بصمه ۏجع
أنت بقى عايز تاخدني في دوكة ومتصورنيش انا وتمارا زي ماوعدتنا
ابتسم لها بحزن وقال لا ياحبيبتي عيوني لك ولتمارا
قبلت كتفه ومالت عليه وهي تقول حبيبي ياتيمو وبعدها شردت فيما حدث وفيما فعلته.
يلهو كطفل صغير مع ابن أخيه في حديقة المنزل
ابتسمت تلقائيا على ضحكات الصغير فاقترب منها آسر ممازحا أيوة كده ياقمر انت ياأبو ضحكة جنان
أنزل يزيد أرضا وحاول معالجة الأمر قائلا بتبرير أصل بصراحة كده ياغصون أنا مبعرفش اسكت عن الجمال من غير ماامدحه وأنتي جمالك غطي ع الكل ورغم كده أنا آسف ياستي
قاطعها قائلا قولت يا غصون أنا مش أستاذ وبتضايق اما بتقوليها اسمي آسر بس وأنتي أختي زي ياسمين ويمني
أومأت رأسها بالموافقة ثم استكمل أهم حاجة طمنيني چرحك عامل ايه دلوقتي
ردت بإمتنان الحمد لله بقى تمام والله والبركة في علاج الدكتور ياسر ومدام ياسمين ربنا يبارك لهم.. بصراحة انا لو فضلت ارد في جمايلكم العمر كله مش هوفيكم دا كفاية وقفتكم معايا يوم ماسعد كان عايز ياخدني ومسبتهوش غير لما طلقني
تيجي عشان عايزها في موضوع اما نشوف اتأخرت ليه
الفصل_الحادي_عشر
تجلس أمامه على المائدة الصغيرة يتناولان الطعام الذي اتصل مراد على أحد المطاعم وأرسله لهم يتأملها ويسمعها بسعادة واهتمام رغم حزنه على ماتعانيه من هموم وأحمال تثقل ظهرها ولكنه سعيدا أنها أخيرا شاركته همومها ومشاكلها بعدما كانت تكابر بفعل ذلك سعيدا بوجودها معه طيفها المحيط به ابتسامتها بين الحين والآخر تنهيداتها المتكررة وعبوسها أيضا اشتاق إليه عندما تتذمر من شىء او تغضب كان من الصعب أن كل هذا العشق الذي يحمله لها والذي تغرقه به اليوم ونظرات الاشتياق الذي أرسلتها له اليوم وكلمات الحنين التي لم تكف عن مبادلتها له أن ينتهي كل هذا في لحظة ڠضب أو أنانية من إحداهما بعد هذه الفترة التي ابتعد كل منهما عن الآخر اقتنعا تماما ان لا سعادة لأحد منهما دون الآخر.
ابتسم وقال لها بعشق أنا اكتشفت إن أنا منفعش غير إني أكون معاكي
ابتسمت بخجل وردت بحب وأنا كنت ضايعة من غيرك... ثم أكملت بس مجاوبتنيش الحل إيه
التقط بعض الطعام بالملعقة وتناوله ومضغه قليلا ثم أجابها اللي فهمته منك إن غصون دي مأساة كبيرة بس وجودها الدائم معاكي في البيت مش حل
وفي نفس الوقت مبقاش ينفع تعيش معانا وأنت معايا
ابتسمت ثم نفت قائلة من غصون لاء بس في نفس الوقت مش هكون مرتاحة
فكر قليلا وقال طب مافيه حل مناسب تبقى قريبة منك ومستقلة عنك في سكن خاص
تحمست قائلة طب الحقني بيه
رد بتفكر الأوضتين اللي ف الجنينة اللي صالح كان عايش فيهم بأولاده قبل مايمشي
أجابته بذهول عم صالح البواب.. مش معقول يامراد
رد عليها بتفهم مش معقول ليه ياحياتي نجيب حد يروقهم كده ونشوف محتاجة إيه فيهم وتقعد فيهم ولو حبت تشتغل زي مابتقولي تنزل معاكي الشغل وترجع معاكي .
