هى الأخرى مما يؤلمها لو كان هو السبب
وقف عند الباب ينظر إليها و هى جالسه أرضا أسفل قدمى والدته تضع لها ذلك المرهم الذى وصفه الطبيب لألم قدميها و هى تبتسم لها بحب و تطمئنها أنها ستكون بخير ظل ينظر إليها حتى شعر بشىء يجذب بنطاله ليجده الصغير ينظر إليه بأبتسامه واسعه و يرفع يديه عاليا و يردد
بابا أوبح
ليحمله بين يديه يقبل و جنتيه و يداعب معدته لتعلوا ضحكاته لتلفت أنتباه السيدتان إليهم و حين أنتهى من مداعبة الصغير الذى بكا من كثرة الضحك توجه عرفان إلى والدته و وضع الصغير على قدمها و أمسك يد عذراء و سحبها خلفه و هو يقول
خلى عبد الرحمن معاكى يا أمى شويه محتاج أم جنه فى كلمتين
كانت عفيفه تشعر بالاندهاش من حال ولدها لكنها أيضا ترى حاله و حال عذراء و تشعر أن هناك شئ ما بينهم
صعد بها إلى سطح البيت و دخل إلى تلك الغرفه التى تم فرشها ببعض الأثاث الذى كان موجود بشقتهم القديمه و أغلق الباب و هو يقول
مش هنخرج من الأوضة دى إلا لما أفهم فى أيه 
نظرت إليه بحيره و عدم فهم و هى تقول
أنا مش فاهمه حاجه 
مالك يا عذراء أنا مزعلك فى أيه عيونك ليه ديما بتلومنى 
قالها برجاء و توسل لم يتحمله قلبها خاصه مع نطقه إلى أسمها التى تمنت كثيرا ألا

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات