مفاجاه العريس
يقابلها من بعيد فاستدارت مرة أخرى تقوس فمها لأسفل كطفل يوشك على البكاء وهي تغني
أنا رايح فين أنا راجع تاني
قررت أن تذهب لجامعتها بتلك الهيئة فضلا من أن تمر بذالك الكل..ب فيته..جم عليها سارت وهي تردد بغض...ب
دا زحمة القاهره أرحم بكتير من كلاب الريف وأطفال الريف وماية ال.....
لم تكمل جملتها ووجدت حالها ترقد بالوحل بعد أن انزلقت قدميها بتلك المياه المسكوبة أمامها تاوهت وصاحت وهي تجلس بالوحل
اعتدلت واقفة ونظرت حولها
متمنية ألا يراها أحد بتلك الحاله لكن يا لحظها المشؤم! خرج يوسف أمامها وكأنه قد ظهر من العدم فهو أخر شخص تتمنى رؤيته الآن وقف أمامها بهيئته الجذابه يرمقها بنظرات متعجبه قطب حاجبيه قائلا باستفهام
إيه إلي عمل فيك كدا!
نظرت لفستانها الأسود الذي تلطخ بالطين ويدها التي تحول لونها للأسود وابتسمت ببلاهه وهي ترفع كلتا يديها وتبدل نظرها بينهما وبين يوسف معقبة بسخرية
ابتسم يوسف على سخريتها ونظر لها متفحصا ملابسها المتسخه وهو يقول
إنت اتبهدلتي خالص!
لوت شفتيها لأسفل وهي تنظر لكلتا يديها وتنظر للكلب الذي يقف حائلا بينها وبين عودتها للبيت ثم نظرت ليوسف قائلة بصوت يوشك على البكاء
عديني من الكلب عشان أروح لأمي بالله عليك
وفي المساء جلس يوسف مع والدته وأخته لفرز ما تبقى لإكمال جهاز أخته نظر ليسر قائلا بجديه
عقبت
يسر برضا قائلة
لا يا چو تسلم إنت جايبلي كل حاجه بزياده
تنحنحت يسر وسألته للمرة العاشره على التوالي
مش ناوي تقولي مين المحظوظه إلي ربنا جعلك من نصيبها
وكالعادة قبل إجابة السؤال يقاطعه شيء قاطعه طرقات على باب شقته وصدوع صوت جرس الباب عاليا قام على الفور يفتح ليظهر عمه أمام الباب ويقول بأمر
عقب يوسف متعجبا من طلب عمه
نسايب مين! لا مش هينفع
رد عمه بحزم
يلا يا يوسف أنا اديت الچماعه ميعاد ومستنينا
لم يعقب يوسف ومسح وجهه پغضب فأردف عمه
هنروح عشان نعزمهم على كتب كتاب يسر
زفر يوسف بحنق فقد بدأت تحكمات عمه ومن الواضح أن المعاناه قد بدأت من الآن ردد يوسف بقلة حيله
وبعد فترة دخل يوسف لذالك البيت للمرة الثانيه رحب به الجميع على عكس المرة السابقه وجلس نوح جواره يريد أن يفتح معه كلام بعد أن لاحظ صمته وتجنبه لمشاركتهم الحوار فسأله بنظرة ساخره وهو يرمقه متفحصا
وإنت بقا يا أستاذ يوسف شغال ايه
عقب يوسف بجديه وهو يعدل من جلسته قائلا
أنا معيد في كلية آداب
دا احنا نقولك يا دكتور بقا
ابتسم يوسف باحترام قائلا
لا قولي يا يوسف عادي احنا نعتبر من سن بعض
تحدث نوح معرفا نفسه قائلا
أنا خلصت طب بيطري وناوي أفتح عيادة هنا في البلد
ردد يوسف قائلا ما شاء الله
تذكر يوسف صورة فرح وطريقة كلامها وأنها أنهت دبلوم زراعه وربطها بكلام أخيها وتعليمه ووسامته وهتف قائلا
بس الظاهر إن العيله بتاعتكم بتهتم بتعليم الولاد وبتهمل في تعليم البنات
عقب نوح معترضا
لا طبعا بنات العيله كلهم معاهم تعليم عالي حتى ماما أصلا معاها كلية تربيه
تنحنح يوسف وسأل وفهيمه
قطب نوح حاجبيه وسأله متعجبا
هي فهيمه مقالتلكش... على فكره إنت ممكن تكون عارف فهيمه
تذكر يوسف صورتها بالقسيمة الزواج وقال
لأ معتقدش أنا شوفت صورتها في القسيمه و....
قاطعه ضحكات نوح الذي عقب موضحا
لا دا الصوره دي....
كان على وشك أخباره بحقيقة الصوره لكن قاطعه جده حين قال
خد الأستاذ يوسف يا نوح واطلعوا فوق عشان يقعد مع فهيمه شويه
وقف نوح قائلا
حاضر يا جدي
نظر ليوسف قائلا
اتفضل معايا يا دكتور
حاول يوسف أن يتهرب من هذا اللقاء قائلا
خليها مره تانيه عشان...