ردت ببعض الإقتناع ماشي خلصت من مشكلة غصون.. طب والباقي
سألها مين الباقي
ردت بتنهيدة وحزن الباقي كتير.. زي بنتك مثلا.. اللي بقيت حاسة اني فقدت احترامي وهيبتي عندها وده صغرني في نظر نفسي .. حتى رجوعك حاسة انه مش هيرجع الحلقة اللي انفقدت بينا.. ولا فادي اللي بيديني بنظراته وانعزاله وانطوائيته اللي بقوا ھيقتلوني ومش عارفة أخرجه منهم أنا حاسة إني عاجزة
مد يده ليتقط كفيها بحنان وقالاطمني.. الأمور أبسط من كده يا ياسمين ومفيش عجز وأنا جمبك مشاكل الأولاد بسيطة.. إنتي عارفة جني وشخصيتها وبمجرد رجوعنا سوي كل حاجة هتتحل انا كمان مسئول زيك عن حالتهم دي وبحس بالذنب زيك بالظبط أنا معترف إني كنت بعيد حتى وأنا معاهم ومعرفتش ده غير لما عشت لوحدي كل اللي مطلوب منك انك تسانديني واساندك لحد ما كل حاجة تتعدل
أومأت بإبتسامة وردت ربنا مايحرمني منك يامراد ولا من وجودك جنبي
أجابها بحب ولا يحرمني منك ياقلبي بس اقولك حاجة ومتزعليش
أومأت بموافقة فاستكمل من حق الولاد يتمتعوا ببعض الخصوصية جني ثانوية عامة ومتوترة وفادي مبيحبش الدوشة والبيت طول اليوم مبيفضاش ودي حاجة مضيقاهم
ضيقت عينها اليسرى ورفعت الحاجب الذي يعلوها وقالت دول بقى شاكيين لك
أجابها بنفس نظرتها مش بالظبط بس اعتبريها كده.. إحنا اتفقنا مش هتزعلي
سحبت يدها واسندت ظهرها للكرسي وقالت وإيه يزعلني.. أهم حاجة عندي راحة ولادي يامراد.. بس أنا اعمل إيه ظروف ياسر تعباني ومقدرش اتخلى عنه وخصوصا إن ماما أخلت مسئوليتها عن ولاده وده شيء مأثر فيه جدا رغم انه معترفش بده.. مقدرش اشوفه كده ومقفش جنبه وآسر بيجي كل يوم يساعدني في الأولاد ويلعب معاهم
هز رأسه بموافقة على حديثها ثم قال عندك حق ياسر الكام مرة اللي شوفته فيهم بعد مۏت صبا اتألمت جدا أما شوفته رغم انه بيمثل أنه طبيعي وعلى نفس قوته بس أنا عارف كويس إنه انهزم وانكسر بمۏتها بس ماما كبرت برضه يا ياسمين ومتقدرش لحمل الأولاد
أجابته بحزن ماما طول عمرها يامراد مبتحبش تشيل مسئولية حتى وإحنا أطفال سافرت وسابتنا لمربية كان أقل مايقال عنها عديمة القلب تتحكم فينا وأما كبرنا كان كل واحد فينا بدأ يعتمد على نفسه في أمور الحياة وأخواتي كانوا بيكتفوا منها بالفلوس اللي كانت بتعطيهالهم عشان يدرسوا ويكفوا احتياجاتهم وعلى الرغم من كده انا مشفقة عليها لان بابا سابها
وهي في عز شبابها وده شيء كسر جواها كتير وأظهر ضعفها وقلة حيلتها للجميع رغم أنها كانت بتعافر طول الوقت عشان تظهر غير كدهبس دلوقتي انا بجد زعلانة منها لأن ياسر محتاجها تقف جنبه وجنب الأولاد لكن هي بتتحجج ان يمني بدأت تشتغل وآسر كمان هيفتح مطعم بالشراكة مع صديق له ورافضة أنها تاخدهم رغم اني عرضت عليها إني هجيب لها واحدة تساعدها تحت إشرافها
نظرت له وجدته يحدق النظر فيها وعلى وجه علامة غير مفهومة فسألته بحرج بتبص لي كده ليه.. عارفة اني أول مرة أحكيلك الكلام ده عن ماما بس
قاطعها قائلا رغم إني عارف كل اللي قولتيه ده من زمان بس سعيد انك فتحتي قلبك ليا واتكلمتي براحتك
