شيماء
أوراق قصص ممزقة و موضوع داخل صندوق مفتوح من الأعلى و قد اتسعت عينيها من هيئة الأوراق التي من الواضح أن أحدهم حاول إصلاحها و ها هو يكمل و يخبرها
كان بين والدتي و بين روزاليا مامت سيلا خلافات دايما مش فاكر تفاصيلها أوي بس هي كانت شرسة لدرجة في مرة هاجمت والدتي و وقعتها من على السلم و طبعا عمي عاصم عرف وقتها و قامت خناقة كبيرة بينه وبينها و كانت شايفة إن كل دا سببه ماما ماما كانت رقيقة جدا رقيقة لدرجة أنا كنت بخاف عليها و بعد حاډثة السلم دي روحنا سفرية مع جدو عشان كان شايف ماما اټأذت جامد و نفسيتها تعبت قرر جدو ياخدنا أنا وهي ويوسف و نسافر يومين وبابا وقتها كان في شغل برا البلد ومعرفش أصلا كل دا وفعلا روحنا و قضينا يومين من أجمل أيامي مع ماما و آخرهم !!!
و احنا راجعين عملنا حاډثة اتوفى فيها جدو و ماما ! و دي كانت ذكرى ليها معايا و خرجنا انا ويوسف بكسور خفيفة و بدأت معاملة روزاليا تبقا أسوأ ومعانا انا وأخويا تحديدا و لأن جدو اللي كان مسيطر جدا و متحكم في أسلوبها اتوفى و كمان والدتي اللي كانت بتبعدها عننا مبقتش موجودة رجعت تتعامل أسوأ من الأول و كنت بخاف منها أنا ويوسف جدا صغيرين بقا ! وقتها و زي أي طفل فقد أمه مهما بابا جاب لعب ليا كنت بحن لحاجتها كلها ونقلت كل لعبي أوضة مكتبتها اللي كنا بنقضي أغلب وقتنا فيها معاها وفي يوم اتخانقنا مع سيلا لأنها كسرت لعبة ليا منهم و دخلت والدتها ماسك من قصص الكرتون و بيتفرج على الصور قبل ما كل دا يحصل لمحت القصة و ركن القصص بدأت تقطع فيهم و تزعق و تتخانق معايا وأنا مش فاهم عايزة إيه و خوفنا نقول لعمي عاصم لأنه كان متعلق بسيلا جدا و كل دا اتنقل أوضة المخزن في القصر وهو متكسر ومعاه طفولتي و ذكريات أمي و كتبها اللي كانت بتوقعها في الأرض بهستريا ولما كبرت بقا كونت الأوضة دي وكرهي لروزاليا بقا بيكبر معايا و لما عرفت إنها في احتمال صغير تشارك في ورث معانا حلفت إنها مش هتطول أي حاجه مننا خصوصا إنها رمتنا كلنا في عز الأزمة ومشيت !
عاجبك كدا أهو عيطتني تاني هو دا اللي مش هتضغط عليا !
ابتسم لها و استقام واقفا يسألها بحزن
عرفتي ليه بقا أنا جبتك هنا ! لو كنت وحشة مكنش هيفرق معاك حرف واحد من اللي قولته !
مش يمكن بمثل عليك دلوقت !
على فكرة أنت فاشلة في التمثيل جدا وسهل يتضحك عليك مش يمكن أنا ألفت القصة دي دلوقت إيه اللي خلاك واثقة فيا
عقدت حاجبيها و هي تراقبه وهو يغلق المكان كما كان و قالت بعبث
كل اللفة دي عشان تثبت إني واثقة فيك و في كلامك أنا مش قلقانة منك ياآسر أصلا !
أنا معنديش شجاعة زيك أحكي حكايتي كدا ! و معنديش استعداد تعطف عليا بنظراتك على الأقل دلوقت اوعدك لما نخلص كل حاجة بينا وقتها هحكيلك ومش هتشوفني تاني بعدها !
عقد حاجبيه و ردد بدهشة
لما نخلص !
هزت رأسها بالإيجاب و قالت حين وجدت التوقيت يناسب حديثها
أجابها يهز رأسه بإنهاك
أكيد !