تدخل سليمان مقاطعا بأمر
لا تانيه ولا تالته يا يوسف روح معاه
زفر يوسف بقوه ووقف ليسير بجواره وصعد الدرج في صمت كان شاردا هل سيراها الآن وتكمل حديثها عن حديقة الحيوان الخاصه بها! قطع حبل أفكاره صوت طرق نوح باب شقتهم ثم فتحه وهو يضرب كفيه معا ويقول بنبرة مرتفعة
معايا ضيوف يا أهل الدار... يارب يا ساتر.... يا ستير يارب
على جانب أخر كانت تجلس في غرفتها تتسلى بأكل حبات العنب وهي تشاهد فيلم كوميدي وتضحك من قلبها إلى أن سمعت صوت أخيها الذي تجاهلته فما بالها بالضيوف! فستقدم والدتها الضيافه أكملت مشاهدة الفيلم حتى قاطعها دخول والدتها للغرفه وهي تلهث قائله
قومي بسرعه عريسك بره
هبت فرح واقفه پصدمه وقالت
يالهووووي بره فين! طيب أستخبى فين ولا أهرب منين
رمقتها والدتها بغيظ وهي تقول
تهربي ليه!
إلبسي عشان تقابليه.....
تهربي ليه! إلبسي عشان تقابليه...
ضر بت فرح صدرها پصدمه وقالت
أقابل مين يا شهناز!
رمقتها الأم بغيظ قائله
دقيقه واحده وتكوني لابسه وقدامي في المطبخ عشان تدخلي بالعصير
خرجت الأم وتركتها تكاد تلطم وجهها من هول المفاجأه وهي تردد
يا حيوااااان قال ادخلك بالعصير ياخي طفحته
خطړ لها فكرة فابتسمت بفخر وارتدت إسدال الصلاه ثم خرجت متسلسلة كاللص حمدت ربها أن والدتها قد انشغلت بالمطبخ وباب غرفة الضيوف مغلق فمرت وهي تسير على أطراف أصابعها فتحت باب الشقه بهدوء شديد ثم أغلقته بخفوت وركضت لأسفل لتبحث عن أي مكان تأوى إليه وتتخفى لحين مغادرة هذا المجهول لفت نظرها ذالك السلم الخشبي الذي يؤدي إلى سطح غرفة الحيوانات الزريبه المسقف بأعواد قش الرز وبعض قطع الخشب صعدت مسرعة وجلست على القش منتظرة انصراف ذالك الأحمق كما نعتته..
على جانب أخر مر ما يقرب من نصف ساعة تعرف فيها نوح على يوسف وارتاح له ولحديثه دعاه نوح لحضور حفل كتب كتابه فوافق يوسف وقبل الدعوه استأذنه نوح ليرى ما خطب فرح فقد تأخرت فهو يعرفها جيدا فحتما تفكر بمصېبة ما وعند خروجه من الغرفه كانت والدته تدخل من باب الشقه متذمرة من أفعال ابنتها المتهورة الخرقاء كانت تتأفف بشده سألها نوح بخفوت
فين فرح!
ردت والدته بتهكم
أختك الحلوه هربت... دورت عليها في كل البيت مش عارفه أوصلها
اندفع نوح مرددا
يا بنت الجزمه...
انتبه لما قال ورفع يده قائلا
لا مؤاخذه يا ماما
عقبت والدته بحسره
إنت خليت فيها ماما دا إنتوا خلفه تجيب الشلل
نظرت تجاه الغرفه التي يجلس بها يوسف وأشارت إلى بابها قائله
شوف بقا هتعمل ايه
مع الراجل الي قاعد جوه ده
زم نوح شفتيه بحنق وقال
ماشي يا فرح والله لأوريك
نظر لوالدته قائلا برجاء
ادخلي يا ماما سلمي عليه ولطفي الجو كدا بأنها تعبانه ولا حاجه على ما أجيلك...
زفرت الأم بحنق واتجهت صوب الغرفه تحمل بيدها أكواب العصير وهي تتمتم
منك لله يا فرح!!
اتجه نوح نحو غرفتها وأخذ ألبوم صورها من بداية عمر يوم إلى اخر صورة إلتقطتها بعيد الأضحى الماضي وهي بعمر الشباب...
على جانب أخر دخلت شهناز بالعصير وبعد التحيه عرفته بنفسها وعرفها بنفسه وأعجبت باحترامه وأدبه وعندما رجع نوح استأذنته وغادرت الغرفه لتكمل بحثا عن ابنتها المعتوهه جلس نوح جواره وهو يقول مبررا
أنا مش عارف أقولك إيه بس فرح تعبانه شويه ومش هتعرف تقابلك
قطب يوسف حاجبيه باستفهام قائلا
مين فرح!