استكملت قائلة أنا أول مرة أخرجه من جوايا يمكن هو ده السبب اللي مخليني متمسكة بأخواتي للدرجة دي ودايما حاسة تجاههم بشعور الأمومة
ابتسم لها مراد بحب وقال عارفة إني قبل ماأخطبك عشقت فيكي الميزة دي معطاءة ومحبة للجميع كنت فعلا بحسك أمهم رغم اني الفرق بينك وبينهم مش كبير
نظرت له بفخر ثم سألته يعني مكنتش
بتضايق من اهتمامي بهم
ابتسم لها ثم أجاب قولتلك قبل كده إن أنا بعتبرهم أخواتي.. وزي ماأنتي شايفة مليش غيركم ميرنا أختي عايشة بقالها ٢٠ سنة في أمريكا مع جوزها وولادها وعيلتك هيا عيلتي ياياسمين بس منكرش ان أحيانا بغير منهم اما بياخدوكي مني
ابتسمت ثم ردت عليه بحنان حبيبي يامرادأنتي عندي أغلى من الدنيا كلها
غمز لها وقال بمكر شكلك مش عايزانا نرجع النهاردة
أصبح المنزل بالنسبة لها كالمقپرة منذ أن دخلته زوجة أبيها التي لاتكف عن خلق الشجارات بينهما وهي التي ظنت أن لاشىء سوف يفرق معها وأن وجود زوجة أبيها في البيت من عدمه لا يصنع معها فارقا لكنها اكتشفت انه بالفعل صنع معها فارقا كبيرا فهذه المرأة تثير استفزازها بشكل سيء مما جعلها تنزع قناع البرود الذي ترتديه دائما منذ سنوات وتقف أمامها لتنهرها بشدة دفاعا عن نفسها وعن أختها سدن.
عادت منهكة من عملها بعد سهرها طوال الليل لعلها تنعم ببعض ساعات من الراحة ولكنها أخطأت التوقع فوجدت زوجة أبيها تلك المرأة البدنية قليلا التي تبلغ من العمر سبعة وثلاثون عاما تجلس على الأريكة المقابلة لباب الشقة وهي ترتدي قميصا طويلا ناعما تجلس تشاهد التلفاز بإبتسامة سرعان ما تحولت لمجرد رؤيتها دخول سدرة من الباب.
حاولت سدرة تجنبها قدر المستطاع ومرت من خلفها دون إلقاء السلام حتى لا تفتح مجالا للحوار بينها وبين تلك المرأة ولكن لم تخطو سوي خطوتين حتى أوقفتها قائلة إيه داخلة معبد اليهود مفيش حتى سلام ربنا
ردت عليها سدرة ببعض البرود واحنا كان من امتى وبينا سلام ياناهد
ردت ناهد بتذمر ياختي وأنا يعني سلامك هيزودني أنا مش عايزة منك سلامات أنا عايزة اعرف آخرة عيشتي دي إيه كل يوم جايالي وش الصبح ونايمة طول اليوم والهانم اختك طول الليل معرفش بترسم وتنيل إيه وطول النهار نايمة وأنا كنت الخدامة أن شاء الله
زفرت سدرة بتذمر وردت عليها بحدة أنتي عايزة مننا إيه ياست أنتي أنتي بتعملي حاجة لحد.. كل واحدة فينا مسئولة عن أوضتها وأنا بحكم شغلي بفطر وبتعشي فيه ومن يوم مادخلتي البيت وبقيت بتغدي بره كمان.. وأظن سدن كمان مقضياها عيش وجبن عشان مش طايقة تبص في وشك المطلوب مننا إيه
نهضت ناهد ورد عليها بصړاخها المعتاد ما إنشالله عنك أنتي وهي لا بصيتوا ولا شوفتكم خالص أنا بقالي شهرين هنا ياختي منك ليها لا واحدة شالت سجادة ولا مسحت ولا نضفت شباك أنا اللي هعمل كده ولا إيه!!
ردت عليها سدرة ببرود أيوة أنتي اللي هتعملي كده لأني بشتغل وأختي بتشتغل وبتمتحن في نفس الوقت عايزة تنضفي براحتك متنضفيش براحتك
حينها خرج أباها من الغرفة يفرك عينيه وهو يتساءل بصوت ناعس فيه إيه صوتكم عالي ليه.. مش هنخلص من موال كل يوم ده
نظرت له سدرة بحزن منه فهو دائما مايوبخها أمام زوجته ولكنها استمرت على جمودها وردت عليه لا هنخلص يابا أنا