ازدردت رمقها و سألته مباشرة
هو عمك اتجوز أميرة إزاي
عقد حاجبيه وقال بدهشة
لأ أنا مكنتش موجود وقتها كنت مسافر و محدش فينا كان بيتدخل في حياة عمي عاصم خصوصا بعد موضوع سيلا !
عقدت حاجبيها هى الأخرى و سألته باستنكار
تنهد و أجاب برفض
أنت شايفة عامل معاك إيه من ساعة ما جيتي دا تقريبا مش بيفارقك تخيلي كدا واحد هيتجنن على بنته وبيدور عليها كل السنين دي أقوله لا دي ماټت !!
بللت شفتيها و سألته بترقب طيب و نورهان
عقد حاجبيه و أردف بدهشة مالها نورهان !
أجابته متسائلة بتوتر طفيف لم يدركه يعني علاقتكم بيها زي سيلا كدا وخصوصا إن مامتها مش ألطف حاجه يعني !
تنهد و هز كتفيه بلامبالاة واضحة و أجاب أكيد مش بناخد طفلة صغيرة بذنب أمها الفكرة كلها إن سيلا نفسها كانت شيطانة و ربايتها غلط و يمكن جدتي أخدت بالها من دا في نورهان و هي
زي ما شوفتي مسالمة و بريئة !
رفعت خصلاتها خلف أذنها و قالت بهدوء
طيب و لو مكنتش مسالمة وكانت زي سيلا ممكن تحاول تبعدها عن عيلتك
رفع حاجبه بدهشة و أجاب باستنكار
ابعدها عن عيلتي ! هو إيه حكاية نورهان معاك !
قررت إنهاء الحديث حين شعرت أنها سوف تثير الشكوك داخله و قالت ببسمة صغيرة مفيش حكاية أنا بس حابه أعرف هتعمل إيه لو أميرة زي روزاليا كدا
ضيق عينيه و أجابها بجفاء و صراحة
هنفيها من على وش الأرض لكن برضه نورهان شايلة اسم عيلة الجندي و مش ممكن نحاول نضرها !
اتسعت عينيها و سألته پخوف يعني هي لو مش من عيلة الجندي هتضرها !!!!
عقد حاجبيه ينظر إليها بدهشة و هي تحدق به منتظرة اجابه شافية ليسألها مباشرة فيه إيه ياسديم أنت تعرفي حاجة عن أميرة و نورهان !
هزت رأسها بالسلب ثم زفرت بإنهاك وقالت وهي تضع يدها فوق رأسها المټألم
أنا مصدعة أوي ومحتاجة ارتاح شوية !
استدارت من أمامه و تحركت إلى الخارج لكنه أوقفها بسؤاله الذي خرج منه بتردد ملحوظ
هتخرجي بليل مع سليم ويوسف !!
وقفت محلها و استدارت تهز كتفيها بعدم معرفة ثم أوضحت قائلة
مش عارفة لسه أنا مش حابة الفكرة بس نور امبارح سمعت يوسف بيقولي تاني و أصرت تنزل النهاردة !
ابتسم لها و ابتهج داخله أن الرغبة آتية من الصغيرة و ليس هي ! و زادت بسمته حين قالت وهي تقف عند باب الغرفة
على فكرة مامتك كانت جميلة أوي و اعتبرني مشوفتش حاجه النهاردة !
حل المساء على المنزل و وافقت سديم على الذهاب إلى العشاء بعد طلب الجدة و عاصم منها وقد أصرت نورهان على الذهاب معهم رغم رفض والدتها في البداية لكنها وافقت حين تحدثت الطفلة أمام الجميع عن رغبتها و ذهبت تجلس بجانب اختها و تخبئ وجهها بجسدها پخوف مما دفع سديم إلى احتضانها و عقد آسر حاجبيه يقول بجدية
وفيها إيه يعني لما تيجي معانا !
جلس سليم بجانب سديم و مد يده إلى وجه الصغيرة يداعبها برفق و يقول بحنو غافلا عن نظرات آسر الذي حدق به و بحركة جسده كأنه يحتفظ بصورة تذكارية
وكأنها لا تثق سوى بها هى عل يقين مدهش أنها لن تخذلها أبدا ! مما دفع سديم إلى الابتسام و رفعت يدها تضعها فوق وجنتها و تقول بهدوء
بجد ياقلب ديمي !