عقب نوح قائلا
فرح فهيمه... أختي إلي هي زوجتك المصون اسمها في البطاقه فهيمه بس احنا بنناديها فرح
اعتلى وجهه الصدمه وهو يدعو بكل جوارحه أن يكون ما ظنه صحيح قاطعه نوح قائلا بابتسامه
دا ألبوم صورها عشان صورة كتب الكتاب دي أنا الي مفبركها... كنت بحاول أطفشك بصراحه
فتح نوح الألبوم وأعطاه ليوسف الذي كان متلهفا ليرى صورتها بدأ يقلب بين صورها حتى وصل لتلك الصوره التي ظهرت بها فرح بريعان شبابها حدق بها للحظات ثم هتف قائلا پصدمه
دي فهيمه!
ابتسم نوح بفخر وهو يقول بمدح
أيوه البسكوته المقرمشه دي فهيمه قصدي فرح لأنها پتكره اسم فهيمه
سأل يوسف بترقب
هي فهيمه تعرفني يعني عارفه شكلي ولا لسه!
لوى نوح شفتيه لأسفل وقال
لأ معتقدش أنها تعرفك ولا شافتك قبل كدا
تنفس يوسف بارتياح فالآن ستبدأ المعركه على حقها أغلق الألبوم وهب واقفا وهو يقول
طيب أستأذن أنا بقا أنا دعيت والدتك وهأكد على عمي تاني عشان حفل كتب كتاب أختي وإن شاء الله نتقابل تاني... أنا سعيد جدا إني اتعرفت عليك
عقب نوح بنبرة جاده
أنا مكنش ليا أصحاب هنا ومن النهارده إنت أقرب صديق يا أبونسب
ربت يوسف على ظهره مبتسما وقال
حبيبي يا دكتره
خرج من شقتهم كان قلبه يتراقص فرحا من تلك المفاجأه أيعقل أن تلك الفهيمه اشتغلته كل تلك الفتره! فلكل من إسمه نصيب ومن الواضح أنها استخدمت نصيبها في خداعه خرج من البيت مع عمه لاحظت فرح خروجهم فوقفت لتحاول رؤيته ركزت لترى وجهه وتعرف من يكون هذا المجهول كان موليها ظهره فهتفت بحنق
لف بقا ياض عايزه أشوف جمال عيونك
وقبل أن يلتفت لتراه خانتها قدماها فسقطت لداخل الغرفه صاړخة ولم تدرك حالها إلا وهي تركب فوق ظهر الحمار الذي رفع صوته بالنهيق من أثر
المفاجأه كانت تقبض على هاتفها بإحدى يديها لم تصدر أي رد فعل سوى أنها اتصلت برقم أخيها على الفور وهتفت بصوت يوشك على البكاء
ألوووو الحقني يا نوح
اڼفجر بها بنبرة حا..ده
إنت فين يا متخلفه كدا تحرجينا قدام الراجل هربانه فين يا بت!
بدأ الحمار بالنهيق مجددا وهو يتحرك بها يمينا ويسارا وهي تركب فوق ظهره تصاعد صوت الجاموسه عاليا وشاركتها بقرة أخرى وحين سمع نوح تلك الأصوات هتف قائلا پحده
إنت فيييين!
نظرت للحمار قائلة بصوت مرتعش
أنا راكبه الحمار في الزريبه
كرمش وجهه قائلا بتعجب
وإيه إلي ركبك الحمار! وإيه إلي وداك الزريبه يا غبيه
لم تبالي بتوبيخه وسلطت كشاف هاتفها بوجه الجاموسه وبكت قائله
الحقني يا نوح الجاموسه بتبصلي بنظرة مرعبه
مش كنتوا عاوزين تشوفوا العروسه... عزمتهالكم على كتب كتاب يسر وهتيجي مع والدتها
قال يوسف جملته وهو يسند ظهره للمقعد ويبدل نظره بين والدته وأخته هتفت أخته مستفهمه
بجد!! وهتيجي يا يوسف
اجاب يوسف
أنا قولت لوالدتها وأكدت عليهم مش عارف بقا هتيجي ولا إيه
هتفت صفاء قائلة
لا الواجب أكلمها أنا كمان وأعزمها اديني رقمها
نظر صوب هاتفه وهو يقول
معايا رقم نوح أخو العروسه هكلمه وأخليك تكلميها بس الصبح عشان أنا ھموت وأنام
قام عن مقعده قائلا
تصبحوا على خير
وبعد أن غادر نظرت صفاء لإبنتها قائله
لما نشوف شكلها ايه العروسه دي!
دخل يوسف غرفته وحمل هاتفه يحدق برقمها للحظات مبتسما لأنها يسجلها باسم فهيم وهو يقول
بتشتغليني يا فرح!!
تنهد بارتياح قائلا
كدا بقا نلعب صح!
جلست بالحديقه مع جدها وأسرتها وعمها زيد وزوجته وابنه تحكي لهم تفاصيل ما حدث حتى انتهت بجملتها
ولما وقعت لقيت نفسي راكبه على الحمار
انفجروا بالضحك