بينما كانت داخل عالم آخر و هي تراقب معاملة العائلة تجاه الطفلة و دلالها المحبب على قلوب الجميع كيف يمكن أن يتحطم كل هذا في ليلة واحدة !! و بكلمة واحدة منها !!!
لم تتابع باقي الحديث بل ظلت تحتضن الصغيرة التي ابتهجت بموافقة والدتها و استقامت تجذب ذراعها وتقول بحماس
يلاا ياديمي !
أفاقت من شرودها و استقامت واقفة تسير معها وقد عينيها تعلقت ب أميرة التي تراقب تشبث صغيرتها بتلك الفتاة المحتالة پخوف واضح و ملحوظ مما دفع يوسف إلى القول
مټخافيش كدا ياأميرة احنا ولاد عمها مش هنخطفها يعني دا غير إن أختها سديم معانا !
كيف تخبره الآن أنها تخشى فقط من سديم تلك اللعېنة السارقة التي استحوذت على صغيرتها الوحيدة و أصبحت تشكل خطړ بالغ الشدة عليها بينما روزاليا _الكندية والدة سيلا _ شددت عليها ألا تحاول التحدث مع تلك الفتاة إلى أن تتصرف هي !!!
آثرت الصمت هذه المرة أيضا وهزت رأسها ببسمة صغيرة و بدأ الجميع يغادر المكان استعدادا لسهرة شبابية هادئة بعيدا عن أجواء المنزل التي كادت تدفعه إلى الرتابة والملل !
داخل المطعم الراقي ..
جلس الجميع و بدأت الصغيرة تتأمل الأجواء الهادئة حولها ببسمة مشرقة أدهشت يوسف الذي سألها
أنت مبسوطة يانور
هزت رأسها بالإيجاب وقالت ببهجة واضحة
ايوا أنا بحب ابقا معاكم !
ضحك سليم الذي كان يجاور سديم و قال بلطف
و إحنا بڼموت فيك ! قوليلي إيه ال dress الفستان الجميل دا
ابتسمت له الصغيرة بوداعة وخجل ثم قالت وهي تتأمل اختها بنظرات مليئة بالمحبة و ديمي جميلة !
رفعت سديم يدها تهندم خصلات الصغيرة ومالت تضع قبلة صغيرة فوق وجنتها مبتسمة لها بلطف بينما ارتكزت عيني آسر فوق ابن عمه الذي رد بعفوية
انتوا الاتنين أجمل من بعض الحقيقة !
كلماته العفوية أغضبته للغاية و خاصة حين أكد شقيقه يوسف على حديثه وقال
أنا مكنتش اتوقع تنسجموا مع بعض أوي كدا بس سديم حقيقي تتحب عن زمان خالص يعني !
رفعت حاجبها الأيسر و اجابته بدهشة ودا مدح ولا ذم دا بقاا !
ضحك يوسف و اعتدل بجلسته قائلا پخوف مصطنع
مدح ياباشاا مدح جدا كمان !!!
لم يتسمع إلى رد سليم الضاحك حيث استقام واقفا و مد يده إليها حين بدأت الفرقة بالعزف و كأنه يخشى الرفض و يخشى أن يكرر ابن العم فعلته السابقة و يراقصها مرة أخرى أمام أنظار الجميع لذلك قال بهدوء وعينيه تجوب ملامحها الساكنة
تسمحي
نظر كلا من سليم و يوسف إلى بعضهما بدهشة بينما ابتسمت له بهدوء و وضعت يدها للمرة الثانية في هذا اليوم داخل و برغبتها !
كتف المصاپ
متوقعتش حركة زي دي منك الحقيقة !
ابتسم لها و رفع حاجبه الأيسر واستنكر يهمس لها
ليه هو أنا مشلۏل ولا إيه ما أنا بعرف اتعامل بدراعي التاني عادي جدا وقريب أوي هرجع تمام زي الأول .
اجابته بهدوء و هي ترفع كتفيها بلامبالاة و تتجه بعينيها تجاه الطاولة التي يجلس فوقها رفاقهم
خلاص وزعلت كدا ليه اقصد إني متوقعتش التصرف دا منك يعني من يوسف أو .. اممم أو من ..
ابتسمت